حصلت حادثة كارابانتشيل يوم 27 يونيو 1932 في معسكر كارابانتشيل، حيث كانت الأكاديميات العسكرية موجودة في ذلك الوقت. وحدثت في فترة أول سنتين من الجمهورية الإسبانية الثانية.
جرت الحادثة بعد نقل ثلاثة أفواج مشاة من حامية مدريد ودون علم وزير الحرب مانويل أثانيا إلى ذلك المكان المذكور رسميا للتآخي مع الطلاب بأمر من الجنرال فيليجاس أمر الفرقة. وبعد العرض خطب كلا من الجنرال فيليجاس وكاباليرو وجوديد. وانتقدت تلك الخطب السياسة العسكرية التي كانت تطبقها الجمهورية ومشروع النظام الأساسي لكاتالونيا الذي كان موضع نقاش في الكورتيس في ذلك الوقت[1].
لم يكن للجنرال غوديد اي حق في التحدث منذ البداية، لأنه كان ضيف خاص وغير رسمي[1] - فقد أنهى خطابه بعبارة "عاشت إسبانيا!" ولم يزد عن ذلك[2]، ولم يقل الكلمة الإلزامية "تحيا الجمهورية!"[3]، فقام المقدم خوليو مانجادا الذي أبدى امتعاضه وعدم موافقته على الخطب المناهضة للجمهورية[4]، وبقي جالسًا ولم يرد لتحية غوديد فوبخه بقسوة[5]. فرد عليه مانجادا "تحيا الجمهورية!"، على الرغم من أن آمر فوج المشاة العقيد كارلوس ليريت آبيدا[6] تمكن من أخذ بزمام المبادرة وسحب مانجادا[5]؛ إلا أن الأمور ازدادت سوءا عندما أمر الجنرال فيليجاس بالقبض على مانجادا، وخلع قميصه والقبعة وألقي بهما على الأرض وهو يهتف "انظروا كيف يعاملون رئيسك"[7].
في رأي كارلوس ليريت آبيدا، فإن هذا التحرك لجمع القوات في الأكاديميات أو المسيرات أو الخطابات المعادية للجمهورية تدخل في خانة التعمد لإثارة السخط في المؤسسة العسكرية، لأنها لم تكن المرة الأولى: كان الجنرال ميلان أستراي قد تكلم بنفسه في مدرسة كارابانتشيل للرماية في الأسبوع السابق وكرم على ذلك.[8]
أما مانجادا وعلى الرغم من محاكمته بسبب هذه الأحداث إلا أنه قد تمت تبرئته. سمحت التحقيقات التي أُجريت للكشف عن التزامات مختلف القادة العسكريين بحركات التآمر المخالفة للجمهورية ولكن مع ذلك فقد توجت بمحاولة انقلابية للجنرال سانخورخو في 10 أغسطس من ذلك العام.
أسفر الحادث عن قيام أثانيا بإقالة غوديد وفيليجاس وكاباليرو[9][10]، على الرغم من الانطباع غير الجيد الذي ذكره الوزير آنذاك حول شخصية المقدم مانجادا[11]، إلا أنه لم يصف الوقائع بأنها جريمة أو فعل من عدم الانضباط، بل كان "خطأ بسيط" أو "عمل طائش" أو "فعل أخرق"[12][13]. وهناك أيضاً قول ذكر أن الجنرال غوديد هو من طلب الاستقالة مؤازرة لصاحبيه[14][4].
مصادر
- Preston 2004، صفحة 52.
- Tuñón de Lara 2000، صفحة 341.
- Preston 2004، صفحة 52-53.
- Jackson 2012، صفحة 71.
- Payne 1967، صفحة 284.
- Diario Luz (28 يونيو 1932). "El incidente de ayer en Carabanchel - Los generales Goded, Villegas y Caballero han sido relevados de sus mandos". Diario Luz. صفحة 16. مؤرشف من الأصل في 17 مارس 2016.
- La Vanguardia (28 يونيو 1932). "Incidente entre militares". Diario La Vanguardia. صفحة 20. مؤرشف من الأصل في 6 سبتمبر 2010.
- Togores Sánchez 2003، صفحة 171.
- Tuñón de Lara 1988، صفحة 16.
- Suárez Fernández 1986، صفحة 160.
- El Sol (29 يونيو 1932). "El Ministro de la Guerra explica ante la Cámara el incidente militar de Carabanchel". Diario El Sol. صفحة 3. مؤرشف من الأصل في 8 مارس 2016.
- Preston 2004، صفحة 53.
- Heraldo de Madrid (29 يونيو 1932). "El incidente militar de Carabanchel: Después de la sustitución de los generales Goded, Villegas y Caballero". صفحة 10. مؤرشف من الأصل في 4 يناير 20144 يناير 2014.
مراجع
- Jackson, Gabriel (2012). Spanish Republic and the Civil War, 1931-1939. Princeton University Press. صفحة 592. .
- Navajas Zubeldia, Carlos (2001). "La salvaguardia de lo permanente. Las extremas derechas militares en la España del siglo XX". 61. Hispania: 69-98. ISSN 0018-2141. مؤرشف من الأصل في 30 سبتمبر 2019.
- Tuñón de Lara, Manuel (2000). La España del siglo XX, Volumen 1. Ediciones AKAL. صفحة 852. .
- Payne, Stanley G. (1967). Politics and the Military in Modern Spain. Stanford University Press. صفحة 574. .
- Preston, Paul (2004). Coming of the Spanish Civil War. Routledge. صفحة 368. .
- Suárez Fernández, Luis (1986). Historia general de España y América, volumen 17: la Segunda República y la guerra. Ediciones Rialp. صفحة 701. .
- Togores Sánchez, Luis Eugenio (2003). Millán Astray, legionario ( كتاب إلكتروني PDF ). La Esfera de los Libros. .
- مراجع إضافية
- Diario ABC (28 يونيو 1932). "Incidente en el campamento de Carabanchel - Entre el general Goded y el teniente coronel Mangada". ABC. صفحة 21. مؤرشف من الأصل في 30 سبتمبر 2019.
- Azaña, Manuel. Op.cit: Diarios Completos de Azaña, pp: 540-541