الرئيسيةعريقبحث

خالد بن جعفر بن كلاب


خالد بن جعفر بن كلاب العامري من هوازن من قيس عيلان من مضر من عدنان وهو الملقب بالاصبغ. له اخوان هما الاحوص بن جعفر الكلابي وهو الأكبر ومالك بن جعفر الكلابي وهو الاصغر وله من الولد جزاء بن خالد الكلابي و هو الذي اجهز على لقيط بن زرارة بعد سقوطه في معركة شعب جبلة وخالد هو قاتل الملك زهير بن جذيمة ومات في جوار النعمان على يد الحارث بن ظالم المري. اما قصة قتله لزهير فهي كما وردت في الكامل لابن الاثير: كان زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس العبسي، وهو والد قيس بن زهير صاحب حرب داحس والغبراء، سيد قيس عيلان، فتزوج إليه ملك الحيرة، وهو النعمان بن امرئ القيس جد النعمان بن المنذر لشرفه وسؤدده، فأرسل النعمان إلى زهير يستزيره بعض أولاده، فأرسل ابنه شأساً فكان أصغر ولده، فأكرمه وحباه، فلما انصرف إلى أبيه كساه حللاً وأعطاه مالاً طيباً. فخرج شأس يريد قومه فبلغ ماءً من مياه غنى بن أعصر فقتله رباح بن الأشل الغنوي وأخذ ما كان معه وهو لا يعرفه، وقيل لزهير: إن شأساً أقبل من عند الملك وكان آخر العهد به بماء من مياه غنى. فسار زهير إلى ديار غنى، وهم حلفاء في بني عامر بن صعصعة، فاجتمعوا عنده، فسألهم عن ابنه، فحلفوا أنهم لا يعلموا خبره، قال: لكني أعلمه، فقال له أبوعامر: فما الذي يرضيك منا ؟ قال: واحدة من ثلاث: إما تحيون ولدى، وإما تسلمون إلي غنئاً حتى أقتلهم بولدي، وإما الحرب بيننا وبينكم ما بقينا وبقيتم. فقالوا: ما جعلت لنا في هذه مخرجاً، أما إحياء ولدك فلا يقدر عليه إلا الله، وأما تسليم غنى إليك فهم يمتنعون مما يمتنع منه الأحرار، وأما الحرب بيننا فوالله إننا لنحب رضاك ونكره سخطك، ولكن إن شئت الدية، وإن شئت تطلب قاتل ابنك فنسلمه إليك أو نهدر دمه فإنه لا يضيع في القرابة والجوار. فقال: ما أفعل إلا ما ذكرت. فلما رأى خالد بن جعفر بن كلاب تعدي زهير على أخواله من غنى قال: والله مارأينا كاليوم تعدي رجل على قومه. فقال له زهير: فهل لك أن تكون طلبتي عندك وأترك غنئاً ؟ قال: نعم؛ فانصرف زهير وهو يقول: فلولا كلاب قد أخذت قرينتي.. بردّ غنىً أعبداً ومواليا ولكن حمتهم عصبة عامريّة.. يهزّون في الأرض القصار العواليا مساعير في الهيجا مصاليت في الوغى.. أخوهم عزيز لا يخاف الأعاديا يقيمون في دار الحفاظ تكرّماً.. إذا ما فنيّ القوم أضحت خواليا ثم إنه أرسل امرأةً وأمرها أن تكتم نسبها وأعطاها لحم جزور سمينة وسيرها إلى غنى لتبيع اللحم بطيب وتسأل عن حال ولده. فانطلقت المرأة إلى غنى وفعلت ما أمرها، فانتهت إلى امرأة رباح بن الأشل وقالت لها: قد زوجت بنتاً لي وأبغي الطيب بهذا اللحم، فأعطتها طيباً وحدثتها بقتل زوجها شأساً. فعادت المرأة إلى زهير وأخبرته، فجمع خيله وجعل يغير على غنى حتى قتل منهم مقتلة عظيمة، ووقعت الحرب بين بني عبس وبني عامر وعظم الشر. ثم إن زهيراً خرج في أهل بيته في الشهر الحرام إلى عكاظ، فالتقى هو وخالد بن جعفر بن كلاب. فقال له خالد: لقد طال شرنا منك يا زهير ! فقال زهير: أما والله مادامت لي قوة أدرك بها ثأراُ فلا انصرام له. وكانت هوازن تؤتي زهير بن جذيمة الإتاوة كل سنة بعكاظ، وهو يسومها الخسف، وفي أنفسها منه غيظ وحقدٌ، ثم عاد خالد وزهير إلى قومهما، فسبق خالد إلى بلاد هوازن فجمع إليه قومه وندبهم إلى قتال زهير، فأجابوه وتأهبوا للحرب وخرجوا يريدون زهيراً وهم على طريقه، وسار زهير حتى نزل على أطراف بلاد هوازن، فقال له ابنه قيس: انج بنا من هذه الأرض فإنا قريب من عدونا. فقال له: ياعاجز وما الذي تخوفني به من هوازن وتتقي شرها ؟ فأنا أعلم الناس بها. فقال ابنه: دع عنك اللجاج وأطعني وسر بنا فإني خائف عاديتهم. وكانت تماضر بنت الشريد بن رياح بن يقظة بن عصية السلمية أم ولد زهير وقد أصاب بعض إخوتها دماً فلحق ببني عامر، وكان فيهم، فأرسله خالد عيناً ليأتيه بخبر زهير، فخرج حتى أتاهم في منزلهم، فعلم قيس ابن زهير حاله وأراد هو وأبوه أن يوثقوه ويأخذوه معهم إلى أن يخرجوا من أرض هوازن، فمنعته أخته، فأخذوا عليه العهود ألا يخبرهم وأطلقوه فسار إلى خالد ووقف إلى شجرة يخبرها الخبر، فركب خالد ومن معه إلى زهير، وهو غير بعيد منهم، فاقتتلوا قتالاً شديداً، والتقى خالد وزهير فاقتتلا طويلاً ثم تعانقا فسقطا على الأرض، وشد ورقاء بن زهير على خالد وضربه بسيفه فلم يصنع شيئاً لأنه قد ظاهر بين درعين، وحمل جندح ابن البكاء، وهو ابن امرأة خالد، على زهير فقتله، وهو وخالد يعتركان، فثار خالد عنه وعادت هوازن إلى منازلها، وحمل بنوزهير أباهم إلى بلادهم، فقال ورقاء بن زهير في ذلك: رأيت زهيراً تحت كلكل خالد.. فأقبلت أسعى كالعجول أبادر إلى بطلين يعتران كلاهما.. يريد رياش السيف والسيف نادر فشلّت يميني يوم أضرب خالداً.. ويمنعه منّي الحديد المظاهر فيا ليت أنّي قبل أيّام خالدٍ.. وقبل زهير لم تلدني تماضر لعمري لقد بشّرت بي إذ ولدتني.. فماذا الذي ردّت عليك البشائر فلا يدعني قومي صريحاً بحرّةٍ.. لئن كنت مقتولاً ويسلم عامر فطر خالدٌ إن كنت تستطيع طيرةً.. ولا تقعن إلاّ وقلبك حاذر أتتك المنايا إن بقيت بضربة.. تفارق منها العيش والموت حاضر وقال خالد بن جعفر يمن على هوازن بقتله زهيراً: أبلغ هوازن كيف تكفر بعدما.. أعتقتهم فتوالدوا أحرارا وقتلت ربّهم زهيراً بعدما.. جدع الأنوف وأكثر الأوتارا وجعلت مهر نسائهم ودياهتم.. عقل الملوك هجائناً وبكارا

مراجع

مصادر

  • الكامل في التاريخ - عز الدين أبو الحسن علي المعروف بابن الأثير

موسوعات ذات صلة :

كان زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس العبسي، وهو والد قيس بن زهير صاحب حرب داحس والغبراء، سيد قيس عيلان، فتزوج إليه ملك الحيرة، وهوالنعمان بن امرئ القيس جد النعمان بن المنذر لشرفه وسؤدده، فأرسل النعمان إلى زهير يستزيره بعض أولاده، فأرسل ابنه شأساً فكان أصغر ولده، فأكرمه وحباه، فلما انصرف إلى أبيه كساه حللاً وأعطاه مالاً طيباً. فخرج شأس يريد قومه فبلغ ماءً من مياه غني بن أعصر فقتله رباح بن الأشل الغنويوأخذ ما كان معه وهو لا يعرفه، وقيل لزهير: إن شأساً أقبل من عند الملك وكان آخرالعهد به بماء من مياهغني. فسار زهير إلى ديارغني، وهم حلفاء في بني عامرابن صعصعة، فاجتمعواعنده، فسألهم عن ابنه، فحلفوا أهنم لم يعلموا خبره، قال: لكني أعلمه، فقال له أبوعامر: فما الذي يرضيك منا ؟ قال: واحدة من ثلاث: إما تحيون ولدى، وإما تسلمون إلي غنياً حتى أقتلهم بولدي، وإما الحرب بيننا وبينكم ما بقينا وبقيتم. فقالوا: ما جعلت لنا فيهذه مخرجاً، أما إحياء ولدك فلا يقدرعليه إلا الله، وأما تسليم غني إليك فهم يمتنعون مما يمتنع منه الأحرار، وأما الحرب بيننا فوا الله إننا لنحب رضاك ونكره سخطك، ولكن إن شئت الدية، وإن شئت تطلب قاتل ابنك فنسلمه إليك أو هتب دمه فإنه لا يضيع في القرابة والجوار. فقال: ما أفعل إلا ما ذكرت. فلما رأى خالد بن جعفر بن كلاب تعدي زهير على أخواله من غني قال: والله مارأينا كاليوم تعدي رجل على قومه. فقال له زهير: فهل لك أن تكون طلبتي عندك وأترك غنياً ؟ قال: نعم؛ فانصرف زهير وهو يقول: فلولا كلاب قد أخذت قرينتي... بردّغنيٍّ أعبداً ومواليا ولكن حمتهم عصبة عامرية... يهزّون في الأرض القصار العواليا مساعير في الهيجا مصاليت في الوغى... أخوهم عزيز لا يخاف الأعاديا يقيمون في دار الحفاظ تكرّماً... إذا ما فنيّ القوم أضحت خواليا ثم إنه أرسل امرأةً وأمرها أن تكتم نسبهاوأعطاها لحم جزور سمينة وسيرها إلى غني لتبيع اللحم بطيب وتسأل عن حال ولده. فانطلقت المرأة إلى غني وفعلت ما أمرها، فانتهت إلى امرأة رباح بن الأشل وقالت لها: قد زوجت بنتاً لي وأبغي الطيبهبذا اللحم، فأعطتها طيباً وحدثتها بقتل زوجها شأساً. فعادت المرأة إلى زهير وأخبرته، فجمع خيله وجعل يغير على غني حتى قتل منهم مقتلة عظيمة، ووقعت الحرب بين بني عبس وبني عامر وعظم الشر. ثم إن زهيراً خرج في أهل بيته في الشهر الحرام إلى عكاظ، فالتقى هو وخالد بن جعفربن كلاب. فقال له خالد: لقد طال شرنا منك يا زهير ! فقال زهير: أما والله مادامت لي قوة أدرك هبا ثأراُ فلا انصرام له. وكانت هوازن تؤتي زهير بن جذيمة الإتاوة كل سنة بعكاظ، وهو يسومها الخسف، وفي أنفسها منهغيظ وحقدٌ، ثم عاد خالد وزهير إلى قومهما، فسبق خالد إلى بلاد هوازن فجمع إليه قومه وندهبم إلى قتال زهير، فأجابوه وتأهبوا للحرب وخرجوا يريدون زهيراً وهم على طريقه، وسار زهير حتى نزل على أطراف بلاد هوازن، فقال له ابنه قيس: انج بنا من هذه الأرض فإنا قريب من عدونا. فقال له: ياعاجز وما الذي تخوفني به من هوازن وتتقي شرها ؟ فأنا أعلم الناس هبا. فقال ابنه: دع عنك اللجاج وأطعني وسر بنا فإني خائف عاديتهم. وكانت تماضربنت الشريد بن رياح بن يقظة بن عصية السلمية أم ولد زهير وقد أصاب بعض إخوهتا دماً فلحق ببني عامر، وكان فيهم، فأرسله خالد عيناً ليأتيه بخبر زهير، فخرج حتى أتاهم في منزلهم، فعلم قيس ابن زهير حاله وأراد هو وأبوه أن يوثقوه ويأخذوه معهم إلى أن يخرجوا من أرض هوازن، فمنعت أخته، فأخذواعليه العهودألا يخبرهم وأطلقوه فسار إلى خالد ووقف إلى شجرة يخبرها الخبر، فركب خالد ومن معه إلى زهير، وهوغير بعيد منهم، فاقتتلوا قتالاً شديداً، والتقى خالد وزهير فاقتتلا طويلاً ثم تعانقا فسقطاعلى الأرض، وشد ورقاء بن زهير على خالد وضربه بسيفه فلم يصنع شيئاً لأنه قد ظاهربين درعين، وحمل جندح ابن البكاء، وهوابن امرأة خالد، على زهير فقتله، وهو خالد يعتركان، فثار خالد عنه وعادت هوازن إلى منازلها، وحمل بنوزهير أباهم إلى بلادهم، فقال ورقاء بن زهير في ذلك: رأيت زهيراً تحت كلكل خالد... فأقبلت أسعى كالعجول أبادر إلى بطلين يعتران كلاهما... يريد رياش السيف والسيف نادر فشلّت يميني يوم أضرب خالداً... ويمنعه منّي الحديد المظاهر فيا ليت أنّي قبل أيّام خالدٍ... وقبل زهير لم تلدني تماضر لعمري لقد بشّرت بي إذ ولدتني... فماذا الذي ردّت عليك البشائر ؟ فلا يدعني قومي صريحاً بحرّةٍ... لئن كنت مقتولاًويسلم عامر فطر خالدٌ إن كنت تستطيع طيرةً... ولا تقعن إلاّ وقلبك حاذر أتتك المنايا إن بقيت بضربة... تفارق منها العيش والموت حاضر وقال خالد يمن على هوازن بقتله زهيراً: أبلغ هوازن كيف تكفر بعدما... أعتقتهم فتوالدوا أحرارا وقتلت ربّهم زهيراً بعدما... جدع الأنوف وأكثرالأوتارا وجعلت مهر نسائهم ودياهتم... عقل الملوك هجائناً وبكارا