حصار بروسوبيتيس (حوالي سنة 454 ق. م.)[1] هو أحد معارك الاتحاد الديلي الإغريقي الذي قادته أثينا ضد الإمبراطورية الفارسية، ويعد نهاية الحملة التي شنها ذلك الاتحاد على مصر، التي كانت تحت الحكم الفارسي آنذاك. حيث تراجعت سفن الاتحاد الديلي إلى جزيرة بروسوبيتيس في دلتا النيل ورست عندها [2][3]، فضرب القائد الفارسي ميغابيزوس حصاراً حول الجزيرة لمدة 18 شهراً، استطاع في نهايته تجفيف مجرى النيل من حول الجزيرة عن طريق حفر قنوات لتحويل المجرى، وبذلك استطاع "ضم الجزيرة إلى الأرض المحيطة"[2].
اختلاف الروايات بشأن الحصار
حسب رواية ثوكيديدس فقد عبر الفرس باتجاه ما كان جزيرة في السابق واحتلوها[2]، ولم ينجُ إلا عدد قليل من الأثينيين الذين فروا عبر الأراضي الليبية إلى قورينا ومنها إلى أثينا[4]. بينما تذكر رواية ديودورس أن تجفيف النهر أجبر المصريين (الذين لم تذكرهم رواية ثوكيديدس) على الاستسلام للفرس. وقد سمح الفرس للفارين بالتوجه إلى قورينا دون أن يعترضوها، تجنباً لوقوع خسائر جسيمة في صفوفهم إذا هاجموا القوات الأثينية المنسحبة. ونظراً لأن هزيمة الحملة التي جردها الاتحاد الديلي إلى مصر تسببت في هلع غير مسبوق في أثينا، أدى إلى نقل خزانة الاتحاد الديلي إلى أثينا، فالأرجح أن تكون رواية ثوكيديدس هي الأصح.
نتائج الحصار
تسبب حصار بروسوبيتيس في كارثة لحملة الاتحاد الديلي على مصر بكل المقاييس[1]؛ حيث خسر الإغريق ما يقدر بمائتي سفينة حربية وخمسين ألف رجل[5]. كما أعدم الفرس الأمير المصري (ذا الأصل الليبي) إيناروس، الذي ثار ضد الفرس أثناء انشغالهم بصد حملة الاتحاد الديلي ضدهم. حيث نقل إلى مدينة شوشان في بلاد فارس، وهناك أعدم سنة 454 ق. م.[6]
المراجع
- Robinson E. W. (1999). "Thucydidean Seiges, Prosopitis, and the Hellenic Disaster in Egypt". Classic Antiquity. 18 (1): 132–152. مؤرشف من الأصل في 25 مارس 2020.
- Thucydides I, 109
- Diodorus XI, 77 - تصفح: نسخة محفوظة 25 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
- Thucydides I, 110 - تصفح: نسخة محفوظة 25 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
- Tony Jacques Dictionary of Battles and Sieges; p. 820 - تصفح: نسخة محفوظة 25 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
- Bigwood, J.M. (Spring 1976). "Ctesias' Account of the Revolt of Inarus". Phoenix (Classical Association of Canada). 30 (1): 1–25. doi:10.2307/1088018.