الرئيسيةعريقبحث

خشم العان


خشم العان: منطقة شرق مدينة الرياض تشتهر بمواقعها العسكرية التابعة للحرس الوطني بالاضافة لمدينة الملك عبد العزيز الطبية- الرياض (الشئوون الصحية بوزارة الحرس الوطني ) والتي تحتوي أشهر مستشفيات العالم بفصل التوائم مستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال ومركز الملك عبدالعزيز لمعالجة أمراض وجراحات القلب والشرايينبالاضافة لـ جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للتخصصات الصحية بالحرس الوطني و مطار عسكري تابع للحرس الوطني . تقع خشم العان على ارض تتوفر بها مياه جوفية يحدها من الشرق سفوح جبال منطقة صالحة للزراعة . سكانها الأصليين أول من استوطن منطقة خشم العان قبيلة السبعة من قبيلة عنزه عام 1300هجري تقريبا بعد عودتهم من النزوح اللذي بداء عام 1100 هجري عند ما انتشر الطاعون[ و الفقر و المنازعات في نجد و ما يجاورها وجدوها ارض مناسبة للسكن و تربية المواشي ثم طالها التطور و العمران بسبب منشأت الحرس الوطني .

بقلم: تركي بن سعد الحربي مقتبس من مقال نشر بتاريخ 3 اغسطس 2017 في صحيفة أركان (أضيف للفائدة)

خشم العان هو نتوء بارز في سلسلة جبال العرمة المتفرعة من جبل طويق أو كم يسمى جبال العارض، ويقع خشم العان في الجهة الشرقية لمدينة الرياض، ومع التمدد العمراني والزيادة في عدد السكان بالثلاثة عقود الماضية أصبح خشم العان وما حوله ضاحية من ضواحي مدينة الرياض، ويتميّز موقع خشم العان بموقع فريد من نوعه لقربه من أستاد الملك فهد الدولي ومن منطقة الجنادرية والثمامة خاصة للمتنزهين وهواة والرحلات البرية، ويقع في خشم العان معالم حضارية مميزة مثل: كلية الملك خالد العسكرية ومدينة الملك عبد العزيز السكنية ومدينة الأمير بدر السكنية ومدينة الملك عبد العزيز الطبية وكل هذه المدن هي سكن ومستشفى وعيادات لمنسوبي وزارة الحرس الوطني، وكذلك منشئات رياضية وثقافية وعسكرية تخص وزارة الحرس الوطني.

هنالك اختلاف بين المؤرخين وأهل اللغة في سبب تسمية خشم العان بهذا الاسم، وقد انقسمت الاقوال إلى رأيين وهما:

الرأي الأول: يذهب إلى أن خشم العان كان يسمى قديماً بُرْقَةُ خنزير، والبرقة هي المرتفع الذي تختلط فيه الحجارة والرمل، وفي هذا المعنى يقول الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد في مطلع معلقته:

لِخَولة َ أطْلالٌ بِبُرقَة ِ ثَهمَدِ

تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليدِ

وُقوفاً بِها صَحبي عَلَيَّ مَطيَّهُم

يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَلَّدِ

والبرقة والأبرق والبرقاء هي كما أسلفنا المكان الذي اختلط ترابه بحجارةً أو حصى، والجمع الأبارق والبراق والبرق، إذا حمل على معنى البقعة أو الأرض قيل البرقاء، وإذا حمل على المكان أو الموضع قيل الأبرق، وقد ورد ذكر أسم برقة خنزير في معلقة الشاعر الجاهلي الأعشى:

قالُوا نِمَارٌ فبَطنُ الخالِ جَادَهُما

فالعَسْجَدِيّة ُ فالأبْلاءُ فَالرِّجَلُ

فَالسّفْحُ يَجرِي فخِنزِيرٌ فَبُرْقَتُهُ

حتى تدافعَ منهُ الرّبوُ فالجبلُ

وقال الشاعر المخضرم لبيد بن ربيعة:

بالغُــراباتِ فزرَّافاتِهَا

فبخنْزِيرٍ فَأطــرافِ حُبَـــل

يُسْئِدُ السّيرَ عَلَيها راكِبٌ

رابِطُ الجأشِ على كُلِّ وَجَلْ

قال أبو محمد الهمداني في كتابه صفة جزيرة العرب: وأما السلي فوادٍ عظيم، ففرع السلي من دون قارات الحبل من عين يمين حجر من قصد مطلع الشمس يلب خنزير بينه وبين برقة السخال فيه الحفيرة العليا والحفيرة السفلى وهما ماءان دفانان وفي وسط السلي من تحت خنزير هيت النجدية.

وقال ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان: خِنزير بلفظ واحد الخنازير، ناحية باليمامة، وقيل جبل بأرض اليمامة، وأنفُ خنزير هو أنف جبل بأرض اليمامة عن الحفصي.

وقال أبو عبيد الأندلسي في كتابه معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع: خنزير على لفظ المحرم أكله هو جبل باليمامة، معرفة لا تدخله الألف واللام.

وهذا الرأي عليه رد خصوصاً أنه يوجد جبل أسمه جبل خنزير يقع في عالية نجد، وعن هذا التشابه بالأسماء يذكر بعض مؤرخي الجزيرة العربية أنه من الأمور التي ينبغي ملاحظتها تعدد المسميات في اسم واحد، مثلاً: خنزير موضع ورد ذكره في شعر الأعشى وحدده المؤرخون في بلاد اليمامة شرق مدينة الرياض، وهناك أيضاً جبل يقع في عالية نجد له شهرة في الأخبار يسمى كذلك خنزيراً، غير أن الأعشى عنى بشعره خنزيراً الواقع في بلاد اليمامة، ويكون الاسم اسماً لأكثر من موضعين، مثلاً: مأسل هو اسم لأربعة مواضع معروفة بهذا الاسم قديماً وحديثاً، ومن ذلك نرى تغير الأسماء، فتارة يكون التغيير بإسم قريب من الاسم القديم، له شيء من صفاته أو دلالته مثل: قرن وعله إلى قرن ظبي وأنف خنزير إلى خشم العان والستار إلى درقان.

ويرجح أصحاب هذا الرأي أنه عُدل الأسم عن خنزير كراهةً للأسم، أما معنى كلمة العان: المقصود أنه العاني أي القاصد المتعب باللهجة البدوية.

أما الرأي الثاني: فكان للدكتور عبد العزيز الفيصل رأي مختلف يعتمد على تحليل منطقي، وقد أورده في مقال بعنوان: (كلمات تحتاج إلى مراجعة) المنشور في صحيفة الجزيرة العدد رقم 10443 وهو أن الاصل في التسمية (خشم العين) فهذا الانف البارز يستدل به القادم من بعيد على عين هيت فإذا وصل إلى الخشم فالعين ليست بعيدة عنه، ومن المعروف ان رياض القطا ورياض السلي لا تبعد عن هيت أكثر من ساعتين بسير الإبل، وبما ان جُل من يرد عين هيت من البادية، لانهم هم الذين يرعون في رياض السلي، ويحتاجون إلى الماء، وأقرب ماء لهم هي عين هيت، ولأجل هذا فقد نقلت اللهجة البدوية في نطق العين إلى العان فقيل: خشم العان بدل خشم العين.

وقال المؤرخ ابن خميس في كتابه معجم اليمامة: الجبيل بضم الجيم تصغير جبل ويطلق على موضعين الأول هو الميناء المشهور شمال الساحل الشرقي بالمنطقة الشرقية والثاني هو هذه السلسة الجبلية شرق الرياض التي بها خشم العان وهيت وغيرهما، وتمتد هذه السلسة من الشمال إلى الجنوب فطرفها الشمالي عند نهاية روضة الجنادريه وقبل شعب الفهادي يبدأ ببرقة كبيره تسمى زبارة غدير الحصان ويأخذ مجنباً حتى مشارف الخرج مما يلي قارات المغرة بما مسافته حوالي ثمانين كيلا، وتكوينه على نحو ما عليه جبال المنطقة له وجه غربي قائم شامخ ذو رعان وانوف وصفحات.

هذه الاّراء في تسميات العرب لمواقع الجبال والهضاب والقفار في مملكتنا الغالية وذكرها في المعلقات وقصائد العرب، يجب أن يكون لها الدافع الأكبر عند الباحثين والمؤرخين لدراستها والبحث في هذا التاريخ العربي الأصيل.

موسوعات ذات صلة :