سوار بن ابتكين هو أحد أفضل نواب عماد الدين زنكي وقت الحروب الصليبية ، وهو من اصل تركماني. وقد ولاه عماد الدين زنكي على ولاية حلب عام 524 هـ ، وكان سوار من أفضل المقاتلين فيما يسمى الآن بحروب المقاومة والعصابات وهي تلك الحروب التي كان يخرج فيها ليقوم بهجمات سريعة على معسكرات الصليبيين ويرتد فيها سريعا ، فكان يسلبهم قواهم ويفقدهم توازنهم بل وكان احيانا يغنم الكثير من الغنائم دون ان يفقد أحد من رجاله.
اعتمد عماد الدين زنكي على سوار اعتماداً كليا في حلب ، وقد كان سوار بن ابتكين في محل هذه الثقة ، إذ انه استطاع طوال حكمه لمدينة حلب ان يحافظ عليها من الصليبين بل وكان يصمد امام حصاراتهم.
هجماته على معسكرات الصليبيين
- في عام 525 هـ حدث اشتباك بين سوار وجوسلين شمالي حلب أسفر عن انتصار الصليبيين ومقتل عدد من المسلمين مما دفع سوار إلى القيام بهجوم على " ربض الإثارب " والاستيلاء على مقادير من محاصيلهم واموالهم.
- في عام 526 هـ اوقع بصليبي " تل باشر " وأوقع منهم قتلى كثيراً.
- في عام 527 هـ حدث اشتباك بين سوار بلدوين بيت المقدس بالقرب من قنسرين أثر قيام بلدوين بيت المقدس بمحاولة للهجوم على أطراف حلب ، حيث تصدى لو سوار وجماعته من جنده ، وأسفر القتال عن هزيمة المسلمين وانسحابهم إلى حلب ، إلا ان قائدهم الشجاع ما لبث ان خرج بهم ثانية ووقع على طائفة منهم فأوقع بهم وقتل منهم عدداً كبيرا وأسر الباقي ، بل وعاد إلى حلب برؤوس القتلى والأسرى وكان يوماً مشهوداً. ولم تمض سوى أيام قلائل حتى قام صليبييوا الرها بمحاولة جديدة للإغارة على حلب فخرج إليهم سوار بصحبة الأمير حسان البعلبكي أمير منبج وأوقع بهم على حين غرة ، وتمكن من إبادة عدد كبير منهم وأسر الباقيين ، ثم توجه عائداً إلى حلب دون ان يصاب احداً من جنده باذى.
إغارات سوار على معسكرات الصليبيين في عهد عماد الدين زنكي لا تعد ولا تحصى ، فقد كان قدوة ومجاهداً في سبيل الله من أجل إعلاء كلمة الله في ذلك العهد الذي هبطت فيه همم كثير من أمراء المسلمين.
مصادر
- صلاح الدين الايوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس.
- عماد الدين زنكي.
- علي محمد محمد الصلابي
- ابن الأثير
- الكامل في التاريخ