سعد الدين أحمد المنكروي المليباري ، هو أبو عبد السلام سعد الدين أحمد المنكروي المليباري ولد في كومرنلور من منطقة بالاكاد في الساحل الجنوبي الغربي لشبه القارة الهندية وذلك في عام 1334 هـ الموافق 1916 وتوفي عام 1402هـ
| ||
---|---|---|
معلومات شخصية | ||
الميلاد | 1334هـ (1916 م) كومرنلور - بالاكاد الهند - القارة الهندية |
|
تاريخ الوفاة | 1982 م | |
مكان الدفن | البقيع | |
الإقامة | السعودية - الهند | |
الجنسية | - السعودية |
|
المذهب الفقهي | سلفي | |
العقيدة | مسلم |
اسمه ونسَبه
هو سعد الدين بن أحمد بن علي منكروي، المعروف بالشيخ سعد الدين المليباري ، ويُقال أنه نُسب إلى المنكروي لأن جده الخامس كان تاجرًا من تجار {{عمان{{ وكان يأتي للهند لشراء البهارات ويصدرها (لعُمان)، وخلال أسفاره تزوج من الهند واسمه المنقري ومنسوب إلى منقر بن عبيد بن مقاعس بن تميم بن مر، وهو بطن من }}تميم{{ ومنهم قيس بن عاصم وجماعته، ولعدم وجود حرف القاف في لغة (المالايالم) قُلبت كافًا وأُضيف الواو تبَعا لطريقة نطقهم للكلمة فصارت منكروي، وقد ذُكر أنه عند وفاة الجد المنقري حضر أحد إخوة هذا الجد من عمان لحضور الدفن وكان طويل القامة، أبيضًا يميل إلى الحمرة، وكان له هيبة بين أفراد القرية ثم رجع من حيث أتى .
ولادته
ولد الشيخ سعد الدين عام 1916 1334 هـ في كومرنلور في منطقة بالاكاد الواقعة في الساحل الجنوبي الغربي لشبه القارة الهندية والمُسمي بساحل مليبار.
نشأته
منذ طفولته اهتمت الأسرة علي تنشئته النشأة الصحيحة من كل النواحي فهو ينحدر من أسرة غنية في ذلك الوقت، فقد تعلم وهو صغير في مدارس بالهند تعني بالدين الإسلامي فقد حفظ القرآن الكريم وهو صغير جدًا، وكان يدرس بأحد المساجد الموجودة في منطقة (كومرنلور)، ودرس في جامعة (الباقيات الصالحات) حيث حصل منها على شهادة أفضل العلماء _ وهذه الشهادة معترفٌ بها في الهند وفي جامعة الأزهر، وفي نفس الوقت درس اللغة الإنجليزية وأخذ البكالوريوس في اللغة الإنجليزية، ثم انضم إلى الجيش وأخذ منصبًا فيه، ولكنه تركه ليُصبح مدرسًا للدين في معهد (بوليكل)، وهو من الأعضاء الذين أسسوا الجمعية السلفية في كيرالا وكان أستاذًا فيها، وتتلمذ على يديه حينها العديد من المشايخ كان من أبرزهم الشيخ عبد الصمد الكاتب فرَضي المدينة المعروف صاحب كتاب الفرائض، وقد كان الشيخ سعد الدين ينتمي لجماعة الشيخ محمد الكاتب، وهي جماعة السلفيين في الهند، ثم أصبح مٌدرِّسًا الدين في الكلية العالية في (كاسركود) .
حياته العلمية والعملية
بالرغم من كل ذلك النجاح الذي رافق الشيخ _رحمه الله_ في حياته إلَّا أنه بيَّت في نفسه أُمنية تلقي العلم في مكة المكرمة و المدينة المنورة، حتى علِم من خلال الصحف بحاجة شركة أرامكو السعودية لمترجمين فجاء ليتقدَّم لها بحكم معرفته باللغة الإنجليزية، فقَدِم إلى الرياض وقابل الشيخ عبد الصمد الكاتب حيث كان قد درَّسه في الهند، ونزل عنده بحكم معرفته به وبأبيه الشيخ محمد الكاتب_رحمهم الله_، فذهب الشيخ سعد و الشيخ عبد الصمد إلى الشيخ ابن باز _رحمهم الله_حتى يتوسط له بالعمل في شركة أرامكو ولكن الشيخ ابن باز كانت له نظره ثاقبة وتأمل في الشيخ سعد وقال له: (هذا العمل لا يليق بك وأنا اقترح أن تدرس عندنا بكلية الشريعة)، وبالفعل التحق الشيخ سعد بكلية الشريعة بالرياض من السنة الأولى، وتخرَّج منها، ووقَّع له على شهادته الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ (مفتي الديار السعودية ورئيس المعاهد والكليات والشؤون الدينية) وهو شيخ الشيخ ابن باز _رحمهم الله جميعًا_. وأثناء دراسة الشيخ في كلية الشريعة ألَّف كتابًا اسمه: (دعوة الحق) وقد قدَّم له الكتاب فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز _رحمه الله_، وبعد تخرج الشيخ سعد من كلية الشريعة افتُتح المعهد العلمي (بصامطة) جنوب السعودية وكان ثاني معهد علمي في المملكة بعد معهد الرياض. وقد افتتح الشيخ عبد الله القرعاوي _رحمه الله_ في منزل الشيخ ناصر خلوفة المدرسة السلفية: وهي مدرسه عامه تجمع جميع الناس على مختلف أعمارهم، تُدرِّس القرآن والحديث والتفسير للرجال وكانت على قسمين: 1-قسم الطلاب الصغار: وقد قام بالتدريس فيها مجموعه منهم (محسن حملي- علي حملي -حسين زلاله....وغيرهم) 2-الطلاب الكبار: وقد قام بالتدريس فيه الشيخ حافظ الحكمي، وحسن حملي، وكان الشيخ عبد الله القرعاوي يتولى تدريسهم بنفسه، كان ذلك في عام (1358هـ - 1359هـ). وعندما افتُتح المعهد العلمي (بصامطة)كان يرأسه الشيخ حافظ الحكمي والشيخ القرعاوي وكان نظام الدراسة فيه على قسمين: 1- القسم التمهيدي: ومدة الدراسة فيه ثلاث سنوات يلتحق بها المتميزين من المدرسة السلفيه بعد أن اجتياز الاختبار لتوجيههم للمستوى المناسب. 2- قسم المعهد الثانوي :ومدة الدراسة فيه خمس سنوات، وقد تم اختيار الشيخ سعد الدين والشيخ عبد الصمد الكاتب للتدريس في معهد (صامطة) في بداية الثمانينات الهجرية وذلك بعد وفاة الشيخ حافظ حكمي, فدرَّس الشيخ سعد الدين في المدرسة السلفية والقسم التمهيدي وقسم المعهد الثانوي وكانت أول مادة درَّسها في صامطة مادة اللغة العربية.
وكان للشيخ سعد الدين درس في التفسير في جامع الأشراف المسمى حاليًا بمسجد الراحة في صامطة حيث كان قريبًا من منزله، ومن أبرز طلابه تلك الفترة الشيخ هادي بن هادي المدخلي. ومن أهم العلماء الموجودين تلك الفترة في صامطة: الشيخ عبد الله القرعاوي، والشيخ محمد الحكمي أخو حافظ حكمي، والشيخ أحمد النجمي. ولما افتُتحت الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة طلبه الشيخ عبد العزيز بن باز _رحمه الله_ وكان مديرًا آنذاك لها بأن يكون مترجمًا، فأصبح بفضل الله رئيس قسم الترجمات في الجامعة الإسلامية، وكان يقوم بترجمة جميع الخطابات التي تصل إلى الجامعة من جميع أنحاء العالم للشيخ ابن باز.
وقد كان بعض العلماء يُسمي الشيخ سعد الدين (بالنبَّاش)؛ لأنه يتحدث عن الذين يطوفون حول القبور، والذين يتعلقون بالسادة ومن يُسمونهم بالأولياء وينبش أخطائهم ويُبينها للناس.
وقد أورد الشيخ أحمد بن يحي النجمي في ذلك قصةً سمعها من الشيخ سعد الدين في كتابه "أوضح الإشارة في الرد على من أجاز الممنوع من الزيارة" وذكر قي الهامش ترجمةً عن الشيخ سعد الدين في الصفحة 368-369، ومختصر القصة أن رجلًا نصرانيًا كانت له مزرعة في الهند وكان يعمل لديه شاب مسلم، فمات كلب النصراني فأمر الشاب أن يحفر له قبرًا ويدفنه فيه ففعل، فبني النصراني على قبر الكلب قبة، وترك الرجل مزرعته، ورحل الشاب وعاد بعد سنوات ورأى الناس يتوسلون بصاحب القبر ظنًا منهم أنه قبر أحد الأولياء، ففضح الشاب أمر القبر وأخرج لهم عظام الكلب.
وبعد أن تقاعد الشيخ سعد واصل التدريس في المسجد النبوي، بتصريح من مفتي السعودية آنذاك الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ بخطابٍ نصُّه: (من الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية إلى المسئولين في المسجد النبوي بأنه لا مانع بان يقوم الأستاذ سعد الدين أحمد بالتدريس في المسجد النبوي وبدون أجر كما طلب) وهذا الخطاب موجود في مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وكان يُبعث إلى الهند للوعظ والإرشاد في كل سنة ، وفي خلال رحلاته فتح مساجد عدَّة ومعاهد كثيرة، وقضى بقية حياته يُدرس بالمسجد النبوي إلى أن تُوفي رحمه الله.
مؤلفاته
كناب الدعوة إلى الحق بقلم فضيلة الشيخ سعد الدين أحمد المليباري
زواجه وأبناؤه
تزوج الشيخ سعد الدين في الهند وكان له ولدان وهما: عبد البارئ و عبد السلام، وأربعة بنات وهن: جميلة، نور جيهان، زبيدة، رحمة. ثم لمَّا قدِم السعودية وأثناء استقراره في صامطة تزوج ابنة الشيخ: محسن حملي والذي كان أحد أعيان المنطقة، وكان يعمل مقدر شجاج في المحكمة. وله من زوجته الثانية ولدان وهما: أحمد، ومحسن، وسبعة بنات وهن: عائشة، وفاطمة، وبشرى، ومريم، وخديجة، وسعيدة، وحليمة).
وفاتـــه
توفي الشيخ سعد الدين بالمدينة النبوية عام 1402هـ ودُفن في بقيع الغرقد بمنطقة الصحابة والشهداء، وقد حضر جنازته عددٌ كبير من العلماء والوجهاء وطلبة العلم من أنحاء العالم حتى أن وفاته أصبحت حديث الشارع آنذاك. وقد ذكر ابنه : أحمد منكروي حادثة حدثت بعد وفاته فقال: " في أحد الأيام كان عندنا الشيخ الشعراوي ضيفًا، وكان قادمًا للعمرة وصلينا العشاء في الحرم وبعد الصلاة ذهبت للشيخ ابن باز وسلمت عليه، وقبَّلت رأسه فسألني من أنت؟ فقلت له:أحمد ابن الشيخ سعد الدين فحضنني وقبلني وبدأ يسألني عن والدتي وإخوتي ويترحم على الوالد، ثم وجَّه كلامه لمن حوله وقال هل تعرفون هذا ابن من؟ هذا ابن أخي وحبيبي الشيخ سعد الدين المليباري، ودعا للوالد وأمَّن المشائخ على دعاءه. فرحم الله رحمةً واسعة وجمعنا به في دار رحمته، وغفر لنا وله.