منطقه راكين
سميت بهذا الاسم نسبةً إلى الأميرة راشيل أو راشين التي قيل انها عاشت فيها وسكنتها وتقع بلده "راكين" على الطريق الملوكي القديم، وتضم إدارياً احياءَ عدة ((حي قريفلا والوسية والبويب وراكين)) و تبعد قرية "راكين" عن مركز مدينة [الكرك] حوالي 15 كم ويبلغ عدد سكانها حوالي (15000) خمسة عشر الف نسمة جميعهم من عشائر الحباشنة والعلاوي وبعض العائلات المسيحية، تضم راكين بين جنباتها سبع مدارس 3 منها ثانوية أهمها مدرسة راكين الثانوية الشاملة للبنين وهي من أقدم مدارس المحافظة حيث تأسست عام 1952 ومدرسة راكين الثانوية للبنات والمدرسة البطريريكية اللاتينة الثانوية وروضتين وبها أحد عشر مسجداً أبرزها وأقدمها مسجد راكين، وتضم أيضا نادي ثقافي ورياضي واجتماعي تأسس عام 1991 وسمي بنادي الزيتونة لما لتلك الشجرة من أهمية لدى سكان البلدة،، تُعتبر بلدة راكين من أجمل قرى محافظة الكرك نظراَ لسهولها الشاسعة ولموقعها المتميز والمرتفع عن سطح البحر بـ (1050) متراَ وتعد أعلى نقطة في قصبة الكرك ولكونها مطلة على البحر الميت والضفة الغربية حيث يستطيع سكانها مشاهدة أنوار القدس والخليل وباقي المدن الفلسطينية.
تشتهر البلدة بكروم الزيتون والعنب وسهول القمح ويكاد لا يخلو بيت من بيوتها من بعض اشجار الزيتون ومعرشات العنب، يعمل غالبية سكانها بالزراعة وتربية المواشي وبالوظائف الحكومية داخل البلدة وفي المحافظة، وقد تقلد العديد من ابنائها مناصب مهمة في الدولة فكان منهم الوزراء والنواب والأعيان والمدراء العامين ومناصب رفيعة كذلك بالقوات المسلحة وهناك عدد من سكانها خارج الأردن ويسكن نسبةً كبيرةً من أبنائها مدن عمان والزرقاء والعقبة تبعاً لمصادر رزقهم هناك حيث يعود بعضهم نهاية الأسبوع وفي المناسبات العامة لينعموا بالأجواء الأسرية المتميزة والطقس الرائع. ونظراً لجمال ارض راكين وخصوبة تربتها وارتفاعها ومناظرها الخلابة فقد سُميت أيضا بـأميرة السهول الخضراء وتغنى بها الشعراء، وَمِمَّا قيل فيها:
قول الشاعر عرار: ما بلقاء الا ماعين وما الكرك الا راكين.
وما قال الشاعر أمجد ناصر: حصاد ايتها الكرك عندما تهبط عمان من دوارها الخامس ويلمع باطن فخذها كالحربة تكون راكين قد نامت بعين وفي العين الأخرى تخلع سنابل القمح قبعاتها لاحجار الرحى
وكذلك هذه الهمسة إلى راكين بقلم جمال داوود: في البدء... وُلد العشقُ وارتعشت كل أواصري واضطربت جذور شراييني وارتفع صوت النبض في جيوب فؤادي مخترقا حاجز الصوت في مضمار روحي وارتطمت أمواج مشاعري كألحان أغنية أو كأمواج المد والجزر حين ترتطم برمال شواطئ المحيطات.
...لحظة تمنيت أن يقف فيها الزمن وأذهب بخيالي إلى أعماق تاريخ مضى، سطرت خلاله حضارتنا العربية والإسلامية أبهى صور النقاء والبراءة، أصالة هذا المكان الذي كنت أقف فيه ليس تحيزا ولا مغالاة فأنا أحب بل واعشق كل ذرة من تراب وطني، إنما في تلك البقعة الجغرافية الصغيرة في المساحة والكبيرة في الوجدان والخاطر، ولست أديبا ولا شاعرا ولا كاتبا حتى، إنما أكتب عشقا وليس شعرا يخضع لموازين الشعر والأدب، تلك البقعة التي وقفت فيها وأنا اطل على مد البصر لتترآئي امامي فلسطين الحبيبة، وحين يلفح وجهي وميض غروب الشمس من تلك النقطة التي تقع بين كتفي عرانين جبال شيحان وسفوح جبال مؤاب الشامخة بالعز والإباء، تلك الجغرافية هي...راكين...
سمعت من أجدادي أن لا بلقاء إلا ماعين ولا كرك إلا راكين ولست متحيزا أو إقليميا لمكان عن الآخر في وطني الحبيب فكلي عشق له، فهنا.. هاجت كل سواقي العشق في داخلي، وانتهى المشهد ليتلوه مشاهد كثيرة، نقشت من خلالها حروف الحب والعشق على جدران قلبي لتكون في عالم روحي مشاهد لا تمحى، كيف لي لا اعشق ثرى هذه الأرض التي ارتوت من عرق خيول صلاح الدين وتعفرت سنابك خيوله بثراها التي حررت الأقصى الحبيب من المغتصب.
ينتابني الكبرياء والفخار لعزة هذه الجغرافية وأنفتها وأقول لها: راكين أرض الهوى والحب والعشق نبتت على ذرى أكتافها الزهر والورد جمال ثراها ونسيم واديها ملحمة ومجنون وردها خالٌ على صفحة الخد يا جارة ميشع بك الوجود زها وعزك موروث وتاريخك المجد هامت قلوب العاشقين بسحرها طربا كما يطرب العشاق بلقيا موعد، هي المشاعر لا تخبو ان غدوت بها شوقي إليها يفوق حنين الأم للولد.... سحر هذا المكان يدعوك ان تجود بكل عاطفة وود من خوابي الروح المحلقة في سماء جمالها وعظيم ماضيها وكلما ابتعدت عنها لا أنكر أنني ارمقها بهواجس الروح وأبوح لها هامساً اشتقت إليك، لأنك سكنت روحي، طيفك يلازمني وهواك ينعشني ولا أرى منك إلا روضة من القلوب النابضة بالحب، لك مني السلام وإليك دائماً السلام.
يسكن هذه البلدة سبع من العشائر تُعرفُ جميعاً باسم عشائر(الحباشنة) نسبةً للمكان الذي يقطنون قربه والمُسمى جبل (عروض حبيش) وهذه العشائر هي:
1. الجعافرة وينسب اصلهم إلى الصحابي جعفر الطيار، ولهم اقارب من نفس العائلة سكنو الخليل في بلدة ترقوميا واصلوهم تعود لابناء عمهم بالكرك. 2. العساسفة، وقيل أنَّ هذه العشيرة تعود بنسبها للصحابي الجليل المقداد بن عمرو والذين هاجر جدهم محمد إلى فلسطين ومن ثم رجع اعقابه إلى قرية حبش قضاء الكرك. 3. الحباشنة 4. الرهايفة. 5. الرماضين. 6. العرود. 7. العويسات.
يتبع... قابل للتعديل...