الذكاء العاطفي هو القدرة على فرز العواطف الذاتية، وحسن استعمالها. ويمكن تقسيمها إلى القدرة EI و التجاوز EI. تركزت الانتقادات على ما إذا كان EI هو حقيقي الذكاء وما إذا كان لديه سريان تراكمي نسبة الذكاء و سمات الشخصية الخمس الكبرى[1] ويعرف كولمان Goleman الذكاء العاطفي بأنه القدرة على التعرف على شعورنا الشخصي وشعور الآخرين، وذلك لتحفيز أنفسنا[2]، ولإدارة عاطفتنا بشكل سليم في علاقتنا مع الآخرين.
التاريخ
أقدم الأصول عن الذكاء العاطفي يمكن إرجاعه إلى تشارلز داروين وقد عمل على أهمية التعبير العاطفي من أجل البقاء، وثانيا، تطبيقاته.[3] في عام 1900، رغم أن التعاريف التقليدية للذكاء أكدت الجوانب المعرفية مثل الذاكرة وحل المشكلة، العديد من الباحثين في مجال الدراسة المؤثرة على الذكاء بدأو بالتعرف على أهمية الجوانب غير المعرفية. على سبيل المثال، في وقت مبكر من عام 1920، E.L. ثورندايك استخدم مصطلح الذكاء الاجتماعي لوصف مهارة فهم وإدارة الآخرين..[4]وبالمثل، في عام 1940 ديفيد كسلر وصف القيادية من العوامل غير الفكرية بشأن السلوك الذكي، وجادل في أن بالإضافة إلى هذا لن يكون كاملا حتى نموذجنا للذكاء يمكننا وصف العوامل بصورة كافية.[3] عام 1983، هاورد جاردنر إطر العقل: في نظرية الذكاء المتعدد[5]
تعريف
ويتم تصنيف الذكاءات العاطفية في مجموعات، لكنها تختلف من مصنف إلى آخر مع وجود نزعة إلى البحث عن وجود عواطف أساسية، تكون قاعدة لتصنيف موحد.
عواطف أساسية على شاكلة الظاهرة الفزيائية للضوء : أخضر أحمر أزرق. و تصبح في هذا الإطار باقي العواطف المتنوعة عبارة عن تأليفات من العواطف الأساسية. فالذكاء العاطفي يشمل الذكاء الاجتماعي وذكاءات أخرى، ويختلف مستوى كل ذكاء من شخص إلى آخر. و يقولون أنه يوجد العامل الوراثي للذكاء العاطفي وهو ما يسمونه = le temperament المزاجية، لكن بعكس الذكاء العقلاني الذي لا يتزحزح ويلاصق الشخص طوال عمره (قياسه هو le quotient intellectuel = QI)، فهو (الذكاء العاطفي) يمكن أن يتحسن ويتطور بحسب كل شخص وبحسب كل بيئة.
لنقرب فكرة الذكاء العاطفي يمكن أن نطرح مفهوم الحكمة الإنسانية "All learning has an emotional Base" ، أي عملية تعلم تبنى على أساس عاطفي" قال سقراط... ولكن بالنسبة للحكمة الإنسانية، فالمعظم يعتبرها من العلوم الإنسانية ولم ترتبط من قبل بمصطلح الذكاء. إلا أن فشل مقاييس الذكاء العقلاني (الذكاء المعرفي) أو ما عرف بـ QI وحده في الكثير من الدراسات السلوكية والنفسية والمختصة بالقدرات الإبداعية والصحة النفسية أثبتت وجود قدرات إنسانية فكرية وعاطفية مهمة جدا للنجاح في الحياة العملية وبناء العلاقات الإنسانية الصحية.
ويبقى أن تتبنى المدارس مفهوم الذكاء العاطفي، بغرض تطوير قدرات الطالب العاطفية والتي تـُهمل خلال مراحل التدريس المدرسي. فمن هنا تتأسس مشاكل العنف، السلبية، العناد، الشغب، التخريب أو اللامبالاة، قلة الثقة بالنفس وقلة الرادع الضميري أو الديني بل أيضا الإدمان. ذلك لأن الذكاء الذي يعرفه العامة لا يغطي مساحات القدرات العاطفية التي تفسر الحاجات الأساسية للنفس البشرية. ويبقى الاجتهاد الشخصي أو تدخل الأهل هو المفعل الأساسي لتطوير قدرات الذكاء العاطفي.
تمثل قدرات الذكاء العاطفي أكثر من 85% من الأشياء التي تميز بين المديرين اللامعين والمديرين المتوسطين" أي أن المهارات التقنية لا تكفي من دون المهارات العاطفية التي يمكن أن تختصر في :
1-معرفة كيف تشعر أنت والأخرون وكيفية التصرف حيال هذا الأمر.
2-معرفة ما يجعلك تشعر بأنك بحالة جيدة، وما يجعلك تشعر أنك بحالة سيئة، وكيف تحول السيئ إلى الجيد.
3-امتلاك الوعي العاطفي، والحساسية والمهارات التي تساعدك في أن تبقى إيجابي وتزيد من سعادتك ورفاهيتك إلى الحد الأقصى على المدى الطويل.
الذكاء العاطفي ونجاح الحياة الزوجية
الذكاء العاطفي لا يقتصر على المستوى المهني أو الاجتماعي فحسب، بل يشمل بشكل أساسي كيفية استخدام العواطف بذكاء في العلاقة بين الشريكين ان كان قبل أو بعد الزواج. لقد أثبتت الدراسات بأن الأزواج السعداء ليسوا أذكى أو أغنى أو أكثر ثقافة من الأزواج التعساء، وليسوا بالطبع متخصصين في علم النفس أو فن التواصل أو في تقنيات المفاوضات، بل هم يتجادلون ويختلفون مثل بقية الأزواج. إن ما يميز هؤلاء الشركاء هو امتلاكهم لذكاء عاطفي متقدم عن الآخرين يجعلهم قادرين على بلورة دينامكية علائقية بعدم السماح للمشاعر السلبية بأن تطغى أو تسيطر على العلاقة، مما يجعلهم يجدون دائما اللذة والحافز للبقاء سويا.
أن نطلب أي أن لا نتردد في التعبير عن رغباتنا وحاجاتنا أمام الشريك أن نعطي أي أن نشارك الآخر بأروع ما لدينا من مشاعر وأفكار وأعمال إيجابية، ومنها أبسط الأشياء كالابتسامة الصادقة أو إطراء جميل يشعر الآخر كم هو محبوب ومرغوب ومميز في نظرنا، أن نعطي العلاقة ما تستحق من انتباه وعناية مستمرة في أوقات الفرح والمحنة أيضا، أن نتذكر دائما المناسبات الحميمة.
الذكاء العاطفي لدى الأطفال
الذكاء العاطفي «The emotional intelligence» و الذي يشمل ضبط النفس والحماس والمثابرة والقدرة على تحفيز النفس. و هذا المهارات يمكن تعليمها لأطفالنا لنوفر لهم فرصا أفضل، أيا كانت ملكاتهم الذهنية. سنكون قد وصلنا إلى نهاية الرحلة، إذا فهمنا معنى وكيفية ربط الذكاء بالعاطفة.
اقرأ أيضا
المراجع
- Harms, P. D.; Credé, M. (2010). "Remaining Issues in Emotional Intelligence Research: Construct Overlap, Method Artifacts, and Lack of Incremental Validity". Industrial and Organizational Psychology: Perspectives on Science and Practice. 3 (2): 154–158. doi:10.1111/j.1754-9434.2010.01217.x.
- "What is Emotional Intelligence and How to Improve it?". positivepsychologyprogram.com. مؤرشف من الأصل في 22 مايو 2019.
- Bar-On, R. (2006), The Bar-On model of emotional-social intelligence (ESI). Psicothema, 18 , supl., 13-25.
- Thorndike, R.K. (1920). "Intelligence and Its Uses", Harper's Magazine 140, 227-335.
- Gardner, H. (1983). Frames of mind. New York: Basic Books.
- Kluemper, D.H. (2008) Trait emotional intelligence: The impact of core-self evaluations and social desirability. Personality and Individual Differences, 44(6), 1402-1412.
- Martins, A.; Ramalho, N.; Morin, E. (2010). "A comprehensive meta-analysis of the relationship between emotional intelligence and health". Journal of Personality and Individual Differences. 49 (6): 554–564. doi:10.1016/j.paid.2010.05.029.