الرئيسيةعريقبحث

حرب كريستيروس


إعدام رجل الدين الكاثوليكي ميغيل برو بسبب إيمانه.

حرب كريستيروس أو ثورة كريستيروس (بالإسبانيّة: La Cristiada) هي صراع واسع النطاق في العديد من ولايات وسط-غرب المكسيك ضد سياسة العلمانيين في الحكومة المكسيكية الذين أتبعوا سياسية معادية للكاثوليكية والعداء لرجال الدين.

صادر الرئيس المكسيكي بينيتو خواريز في القرن التاسع عشر أراضي الكنيسة. وقامت الحكومة المكسيكية في حملة ضد الكنيسة الكاثوليكية. وبدء عصر الإصلاحات حيث تمت صياغة دستور جديد في عام 1857 أسس لدولة علمانية وحكومة فيدرالية وحريات عدة. رفض المحافظون الاعتراف به وبدأت حرب الإصلاح 1858 وكان لكلا الفريقين حكوماتهم. انتهت الحرب في عام 1861 بانتصار الليبراليين بقيادة بينيتو خواريز وهو من السكان الأصليين للبلاد. في ستينيات القرن التاسع عشر، خضعت المكسيك لاحتلال عسكري من قبل فرنسا والتي أنشأت الإمبراطورية المكسيكية الثانية تحت حكم الأرشيدوق الهابسبورغي فرديناند ماكسيمليان من النمسا بدعم من رجال الدين الكاثوليك والمحافظين والذي بدل انتماءه لاحقًا وانضم إلى الليبراليين. استسلم ماكسيميليان وحوكم في 14 يونيو وأعدم في 19 يونيو 1867.

بعد الثورة المكسيكية بلغ ذروة الحملة المعادية للكاثوليكية في دستور 1917 والذي تضمن العديد من القوانين التي نظر لها الكاثوليك أنها تنتهك حقوقهم المدنيّة: مثل تجريم الجماعات الدينية الرهبانية، ومنع العبادة العامة خارج مباني الكنيسة، وحظر حقوق المنظمات الدينية من التملك، وسلب الحقوق المدنية الأساسية لأعضاء من رجال الدين (منع الكهنة من ارتداء الملابس الدينية في الخارج، والحرمان من الحق في التصويت، ولم يسمح للكهنة للتعليق على الشؤون العامة في الصحافة).

وكانت المكسيك أول دولة تحتضن سفارة الاتحاد السوفيتي، حيث لاحظ السفير السوفياتي على أنه "لا يوجد بلدين آخرين تظهر المزيد من أوجه الشبه بينهما مثل الاتحاد السوفيتي والمكسيك".[1] عندما أدانت الكنيسة علنًا التدابير المعادية للقساوسة، سعى الرئيس الملحد بلوتاركو إلياس كاليس لفرض بقوة أحكام وتشريعات إضافية جديدة معادية للكاثوليكية معروفة بإسم قانون كاليس.

وبسبب الاضطهادات، حصلت تمردات شعبية في أجزاء كثيرة من البلاد والتي دعيت بإسم حرب المسيح الملك. وكانت آثار الاضطهاد على الكنيسة عميقة. حيث قتل ما بين سنوات 1926 و1934 لا ما يقل عن أربعين الكهنة قتل.[2] حيث كان هناك 4,500 كاهن في خدمة الكاثوليك قبل الثورة، في عام 1934 كان هناك 334 كاهن مرخص له العمل من قبل الحكومة لخدمة خمسة عشر مليونًا من الكاثوليك، حيث تم القضاء على العدد الأكبر من الكهنة من خلال الهجرة، والطرد والاغتيال.[2][3] وبحلول عام 1935، كانت 17 ولاية مكسيكية لا يوجد فيها كاهن على الإطلاق.[4]

بذأت عمليات التمرد من عندما سُن قانون معادي للكاثوليكية في عهد الرئيس إلياس كاليس بلوتاركو فضلًا عن قوانين تحد من سيطرة القساوسة وذلك الدستور المكسيكي عام 1917 (المعروف أيضا باسم قانون كاليس). سعى كاليس للقضاء على سلطة الكنيسة والمنظمات التابعة، وكذلك قمع الاحتفالات الدينيّة الشعبيّة في المجتمعات المحلية. دعمت المجتمعات الكاثوليكية في المناطق الحضرية الانتفاضة الشعبية العارمة في الريف المكسيكي. وتوسط السفير الأميركي آنذاك دوايت دبليو مورو من أجل المفاوضات بين حكومة كاليس بلوتاركو والكنيسة. قامت الحكومة بتقديم بعض التنازلات، وبالتالي قامت الكنيسة بسحب دعمها لمقاتلي كريستيروس وانتهى الصراع في عام 1929.

يمكن أن ينظر إلى حرب كريستيروس باعتبارها حدثًا رئيسيًا في الصراع بين الكنيسة والدولة التي يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر مع حرب الإصلاح، ولكن فإنه يمكن أيضًا أن تفسر على أنها آخر انتفاضة للفلاحين في المكسيك بعد انتهاء المرحلة العسكرية من الثورة المكسيكية عام 1920.

مراجع

  1. Krauze, Enrique, Mexico: biography of power : a history of modern Mexico, 1810–1996, p. 418, Harper Collins 1998 نسخة محفوظة 21 يونيو 2014 على موقع واي باك مشين.
  2. Van Hove, Brian Blood-Drenched Altars Faith & Reason 1994 نسخة محفوظة 09 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  3. Scheina, Robert L. Latin America's Wars: The Age of the Caudillo, 1791–1899 p. 33 (2003 Brassey's) نسخة محفوظة 19 مايو 2016 على موقع واي باك مشين.
  4. رامون إدواردو رويز Triumphs and Tragedy: A History of the Mexican People p.393 (1993 W. W. Norton & Company) نسخة محفوظة 29 يوليو 2018 على موقع واي باك مشين.

مقالات ذات صلة

مصادر خارجية

موسوعات ذات صلة :