في مكة المكرمة والمدينة المنورة مزية خاصة عن بقية المدن والأماكن الإسلامية.لاجتماع شرف الزمان بالمكان.
المذاق الخاص بالحرمين
إن لشهر رمضان في البقاع المقدسة مذاق خاص ونكهة متميزة قل وندر أن نجد لها نظيرا في بقعة أخرى من بقاع العالم. وتحرص أعداد متزايدة من المسلمين على تأدية عمرة في شهر رمضان، لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيحي مسلم والبخاري: عمرة في رمضان تعدل حجة.
و البقاع المقدسة، بما هي مكان للعبادة والتدبر وتهذيب النفس وتطهيرها من الآثام والخطايا، تستقبل الشهر الكريم بالاستبشار، فقد كان السلف الصالح من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان يهتمون بشهر رمضان ويفرحون بقدومه، وأي فرح أعظم من الفرح برمضان موسم الخيرات وتنزل الرحمات.
بعد رؤية هلال رمضان
و ما إن تتم رؤية الهلال، حتى يلبس الحرمين الشريفين حلة بهية، فيتزينان بالمصابيح والشموع المتوهجة استبشارا بقدوم شهر البركات. ويتداخل داخل الحرم المكي الشريف صوت المؤذن مع تلاوات قارئي القرآن الكريم ودعوات المؤمنين الذين يتلبسون بمشاعر إيمائية فياضة فتزداد همتهم في بذل العبادات ونيل الخيرات.
و عند الإفطار، تتجلى الاختلافات في العادات والتقاليد بين المعتمرين، فلكل بلد أكلاته التي يختص بها وتميزه عن بقية البلدان. ولمن يفضل الإفطار خارجا، توفر المطاعم اكلات خاصة بأسعار في متناول معظم المعتمرين.
و يحرص المسلمون خلال كامل البوم على اتباع نهج النبي محمد صلى الله عليه وسلم وسنته في سلوكهم وأفعالهم وأقوالهم. وعند إقامة أذان الصلاة يتوجه رب العائلة لأداء صلاة المغرب جماعة في المسجد، فيبدأ إفطاره ببعض التمرات أو الماء.
رمضان بطيبة الطيبة
أما في المدينة المنورة، فيؤم المسلمون المسجد النبوي ويفطرون على بعض التمرات واللبن والخبز والقشدة، ثم يتناولون عصير التوت. وإثر صلاة التراويح، تكتظ الأسواق بالمتسوقين وتظل قبلة للزوار دونما انقطاع.حيث ان أبواب المسجد النبوي 24 ساعة لإستقبال المصلين والزوار.
وتعد موائد الرحمان من السنن الرمضانية الطيبة التي دأبت عليها معظم البلدان الإسلامية والمملكة العربية السعودية خاصة، حيث يجد الفقراء والمساكين ما يسد الرمق في المناطق المحيطة بالحرمين الشريفين.
العشر الأواخر
أما الليالي العشر الأخيرة من الشهر فتشهد أجواء إيمائية متميزة فيستبشر المؤمنون لقدومها، ويستزيدون من الصلاة والتضرع إلى الله خلال صلاة التراويح والقيام وتلاوة القرآن الكريم طمعا في غفران ذنوبهم ونيل الأجر الوفير.والعشر الاؤاخر تعتبر عطلة رسمية بالسعودية وبعض الدول الإسلامية، مما يرفع عدد الزوار والمعتمرين الذين يفدون على الحرمين الشريفين بالملايين لقضاء بعض ايام العشر الاواخر وتحري ليلة القدر في البقاع المقدسة.خصوصا ان الأجر مضاعف فيها فيجتمع شرف الزمان والمكان. فضل رمضان في الحرمين الشريفين.
(شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون). هذا الشهر المبارك موسم عظيم للخير والبركة والعبادة والطاعة.