تحتوي زينة الشرفة في العمارة الدفاعية، مثل جدران المدينة أو القلاع، على الدرئية (أي جدار دفاعي منخفض، يتراوح ارتفاعه بين ارتفاع الصدر وارتفاع الرأس)، تُنفَذ ضمنه فجوات أو ثغرات غالبًا ما تكون مستطيلة الشكل، تُنشأ على مسافات متتالية تسمح بإطلاق السهام أو المقذوفات الأخرى من داخل الدفاعات. تُسمى هذه الفجوات «كرينل» (وتُعرف أيضًا باسم المزغل)، ويُسمى الجدار أو المبنى الذي يحتويهم تيمنًا بهم. يُسمى عمل إضافة الكرينل إلى الحاجز غير المنقطع سابقًا بمصطلح سيرنيلايشن (أي تزويد الجدار بفتحات).
إن وظيفة زينة الشرفة هي حماية المدافعين عن طريق إعطائهم شيئًا للاختباء وراءه، إذ يمكنهم أن يُطلوا منها لرمي مقذوفاتهم. قد يُصمم مبنى دفاعي ويُبنى متضمنًا زينة الشرفة أو قد يُحصن منزل الإقطاعية الموجود أساسًا بإضافة زينة الشرفة إليه حيث لا يوجد درئية في الأصل، أو تقطيع في الجدران ضمن حائط الدريئة الموجود أصلًا.
تُسمى العروض المصمتة بين الجدران بالثلمات. تحمي زينة الشرفة الموجودة على الجدران الممرات (الممشى) الواقعة خلفها. يُستخدم السطح الذي يكون في الغالب مستويًا على أسطح البرج أو المباني كمنصة قتال محمية.
التصريح لتزويد الجدران بفتحات
مُنحت تراخيص لتزويد الجدران بفتحات في إنجلترا وويلز في العصور الوسطى، وقدم هذا الترخيص لحامله الإذن بتحصين ممتلكاته. كان الملك وحكام المقاطعات ضمن ولاياتهم المسؤولين عن منح مثل هذه التراخيص، فعلى سبيل المثال، مُنحت تراخيص من قبل أساقفة دورهام وإيرل تشيستر وبعد عام 1351 من قبل دوقات لانكستر. يفوق عدد القلاع في إنجلترا عدد التصاريح إلى حد كبير.[1] يمكن الحصول على العفو الملكي عند دفع غرامة محددة بشكل تعسفي من قبل شخص تحصن دون ترخيص. توفر السجلات التي نجت لمثل هذه التراخيص والصادرة عمومًا عن طريق براءة تمليك، أدلة قيمة لتاريخ المباني القديمة. جُمعت التراخيص التي أصدرها التاج الإنجليزي بين القرنين الثاني عشر والسادس عشر من قبل تيرنر وباركر وتوسعت وصُححت من قبل فيليب دافيس ونُشرت في مجلة مجموعة دراسات القلعة.[2]
كان هناك جدل أكاديمي حول الغرض من الترخيص. يرى المؤرخون الذين يركزون على الجيش، أن الترخيص يحد من عدد التحصينات التي يمكن استخدامها ضد الجيش الملكي. اقترح تشارلز كولسون وجهة النظر الحديثة، ومفادها أن الأسوار أصبحت رمزًا معماريًا كان يتطلبه الطموح الاجتماعي، وبهذا قال كولسون: «كانت التراخيص التي تسمح بتزويد الجدران بالفتحات تمثيلات رمزية بشكل رئيسي للوضع الملكي: فقد كان التحصين التعبير المعماري لرتبة النبلاء».[3] أظهرت هذه الفتحات في جدران المبنى للمراقب الخارجي «اعترافًا ملكيًا وتقديرًا ومديحًا»،[4] وفي الوقت نفسه وفرت رادعًا أساسيًا ضد فرق اللصوص المتجولة، ويقترح كولسون أيضًا أن وظيفة الأسوار مماثلة للنظام الحديث الذي يتبعه أصحاب المنازل من خلال وضع أجهزة الدائرة التلفزيونية المرئية وأجهزة الإنذار ضد السرقة التي غالبًا ما تكون مجرد دمى. لم يفرض التاج رسومًا على منح مثل هذه التراخيص، ولكنه فرض أحيانًا رسومًا تبلغ نصف مارك.
لمحة تاريخية
استخدمت زينة الشرفة لآلاف السنين. تُعد زينة الشرفة الموجودة في القلعة في بوهين، مصر، أقدم مثال مبكر على زينة الشرفة. استُخدمت زينة الشرفة في الجدران المحيطة بالمدن الآشورية، كما يظهر من خلال النقوش البارزة في نمرود وأماكن أخرى. ما تزال آثار زينة الشرفات موجودة في موكناي في اليونان، وتشير بعض المزهريات اليونانية القديمة إلى وجود زينة الشرفة. يمتلك سور الصين العظيم زينة الشرفة أيضًا.
المصادر
- Goodall 2011، صفحة 9.
- Davis 2007، صفحات 226–245.
- Coulson 1982، صفحة 72.
- Coulson 1982، صفحة 83.
- مجمع اللغة العربية.
- قاموس المورد.