الخط الفارسي أو خط التعليق ظهر في بلاد فارس في القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي)، إذ استخلصه حسن الفارسي من خطوط النسخ والرقاع والثلث. وهو خط جميل تمتاز حروفه بالدقة والامتداد. كما يمتاز بسهولته ووضوحه وانعدام التعقيد فيه. ولا يتحمّل التشكيل، رغم اختلافه مع خط الرقعة كما يعد من أفضل الخطوط في العالم وأفضلها من دون منافس ويلقي اعجاب الكثير من الخطاطين العرب ولا يخلو اي معرض ثقافي أو ادبي عن لوحة مكتوبة بالخط الفارسي. يعد من أجمل الخطوط التي لها طابع خاص يتميز به عن غيره، إذ يتميز بالرشاقة في حروفه فتبدو وكأنها تنحدر في اتجاه واحد، وتزيد من جماله الخطوط اللينة والمدورة فيه، لأنها أطوع في الرسم وأكثر مرونة لاسيما إذا رسمت بدقة وأناقة وحسن توزيع، وقد يعمد الخطاط في استعماله إلى الزخرفة للوصول إلى القوة في التعبير بالإفادة من التقويسات والدوائر، فضلاً عن رشاقة الرسم، فقد يربط الفنان بين حروف الكلمة الواحدة والكلمتين ليصل إلى تأليف إطار أو خطوط منحنية وملتفة يُظهر فيها عبقريته في الخيال والإبداع.
كان الإيرانيون قبل الإسلام يكتبون بالخط (البهلوي) التی اشتقت من الآرامیة السامية بنفسها التي تعتبر لغة الأم للعربية الحديثة، وكان يستعمل الفرس القدماء احرف الفباء الآرامية ال22 للكتابة[1] فلما جاء الإسلام وآمنوا به، انقلبوا على هذا الخط فأهملوه، وكتبوا بالخط العربي، وقد طوّر الإيرانيون هذا الخط، فاقتبسوا له من جماليات خط النسخ ما جعله سلس القياد، جميل المنظر، لم يسبقهم إلى رسم حروفه أحد، وقد (وضع أصوله وأبعاده الخطاط البارع الشهير مير علي الهراوي التبريزي المتوفى سنة 919 هجرية).
نتيجة لانهماك الإيرانيين في فن الخط الفارسي الذي احتضنوه واختصوا به، فقد مرّ بأطوار مختلفة، ازداد تجذراً وأصالة، واخترعوا منه خطوطاً أخرى مأخوذة عنه، أو هي إن صح التعبير امتداد له، فمن تلك الخطوط:
- خط الشكستة: اخترعوه من خطي التعليق والديواني. وفي هذا الخط شيء من صعوبة القراءة، فبقي بسبب ذلك محصوراً في إيران، ولم يكتب به أحد من خطاطي العرب أو ينتشر بينهم.
- الخط الفارسي المتناظر: كتبوا به الآيات والأشعار والحكم المتناظرة في الكتابة، بحيث ينطبق آخر حرف في الكلمة الأولى مع آخر حرف في الكلمة الأخيرة، وكأنهم يطوون الصفحة من الوسط ويطبعونها على يسارها. ويسمى (خط المرآة الفارسي).
- الخط الفارسي المختزل: كتب به الخطاطون الإيرانيون اللوحات التي تتشابه حروف كلماتها بحيث يقرأ الحرف الواحد بأكثر من كلمة، ويقوم بأكثر من دوره في كتابة الحروف الأخرى، ويكتب عوضاً عنها. وفي هذا الخط صعوبة كبيرة للخطاط والقارئ على السواء.
- ومن وجوه تطور الخط الفارسي (التعليق) مع خط النسخ أن ابتدعوا منهما خط النستعليق وهو فارسي أيضاً. وقد برع الخطاط مير عماد الحسني سيفي قزويني في هذا الخط وفاق به غيره، ووضع له قاعدة جميلة، تعرف عند الخطاطين باسمه. وهي (قاعدة عماد).
وكان أشهر من كان يكتبه بعد الخطاطين الإيرانيين محمد هاشم الخطاط البغدادي ومحمد بدوي الديراني بدمشق، ولكن يبقي السبق للخطاطين الإيرانين بلا منازع.
الخطوط الإيرانية القديمة
الحضارة الفارسية كانت الحضارة الوحيدة في المنطقة التي لم تمتلك أي خط خاص بها، وكافة الخطوط الرائجة في إيران منذ أول أيام امبراطورية الفارسية الی يومنا هذا تم اقتباسها من الحضارت السامیة في المنطقة بدءً بالخط المسماري البابلي السامي إلى خط البهلوي التي هي نسخة مطابقة للخط الآرامي انتهاءً بالخط العربي، هذا نص تصريح البروفيسور الإيراني الإستاذ إبراهيم بور داوود عالم اللغوي والاكاديمي الذي اشتهر بمؤلفاته وأبحاثه عن تاريخ إيران القديم واللغة الأفستية، يذكر بور داوود في كتابه "فرهنگ ایران باستان" (حضارة إيران القديمة)
الخطاطون الإيرانيون
- مير علي التبريزي
- مير علي الهروي
- مير عمادالحسني سیفی
- سلطان علي المشهدي
- علي رضا عباسي
- شاه محمود النيسابوري
- درویش عبد المجید طالقاني
- مالک الدیلمي
- أحمد النیریزي
- ميرزا محمد رضا كلهر
- ميرزا غلامرضا الاصفهاني
- عماد الكتاب القزويني
المعاصرون
- حسن مير خاني
- علي أكبر كاوه
- غلام حسين اميرخاني
- كيخسرو خروش
- جليل رسولي
- نصر الله افجه اي
- محمد الاحصايي
- توحيدي الطبري
- صداقت الجباري
- عين الدين صادقزاده
- مهدي فلاح
- يد الله الكابلي
- أمير الفلسفي
انظر أيضاً
المراجع
- Britanica :The Pahlavi alphabet developed from the Aramaic alphabet and occurred in at least three local varieties: northwestern, called Pahlavik, or Arsacid; southwestern, called Parsik, or Sāsānian; and eastern. All were written from right to left. Of the 22 letters inAramaic.https://www.britannica.com/topic/Pahlavi-alphabet
- مرجع http://uupload.ir/files/nvkb_20190307_045717.png ، كتاب فرهنگ ایران باستان، صفحه رقم مائة واثنين ، دار النشر : جامعة طهران، تحت إشراف دكتور بهرام فره وشي