في تلك المسرحية من مسرحيات جان بول سارتر تظهر فكرة سارتر واضحة وضوح الشمس عن مفهوم الحرية وتحمل المسئولية بالنسبة له. حيث أن تلك المسرحية نشم فيها رائحة عرقه التي غسلت بدماء الحروب، فهو عبر عن كل ما مر به عندما كان بين صفوف المقاومة الفرنسية في الحرب العالمية الثانية، فهو ذاق بالفعل ويلات تلك الحروب وقرر أن تكون تلك المسرحية المنفذ له عما مر به. فجسدت المسرحية شخصية سارتر الحقيقة في شخصية فرانتز، الذي كان يتحدث مع سراطين البحر طوال المسرحية، ويحاكي لهم الهلاوس والمخاوف التي كان يمر بها سارتر الحقيقي خلال الحروب. وشهدت المسرحية إدانة كبيرة للحكومة الفرنسية أكثر مما كان يدين دولة ألمانيا وفظاعتها وبشاعتها وقتها، وأكثر ما كان يدين بشاعة الجنود الألمان في التعامل مع كل بلد وقت ما كان يحكمها هتلر. فجسد جان بول سارتر خلال مسرحية سجناء التونا الوحشية الدامية التي كانت تتبعها فرنسا مع دولة الجزائر.
أشخاص مسرحية سجناء التونا
الحوار في المسرحية كان فلسفيًا مخلوطًا بنكهة سياسية واجتماعية، وشخصيات المسرحية كما عودنا سارتر هي مليئة بالاضطرابات النفسية وعدم الاستقرار النفسي، إذ يوجد بها:
- رب الأسرة العنيد في قرارته والحزين في نفس الوقت والواشي المتحضر.
- الأخت الغارقة في حب لا يجوز لأخيها.
- الأخ الغيور المليء بالعقد النفسية.
- الزوجة الحائرة وهي دائمة البحث عن معنى واضح أو حقيقة.
- الأخ الأكبر الذي عانى من وحشية الحروب، والتي حولته إلى شخص غير متزن أشبه بالمخبول، لدرجة أنه يعيش منعزل في غرفته لما يزيد عن 10 سنوات. فلا يرغب في الاندماج مع المجتمع، يعلق صورة هيتلر فوق رأسه، يختبئ خوفًا من ذنوبه ومن دمار الحروب.
- القارئ فهو طوال المسرحية عواطفه مندمجة بصورة كبيرة معها، ينسى كل ما يمر به من أحداث حقيقة ويعيش بالفعل أجواء تلك المسرحية، فيشعر بالحب تارة وبالكره تارة أخرى.
أحداث مسرحية سجناء التونا
تظل المسرحية تأخذنا إلى الأحداث الأليمة وتوابع الحرب غير المرضية للجميع، إلى أن يقرر كلًا من الأبن والأب الانتحار، بعدما يرى السواد غيم على دنياه، وأنه ما هو سوى سورة باهته، ولهذا يقرر أن يحرق الصورة والأصل في آن واحد. وكانت السراطين هي الهاجس الرئيسي لدى سارتر، فبطل المسرحية أصبح يراها في كل مكان حوله وأنها تقوم بمطاردته باستمرار. متمثل ذلك في ذكريات الحرب البشعة، وما قامت به فرنسا ضد الجزائر، ولم يغفل الألمان اللذين أرادوا احتلال العالم والتفوق عليه بشكل وحشي وبشع لم يسبق له مثيل. فمن حيث الدراما كانت مسرحية سجناء التونا رائعة، ولكنها لم تكن بجودة مسرحيات أخرى له ومن أكثرها روعة رائعة الجحيم، ولكن أهم ما ميزها هو الحوارات الرائعة الشيقة.
مصادر
- سارتر، جان بول. 1969. سجناء التونة ترجمة سيلفيا وجورج ليسون. ألفريد A. نوبف - نيويورك.
- قاعدة بيانات الأفلام على الإنترنت - سجناء التونة (1962)
- نبذة عن جان بول سارتر