برنامج "ساعة حساب" برنامج حواري من إنتاج "بي بي سي العربية " يسائل فيه المواطنون من دول عربية المسئولين، ويعتمد البرنامج على النقاش الجاد والجريء الذي يلتزم بالسياسة التحريرية للبي بي سي من الحياد والموضوعية .
ويتجول البرنامج في المدن العربية لإعطاء فرصة التفاعل بين الجمهور والمسؤولين من خلال النقاش والحوار الجاد .
ويشكل الجمهور فئات المجتمع المختلفة، ويقتصر دور مقدم البرنامج علي تنظيم اللقاء دون التدخل أو إملاء أي توجهات.
كان يفترض أن تبدأ أولى حلقات البرنامج من مصر في الرابع والعشرين من نوفمبر- تشرين الثاني عام 2010 حول الانتخابات البرلمانية، لكن السلطات المصرية وقتها منعت تصوير الحلقة .
صورت أولى الحلقات بعد ذلك في العاصمة السودانيةالخرطوم ، حول الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان في حضور جمهور يزيد على مائة سوداني من الشمال والجنوب ووجهوا أسئلة صعبة للضيوف، وهم أتيم غارانغ من الحركة الشعبية نائب رئيس البرلمان السوداني والطيب مصطفى انفصالي شمالي صاحب صحيفة الانتباهة وفتحي شيلا من المؤتمر الوطني وفاروق جاتكوث انفصالي جنوبي.
كما صورت حلقة بعد ذلك في تونس، وبعد مرور عام على ما يعرف بثورات الربيع العربي صورت حلقات في دول ما يعرف بالربيع العربي، بدأت في "تونس" مجدداً بحلقتين حول الإعلام والمشكلات الجهوية، وفي مصر تسائل الجمهور في الحلقة : ما هو مصير المجلس العسكري بعد انتهاء المرحلة الانتقالية ؟ أما الأردن فوجه الجمهور ضربة قاضية للمسئولين حينما سائلوهم حول استمرار الحراك الشعبي بالرغم من الوعود بالإصلاحات السياسية .
أما في ليبيا فأنتجت حلقات خاصة من طرابلس وبنغازي معاً حول تحديات انتشار السلاح و مصير المجلس الوطني الانتقالي الليبي في مرحلة ما بعد العقيد الليبي الراحل معمر القذافي .
نتجول معكم الآن مجدداً في الدول العربية في موسم جديد، تونس والأردن ومصر وليبيا، والذي يتزامن مع مرور عامين على ما يعرف بثورات الربيع العربي، كما سنذهب للعراق والمغرب، لتناقشوا أهم القضايا التي تثير اهتمامكم.
يبث البرنامج علي كافة خدمات بي بي سي عربي من تليفزيون وراديو وإنترنت[1].
فريق العمل
يتكون فريق عمل البرنامج من نخبة من صحفي مكتب هيئة الإذاعة البريطانية بالقاهرة بالإضافة صحفيين من القنوات المحلية التي تتعامل معها البي بي سي يرأس فريق الإعداد حاليا الأستاذة مها الجمل، ويعاونها الأستاذ أسامة عبد التواب ويعمل بالبرنامج أيضا عدد من الصحفيين مثل أحمد عمر ونانسي إبراهيم وريهام أحمد ومحمود أبوبكر ويقدم البرنامج في موسمه الحالي المذيع التونسي المعروف مكي هلال، ويشرف علي البرنامج الدكتور نجلاء العمري.
ساعة حساب العراق
"هل أنتم مع المعارضة أم مع الحكومة؟" سؤال ردت عليه الناطقة باسم ائتلاف دولة القانون ميسون الدملوجي قائلة "نحن في الحكومة ولكننا لسنا جزءا من عملية صناع القرار، عشر سنوات تغير كل شئ إلا الثقافة السياسية، فمن هو ضدي هو عميل خائن.
كان السؤال قد طرحه أحد أبناء مدينة الموصل وقد جاء لحضور حلقة برنامج ساعة ساعة حساب التي تقدمها بي بي سي هذه المرة من بغداد بالتعاون مع قناة العراقية بمناسبة مرور عشر سنوات منذ بداية دخول القوات الأمريكية إلى العراق واسقاط الرئيس صدام حسين.
وفي تصريحات لها خلال الحلقة قالت ميسون إن كثيراً من القوانين مررت داخل مجلس النواب بناءً علي تحالفات وصفقات دون البحث عن توافق، ووجهت ميسون الاتهام إلى ائتلاف دولة القانون بأنهم من يتبنون الطائفية بخطابهم الطائفي، كما اتهمتهم بدفع الأكراد للانفصال، لكن ضيف الحلقة حيدر العبادي رئيس لجنة الموازنة بمجلس النواب عن كتلة الائتلاف رد بأن جميع أبناء هذا البلد متساوون وقال في نقاش حول الموازنة الجديدة وأسباب تأخر إقرارها من قبل مجلس النواب إن نفط العراق ملك لكل الشعب العراقي وفقا للدستور، لكن كردستان سلم ثلث نصيبه من النفط فقط.
"هل الأكراد يحسبون أنفسهم على العراقيين أم ماذا؟!"
ويبدو أن حديث العبادي لم يرق لألا طالبانى النائبة في مجلس النواب العراقي عن التحالف الكردستاني والتي تدخلت في النقاش قائلة "الأموال المخصصة لكردستان أقل من الاقاليم الأخري، وكردستان جزء من العراق، وكل البنية التحتية الموجودة الآن هي من بعد عام 2003. لكن سؤالاً آخر عن الأكراد وجهته طبيبة شابة من بغداد إلى ألا طالباني قائلة "نحن لا نفهم هل أنتم تحسبون أنفسكم على العراقيين أم ماذا؟" وأجابت ألا "شابة في مثل عمرك ماذا تفهم عن الأمور السياسية أو عن كردستان!" وقالت نحن في كردستان لا نسعي للانفصال وإن المشكلة في العراق أن مفهوم الفيدرالية لايزال "غير مقبول"، وإن الأكراد لم يحاولوا حل مشكلاتهم بالدبابات بل هم يلجأون دائماً إلى القانون.
بعد عشر سنوات ماذا قدمتم لمحافظات العراق؟
وفي مشاركة من ناشطة حقوقية قادمة من كركوك طرح سؤال يقول "بعد 10 سنوات ماذا قدمتم للعراقيين؟ وماذا قدمتم لكركوك التي توصف بأنها تعوم على بحر من النفط؟"
"ماذا قدمتم للبصرة ؟ كان سؤالاً آخر طرحه أحد الحضور من أهل البصرة مشيراً إلى مظاهر الإهمال والتهميش سبيل المثال قائلاً إنه سافر أكثر من 600 كيلومتر حتى يطرح هذا السؤال.
وأجاب حيدر العبادى قائلا إن هناك بالفعل مشكلات عديدة في البصرة وأبرزها مشكلة المياة وإن رئيس الوزراء مهتم شخصياً بالبصرة، مضيفاً "نحن نتوقع أن تكون الحرب القادمة بالمنطقة هي المياة".
أما ميسون فقالت إن المشكلات ليست في البصرة فقط بل في كل مدن العراق وإنه لا توجد سياسة تفكر بهذه القضايا.
"هناك سياسيون يقفون ضد تسليح الجيش العراقي"
وبخصوص الموازنة أيضاً قال الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الفريق محمد العسكري إن هناك سياسيين يقفون ضد تسليح الجيش العراقي، ولا يهمهم مصلحة العراق؛ مضيفًا أنه في كل الدول هناك فرق بين موازنة الدفاع وموازنة التسليح ولكن في العراق لا يوجد هذا الفصل مما يسبب مشكلة كبيرة.
وردًا علي سؤال وجه إليه عبر صفحة "ساعة حساب" على موقع فيس بوك الإلكتروني، أرجع العسكرى العمليات الإرهابية في العراق وضعف الأمن إلى الخلافات السياسية بين الفصائل السياسية.
وحول الهجرة الداخلية والخارجية للعراقيين صرح القاضى أصغر عبد الرازق الوكيل الأقدم لوزارة الهجرة والمهاجرين بأن هناك نحو 280 ألف عائلة عادت من النزوح، بالإضافة إلى مليون ونصف شخص عادوا إلى العراق مرة أخرى منذ بداية الحرب.
في بلد مثل العراق ليس من السهل أن يجتمع خصوم سياسيون ومواطنون ينتمون لمذاهب دينية مختلفة أو حتى محافظات من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ويقول العراقيون لو حاولت أن تحصي عدد الأطياف العراقية لربما صنفت كل مواطن وحده في طائفة، غير أن حلقة ساعة حساب قدمت تنوعاً سياسياً ومذهبياً واجتماعياً وثقافياً استوقف حتى العاملين على الحلقة من العراقيين وقال بعضهم إن المسؤولين لم يعتادوا هذه الجرأة في الأسئلة من قبل المواطنين.[2]
المراجع
- "برنامج ساعة حساب". مؤرشف من الأصل في 6 ديسمبر 2013.
- http://saathissab.tv/blog-article.php?id=34