حَرْفُ اللِين أو صوت اللِيْن[1] أو الحرف المصوَّت أو الصائت (الجمع: صوائت)[2][3] أو الحركة في علم الصوتيات، هو كلام بشري يُنتج بطريق صوتي مفتوح بحيث لا يتراكم ضغط الهواء في أي نقطة فوق مزمار الحنجرة. يختلف هذا عن الحرف الصامت الناتج بإغلاق كامل أو جزئي للطريق الصوتي في نقطة ما على مسيره.
في اللغة العربية المصوتات هي الحركات الثلاثة -الفتح والكسر والضم- وأصوات المد الثلاثة -مد الألف والياء والواو. أما الكونسونات فهي كل ما عدا ذلك من الأصوات.
في الفونولوجيا، يعرف المصوت بأنه الصوت الذي يشكل نواة أو قمة مقطع لفظي؛ وهنا يحدث تضارب مع التعريف الصوتي حيث أن بعض الأصوات -كالأصوات المقاربة /j/ و/w/- تنتج بدون حدوث تضيق معتبر في الطريق الصوتي (وبالتالي هي مصوتات صوتيا) ولكنها تقع على حواف المقاطع اللفظية، كما في كلمتي "يكتب" و"وقف" (وبالتالي هي كونسونات فونولوجيا). تسمى هذه الأصوات بالأصوات شبه المصوتية أو شبه العليلة.
تمايز المصوتات
العوامل التي تمايز الأصوات المصوتية المختلفة عن بعضها أثناء النطق هي:
- الموضع العمودي للسان، والذي يحدد ما يعرف بالارتفاع.
- الموضع الأفقي للسان، والذي يحدد ما يعرف بالتأخر.
- ضم الشفتين من عدمه؛ يسمى ضم الشفتين بالتدوير.
- موضع الحنك الرخو والذي يحدد الأنفية.
- اهتزاز الحبال الصوتية من عدمه، والذي يحدد الجهر.
- انسحاب جذر اللسان.
- البلعمة.
المصوتات المرجعية
المصوتات المرجعية (cardinal vowels) هي مجموعة من المصوتات التي يستخدمها علماء الصوتيات كنقاط مرجعية يحددون على أساسها "مواقع" المصوتات الأخرى، وهو نظام ابتكره عالِم الصوتيات البريطاني دانيال جونز. تمثل هذه المصوتات أقصى درجات التطرف في كل اتجاه من الاتجاهات التي يمكن أن يتحرك فيها اللسان أثناء إنتاج المصوتات.
ارتفاع المصوت
يتحدد ارتفاع المصوت حسب الموضع العمودي للسان بالنسبة لسقف الفم. في المصوتات العالية كـ /i/ و/u/ يكون اللسان عاليا في الفم، أم في المصوتات المنخفضة كـ /a/ يكون اللسان منخفضا في الفم. في الأبجدية الصوتية الدولية (IPA) يستخدم مصطلح مصوت مغلق بدلا من مصوت عالي ومصوت مفتوح بدلا من مصوت منخفض.
توجد في IPA سبعة ارتفاعات مصوتية مختلفة:
- مصوت مغلق (عال)
- مصوت قرب مغلق
- مصوت متوسط مغلق
- مصوت متوسط
- مصوت متوسط مفتوح
- مصوت قرب مفتوح
- مصوت مفتوح (منخفض)
تحتوي كثير من اللغات -كالإنجليزية مثلا- على مصوتات من الارتفاعات السبعة المختلفة. أما اللغة العربية الفصيحة فإنها نظريا تحتوي على مصوتات من الارتفاع والانخفاض الأقصيين فقط.
تأخر المصوت
يشير تأخر المصوت أو تقدمه إلى موقع اللسان الأفقي داخل الفم أثناء نطق المصوت. في المصوتات المتقدمة أو الأمامية كـ /i/ يكون اللسان أقرب لمقدمة الفم، بينما في المصوتات المتاخرة أو الخلفية كـ /u/ يكون اللسان أقرب لمؤخرة الفم.
يوجد في IPA خمسة درجات مختلفة من التأخر المصوتي:
تدوير المصوت
تدوير المصوت يشير إلى كون الشفاه مضمومة أثناء نطقه، والتدوير المصوتي هو ظاهرة فرعية من ظاهرة أعم هي التشفيه أو الإشمام التي يمكن أن ترافق الكونسونات كما المصوتات، ولكن مصطلح التدوير يستخدم عادة عند الحديث عن المصوتات بدلا من مصطلح التشفيه.
في معظم لغات العالم يكون التدوير مجرد ظاهرة تعزيزية للمصوتات الخلفية المائلة إلى الارتفاع، ويزيد التدوير فيها بزيادة ارتفاع المصوت الخلفي (مثلا الضمة في اللغة العربية)، وبذلك فهي ظاهرة غير مميزة لأن التدوير هو من جنس التأخير كما أن عدم التدوير هو من جنس التقديم. ولكن هناك بعض اللغات التي يتم فيها التمييز بين التأخر والتقدم وبين التدوير؛ على سبيل المثال، تحوي اللغات اليونانية القديمة واللاتينية والفرنسية والألمانية مصوتات امامية مدورة (حرف υ اليوناني و y اللاتيني و u الفرنسي وö وü الألمانيان) وكذلك تحوي اللغات التركية واللغة الفيتنامية مصوتات خلفية غير مدورة. توجد هذه التمايزات أيضا في اللغات الأورالية واللغة الكورية.
يتأثر صوت المصوت المدور بطريقة ضم الشفاه، حيث يمكن أن يكون الضم مقرونا ببروز الشفاه (exolabial)، وهو الشائع في كثير من اللغات ومنها العربية، ويمكن أن لا يكون كذلك (endolabial)، وهذا موجود على سبيل المثال في نطق صوت /u/ الياباني.
أنفية المصوت
الأنفية في نطق المصوتات هي فرع من ظاهرة الخيشمة العامة التي يمكن أن تلحق الكونسونات كما المصوتات. في اللفظ الأنفي أو الخيشومي لصوت ما ينخفض الحنك اللين ويخرج جزء من تيار الهواء من الانف بالإضافة إلى خروجه من الفم، بينما في اللفظ الفموي البحت يخرج كامل تيار الهواء من الفم. تشتهر اللغة الفرنسية بوجود التمايز فيها بين المصوتات الأنفية والفموية، ويوجد مثل هذا التمايز أيضا في اللغة البولندية والبرتغالية.
جهرية المصوت
الجهر في الأصوات عموما، أو التصويت، هو اهتزاز الحبال الصوتية أثناء نطق الصوت. تكون المصوتات عادة (كما كل السونورات) مجهورة، ولكن هناك في عدد من لغات الهنود الحمر تمايز بين مصوتات مجهورة ونظائر غير مجهورة (مهموسة). في اللغة اليابانية والفرنسية الكيبيكية، غالبا ما تهمس المصوتات عندما تقع بين كونسونين مهموسين.
الطبيعة الثابتة مقابل الطبيعة المتغيرة
لا يشترط في اللسان أن يبقى ثابتا في موقع واحد أثناء إنتاج مصوت، حيث من الممكن أن يبدأ اللسان في موقع ما ثم يتحرك بانسيابية وبدون تقطع في الصوت إلى مكان آخر، وبذلك ينشأ صوت مصوتي ذو طبيعة متغيرة تتدرج بين مصوتين مختلفين. يعرف هكذا مصوت بالديفثونغ، بينما يعرف المصوت ذو الطبيعة الثابتة بالمونوفثونغ. يشترط في الديفثونغ الحقيقي أن يقع في مقطع لفظي واحد وإلا فإنه يعتبر عقدة مكونة من مصوتين منفصلين.
بالإضافة إلى الديفثونغات يوجد في بعض اللغات مصوتات يتم فيها الانسياب بين ثلاثة مواقع مصوتية مختلية تعرف بالتريفثونغات.
مصوتات اللغة العربية
اللغة العربية الفصيحة تحتوي نظريا على المصوتات التالية:
ولكن كما هو معروف فإن النطق الحقيقي للمصوتات في اللغة العربية هو أوسع من هذا بكثير، فقد ذكر اللغويون الأوائل -وعلى رأسهم سيبويه- وأفاضوا في ذكر ظواهر التفخيم والترقيق والإمالة وغيرها مما يدل على وجود طيف مصوتي واسع في الجزيرة العربية قديما كما هو الحال في العالم العربي اليوم. في وقتنا تشيع هذه الظواهر الثلاثة، حيث -على سبيل المثال- يلاحظ الترقيق في كثير من لهجات الشام (فلسطين) ومصر والمغرب، وتلاحظ الإمالة التامة في شمال سورية ولبنان وشرق ليبيا وتونس. أما التفخيم فيشيع اليوم في الخليج وفي غرب سورية ووسطها نزولا إلى دمشق.
انظر أيضاً
مراجع
- قاموس المورد، البعلبكي، بيروت، لبنان.
- «مستقبل الكتابة العربية في ظل فوضى النقحرة وهجنة العربيزي» - د/ مصطفى محمد رزق السواحلي - صـ16ـ جامعة الأزهر - كلية اللغة العربية محمد رزق السواحلي.pdf نسخة محفوظة 25 مايو 2015 على موقع واي باك مشين.
- جهود تعريب مجمع العراق - صوت العربية نسخة محفوظة 03 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.