درب الساعي وهو الطريق الذي استخدمه المناديب الذين ائتمنهم المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني (طيب الله ثراه)، على رسائله وتوجيهاته الداخلية والخارجية، وقد تميز هؤلاء الرجال بالولاء والطاعة والشجاعة والفطنة للقيام بهذا الدور الهام، في أصعب الأوقات وأخطرها، وكان لهؤلاء (المناديب) الشجعان أن يؤدوا مهمتهم الخطيرة إلا على ظهور الهجن القطرية النجيبة، ويأتي على رأس هؤلاء (المناديب) الشيخ علي بن جاسم (جوعان) الذي انتدبه الشيخ جاسم في مهام حساسة ودقيقة.
وتهدف فعاليات درب الساعي-وهي إحدى فعاليات اليوم الوطني لدولة قطر-، التي تنطلق كل عام، إلى تعريف الجيل الحالي بالمواصفات غير العادية للنديب الذي اختير لأداء هذه المهمة الخاصة والمهمة التي يتوقف عليها أمور جليلة وقرارات هامة، فالنديب يتحلى بالشجاعة والصبر والجلد والقوة والقدرة على التعامل مع الظروف الشاقة في الصحراء، وضرورة التحرك بسرعة لإيصال الرسائل في الوقت المناسب، وهذه الظروف دفعته ألا يحمل الكثير من الزاد، ويستعيض عن ذلك بقدراته على الصيد، فضلا عن المهارة في ركوب الخيل والهجن.
وتعد فعاليات درب الساعي فرصة للتعريف بالتراث القطري؛ لما يقدمه من تجسيد حي لحياة الأجداد في كثير من جوانبها حيث يتعرف زوار الدرب على طبيعة الحياة في البادية والحيوانات الموجودة في البيئة القطرية والصيد، كما يوجد ركن خاص للأكلات الشعبية والأكلات المتوارثة جيلاً بعد جيل، والتي كانت جزءاً من حياة الأجداد في قطر قديما.
وفي ذات السياق، يضم درب الساعي، العديد من الفعاليات والأنشطة التراثية والثقافية المختلفة بمشاركة العديد من الجهات الحكومية والخاصة في الدولة.