الرئيسيةعريقبحث

دمرة


☰ جدول المحتويات


دمرة قرية فلسطينية، تقع دمرة شمال شرق غزة، وتبعد عنها نحو 12 كيلو متر، وتتبع لواء غزة، وتبعد عن مساكن بيت حانون حوالي أربعة كيلو مترات. يحدها من الجنوب أراضي بيت حانون، ومن الشمال أراضي دير سنيد، ومن الشرق أراضي نجد، ومن الغرب أراضي بيت لاهيا.

نبذة عن بلدة دمره

بلدة عربية عريقة تمتد في تلال وسهول السهل الساحلي الجنوبي لفلسطين قضاء غزة، في موقع يتميز بترابه البني الضارب إلى الحمرة من شدة الخصوبة ترتبط بالطريق العام للسهل الساحلي، وطرق فرعية أخرى تربطها بالقرى والبلدات المجاورة، تبعد حوالي12 كم شمال شرقي مدينة غزة و متوسط الارتفاع عن سطح البحر حوالي 50 متر يحدها من الجنوب قرية بيت حانون ومن الغرب بيت لاهيا ومن الشرق قرية نجد ومن الشمال قرية دير سنيد وكان الخط المركزي للسكة الحديد الساحلي يمر على بعد قليل منها إلى جهة الغرب. و دمره تعود إلى العهود القديمة . وقد كتب القلقشندي وهو كاتب شهير موسوعي النزعة غزير الإنتاج توفي سنة 1418م, أن دمره هي منزل بني جابر وهم قبيلة عربية أصيلة وذكرها أنها عامرة بالسكان والزراعة، وذكر عالم التوراة الأمريكي إدوارد روبنسون أنه مر بالقرية في سنة 1838, وقال إنها تقع قرب إحدى ثنايا واد، يقسم البلدة ملتقى شارعين رئيسين متعامدين . وفي فترة الانتداب توسعت البلدة وأنشأ بها الإنجليز كامب كبير نظرا لأهمية موقعها وأخلى الإنجليز المعسكر بانتهاء انتدابهم تاركين خمسة عشر دبابة وأسلحة أخرى استخدمها المجاهدون الفلسطينيون آنذاك، وقد بنيت منازل البلدة شرقا وجنوبا في موازاة الطرق المؤدية إلى قرى أخرى، وقدر عدد المنازل بالبلدة عام 1948 حوالي 230 منزل، وكان في دمرة مدرسة ابتدائية فتحت أبوابها في سنة 1946 لسبعة وأربعين تلميذا وكثيرا ما كانت أراضيها الزراعية عرضة لزحف رمال الشاطئ. وقد عثر على آبار خارج القرية، بعمق بتراوح بين 20و25 مترا، وخصوصا في قعر الأخاديد المؤدية إلى وادي الحسي الذي كانت الفيضانات الشتوية فيه تزد مصادر المياه الجوفية. وكانت هذه الآبار تمد القرية بمياه الري للزراعة، كان ما مجموعه 96 دونما مخصصا للحمضيات والموز, 7412 دونما مخصصا للحبوب و388 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين، موقع البلدة الجغرافي جعلها محط أنظار الحضارات منذ القدم فبلدة دمره تضم آثارا، منها أسس أبنية قديمة ومقبرة وأعمدة وتيجان أثرية نادرة الوجود في فلسطين و أعمدة مقطوعة. وكان في أرضها أيضا موقعان أثريان فيهما أنواع من المخلفات الأثرية وفي 16 شباط \فبراير 1948, أوردت صحيفة ( فلسطين ) الصادرة في يافا، أن قافلة يهودية مرت بدمرة وأطلقت النار على سكانها. وجاء في الصحيفة أن السكان ردوا على إطلاق النار. وفي 31 أيار\مايو طرد سكان قرية هوج المجاورة إلى دمره ويقول المؤرخ الإسرائيلي بني موريس إنهم منعوا مرارا من العودة إليها وهذا يعني أنهم بقوا في دمرة . في 22 تشرين الأول \ أكتوبر جاء في خبر لمراسل صحيفة ( نيورك تايمز),يصف الحالة على الجبهة الجنوبية ما يلي:

وجدنا قرية عربية في إثر أخرى مهجورة بعضها مدمر بشكل لا يمكن إصلاحه. أما القرى التي صمدت القوات المصرية فيها فلا تزال تحترق. لكن العرب كانوا قد فروا منها جميعا. مدمرة كانت أم غير مدمرة في اتجاه القطاع الساحلي الذي لا يزال في يد المصريين ) احتلتها العصابات الصهيونية بتاريخ 28 تشرين أول، 1948 وسميت العملية العسكرية التي نفذت ضد البلدة يوعاف ويذكر أن الكتيبة المنفذة للعملية العسكرية جفعاتي حيث أقدمت هذه الفرقة العسكرية الإسرائيلية على تدمير البلدة بالكامل، و أنقاض البيوت لا تزال موجودة حتى الآن وقد دافع أبناء القرية عن بلدتهم بقرار حكيم من مختار البلدة إلى جانب الجيش المصري ويحيي أهالي البلدة ذكرى النكبة على طريقتهم وعلى ما تبقي من أراضي بلدة دمره أقصى شمال قطاع غزة كل عام بالتوافق مع ذكري النكبة 15/مايو .

الحياة الاجتماعية

عرف أهالي بلدة دمره ببساطتهم وفطرتهم السليمة وفراستهم الشديدة كانوا يعتزون بأنسابهم وبكرمهم الحاتمي وحسن الضيافة والتي كانت تظهر جليا عند استقبال أهالي القرى والبلدات المجاورة في البلدة حيث كانت تفتح جميع بيوت البلدة للقادمين في جميع المناسبات وكان التكاثف في الحياة الاجتماعية داخل دمره معزز بقيم عربية أصيلة مستمدة من أصالة الجدود وخيرات أراضي البلدة الجميلة حيث لم يذكر أن اشترى أحد سكان البلدة الزيت والزيتون لأنه كان يوزع على جميع أهالي البلدة طوال العام بتكاثف منقطع النظير، و من اللافت للانتباه أن طعام أهل القرية كان واحدة فلن تتفاجئ عندما تجد نساء البلدة قد توافق طهيهن على نفس الصنف وقد كان يصل الطعام للجميع، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ) في بلدة دمره، احترام كبير السن واجبا مرفوضا وليس شرطا أن يكون كبير السن من نفس العائلة فلقد كان احترام الكبير يضم قاعدة جميع عائلات بلدة دمره، وعرف عن أهالي بلدة دمره إلى جانب شجاعتهم وفروسيتهم وفراستهم، حبهم للأفراح والمناسبات السعيدة حيث كان يعقد السامر وتستمر الليالي الجميلة لعدة أيام عند الزفاف و الدبكة الشعبية الفلسطينية ومجالس السمر في رمضان والإصغاء للحكاواتي، وفي حالة وفاة شخص في البلدة تحد البلدة كافة أربعين يوما ويكون الحزن عاما في البلدة، ولقد أولى أهالي بلدة دمره للتعليم أهمية خاصة فقبل العام 1940 كان يدرس أهلي البلدة في مدارس خارج البلدة وتطور الأمر لتنشأ مدرسة ابتدائية في البلدة .

التعليم في دمره اليوم

بعد التهجير ألقصري لأهالي البلدة لجأ أبناء البلدة للتعليم كسلاح أساسي لمواجهة المحتل ويذكر أن أكبر نسبة تعليم بين البلدات الفلسطينية موجود في دمره ومن كلا الجنسين حيث الأطباء بتخصصاتهم المختلفة و الأكاديميون والمهندسون والمعلمون وحملة الشهادات العليا و نسبة الأمية في البلدة لا تتعدى أل 0.5 % ويتبوء أبناء دمره مكانة مرموقة وقيادية في كافة مناحي الحياة السياسية والاجتماعية الفلسطينية نظرا للدور الذي لعبه الآباء في توجيه أبنائهم للعلم، وقد قدم ويقدم أبناء البلدة خدمات جليلة للمجتمع الفلسطيني في كافة أماكن تواجدهم .

دمره اليوم

سيج معظم الموقع، وهو يستخدم مرعى للمواشي. ولم يبق من البلدة شيء يذكر تقريبا سوى حوض مياه حجري متداع، وأنقاض الأسمنت من المنازل وحائط مهدم، وقد أقيم مستقى ماء للبقر على ما يبدو أنه كان قطعة أسمنتية من أحد المنازل، أما البئر، فتعلوها مضخة قديمة وغير صالحة للاستعمال. وثمة المزيد م الركام في قسم مشجر من الموقع يقع قرب مقبرة يهودية. وينمو في الأراضي المجاورة بعض نبات الصبار الذي كان يستعمل في الماضي سياجات، فضلا عن العوسج والنباتات الشائكة، في سنة 1949أسست مستعمرة إيزر (1091079) على جزء من موقع القرية.

مراجع

موسوعات ذات صلة :