الرئيسيةعريقبحث

حظر الكحوليات في الولايات المتحدة


شرطة ديترويت تقوم بفحص آلة وجدت في مصنع سري للكحوليات خلال فترة الحظر.

قانون الحظر كان قانونا فيدراليا يحظر بيع، تصنيع ونقل المشروبات الكحولية في الولايات المتحدة في الفترة مابين 1920 - 1933.[1] في حين الملكية الخاصة للمشروبات الكحولية وتناولها لم يكن ممنوعاً. تم اعتماد القانون بعد التعديل الثامن العشر لدستور الولايات المتحدة والقانون التشريعي التمكيني الذي عرف "بقانون فولستيد" نسبة لأندرو فولستيد رئيس لجنة القضاء في مجلس النواب الأمريكي. التعديل والقانون أرسى القواعد لفرض الحظر وأنواع المشروبات المحظورة. تم إلغاء القانون في 5 ديسمبر 1933.

أثار القانون جدلاً واسعاً في الولايات المتحدة، فالمؤيدون وصفوا الحظر بالتجربة النبيلة وقدموه كانتصار للأخلاق الحميدة وصحة العامة.[2] فيما إتهم المعارضون مؤيدي الحظر بفرض توجهات بروتستانتية ريفية على أبناء المدن.[3] انحدر إستهلاك الكحوليات للنصف في العشرينات وبقي كذلك بعد إلغاء الحظر إلى أربعينيات القرن العشرين خلال الحرب العالمية الثانية.[4] كان فرض الحظر صعباً على السلطات التنفيذية لغياب تأييد شعبي، بالإضافة إلى أنه كان سبباً رئيسيًا في نمو العديد من المنظمات الإجرامية ونشوء السوق السوداء. ظهر في فترة الحظر أحد أشهر رجال العصابات الأمريكيين المدعو آل كابوني وارتفعت نسب الفساد بين السياسيين ومنسوبي أجهزة الأمن.

خلفية تاريخية

قدم مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع القانون في 18 ديسمبر 1917. وتم قبولها من 36 ولاية ومن ثم التصديق عليها في 16 يناير 1919 والتنفيذ في 17 يناير 1920 [5] في 18 نوفمبر 1918 قبل التصديق على القانون، مرر الكونغرس الأمريكي قانونا مؤقتا يحظر بيع وتصنيع ونقل المشروبات التي تحتوي على نسبة كحول أعلى 2.75%.[6] وتم تنفيذ القانون في 30 يونيو 1919 وعرف القانون بإسم "العطشى أولا" كونه صدر في أيام هدنة الحرب العالمية الأولى أملا في توفير القمح [7][8] مرر الكونغرس "قانون فولستيد" رغم فيتو الرئيس ويلسون في 28 أكتوبر 1919 وأسس تعريفا قانونيا للكحوليات وعقوبات تصنيعها وبيعها.[9] لم تكن الحكومة الفيدرالية جادة في فرض العقوبات إذ أنه في مدينة نيويورك وحدها كان يتواجد مايقدر من 30,000 إلى 100,000 حانة سبيكيزي.[10] وعلى الرغم من نجاح القانون في تقليل عدد مستهلكي الكحوليات، إلا أنه كان سببا رئيسيا في نمو الجريمة المنظمة.[11] ارتفع معدل الجريمة بشكل غير مسبوق وأحدثت مجزرة يوم القديس فالنتين صدمة للشارع الأمريكي وأخذت أعداد المؤيدين للقانون بالتضاؤل سريعا.[12]

في 22 مارس 1933، وافق الرئيس روزفلت على قانون يسمح بصناعة وبيع النبيذ والبيرة منخفضة الكحول وعرف القانون باسم "كولين هاريسون" تيمنا بمتبنيه السيناتور بات هاريسون وعضو مجلس الشيوخ توماس كولينفي. في 5 ديسمبر 1933، تم التصديق على التعديل الحادي والعشرين للدستور والذي نقض التعديل الثامن العشر وألغاه. ولكن أبقت الحكومة الفيدرالية على قانون يمنع تصنيع المشروبات الكحولية القوية دون الإيفاء بشروط توصف بالتعجيزية لمن أراد صناعة مشروبات كحولية للإستخدام الشخصي.[13]

أصول القانون عبر التاريخ الأمريكي

طبعة مؤيدة لحركة الإعتدال تعود لعام 1846

تعد الكحوليات وإدمانها موضوعا مثير للجدل في الأوساط الأمريكية منذ حقبة المستعمرات. كان المجتمع بشكل عام يعتبر الإسراف في شرب الكحوليات أمرا غير مقبول. عندما يفشل العرف الاجتماعي في السيطرة على مساوئ شرب الكحوليات، لم تكن تردد الحكومة في إصدار قوانين تؤدى هذا المبتغى. في مايو 1657 أصدرت محكمة ماساتشوسيتس العامة قانونا يحظر بيع الكحوليات تحت أي مسمى.[14] وكتب بنجامين رش طبيب وأحد الآباء المؤسسون للولايات المتحدة أن السكر المسرف في شرب الكحوليات ذا آثار جسيمة على الصحة البدنية والنفسية للإنسان بل أنه وصف السكر بالمرض. ولكنه لم يؤمن بمنعها وحث على التوازن عند إستهلاكها.[15] تأثر عدد من المزارعين بكتابات رش وظهرت حركة الإعتدال عام 1789 في كونيتيكت وفرجينيا عام 1800 ونيويورك عام 1808 حتى بلغ عددها ثمانية جمعيات عبر الولايات المتحدة. تباينت مطالبها مابين منع كلي لتداول الكحوليات وترشيد إستخدامها للرجال والنساء على حد سواء. كان إستهلاك الرجال للكحوليات ذلك الزمن أكثر من النساء، إذ كان الرجال يستمتعون بشربها ويعتبرونها مهمة لصحتهم بينما كان النساء الطبقة الوسطى أكثر محافظة واعتبرن استهلاك الكحوليات خطرا يهدد إستقرار المنزل كونهن من كان يمسك بزمام السلطة الأخلاقية داخله.[16] كان معدل إستهلاك الأمريكيين للمشروبات القوية 1.7 عبوة كل أسبوع، وهو ثلاثة أضعاف الإستهلاك لعام 2010.[11]

مراجع

  1. Wayne Curtis, "Bootleg Paradise" , American Heritage, April/May 2007.
  2. prohibition the noble experiment - تصفح: نسخة محفوظة 28 فبراير 2014 على موقع واي باك مشين.
  3. [1] APUSH Chapter 23 Terms نسخة محفوظة 08 أكتوبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  4. Jack S. Blocker et al. eds (2003) - تصفح: نسخة محفوظة 15 يناير 2017 على موقع واي باك مشين.
  5. "alcohol+prohibition+became+law+on+january+17"&hl=en&ei=kf01Tf70NoeqhAfQta3PCw&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=1&sqi=2&ved=0CCMQ6AEwAA#v=onepage&q="alcohol%20prohibition%20became%20law%20on%20january%2017"&f=false Jones & Bartlett Learning. p. 128. ISBN 978-0-7637-7488 نسخة محفوظة 13 يوليو 2014 على موقع واي باك مشين.
  6. Miller, William D. Pretty Bubbles in the Air: American in 1919, University of Illinois Press, 1991, p. 151.
  7. [2] Burlington Historical Society 2010 March newsletter نسخة محفوظة 06 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
  8. Fitzgerald, F. Scott This Side of radise, Charles Scribner's Sons, 1920, p. 223.Cambridge University Press, 2008, p. 407, note 321.2
  9. "Beer: A History of Brewing in Chicago", Bob Skilnik, Baracade Books, 2006,
  10. [3] Teaching With Documents: The Volstead Act and Related Prohibition Documents نسخة محفوظة 29 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  11. [4] Von Drehle, David ,New York, New York: Time. pp. 56 نسخة محفوظة 21 أغسطس 2013 على موقع واي باك مشين.
  12. David E. Kyvig, Repealing National Prohibition (2000
  13. [5] United States Alcohol and Tobacco Tax and Trade Bureau. نسخة محفوظة 26 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  14. Blue, Anthony Dias (2004). The Complete Book of Spirits : A Guide to Their History, Production, and Enjoyment. HarperCollins. p. 73. .
  15. Blocker, Jack S. (1989). American Temperance Movements: Cycles of Reform. Boston: Twayne Publishers. pp. 10.
  16. Blocker, Jack S. (1989). American Temperance Movements: Cycles of Reform. Boston: Twayne Publishers. pp. 16.

موسوعات ذات صلة :