يعتبر احد الفنانيين الرواد في الذائقة البصرية الآرامية السورية الذين استطاعوا ان يتعلموا الرسم من خلال تجربته الذاتية، ثم علوم الفن من الفنان الرائد (محمد غالب سالم) الذي رعاه ودفعه إلى متابعة الرسم، وقدمه إلى الوسط الفني، فقدم اعمالاً غنية بالألوان الحارة، وقد تأثر كثيراً بالطبيعة بسبب هوايته بالصيد، وقد زار عدداً كبيراً من المناطق الطبيعة في وطنه سوريا الجميلة، وعمل على رسم بعضها بأسلوبه الواقعي التسجيلي، تارة بسكين الرسم واخرى بالريشة، وبرز كثيراً بالرسم بواسطة سكينة الرسم المعروفة، حتى انه يعتبر رائداً فيها في الحركة التشكيلية السورية الآرمية
السيرة الفنية
ولد الفنان حزقيال طوروس في مدينة (خربوط ) في تركيا عام 1912 ، وانتقل إلى مدينة حلب مع أهله في عام 1916 أثناء مذابح سيفو إلى سوريا، وتعلم في مدارس حلب، وتتلمذ، في البداية، على يد الفنان الرائد ( محمد غالب سالم ) الذي أصبح من أصدقائه المقربين جدا، وبدأ الرسم في عام /1932/ .
لقد أحب الصيد ومارسه بكثرة في الطبيعة، ونتيجة حبه الكبير للطبيعة الخلابة، كانت أكثر مواضيعه الفنية مستمدة من الطبيعة والآثار والحارات العتيقة، وأول أعماله ( قلعة حلب ) في عام /1936/ ، وأول معارضه الفردية في واجهة دكانه ( الساعاتي.. كان يعمل ساعاتيا ) عام /1943/ ومعرضه الثاني في صالة نادي ( السعد ) بحلب، قدم فيه (54) لوحة باعها جميعا للمغتربين السريان والأجانب . في عام /1961/ بدأ يشارك في المعارض الرسمية، وقد شارك مع الفنان ( فاتح المدرس ) بمعرض خاص في صالة نادي اللواء عام /1954/ ، من أهم معارضه الشخصية ( 1953 اللاذقية -1960 –دمشق – 1963 –القامشلي – 1974 – 1975-حلب ) وكان معرضه الأخير في صالة تشرين بحلب عام /1977/ ، نال الفنان طوروس عدة جوائز في حياته الفنية .
التجربة الفنية
تتميز تجربة الفنان حزقيال طوروس الفنية في مضمار الذائقة البصرية السورية بتفردها وريادتها باستعمال سكين الرسم في إنتاج اللوحة الفنية، ومدى قدرته الكبيرة على محاكاة الطبيعة وألوانها العديدة ضمن تأثيرات فنية خاصة برؤية الفنان الجمالية والفنية، وثقته الكبيرة في أداء الشكل من الواقع المرئي بتقنية ضربات السكين، وأكثر ألوانه المستعملة حارة يستمدها من طبيعة بلادنا المشمسة، ويستمد مواضيعه أيضا من الطبيعة الحيّة والحارات القديمة والآثار الموجودة في أرضنا الطيبة التي أحبها الفنان ... وقد رسم في حياته أكثر من ( 1500) لوحة كرّس أكثرها للطبيعة السورية وحارات حلب العتيقة وأثارها الجميلة حتى انه يعتبر من رسامي الطبيعة الأول في الحركة التشكيلية السورية . أسلوبه الفني في أعماله يتراوح بين التسجيلية، والواقعية، والانطباعية، والتأثيرية، مزجهم معا بمفهوم فني حديث بواسطة ضربات ريشة الخشنة ذات الكثافة اللونية أو بسكينة الرسم، وبتكوينات تشكيلية متزنة فنيا وجماليا تأخذ مكانها في اللوحة بكل ثقة وإتقان وبراعة في الأداء الفني والتشكيلي، ضمن مفاهيم الكلاسيكية الحديثة ومدارسها الأكاديمية، وإنتاجه الفني كان غزيرا، فقد رسم في حياته كثيرا حتى أتعب الرسم صحته، نتيجة ضعف كبير في بصره، فتوفي في مدينة حلب /5/2/1984/ ... وقد أقامت صالة تشرين للفنون بحلب معرض استرجاعي كبير لأعماله الفنية في ذكرى وفاته عام /1999/ .
المصادر
http://www.syriac-union.com/?cat=17
http://jamahir.alwehda.gov.sy/node/351038
http://www.esyria.sy/ealeppo/index.php?p=stories&category=arts&filename=201304251300011
http://www.alnhdah.com/الأخبار/تشكيل/حزقيال-طوروس-الريشة-التي-امتلكت-الرؤية-1912-1984.html