سواع رجل صالح كان في قوم نوح فلما مات نصب له صنم في المكان الذي كان يجلس فيه فلما مات الجيل الأول عُبد من دون الله ثم انتقلت عبادته إلى إحدى قبائل العرب
المظهر والاعتقاد
سواع رجل صالح في زمن قوم نوح وضع له صنم تعظيماَ له فعبد من دون الله بعد أن تقادم العهد فيهم
العبادة
كانت بداية عبادة العرب لسواع أن عمرو بن لحيّ نبش عن تمثالها في ساحل جدة فوجد تمثالها مع الأصنام الأخرى ود ويعوق ويغوث ونسر. فلما خرج عمرو بن لحي للحج أخذ معه التماثيل - كما أمره رئيسه من الجن - ودعا العرب لعبادتها وأعطى التماثيل لقبائل مختلفة ليعبدوها. فكانت سواع من نصيب قبيلة هذيل التي خصتها بالعبادة وبنت لها معبدا بموضع يقال له رهاط من أرض ينبع. وكان رجل من هذيل يقال له الحارث بن تميم هو الذي أخذ سواعًا وأتى بها إلى قومه. وقيل أن بني كنانة ومزينة وفهم وعدوان عبدوها أيضا مع هذيل. وكان سدنتها بنو صاهلة من هذيل. وفي رواية ًأن عبدة سواع هم آل ذي الكلاع.
وزعم بعض المؤرخين أيضا أن المؤمنين بسواع كانوا يحجون إليها. ولعل أهم مظاهر عبادتها هو العكوف عندها كما في قول الشاعر:
تراهم حول قيلهم عكوفا | كما عكفت هذيل على سواع | |
يظل جنابه برهاط صرعى | عتائر من ذخائر كل راع |
ما بعد الإسلام
انتهت عبادة سواع بعد ظهور الإسلام ودعوة النبي محمد إلى ترك الشرك بالله. وكان الناس قد بدؤوا يرفضون عبادتها لسماعهم بدعوة التوحيد إلا أنهم لم يكونوا متأكدين بعد مما يدعو إليه النبي محمد، فحدث أن كان راشد بن عبد ربه السلمي عند سواع، فبينما هو عندها إذ أقبل ثعلبان فصعدا على التمثال وبالا عليه فتعجب الرجل وقال شعرا:
ثم قال: "يا معشر سليم، لا والله هذا الصنم لا يضر ولا ينفع ولا يعطي ولا يمنع" فهجر عبادته ولحق بالنبي محمد في عام الفتح فسأله النبي عن اسمه فقال: "غاوي بن ظالم" فقال: "بل أنت راشد بن عبد ربه".
و كانت حادثة هدم معبد سواع وكسر تمثالها في سنة 8 للهجرة، وقد كان النبي محمد قد وجه عمرو بن العاص ليهدم بيتها، فلما انتهى إلى معبدها قال له السادن: "ما تريد ؟" فقال عمرو بن العاص: "هدم سواع" قال: "لا تطيق تهدمه" فقال له عمرو بن العاص: "أنت على الباطل بعد". فهدمه عمرو، ولم يجد في خزانته شيئًا، ثم قال للسادن: "كيف رأيت ؟" فقال السادن: "أسلمت والله"
وسواع من الاصنام التي ورد اسمها في القرآن الكريم في سورة نوح: ﴿وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا﴾ [71:23]
كتب
مقالات ذات صلة
المراجع
- تاج العروس للزبيدي
- تاريخ الأمم والملوك للطبري
- القاموس المحيط للفيروزآبادي
- كتاب الأصنام ل والملوك
ابن الكلبي
- المحبر لمحمد بن حبيب