ساحة جامع الفنا هو فضاء شعبي للفرجة والترفيه للسكان المحليين والسياح في مدينة مراكش بالمغرب، وبناء على ذلك تعتبر هذه الساحة القلب النابض لمدينة مراكش حيث كانت وما زالت نقطة التقاء بين المدينة والقصبة المخزنية والملاح، ومحجا للزوار من كل أنحاء العالم للاستمتاع بمشاهدة عروض مشوقة لمروضي الأفاعي ورواة الأحاجي والقصص، والموسيقيين إلى غير ذلك من مظاهر الفرجة الشعبية التي تختزل تراثا غنيا وفريدا كان من وراء إدراج هذه الساحة في قائمة التراث اللامادي الإنساني التي أعلنتها منظمة اليونيسكو عام 2001 [1].
تاريخ الساحة
يرجع تاريخ ساحة الفنا إلى عهد تأسيس مدينة مراكش سنة (1070-1071)م، بنيت ساحة "الفنا" في عهد الدولة المرابطية خلال القرن الخامس الهجري كنواة للتسوق لكن أهميتها تزايدت بعد تشييد مسجد الكتبية بعد قرابة قرن كامل. واستغل الملوك والسلاطين في ذلك الوقت الساحة كفناء كبير لاستعراض جيوشهم والوقوف على استعدادات قواتهم قبيل الانطلاق لمعارك توحيد المدن والبلاد المجاورة وحروب الاستقلال. ومنذ ذلك التاريخ وهي تعد رمزا للمدينة، يفتخر بحيويتها وجاذبيتها كل من مر منها من المسافرين.
أصل التسمية
يعزي البعض أصل تسمية المكان بجامع الفنا لقربه من ساحة قصر الحجر المرابطي الذي اكتشفت أنقاضه تحت جامع الكتبية.
كلمة "الفنا" يمكن أيضا أن تفيد الفناء بمعنى الدمار والتخريب، وتؤكد هذا الطرح مجموعة من الشهادات التاريخية تجمع كلها على وجود جامع مهجور وسط هذه الساحة التي أصبحت ذات شهرة عالمية.
وورد في كتاب "تاريخ السودان" لعبد الرحمن بن عبد الله السعدى التمبكتي (1596-1655م) لدى حديثه عن الطاعون الذي ضرب مراكش على عهد السلطان أحمد المنصور الذهبي ما يلي: "وقد أدركت أن الأمير السلطان مولاي أحمد أنشأ بناء الجامع، ووضعه وضعا عجيبا، فسُمي بذلك جامع الهناء، ثم شُغل عنه بترادُف تلك المِحن، ولم يُكمِّله حتى تُوُفيَ، فسمي بذلك جامع الفَناء" (طبعة بردين، 1898، ص 205). غير أنه من غير المؤكد أن المقصود هو الجامع الحالي أم جامع اندثر.
الساحة
تعد ساحة الفنا القلب النابض لمراكش حيث وجدت وسط المدينة يحج إليها السكان والزوار ويستعملونها مكانا للقاءات. ويتواجد بها رواة الحكايات الشعبية، والبهلوانيون، والموسيقيون والراقصون وعارضو الحيوانات وواشمات الحناء.
معرض صور
مصابيح تقليديَّة معروضة في إحدى الدكاكين بِساحة جامع الفناء
إشارات مرجعية
- مجال جامع الفناء الثقافيّ - تصفح: نسخة محفوظة 28 فبراير 2014 على موقع واي باك مشين.
مصادر
- وزارة الثقافة المغربية