الرئيسيةعريقبحث

حركة 16 فبراير


☰ جدول المحتويات


حركة شباب 16 فبراير ( ثوار ) الجنوبية السلمية

في السادس عشر من فبراير 2011 شهدت مدينة عدن جنوب اليمن انتفاضة شبابية ضد حكم الرئيس اليمني السابق "علي صالح" وكانت أحد ابرز حركات التظاهر والرفض لنظام حكم صالح .

باتت هذه الانتفاضة لاحقا تعرف بثورة شباب 16 فبراير بعدن ولاحقا تمكنت من ان تكون أحد ابرز الفصائل السياسية في عدن .

ابرز الشهداء من قياداتها الميدانية : الشهيد فهمي الفروي الشهيد شرف محفوظ الشهيد احمد الادريسي الشهيد علي الزيدي الشهيد جعبل البركاني الشهيد محمود الزعيم ومازال هناك قيادات ماضون على هدف التحرير والاستقلال وهم وضاح الحريبي و م.محمد العبادي و م.نزار هيثم حميد الخامري وحمادة الفروي وعبد السلام عسكر واخرون

نادت الحركة في بداية الأمر بإسقاط نظام الرئيس اليمني السابق لكنها بعد أشهر جاهرت بمطالبته باستقلال الجنوب ودعم حركة التحرر الوطنية .

كيف ظهر شباب 16 فبراير

في الـ16فبراير 2011 ووسط غرفة الطوارئ بمستشفى النقيب بمديرية المنصورة بدأ المنظر كارثيا غرفة صغيرة للغاية تزدحم بعدد من الجرحى فيما يجاهد عدد من الأطباء في سباق مع الزمن لتقديم الإسعافات الأولية لهم .


تتساقط قطرات من الدم الأحمر من بطن شاب في ال 17 من عمره على أرضية الغرفة البيضاء مشكلة لوحة متماهية الألوان بين الأبيض والأحمر وتشق صيحات ألمه أرجاء المشفى .


في الشارع المقابل وعلى بعد مئات الأمتار تتعالى خيوط الدخان في السماء لتغطي سماء مدينة المنصورة، عشرات من الجنود ينتشرون وسط الأحياء ويجاهدون في عملية مطاردة واسعة النطاق لعدد من المحتجين الغاضبين الذين يرشقون الجنود بالحجارة.

ذات المشهد تكرر ليومين متتاليين في المدينة الساحلية عدن التي تميزت طوال سنوات ماضية بسلمية فعاليتها الاحتجاجية وأسفرت أعمال العنف الأخيرة عن مقتل مالايقل عن 7 من شباب المدينة وإصابة آخرين .

فيما كان أحد الأطباء بمستشفى النقيب يعلن لزملائه الذين التفوا حوله نبأ وفاة الجريح محمد علي شاعن بعد ان غطى وجهه بلحاف اخضر وابعد يديه عن قلب الجريح بعد ان فشلت محاولة إعادة الروح إلى القلب المنهك كان نائب وزير الداخلية والأمين العام للمجلس المحلي للمديرية يتبادلون الاتهامات.

يصر اللواء صالح حسين الزوعري والذي شغل حينها نائبا لوزير الداخلية بإن جميع من قتلوا خلال أعمال العنف التي شهدتها مديرية المنصورة أمس وأمس الأول إنما سقطوا برصاص الحراك الجنوبي .


وقال الرجل في حديث لقناة الجزيرة ليل الـ 16 من فبراير 2011 ان من أطلق النار على الشباب المشاركين في التظاهرات السلمية التي شهدتها مديرية المنصورة عصرا وتسبب بمقتل شخصين في يومه الأول إنما هم من عناصر الحراك الجنوبي نافيا قيام أفراد الأمن بإطلاق النار على أي متظاهر.

يقابل عمر ناصر علي مهدي وهو أمين عام المجلس المحلي بالمدينة حينها تصريحات المسئول الحكومي برفض تام لها ويؤكد هو الآخر ان من قام بقتل المتظاهرين وإصابة عدد منهم إنما هو الأمن وليس أحد سواه.

كيف بدأت احتجاجات المنصورة؟

تعود أصول حكاية الاحتجاجات في المنصورة إلى قبل أكثر من شهر من 16 فبراير 2011 وتحديداً بعيد سقوط نظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي حينها دأب العشرات من الشباب المتحمسين على تنظيم تظاهرات لم تكن تتعدى الحارات التي يقطنونها وتنتهي غالبا بالرقص والغناء.

وكان لهذه التظاهرات ان تمر بسلام إلا ان تدخل قوات الأمن بعد لفض هذه التظاهرات عبر استخدام الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع منح هذه الاحتجاجات زخما شديداً وفي حين كانت أولى التظاهرات محصورة بأحد الشوارع القريبة من حي العيادات قبل تدخل قوات الأمن، اتسع نطاقها لاحقا لتشمل أحياء أخرى مثل خليفة وشارع السجن وبلوك 35 .

وتحول الأمر في مواجهة عنف رجال الشرطة من مجرد تظاهرة عادية إلى قطع طرقات وإحراق إطارات وحينها بدأت الاحتجاجات تتسع .

الشرارة الأولى

في مساء السابع من فبراير الحالي 2011 العشرات من الشباب بحي العيادات وواجهت قوات التظاهرة بالرصاص الحي وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع .

أسفر إطلاق النار عن إصابة شاب في ال 22 من العمر يدعى جمعان احمد الكثيري الذي أصيب برصاصة اخترقت قدمه، كان تعامل قوات الأمن خاطئاً بشهادة كثيرين حيث أنها كانت تواجه متظاهرين لاينتمون إلى أي حزب سياسي بل كان تحركهم عفوي وكان يتوجب على المسئولين الانتباه لهذا الأمر وهو مالم يحدث.


في الثامن من فبراير شهدت أحياء المنصورة هدوء عاما وكانت الحياة تستعد للعودة إلى مثلما كانت عليه بعد يوم من الاحتجاجات إلا ان تعامل أجهزة الأمن مع الأحداث افشل كل شيء أطقم عسكرية تحاصر الحي الذي شهد أولى الاحتجاجات ليقوم الجنود فجراً باعتقال اثنان من شباب الحي .


وتسببت عملية الاعتقال بمنح الاحتجاجات زخما فقدته خلال الأيام الماضية، ظهر التاسع من فبراير تظاهر العشرات من أهالي الحي بدلاً عن تظاهرات الليل وأشعلوا الإطارات لتستمر الاحتجاجات خلال يومين كاملين.


تواصل الاحتجاجات اضطر السلطات ان تتخذ قرار بالإفراج عن الشباب المعتقلين وتزامن ذلك مع الإطاحة بنظام الرئيس المصري حسني مبارك في ال 11 من فبراير 2011 ، تمكنت قوات الأمن يومها من قطع الطريق أمام احتجاجات غاضبة كانت المدينة على موعد معها تزامنا مع الإطاحة بمبارك.

على عكس التوقعات مر يوم الــ11 من فبراير 2011هادئا في عموم أنحاء مديرية المنصورة وارجع ذلك إلى التوجه الطيب لسلطات الأمن التي أفرجت عن المعتقلين .

استمر الهدوء في المدينة حتى الــ15 من فبراير 2011شارك المئات من الشباب المتحمسين في مسيرة طافت أرجاء محدودة رفعت فيها شعارات تطالب الرئيس اليمني السابق علي صالح بالتنحي وبمحاربة الفساد لكنها عامة لم ترفع أي شعارات انفصالية .

انتهت مسيرة الــ15 من فبراير بسلام بعد دقائق من الهتاف غابت قوات الأمن عن المكان ومر كل شيء بسلام تبادل العشرات من المشاركين التحية ومضى كلا إلى حال سبيله.


في السادس عشر من فبراير أي في اليوم التالي كرر ذات الشباب نفس المشهد واختاروا محطة الحافلات الوحيدة في المدينة مكانا للاعتصام وبدأوا اعتصاما مفتوحا بدأ عند التاسعة صباحا وكان في بدايته حاشداً لكن عدد المعتصمين بدأ في التناقص .

كان هنالك ثمة حماس يزول بعد الهتاف والهتاف والهتاف، عند الــ12 ظهراً كان العشرات من المعتصمين يغادرون الساحة ربما لإحساس أنهم قاموا بما يكفي، في بداية الاعتصام كان المشاركون بالمئات لكن عند حلول الساعة 12 ظهراً كان العدد لايتجاوز العشرات وكان يبدو واضحاً ان ان الاعتصام في طريقه إلى الانتهاء بعد اقل من ساعة.


لحظة الانفجار

دونما تحذير وبشكل مفاجئ فوجئ الشباب المشاركون في الاعتصام بعدد من الأطقم العسكرية تحاصر المكان، وبصورة تشبه إلى حد كبير أفلام الاكشن الأمريكية بادر الجنود المعتصمين إطلاقا كثيفا للنار تنوع بين غازات مسيلة للدموع ورصاص حي.

برأي كثيرين لم يكن فض الاعتصام يحتاج سوى إلى وصول الأطقم إلى المكان والاكتفاء بإطلاق رصاصة صوتية واحدة فقط لكي يفر الجميع لكن ماحدث كان مخالفا لكل هذه التوقعات.

عند الساعة الثانية ظهراً كانت الأنباء تتحدث عن سقوط قتيل وعدد من الجرحى برصاص الأمن، لتمتد لاحقاً المواجهات إلى أحياء أخرى في المديرية وتستمر بقسوة وعنف اشد.

فيما كانت قوات الأمن تجاهد لقمع المحتجين في أطراف مديرية المنصورة الشمالية كان العشرات من المحتجين الغاضبين يدمرون مبنى السلطة المحلية، تسبب إطلاق النار وسقوط جرحى بتوسع الاحتجاجات وانتقالها إلى أحياء أخرى .

الأمن المركزي يفر من المكان

عند الرابعة عصر وبعد أكثر من 3 ساعات من الاشتباكات مع المتظاهرين اتخذ الأمن المركزي قرار يقضي بالانسحاب من المكان تاركا خلفه قتيل وعدد من الجرحى ومشاعر غضب عارمة.

عن الخامسة عصرا أعاد المحتجون تنظيم صفوفهم وانطلقوا في تظاهرة صوب مقر الشرطة في المدينة وحاولوا اقتحامه وأضرموا النيران في كل طرقات المدينة وعند السابعة مساء كانت المنصورة تحترق .

السابع عشر من فبراير

صباح اليوم التالي بدأت الحياة تعود بشكل جزئي إلى المدينة فتح عمال البلدية الشارع الرئيسي وعادت بعض الحافلات إلى المحطة وشوهد عدد من الموظفين يتوجهون إلى مقار أعمالهم.

في الرابعة عصراً احتشد الآلاف وسط حي السكنية إلى الشرق من المنصورة وطافوا شوارع المدينة ورفضوا الانصياع لدعوات طالبتهم بمهاجمة مقر الشرطة وتوجه الجميع إلى محطة الحافلات حيث أقاموا اعتصاما استمر قرابة النصف ساعة .


المشهد يتكرر

مع اقتراب موعد صلاة المغرب كان المئات من المشاركين في الاعتصام يغادرون المكان بعد إحساسهم بأنهم قد تظاهروا ونددوا فلما البقاء في المكان وبحسب كثيرين شاركوا في الاعتصام فان الاعتصام كان سينتهي سلميا عند حلول الصلاة إلا ان ماحدث لم يكن متخيلا ألبته.

ذات المشهد تكرر لكن باختلاف أسماء وهويات الضحايا فقط جنود وإطلاق رصاص وعنف متبادل ودماء تسيل ليل ال 17 و18 و ال25 من فبراير 2011 قد يكونا من أصعب الليالي التي عاشتها المدينة منذ سنوات ومنذ ذلك الحين ظهرت حركة شباب 16 فبراير التي باتت اليوم أحد ابرز الكيانات السياسية في عدن.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كيف ظهر شباب 16 فبراير

موسوعات ذات صلة :