الرئيسيةعريقبحث

سجن الجفر


سجن أو معتقل الجفر هو سجن صحراوي في المملكة الأردنية الهاشمية. سمي في البداية ب"سجن الجيش العربي"، ويبعد عن العاصمة الأردنية عمان أكثر من 200 كم إلى الجنوب.

أنشئ في عام 1953، واستخدم للسجناء السياسيين في تلك الفترة والفترات اللاحقة. تكررت الانتقادات الموجهة إليه والدعوات لإغلاقه من قبل عدّة جهات حقوقية من بينها المركز الوطني لحقوق الإنسان في الأردن، والمنظمة العربية لحقوق الإنسان، ومنظمة "هيومان رايتس ووتش" ومنظمة العفو الدولية. تم أغلاق المعتقل في 17 ديسمبر/ كانون ثاني 2006 وتم تخصيص نصف مليون دينار لتحويله إلى مدرسة ومركز للتدريب المهني [1].

تواترت أنباء أن سجن الجفر قد استخدم [2] بالتنسيق مع وكالة المخابرات الأمريكية كمكان سري لاحتجاز أشخاص تشتبه السلطات الأمريكية في أن لديهم معلومات عن الإرهاب، كما أن للسجن سمعة سيئة بكونه يتعرض المساجين فيه إلى التعذيب وسوء المعاملة، كما حصلت فيه عدّة حالات وفاة بسبب يرى مراقبون أن سببها التعذيب. وفي يونيو/ حزيران 2006، زار "المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالتعذيب" الأردن ووصف سجن الجفر بأنه "مركز عقابي، يتعرض فيه المعتقلون للضرب بصفة منظمة، كما يتعرضون لعقوبات بدنية تُعد بمثابة تعذيب".

وكان سجن الجفر قد استخدم لسجن المعتقلين السياسيين الأردنيين والفلسطينيين في فترة الخمسينات والستينات وخاصة النشطاء الشيوعيين والقوميين، كما تم اعتقال أعضاء من حركة الضباط الأحرار الأردنيين إثر إتهامهم بمحاولة الانقلاب على النظام الملكي في الأردن. ذاع صيت هذا المعتقل مرة أخرى عندما اعتقل فيه نواب من البرلمان الأردني بعد زيارتهم لبيت عزاء الزرقاوي هما: محمد أبو فارس وعلي أبو السكر.

شهادات من محررين سجن الجفر

خلال لقاء مع معتقلين سابقين في سجن الجفر الصحراوي الأردني في خمسينيات وستينيات القرن الماضي نظمه المركز الفلسطيني لقضايا السلام والديمقراطية في مكتبه الفرعي بمدينة الخليل اليوم.

وعرض المناضلون القدامى بعضا من تجاربهم ومعاناتهم خلال فترة سجنهم أمام حشد من الشباب والصبايا الأعضاء في شبكة أصدقاء المركز.

المناضل السابق محمد سعيد مضية أشار إلى فترة المد القومي والوطني في خمسينيات وستينيات القرن الماضي وإلى حركة الاحتجاج الجماهيرية الواسعة في ظل حركة وطنية موحدة والتي أسقطت حلف بغداد في الخمسينات وسقط فيها ثمانية شهداء من بيت لحم والشهيدة رجاء أبو عماشة في القدس.

مضية أشار إلى أن التراجع عن دخول حلف بغداد شكل هزيمة للإمبريالية وملهما لحركات التحرر في أمكن مختلفة من العالم.

المناضل السابق عبد المعطي أبو عمر الذي اعتقل عام 1957 وقضى ثلاث سنوات في السجن المذكور قال أن السجن كان"مدرسة سياسية واجتماعية وتجربة نفسية عميقة الأثر إلا أن ما عانيناه يعد قليل جدا مع معاناة ألمناضلين الحاليين الذين سقط منهم الشهيد والجريح ويخضع نحو 11 ألف منهم الآن رهن قيد المحتل"

أبو عمر أشار إلى أن عدو الشعوب هو نفسه منذ القدم ومعاناة هذه الشعوب مستمرة في عالم يتحكم فيه غول الشركات الإمبريالية وطمع الرأسمال.

وتحدث عمر أبو عياش عن ظروف الأسر في بركسات محاطة بقطع من الأرض استغلها المعتقلون للزراعة فأصبحت توفر منتوجا وفيرا وزعه المعتقلون على بدو المناطق المجاورة في البداية إلى أن منعت إدارة السجن ذلك، كما تحدث أبو عياش عن المنع من الزيارة الذي كان على طول فترة السجن ووصل في بعض الأحيان الثماني أعوام. المناضل أحمد سليم عمرو تحدث عن التنظيم الداخلي الدقيق للأسرى وعن المشاركة في كل الموارد وقال بأنه تم حجز المناضلين هناك لسنوات طويلة دون محاكمة. أما المناضل خالد حسن الحلواني فأضفى جوا من المرح على اللقاء بإلقائه بعض الأشعار والأغاني التي كانت تتردد على ألسنة المعتقلين والحركة الوطنية في ذلك الوقت. وأشاد المناضلون القدامى بعدد من القادة السابقين الذين ضربوا مثلا في البطولة والصمود ومنهم القائد الشيوعي مخلص عمرو الذي فقد البصر جراء التعذيب، والبعثيّ عبد الخالق يغمور، والمعلم الشيوعي من أصول شركسية عبد الفتاح تولستان الذي قضى جراء التعذيب، والقائد الشيوعي عيسى مدانات ودوره في الحفاظ على وحدة الأسرى ووحدة الحركة الوطنية. ويقع سجن الجفر في الصحراء الأردنية في أقصى الحدود الجنوبية الشرقية للأردن، وكلمة "الجفر" لغة تعني البئر العميقة الواسعة أو "القاع". وكان اللقاء قد بدأ بكلمة من منسقة عمل المركز الفلسطيني لقضايا السلام والديمقراطية في الخليل التي قدمت تعريفا بالمركز وقالت أن الهدف من هذا اللقاء هو تكريم لجيل من الرواد في العطاء ونقلا لتجربتهم إلى الجيل الشاب والذي يشكل أصدقاء المركز من شباب وصبايا جزء منه.

بعض أشهر "نزلاء" سجن الجفر

مواضيع متعلقة

موسوعات ذات صلة :