الرئيسيةعريقبحث

حرب كروات–البوسنة

حرب

كانت الحرب الكرواتية البوسنية صراعًا بين جمهورية البوسنة والهرسك والجمهورية الكرواتية في البوسنة والهرسك المعلنة ذاتيًا بدعم من كرواتيا، واستمرت هذه الحرب منذ 18 أكتوبر من عام 1992 وحتى 23 فبراير من عام 1994. غالبًا ما يُشار إليها بأنها «حرب داخل حرب» على اعتبار أنها كانت جزءًا من حرب البوسنة والهرسك. حارب البوشناق والكروات في بادئ الأمر ضمن تحالف ضد جيش يوغوسلافيا الشعبي (JNA) وجيش جمهورية صرب البوسنة (VRS)، ولكن ازدادت التوترات بين البوشناق والكروات بحلول نهاية عام 1992. وقعت أولى الحوادث المسلحة بينهما في أكتوبر من عام 1992 في البوسنة الوسطى. استمر هذا التحالف العسكري حتى أوائل عام 1993، إذ انهار تعاونهما وانخرط الحليفان السابقان في صراع مفتوح.

حرب كروات–البوسنة
جزء من حرب البوسنة والهرسك و‌حروب يوغوسلافيا
Croat–Bosniak War collage.jpg
 
معلومات عامة
بداية 18 أكتوبر 1992
نهاية 23 فبراير 1994
البلد البوسنة والهرسك، تحديدًا في البوسنة الوسطى وبطول نهر نيريتفا
الموقع البوسنة والهرسك 
النتيجة اتفاق واشنطن
تأسيس اتحاد البوسنة والهرسك
تغييرات
حدودية
انخفاض المنطقة التي يسيطر على مجلس الدفاع الكرواتي في البوسنة والهرسك من 20% إلى 10% بحلول وقت اتفاق واشنطن
المتحاربون
 الجمهورية الكرواتية في البوسنة والهرسك

 كرواتيا

 جمهورية البوسنة والهرسك
القادة
كرواتيا فرانيو تودجمان

كرواتيا غويكو سوساك
كرواتيا يانكو بوبيتكو
الجمهورية الكرواتية في البوسنة والهرسك ماتي بوبان
الجمهورية الكرواتية في البوسنة والهرسك ميليفوي بتكوفيتش
الجمهورية الكرواتية في البوسنة والهرسك سلوبودان برالياك
الجمهورية الكرواتية في البوسنة والهرسك أنتي روسو
الجمهورية الكرواتية في البوسنة والهرسك فالنتين كوريتش

جمهورية البوسنة والهرسك علي عزت بيغوفيتش

جمهورية البوسنة والهرسك سيفير هاليلوفيتش
جمهورية البوسنة والهرسك رسيم ديليتش
جمهورية البوسنة والهرسك إنفر حاج حسنوفيتش
جمهورية البوسنة والهرسك عريف بازاليتش
جمهورية البوسنة والهرسك محمد ألاغيتش

القوة
40,000–50,000 (1993)[1] 100,000–120,000 (1993)[2]

تصاعدت الحرب الكرواتية البوسنية في البوسنة الوسطى وسرعان ما امتدت إلى الهرسك، مع اندلاع معظم المعارك في هاتين المنطقتين. نُظم البوشناق في جيش جمهورية البوسنة والهرسك (ARBiH)، والكروات في مجلس الدفاع الكرواتي (HVO). تألفت الحرب بشكل عام من صراعات متفرقة مع إبرام العديد من اتفاقيات وقف إطلاق النار خلالها. ومع ذلك، لم تكن هذه الحرب شاملةً بين البوشناق والكروات إذ ظلوا متحالفين في مناطق أخرى، بشكل رئيسي في بيخاتش وسراييفو وتيشان. اقترح المجتمع الدولي العديد من خطط السلام خلال الحرب، ولكن فشلت جميعها. جرى التوصل إلى وقف إطلاق النار في 23 فبراير من عام 1994، ووُقع على اتفاق إنهاء الأعمال العدائية (اتفاقية واشنطن) في واشنطن العاصمة في 18 مارس من عام 1994، ولكن كان مجلس الدفاع الكرواتي قد تكبد خسائر كبيرة خلال المعارك حتى ذلك الوقت. أدى الاتفاق إلى إنشاء اتحاد البوسنة والهرسك وبدء العمليات المشتركة ضد القوات الصربية، ما ساعد على تغيير التوازن العسكري وإنهاء حرب البوسنة والهرسك.

أدانت المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة 17 مسؤولًا تابعين لمجلس الدفاع الكرواتي وللجمهورية الكرواتية في البوسنة والهرسك، أُدين ستةً منهم لمشاركتهم في مشروع إجرامي مشترك يسعى لضم الأجزاء ذات الأغلبية الكرواتية في البوسنة والهرسك أو السيطرة عليها، في حين أُدين اثنين من جيش جمهورية البوسنة والهرسك لمسؤوليتهما عن جرائم الحرب المُرتكبة خلال الصراع. قضت المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة بسيطرة كرواتيا بشكل عام على مجلس الدفاع الكرواتي وبكون ذلك الصراع دوليًا.

تداعيات الحرب

وقع رؤساء كرواتيا والبوسنة والهرسك وصربيا على اتفاقية دايتون في نوفمبر من عام 1995، الأمر الذي أنهى حرب البوسنة والهرسك. عُرف اتحاد البوسنة والهرسك بأنه أحد الكيانين المتواجدين في البوسنة والهرسك إذ شكل الاتحاد 51٪ من أراضي الجمهورية، في حين شكلت جمهورية صرب البوسنة نسبة 49٪ من الأراضي. ومع ذلك، نشبت العديد من المشاكل المتعلقة بتنفيذ الاتفاقية بسبب وجود تفسيرات مختلفة لها.[3][4] أُنشئ جيش اتحاد البوسنة والهرسك من خلال دمج وحدات من جيش جمهورية البوسنة والهرسك ومن مجلس الدفاع الكرواتي، على الرغم من عدم فعالية هذه العملية بشكل كبير آنذاك. قُسم الاتحاد إلى عشر كانتونات. شكل الكروات أغلبية السكان في ثلاثة كانتونات في حين شكل البوشناق أغلبية السكان في خمسة منها. كان هناك كانتونين مختلطين إثنيًا، وبقيت الإدارات المحلية المتوازية في البلديات التي قُسمت خلال الحرب. بدأت عودة اللاجئين في تلك الكانتونات،[5] ونص الاتفاق على إلغاء الجمهورية الكرواتية في البوسنة والهرسك خلال أسبوعين اعتبارًا من تاريخ البدء بتنفيذ الاتفاقية.[6]

لم يكن عمل الاتحاد سوى حبرًا على ورق إذ فشل في عمله كحكومة فعلية، على الرغم من ضغوط واشنطن وتأكيد الرئيسين تودجمان وعزت بيغوفيتش على عمل السياسيين الكروات والبوشناق معًا في الحكومة الجديدة. ألغيت جمهورية الكرواتية في البوسنة والهرسك رسميًا في 17 ديسمبر من عام 1996، ولكن أُنشئت جماعة كرواتية جديدة في البوسنة والهرسك لتحل محلها في 27 يناير من عام 1997. استمرت منشآت البوسنة والهرسك في العمل، وعملت الحكومة الموازية على توسيع استقلالية مؤسساتها المالية.[6] زعم قادة الاتحاد الديمقراطي الكرواتي للبوسنة والهرسك «عدم قدرة جانب البوسنة والهرسك على القبول بالنظام المالي المشترك، لأن مثل هذا النظام لن يسمح للكروات البوسنيين بتمويل جيشهم ومتابعة التزاماتهم الاجتماعية على المدى الطويل».[7] جمعت نظم ميزانية البوسنة والهرسك الإيرادات من الكانتونات الخاضعة لسيطرة الكروات. سيطر مكتب مدفوعات البوسنة والهرسك على النشاط الاقتصادي الكرواتي، بالإضافة إلى وجود مرافق عامة كرواتية منفصلة، وخدمات اجتماعية، وصناديق تأمين اجتماعي، وإدارات للغابات. جرت المحافظة على نظام تعليمي منفصل مع استعمال منهج وكتب مدرسية كرواتية في البوسنة والهرسك. استمرت البوسنة والهرسك في تلقي الدعم المالي من كرواتيا وخاصة من وزارة الدفاع. دعمت الحكومة الكرواتية أنظمة التقاعد والتعليم ورواتب السياسيين والضباط الكروات.[8][9] خلص تقرير صادر عن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE) بعد عامين من انتهاء الحرب إلى أن البوسنة والهرسك قد أصبحت «جزءًا من كرواتيا على جميع الأصعدة، بدءًا من الشؤون العسكرية والأمنية وانتهاءً بالعلاقات التجارية». [10][11]

جرى الاتفاق أثناء مباحثات اتفاقية دايتون على إجراء تبادل للنازحين في يايتسي واستولاك وبوغوينو وتراونيك، لكن أعاقت السلطات في البلديات الأربع هذه العملية.[12] عرقل المسؤولون المحليون عودة اللاجئين الكروات في بلدية تراونيك، وقُتل خمسة عائدين في القرى المحيطة بتراونيك خلال عام 1997. قال الكاردينال فينكو بولييتش إن ما يحدث هو حملة شنتها الحكومة ووسائل الإعلام لدفع الصرب والكروات إلى الشعور بعدم الانتماء إلى البوسنة والهرسك.[13] أعاق حزب العمل الديمقراطي عودة اللاجئين إلى تراونيك وبوغوينو وغورنيي فاكوف. [14]

وقعت حادثة في موستار بين رجال الشرطة الكروات ومجموعة من عدة مئات من البوشناق الذين كانوا يسيرون إلى مقبرة شارع ليسكا في فبراير من عام 1997، خلال عطلة عيد الأضحى. وقع شجار بينهم وحصل إطلاق نار خلال المسيرة ما أسفر عن مقتل أحد البوشناق وجرح 24 منهم. اتهمت محكمة مقاطعة موستار رئيس شرطة موستار بالتهجم المتعمد. جادل الدفاع بإلقاء الحشد بالحجارة على الشرطة أولًا، وبإصابة العديد من رجال الشرطة بطعنات، وبعدم إبلاغ السلطات بهذا الموكب. [15][16]

المراجع

  1. CIA 1993، صفحة 28.
  2. CIA 1993، صفحة 25.
  3. Schindler 2007، صفحة 252.
  4. Goldstein 1999، صفحة 255.
  5. Toal & Dahlman 2011، صفحة 196.
  6. Gosztonyi 2003، صفحة 53.
  7. ESI 14 October 1999، صفحات 7–8.
  8. ESI 14 October 1999، صفحة 9.
  9. ESI 14 October 1999، صفحات 8–9.
  10. Burg & Shoup 2000، صفحة 377.
  11. Moore 2013، صفحة 95.
  12. Toal & Dahlman 2011، صفحة 195.
  13. Hedges 16 November 1997.
  14. Toal & Dahlman 2011، صفحة 17.
  15. "Nastavljeno suđenje Maki Radiću i drugima". bljesak.info. 1 October 2012. مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 2017.
  16. "Suđenje Marku Radiću i ostalima, u predmetu Liska park". bljesak.info. 27 March 2012. مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 2017.

المصادر

الكتب والصحف

مقالات إخبارية

مصادر عالمية وحكومية وغير حكومية

موسوعات ذات صلة :