السلالة المحلية هي صنف تقليدي مدجّن ومتكيّف محليّاً[1][2] من الأنواع الحيوانيّة أو النباتيّة التي تطورت مع مرور الوقت، من خلال التكيّف مع بيئتها الطبيعيّة والثقافيّة للزراعة والرعي، وبسبب العزلة عن الجماعات من الأنواع الأخرى [3]. تتميّز الأنواع الأصليّة عموماً عن الأصناف والسلالات بالمعنى الموحّد، على الرغم من أن مصطلح السلالة يستخدم أحياناً على أنّه متميّز عن مصطلح التكاثر الموحّد من أجل الإشارة إلى القطيع.
تميل عيّنات السلالة إلى أن تكون موجودة وراثيّاً نسبيّاً، ولكنّها أكثر تنوّعاً من أعضاء التكاثر الموحّد[1]. تنشأ بعض السلالات الحيوانيّة الموحّدة من محاولات لجعل السلالات الأصليّة أكثر اتّساقاً من خلال التربية الانتقائيّة، وقد تصبح السلالة أكثر رسميّة مع إنشاء سجلّ سلالات. في حالات أخرى، قد يؤدّي إضفاء الطابع الرسمي على السلالة إلى فقدان الموارد الوراثيّة لسلالة ما من خلال التهجين[1]. تختلف الأنواع الأصليّة عن أنواع الأجداد البريّة ذات السلالات الحديثة، وعن الأنواع المنفصلة أو الأنواع الفرعيّة المستمدة من نفس الجدّ مثل الأصل المحلّي الحديث. السلالات الأصليّة ليست مستمدّة جميعاً من سلالات قديمة لم يتمّ تعديلها إلى حدّ كبير من خلال اهتمامات تربية البشر. في عديد من الحالات، مثل الكلاب والخيول -وهي الأكثر شيوعاً- هربت الحيوانات الأليفة بأعداد كبيرة في منطقة لتكاثر الجماعات الوحشيّة، والتي من خلال الضغط التطوّري، يمكن أن تشكّل سلالات جديدة في غضون بضعة قرون فقط. في حالات أخرى، يمكن للفشل البسيط في الحفاظ على نظم التربية أن يفعل نفس الشيء. على سبيل المثال، يمكن أن تصبح الأصناف -التي يتم تربيتها بشكل انتقائي سلالات جديدة عندما يتمّ تطبيق التكاثر الانتقائي- فضفاضة.[1]
زيادة الاعتماد على سلالة النباتات الحديثة المختارة عن عمد، والتي تعتبر محسّنة –"تربيتها علميّاً لتكون موحّدة ومستقّرة"[4]- أدّت إلى انخفاض في التنوع البيولوجي[4][5]. تكمن غالبيّة التنوّع الجيني للأنواع المدجّنة في الأنواع الأصليّة وغيرها من الأصناف المستخدمة تقليديّاً، "مخزون الموارد الوراثيّة".[4]
الصفات المميزة
قد تشمل الميّزات العامّة التي تميّز السلالة:
- أنها مميّزة من الناحية الشكليّة ويمكن تحديدها (أي أن لها خصائص أو خواص خاصّة يمكن التعرّف عليها)[3][6]، ومع ذلك تظلّ "ديناميكيّة".[3]
- يتم تكييفها وراثيّاً،[3][7] ويمكن القول بأنها قادرة على الصمود[6] ضمن ظروف البيئة المحليّة، بما في ذلك المناخ والأمراض والآفات، وحتّى الممارسات الثقافيّة.[6]
- إنها ليست نتاج برامج التربية الرسميّة (الحكوميّة أو التنظيميّة أو الخاصّة)[7]، وقد تفتقر إلى الانتقاء والتطوير والتحسين المنتظمين من قبل المربّين.[2][1][3]
- تتم صيانتها وتعزيزها بشكل أقلّ تعمّداً من سلالة موحّدة، مع عزله الجيني بشكل أساسي حسب الجغرافيّة فتعمل على الحيوانات التي حدث أن أحضرها البشر إلى منطقة معيّنة.[1]
- لها أصل تاريخيّ في منطقة جغرافيّة محدّدة[3]، عادةً ما يكون لها اسم (أو أسماء) محليّة خاصّة بها،[7][6] وسيتمّ تصنيفها وفقاً للغرض المقصود.[6]
- يمكن قياس المحصول (على سبيل المثال محصول الحبوب أو الفاكهة)، فإن الانحدار المكشوف سيظهر ثباتاً كبيراً في المحصول، حتّى في ظلّ الظروف المعاكسة، ولكن معتدلة مستوى المحصول، حتّى في ظلّ الظروف المدارة بعناية.
- على مستوى الاختبارات الجينيّة، ستظهر الوراثة درجة من السلامة[8]، ولكن لايزال هناك بعض التجانس الجيني[7] (أي التنوع الجيني).[3][9]
النباتات
في عام 2005، تمّ اقتراح "تعريف عملي" للسلالة نباتيّة: "عدد (الجماعات) الحيويّة من نبات مزروع له أصل تاريخي وهويّة متميّزة ويفتقر إلى التحسين الرسمي للمحاصيل، وكذلك غالباً ما يكون متنوّعاً وراثيّاً ومتكيّف محليّاً ومتّصل مع النظم الزراعيّة التقليديّة"[10]. قدّم جي أر هارلين تعريفاً آخراً، يرجع تاريخه إلى عام 1975، لمصطلح السلالة المستخدم في علم النبات (وامتداداً في الزراعة والبستنة والأنثروبولوجيا وما إلى ذلك):
"ولكن الأهمّ من ذلك، أنها متنوّعة وراثيّاً. فهي مجموعات متوازنة –متغيّرة- في حالة توازن مع كل من البيئة ومسببات الأمراض والديناميكيّة الوراثيّة".
الحيوانات
أحد تعريفات السلالة المطبّقة على كل من النباتات والحيوانات هي "التي تطوّرت على مدى فترة طويلة من الزمن ونتيجة لذلك تكيّفت مع البيئة الطبيعيّة المحليّة التي تعيش فيها"[11]. ووصف عالم الوراثة د. فيليب سبونينبيرغ بأنها "كيانات وراثيّة متّسقة ويمكن التنبّؤ بها" تندرج في "فئات متعدّدة: السلالة، والسلالات الموحّدة، والسلالات الحديثة من الأنواع"، والسلالات الصناعيّة والجماعات الوحشيّة. تصف السلالات الأصليّة كمرحلة مبكّرة من تطوّر السلالات، والتي تمّ إنشاؤها بواسطة مزيج من تأثير المؤسس والعزلة والضغوط البيئيّة. العزلة تمنع إدخال المزيد من المواد الجينيّة. اختيار الإنسان لأهداف الإنتاج هو نموذجي لمعظم الأنواع الأصليّة.[12]
أحد تعريفات السلالة، كما هو مطبّق على الحيوانات، هو سباق بيولوجي للحيوانات التي تمّ تكييفها لتنمو في أرض أو منطقة محدّدة. ويمكن أن يطبق على كل من النباتات والحيوانات، وهو مجموعة متنوّعة "تطوّرت على مدى فترة طويلة من الزمن ونتيجة لذلك تكيّفت مع البيئة الطبيعيّة المحليّة التي تعيش فيها."[13]
المراجع
- Sponenberg, D. Phillip (May 18, 2000). "Genetic Resources and Their Conservation". In Bowling, Ann T.; Ruvinsky, Anatoly (المحررون). The Genetics of the Horse. Wallingford, Oxfordshire, UK: CABI Publishing. صفحات 392–393. 28 سبتمبر 2014.
- Jones, Huw; Lister, Diane L.; Bower, Mim A.; Leigh, Fiona J.; Smith, Lydia M.; Jones, Martin K. (August 2008). "Approaches and Constraints of Using Existing Landrace Material to Understand Agricultural Spread in Prehistory". Plant Genetic Resources. 6 (6): 98–112. doi:10.1017/S1479262108993138. مؤرشف من الأصل في 14 مايو 2008August 6, 2014. The copy at this URL is missing the author information but provides full text otherwise; that information is available in this official online abstract. نسخة محفوظة 14 مايو 2008 على موقع واي باك مشين.
- Camacho Villa, Taina Carolina; Maxted, Nigel; Scholten, Maria; Ford-Lloyd, Brian (December 2005). "Defining and Identifying Crop Landraces". Plant Genetic Resources. 3 (3): 373–384. doi:10.1079/PGR200591. مؤرشف من الأصل في 20 أغسطس 2016.
- Breton Olson, Meryl; Morris, Katlyn S.; Méndez, V. Ernesto (2012). "Cultivation of Maize Landraces by Small-scale Shade Coffee Farmers in Western El Salvador" ( كتاب إلكتروني PDF ). Agricultural Systems (111): 63–74. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 28 مارس 2017.
- Andersen, Regine (April 2010). "An Issue of Survival". Development & Cooperation. Internationale Weiterbildung und Entwicklung. مؤرشف من الأصل في 27 سبتمبر 2011August 6, 2014.
- Harlan, J. R. (1975). Crops and Man. Madison, Wisconsin: American Society of Agronomy and Crop Science Society of America.
- Friis-Hansen, Esbern; Sthapit, Bhuwon (eds.) (2000). Participatory Approaches to the Conservation and Use of Plant Genetic Resources. Rome, Italy: International Plant Genetic Resources Institute. صفحة 199. .
- Zeven, A. C. (1998). "Landraces: A Review of Definitions and classifciations". Euphytica. 104 (2): 127–139. doi:10.1023/A:1018683119237. Abstract and first two pages are available for free access.
- Harlan, Jack R. (1971). "Agricultural Origins: Centers and Noncenters: Agriculture May Originate in Discrete Centers or Evolve Over Vast Areas Without Definable Centers". Science. 174 (4008): 468–474. doi:10.1126/science.174.4008.468. JSTOR 1733521. PMID 17745730.
- "Landrace". Dictionary.com Unabridged. Random House. 2014. مؤرشف من الأصل في 8 أغسطس 2014August 5, 2014. Based on the Random House Dictionary.
- "Irish Landraces". Waterford, Ireland: National Biodiversity Data Centre. 2012. مؤرشف من الأصل في 02 يناير 2014August 7, 2014.
- Sponenberg, D. Phillip; Bixby, Donald E. (2007). Managing Breeds for a Secure Future: Strategies for Breeders and Breed Associations. Pittsboro, North Carolina: American Livestock Breeds Conservancy. صفحات 8–10. . مؤرشف من الأصل في 28 نوفمبر 2015.
- Tapio, Ilma; Tapio, Miika; Li, Meng-Hua; Popov, Ruslan; Ivanova, Zoya; Kantanen, Juha (13 July 2010). "Estimation of relatedness among non-pedigreed Yakutian cryo-bank bulls using molecular data: implications for conservation and breed management". Genetics Selection Evolution. 42 (1): 28. doi:10.1186/1297-9686-42-28. PMC . PMID 20626845.