رحلة بالداسار، هي الرواية الثامنة للأديب المبدع، اللبناني الأصل أمين معلوف، كتبت في الأصل باللغة الفرنسية، وصدرت باللغة العربية عن دار الفارابي عام 2001م.
رحلة بالداسار | |
---|---|
(بالفرنسية: Le Périple de Baldassare) | |
المؤلف | أمين معلوف |
تاريخ النشر | 2000 |
النوع الأدبي | رواية تاريخية |
المواقع | |
OCLC | 54998107 |
وبالداسار هو تاجر تحف وكتب ومخطوطات أثرية، من عائلة أمبرياتشي الجنوية العريقة، والتي استوطنت منطقة جبيل بلبنان من أيام الحروب الصليبية على الشرق، وفي الرواية يحصل بالداسار على كتاب "الاسم المئة"، الذي يفترض وجود اسم أوصفة لله غير معروف، إضافة إلى الأسماء التسعة والتسعين، والمؤلف هو المازنداري، حصل عليه من رجل عجوز سرعان ما مات، دون أن يتمكن بالداسار من دفع ثمن الكتاب، ثم يشتريه موفد البلاط الفرنسي مارمونتيل، ويصطحبه معه في رحلة بحرية إلى القسطنطينية، ويكتشف بالداسار أهمية الكتاب الذي يبحث عنه الجميع، بل ويمنع في بعض ولايات الدولة العثمانية الحديث عنه، أو الاحتفظ بنسخة منه.
والكتاب يتنبأ بسنة نهاية العالم، وهي سنة 1666م، التي سميت بسنة الوحش، ومن سينجو من هذه النهاية، فقط من يقرأ الكتاب ويعرف بالتالي الاسم المائة لله، كما يفترض مؤلف الكتاب، ومن هنا اكتسب هذا الكتاب ومحتواه كل هذه الأهمية، لدى معتنقي الديانات السماية الثلاث، الإسلام والمسيحية واليهودية، وآمن كثير من الناس بتاريخ نهاية العالم.
وتبدأ رحلة بالداسار للبحث عن الكتاب في أغسطس 1665م، وهي رحلة مليئة بالمغامرات انتقل فيها بالداسار وابني أخته وخادمه وسيدة تبحث عن زوجها الذي هجرها، وقيل أنه مات، من جبيل إلى القسطنطينية إلى أزمير، ثم جزيرة شيو اليونانية، فجنوا ثم لندن، ليعود مرة أخرى إلى جنوا مروراً بباريس وبعض المدن الفرنسية، ملاحقاً في هذه الرحلة أثر الكتاب من مدينة لأخرى، حتى يعثر عليه عند قس مسيحي في لندن، مسجلاً أثناء الرحلة مشاهداته وانطباعاته في أربعة دفاتر يضيع ثلاثة منها.
ورحلة بالداسار، هي رحلة البحث عن الذات، رحلة القلق الوجودي الدائم الذي يرافق الإنسان في كل العصور، الرحلة تمثل السؤال الفلسفي والديني عن الحياة والآخرة، أو مصير البشرية، ولكن سنة 1666م مرت، والسنة التي تلتها مرت دون أن ينتهي العالم، لكن العقل البشري فسر الأحداث التي يمكن أن تكون طبيعية، قد تحدث في أي سنة أخرى، على أنها إشارات أو علامات لنهاية العالم، مثل حريق لندن الكبير، وظهور حاخام يهودي يدعي أنه المسيح الدجال.
عكست هذه الرواية، مهارة معلوف في دراسة التاريخ وتقصي تفاصيل المراحل والحقب، وتطويعها فنياً، كذلك عكست الحس الصحفي للمؤلف، فجاءت تفاصيل الأحداث التي سجلها في الدفاتر، كتحقيق صحفي أو سيرة ذاتية أو أدب رحلات، وهي رواية ممتعة تستحق القراءة.
هذه الرواية وأسئلتها حول الوجود، تذكرنا بالنبوءات التاريخية لنهاية الكون، وعلاماتها، فقد تنبأ البعض أن نهاية الكون ستكون في نهاية الألفية الأولى لميلاد المسيح، ثم الألفية الثانية، لكن ذلك لم يحدث، رغم جزع العديد من الناس، الذين انتحر بعضهم، وهجر بعضهم أعماله، انتظاراً لهذه النهاية.
كما أن نوسترا داموس العالم الفلكي الفرنسي المشهور بتنبؤاته، والتي ما تزال تثير جدلاً عند كثير من الناس، كان قد تنبأ في عام 1890م، بأن نهاية العالم ستكون عام 2012م، وتنبأ كذلك الصينيون واليابانيون بأن نهاية العالم ستكون عام 2012م، وقبلهم تنبؤات شعب المايا في أمريكا الجنوبية، التي تؤكد بأن نهاية العالم ستكون أيضاً في عام 2012م، حسب تقويم المايا، الذي وضعوا له جداول رياضية محكمة، تتنبأ بالكوارث والأحداث الفلكية.
وهناك كذلك تنبؤات شعبية، ليس لها سند ديني أو علمي، مثل أن من علامات الساعة، هي أن الحديد يطير ويتكلم، وقد ناقش علماء في الدين هذا الأمر ودحضوه، خاصة وأن العلم في تقدم دائم، فالحديد فعلياً طار وتكلم، ومثاله الطيارة والمذياع، بل وصل العلم إلى آفاق لا يمكن لعقل بشري، عاش قبل قرنين فقط من تخيلها.
لا يوجد بشر حتى الآن، يستطيعون تحديد نهاية العالم، سواءً استناداً إلى المعطيات العلمية أو الدينية، وما زال هذا الأمر في علم الغيب، وبعيد عن ذهنية الإنسان.