حارة الشرف أو بما يسمى ب"حارة اليهود”، هو حي من أحياء البلدة القديمة بالقدس، ويرمز له بالحي اليهودي نسبة لوجود عدد من اليهود تسكنه .ولكن للمعلومات التاريخية حي اليهود هو حي صغير داخل حارة الشرف والتي تسمى أيضا بحارة شرف الأنبياء، وقام الاحتلال الصهيوني عام 1967 ابان تكملة احتلاله للقدس التاريخية وبالأخص شرقي القدس بطرد سكانها وهدم فيما نسبته ب70% من مساحتها، ومصادرة ما تبقى من الممتلكات الوقفية وأملاك الفلسطينيين المهجرين خلال نكسة 1967، فيما تحولت "حارة الشرف" إلى ما يشبه قلعة محصنة يعبرها المستوطنون اليهود، ويقيمون فيها، وغالبيتهم من اليهود الأميركيين، الذين وفدوا إلى المدينة المقدسة من ولايات أميركية مختلفة، وقرروا الاستيطان الدائم فيها لاعتبارات إيديولوجية وقومية متطرفة، وكانت هذه الحارة على الدوام، معبراً ومساراً لآلاف المقدسيين القاطنين داخل البلدة القديمة أو الوافدين إليها، يمرون منها إلى المساجد والكنائس، أو خروجاً من حاراتها وأسواقها المختلفة إلى أحياء القدس الجنوبية والحارات خارج أسوار البلدة العتيقة في سلوان، والثوري، وحي باب المغاربة المتاخم للسور القديم للبلدة، ويوضح المؤرخ المقدسي طاهر النمري، أن تسمية هذه الحارة بـ"حي الشرف"، تعود إلى أحد أكابر رجالات القدس ويُدعى شرف الدين موسى، وعرفت ذريته ببني شرف، في حين عُرفت منطقة سكناهم قديما بحارة الأكراد ثم سميت بحارة العلم. وشمل الشرف العديد من الحارات، أبرزها حارة الحيادرة والصلتيين وحارة سوق البطيخ والشاي وحارة الريشة وحارة صهيون وحارة اليهود. وكان غالبية سكان الحي من المقدسيين الفلسطينيين، وعاش إلى جانبهم عدد محدود من اليهود، مضيفاً أنه " في سنة 1967م تم طرد كل العائلات العربية المقدسية وطردوا ثلاثة آلاف من سكانها الفلسطينيين، ودمروا معظم منازلها، وبدأت جرافات الاحتلال بهدم وتدمير كل البيوت في حارة المغاربة حيث كانت تحوي على مخبز ومقهى ومحال للخضار وكلها حولت إلى ساحات ومواقف سيارات بفعل الجرافات"، وبيّن أن "العائلات العربية المقدسية بعد الطرد الذي تعرضت له شُردّت بين حارات البلدة القديمة وبعض العائلات وقامت وكالة الغوث للاجئين ببناء بيوتٍ لهم في مخيم شعفاط وبعض العائلات توزعت على أحياء البلدة، لكن على الرغم من الطابع اليهودي المسيطر على هذا الحيّ وقيام جرافات الاحتلال الإسرائيلي بدثر ما تبقى من أصول عربية اسلامية في ذاك الحي إلا أن حارة الشرف وحيّ المغاربة لن يندثروا وستبقى كل منهما عالقة في ذاكرة كل من سكنهما ولن تنمحي من مخيلتهم وقلوبهم، وكلّهم أمل بأن أصحاب الحق المهجرين سيعودون إلى حاراتهم وأحيائهم وبيوتهم يوما، ومن العائلات التي كان تسكن وتتملك فيها عائلة النمري المقدسية التي شردت أيضا من غربي القدس ابان نكبة 1948 من حيها المسمى "بحارة النمامرة" الواقعة في منطقة الطالبية والتي تسمى الان بعد احتلالها ب "تل بيوت"، وأيضا عائلة الديسي وغيرها من العائلات المقدسية التي سكنت حارة الشرف.