حركة الإنجليزية فقط، تعرف أيضا بـحركة الإنجليزية الرسمية وهي حركة سياسية تُعنى باستخدام اللغة الإنجليزية في عمليات حكومة الولايات المتحدة الرسمية عن طريق فرض الإنجليزية كاللغة الرسمية الوحيدة في الولايات المتحدة. لم يكن لدى الولايات المتحدة الأمريكية سياسة قانونية لإعلان لغة رسمية دولية لكن في بعض الاوقات والاماكن كانت هناك حركات مختلفة لترويج أو طلب استخدام الإنجليزية كما في المدارس الأمريكية الهندية الداخلية. نفذت بعض سياسات اختيار اللغة في مستوى الولاية.
الجهود المبكرة
بدأت الخلافات والنزاعات بين المواطنين والمهاجرين حول الإنجليزية منذ عام 1750 وذلك عندما تغيرت لافتات الشوارع في ولاية بنسلفانيا لتضم كلا من اللغة الإنجليزية واللغة الألمانية لاستضافة العديد من المهاجرين الالمان. استمرت المناظرة الإنجليزية الألمانية حتى الحرب العالمية عندما تسبب العدوان الدولي في رفض كل ما يتعلق بالألمان بما في ذلك منع اللغة الألمانية وأدوات اللغة الألمانية خصوصا الكتب. وذلك حسب ماذكره رتش وفانس. في عام 1803م، حظيت الولايات المتحدة بسكان يتحدثوا اللغة الفرنسية في لويزيانا وتعد نتيجة لما يعرف بـ نفوذ لويزيانا. شمل دستور لويزيانا بند يقتضي نشر جميع الوثائق الرسمية باللغة المستخدمة في الدستور الأمريكي وذلك يعد شرطا للقبول في الاتحاد. لكن اليوم لايوجد في لويزيانا قانونا ينص على ان الإنجليزية هي اللغة الرسمية للولاية. بعد الحرب المكسيكية الامريكية(1846م-1848م)، اكتسبت الولايات المتحدة حوالي 75000 متحدثا للغة الأسبانية بالإضافة إلى العديد من السكان متحدثي اللغة الاصلية. سمح القانون في عام 1847 بتعليمات الفرنسية الأنجولي المدارس الحكومية في لويزيانا. وفي عام 1849م اعترف دستور كاليفورنيا بحقوق اللغة الأسبانية اما حقوق اللغة الفرنسية فكانت ملغاه بعد الحرب الاهلية الأمريكية. شجعت لجنة السلام الهندية في عام 1868م حركة الإنجليزية فقط للتعليم للهنود الحمر. اما في عام 1878م-79م اُعيدت كتابة دستور كاليفورنيا لينص على ان" جميع قوانين ولاية كاليفورنيا وجميع الكتابات الرسمية والإجراءات التنفيذية والتشريعية والقضائية سوف يتم تصحيحها وحفظها ومن ثم نشرها بالانجليزية فقط. في اواخرعام 1880تجاوزت ويسكونسن وايلينويز تعليمات قانون حركة الإنجليزية فقط لكلٍ من المدارس الحكومية والباروكية. في عام 1896م اصبحت الإنجليزية الوسط الاساسي للتعليم الحكومي لأطفال هاواي وذلك ضمن قانون حكومة جمهورية هاواي. بعد الحرب الأسبانية الأمريكية صُرح ان الإنجليزية هي" اللغة الرسمية للصف الدراسي" في بورتوريكو. وبنفس الطريقة صُرح ايضا ان الإنجليزية هي الغة الرسمية في الفلبين بعد الحرب الفلبينية الأمريكية. خلال الحرب العالمية كان هناك انتشار واسع لحملات ضد استخدام اللغة الألمانية في الولايات المتحدة وشمل ذلك إزالة الكتب المكتوبة بالألمانية من المكتبات.(حدثاً مشابه قد حصل في جنوب استراليا كما في قانون التسمية في عام 1917م. قام ذلك التشريع بإعادة تسمية 69 مدينة وضواحي ومناطق لها أسماء ألمانية). في عام 1923م تمت صياغة قانون من قبل عضو الكونجرس واشنطن جيه مكورميك ليصبح أول تشريع مقترح يخص لغة الولايات المتحدة المحلية والذي يجعلها (الأمريكية) اللغة الوطنية للتفريق بين لغة الولايات المتحدة وتلك المستخدمة في إنجلترا. لم ينجح ذلك القانون في الكونجرس بالرغم من الدعم الكافي خاصةً من قبل المهاجرين الايرلنديين المستائين من النفوذ البريطاني.
بعض الحجج حول حركة الإنجليزية فقط
في عام 1907م كتب الرئيس الأمريكي ذيودر روزفلت " لدينا غرفة لغة واحدة في هذه البلاد وهي اللغة الإنجليزية ولذلك نحن نطمح لنرى البوتقة تطرد شعبنا للخارج بما فيهم الامريكان حاملي الجنسية الأمريكية وليسوا سكان البيوت ذات الطوابق لمتعددة". لخصت منظمة برو انقلش(مناصري اللغة الإنجليزية) يقينهم على ان"شعبا متعدد الاطراف كشعبنا يجب ان تكون وظيفة الدولة فيه هي احتضان ودعم التشابهات التي توحدنا بدلا من تثبيت الاختلافات التي تفرقنا". ولذلك فإن منظمة مناصري اللغة الإنجليزية تعمل عن طريق المحاكم وفي محاكم الرأي العام للدفاع عن الدور التاريخي للغة الإنجليزية كدولة أمريكية مشتركة ولتوحيد اللغة ولإقناع مشرعي القانون ان يعتمدوا الإنجليزية كلغة رسمية في جميع مستويات الحكومة. مجموعة اخرى مناصرة للغة الإنجليزية أيضا تدعى (يو اس انقلش)والتي تعني إنجليزية الولايات المتحدة، عبروا عن رأيهم بقولهم"اعتماد اللغة الإنجليزية كلغة رسمية سيساعد في زيادة الفرص للمهاجرين لتعلم الإنجليزية وتحدثها والتي تعد الاداة التمكينية الوحيدة والأكبر التي يجب ان يحظى بها المهاجرون للنجاح".
مؤخراً
في عام 1980م وافق منتخبين من ولايتي ديد وفلوريدا على "مرسوم ضد ثنائي اللغة ولكن نقضت لجنة الدولة ذلك المرسوم في عام 1993م بعد تقسيم اصحاب التوجة العنصري" والذي ادى بشأنه إلى تغير في الحكومة. في عام 1981م اعلن عن اعتماد اللغة الإنجليزية كلغة رسمية في شعب فرجينيا. في عام 1983م اسس مجلس الشيوخ الأمريكي و هايكوا جون تانتون منظمة الضغط السياسي وإنجليزية الولايات المتحدة. (كان تانتون الرئيس السابق للجنة سكان نادي سييرا والنمو الصفري للسكان والمؤسس لأتحاد اصلاحات الهجرة الأمريكية (مجموعة الحد من الهجرة)). في عام 1986م كتب تانتون مذكرات تحوي تصريحات حول الأسبانيون بناء على طلب بعض النقاد ليتم نقدها والتي ظهرت في جريدة اخبار جمهورية اريزونا مما ادى إلى استقالة عضو إدارة مجلس الولايات المتحدة والتر كرونكيت والمدير التنفيذي ليندا شافيز وتانتون ايضا كان سيقطع علاقاته مع المنظمة. وفي نفس العام اسس ليري برات منظمة الإنجليزية اولا بينما اسس المهندس لوزسكي من بريان، ولاية تكساس التحالف العرقي الأمريكي. في عام 1985م كان كيتي باترك الداعم الوحيد لمحاولته الفاشلة لاعتماد الإنجليزية لغة رسمية لولاية تكساس. انتهى بيت القرار المتزامن رقم 13 في لجنة شؤون الدولة. قال باتريك ان قراره كان أكثر اهمية من ايجاد "طيور الدولة". وفي دورات لاحقة للمجلس التشريعي اكتسبت حركة الإنجليزية فقط داعمين من ضمنهم تالمدج هفلين من هيوستن ولكن لم يكن هناك اعضاء كافين للموافقة على سن القوانين. في عام 1994م ربط جون تانتون وبعض الاعضاء السابقين لمنظمة إنجليزية الولايات المتحدة منظمة مناصري اللغة الإنجليزية خصيصا للدفاع عن قانون الإنجليزية فقط لولاية أريزونا. رفضت منظمة مناصري اللغة الإنجليزية مصطلح "حركة الإنجليزية فقط" و طلبت من داعميها ان يشيروا إلى الحركة بمسمى "الإنجليزية الرسمية". صوت مجلس الشيوخ الأمريكي لتعديلين مختلفين يمسان قانون الهجرة في مايو 2006. عرف القانون المعدل الإنجليزية على انها" لغة شائعة موحدة" و اعطى تعليمات تناقض وكالات الحكومة تخص الزاماتهم للمنشورات غير الإنجليزية. وفي ما أعيد أساسا إلى إجراءات عام 2006 في 6 يونيو2007 ،صوت مجلس الشيوخ الأمريكي مجددا لتعديلين يخصان قانون اصلاحات الهجرة اللاحقة واللذين يشابها بشكل كبير تعديلات قانون الشيوخ 2006. وفي النهاية لا قانون إصلاحات الهجرة 2006 ولا 2007 اصبح قانونا رسميا. في 22 يناير 2009 رفض المصوتون في ناشفيل تنسي مقترح تحت الانتخابات لجعل" ناشفيل المدينة الأكبر في الولايات المتحدة لمنع الحكومة من استخدام اي لغة غير الإنجليزية باستثناء السماح لمسائل الصحة والامان". ولكن فشلت المبادرة وكانت النتيجة 57% مقابل 43% من الاصوات. في مارس 2012 انتقد بعض المندوبون الجمهوريون من بيرتو ريكو المرشح والرئيس الجمهوري ريك سانتروم وذلك عندما اخذ علانيةً موقع بيرتو ريكو، المقاطعة التي تتحدث الأسبانية ورغب في جعل الإنجليزية لغتها الاساسية كشرطا للإستقلال.
النقد
قد واجهة حركة الإنجليزية فقط الحديثة الرفض من مجتمع أمريكا اللغوي والتي مرت بقرار في عام 1986-87م ضد "ان اجراءات حركة الإنجليزية فقط قائمة على اساس مفاهيم خاطئة حول دور اللغة الشائعة في تأسيس الاتحاد السياسي وانها ايضا تتعارض مع الاعراف الاساسية الأمريكية للتسامح اللغوي".
اشار اللغوي جفري بولوم في مقال بقوله"هنا يأتي تنظيم فاشست اللغوي" مهاجماً منظمة الإنجليزية اولاً بقوله "الريبة والشك للأغراب والمهاجرين" وشدد على ان الإنجليزية بعيده عن التهديد في الولايات المتحدة، قائلاً" جعل الإنجليزية اللغة الرسمية للولايات المتحدة بمثابة النداء العاجل لجعل النقانق الاطعام الرئيسي عند لعب البيسبول". اللغوي راشيل لوتون قد أعد تحليل خطاب نقدي ليظهر أن بلاغة تلك الحركة ما هي إلا "محفز حقيقي للتمييز والحرمان". .
قد صرح الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية ان قوانين حركة الإنجليزية فقط تناقض كلا من حق التعديل الأول للإتصال معه اوعريضة الحكومة وكذلك حرية التعبير وحق المساواة وذلك لأنهم منعوا موظفي الحكومة من توفير مساعدات وخدمات للغات غير الإنجليزية. في11 أغسطس 2000 وقع الرئيس بيل كلينتون الامر التنفيذي رقم 13166، "تحسين امكانية الوصول إلى الخدمات للأشخاص محدودي إجادة اللغة الإنجليزية". طلب الامر التنفيذي من الوكالات الفدرالية اختبار الخدمات الموفرة وتحديد اي احتياج للخدمات لاولئك محدودي اللغة الإنجليزية وتطوير التنفيذ وهو نظام توفير تلك الخدمات ليتمكن محدودي اللغة من التوصل اليهم. عندما لاحظ نظام القضاء ان سن قوانين حركة الإنجليزية فقط رمزية وغير باهضة، حيث يفسرها المشرفين والإداريين احيانا ان الإنجليزية هي اللغة اليومية الإلزامية. فمثلا منع سائق باص مدرسة متوسطة الطلاب من تحدث الأسبانية حينما كانوا في طريقهم إلى المدرسة وذلك بعدما تجاوزت كولورادو تشريعها. في عام 2004 في سكوت سديل طالبت معلمة بفرض سياسات غمر الإنجليزية عندما صفعت بقوة الطلاب لتحدثهم الأسبانية في الصف. في عام2005 م، في مدينة كنساس تم تعليق طالب في ممرات المدرسة لأنه تحدث الأسبانية. وصفت إحالة الانضباط المكتوبة قرار تعليق الطالب ليوم ونصف قائلةً:" ليست المرة الاولى التي نطلب من زاك وطلاب اخرين الا يتحدثوا الاسبانية في المدرسة". وجدت أحد الدراسات لحالات حركة الإنجليزية فقط خلال فترة محاولة هيمنة أمريكا(1910-1930) ان السياسات ارتفعت باعتدال معدل محو الامية للأطفال المولودين في الخارج ولكن لم يكن لها تأثير على نتائج سوق العمل النهائية للمهاجرين أو اجراءات الاندماج الاجتماعي. لم تحدد الحكومة الفدرالية للولايات المتحدة لغة رسمية ولكن جميع الوثائق الرسمية في الولايات المتحدة مكتوبة بالانجليزية بالرغم من ان بعضا منها قد نُشر بلغات أخرى.