الرئيسيةعريقبحث

سوبيك


☰ جدول المحتويات


سوبيك أو سوبِك أو سُبِك (كما يمكن نطق اسمه : سِبِك ، سوخت ، سوبكي) ، هو إله مصري قديم مع طبيعة متعددة الجوانب [1] ، فهو إله مرتبط بتماسيح النيل ، و يمثّل صورياً إما في شكل التمساح أو في شكل إنسان برأس التمساح، وارتبط سبك كذلك بالسلطة الملكية والخصوبة و البراعة العسكرية، وقد اعتبر كذلك إلهاً وقائياً ضد الأخطار بصفات طاردة للشر، ارتبطت بوجه خاص مع الأخطار التي يمثلها النيل بفيضانه.

سوبيك
Sobek.svg


او زوجات رننوتت أو مسخنت الأب ست/ خنوم الأم [نيث] أخ أبوفيس و سرقت و حتحور المنطقة الفيوم

تاريخه

تمتع سوبك بوجود طويل الأمد في عائلة الآلهة المصرية، فمن الدولة القديمة (2686-2181 ق.ح.ع) عبوراً للفترة الرومانية (30 ق.ح.ع - 350 ح.ع) ظل معبوداً بصفاته المختلفة. و هو معروف لأول مرة من عدة فصول من نصوص الأهرام الشهيرة في الدولة القديمة، وخاصة من الفصل 317[2]. الذي يصف الملك مادحاً له كتجسيد حي لهذا الإله التمساح، ومنه :

"أوناس هو سوبك أخضر الريش، مع وجه يحذّر ومقدمة مرتفعة، الراشّ الذي جاء من فخذ وذيل من الإلهة الكبيرة في ضوء الشمس ... وقد ظهر أوناس كسبك، ابن نيت، وسوف يأكل أوناس بفمه، سوف يتبول أوناس وأوناس سوف يضاجع بقضيبه، أوناس هو سيد السائل المنوي، الذي يأخذ النساء من أزواجهن إلى مكان أوناس كما يحب وفقا لهوى قلبه "[3].

يتجادل العلماء حول أصل اسمه[4]، ولكن الكثيرين يعتقدون أنه مشتق من الفعل السببي "يستلقح" من التلقيح أو المضاجعة[5].

و كما كان سوبك يعبد في الدولة القديمة، اكتسب مكانة بارزة كذلك في الدولة الوسطى (2050-1650 ق.ح.ع)، و على الأخص في عهد ملوك الأسرة الثانية عشر، وبالتحديد أمنمحات الثالث، الذي أولى اهتماماً خاصاً بمنطقة الفيوم، وهي منطقة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بسوبك. فأمنمحات وكثير من ملوك الأسرة بنوا العديد من المشاريع لتعزيز سلطة سوبك كإله ومعظمها كانت تبنى في الفيوم. و في هذه الفترة، خضع سوبك أيضا لتغيير مهم : فقد كان غالبا ما يتحد مع الإله حورس . و هذا جعل سوبك أقرب إلى ملوك مصر، مما أعطاه مكانة أكثر أهمية بين الآلهة المصرية[6]. و أضاف هذا الاتحاد مستوى آخر من التعقيد لطبيعة هذا الإله، كما تم اعتماد سوبك في ثالوث حورس ووالديه: أوزوريس وإيزيس[7].

اكتسب سوبك لأول مرة دوره كإله للشمس من خلال علاقته بحورس، ولكن هذا تم تعزيزه في فترات لاحقة مع ظهور الإله سوبك رع، وهو مزيج من سوبك وإله الشمس الرئيسي رع . سوبك حور استمرت كشخصية في الدولة الحديثة (1550-1069 ق.ح.ع)، و لكن لم يتصدر سوبك رع المشهد حتى أواخر الأسرات المصرية أو في العهد المتأخر. و استمر هذا الفهم للإله بعد سقوط آخر الأسرات المصرية في عهود بطالمة ورومان مصر (332 ق.ح.م - 390 ح.ع). و كانت هيبة كل من سوبك وسوبك رع تزداد في هذه الفترة الزمنية وأولي إليه أهمية كبيرة - سواء من خلال توسيع معابده أو من خلال البحث الديني لجعل هذا الإله في أوج قوته في العقيدة نفسها[8].

عبادته

منطقة الفيوم بأكملها - "أرض البحيرة" كما كانت تعرف في مصر القديمة (التي تشير تحديدا إلى بحيرة قارون) - كانت بمثابة مركز عبادة سوبك[9]. و قد طورت معظم مدن الفيوم نسخها المحلية الخاصة بها من هذا الإله، مثل سوبك نبتونيس في أم البريجات، سوبكو نوكوني في كوم الأتل، وسوكسي في موقع غير معروف في المنطقة. و في كوم أوسيم، كان يعبد شكلين من الإله : ينيفيروس وبيتسوتشوس. و هناك، تم استخدام التماسيح المحنطة كأغراض مقدسة لبيتسوتشوس[10].

كان سوبك شيديتي، راعي العاصمة المركزية في الفيوم، كروكوديلوبوليس (أو شيديت كما هو اسمها بالمصرية القديمة) ، أبرز شكل للإله. وقد تحققت بناءات واسعة تكريماً سوبك في شيديت، كما أنها كانت عاصمة أرسينويت (مقاطعة الفيوم في العصور اليونانية الرومانية) بأكملها، وبالتالي أهم مدينة في المنطقة. و يعتقد أن الجهود المبذولة لتوسيع معبد سوبك الرئيسي كانت مدفوعة في البداية من قبل بطليموس الثاني[9]. و كان الكهنة المتخصصون في المعبد الرئيسي في شيديت يعملون فقط لخدمة سوبك، وتقلدوا ألقاباً مثل "كاهن الآلهة التمساح" و "من يدفن جثث آلهة التماسيح في أرض البحيرة"[11].

و خارج الفيوم، كانت كوم أمبو، في جنوب مصر، أكبر مركز لعبادة سوبك، وخاصة خلال الفترات البطلمية والرومانية. و تقع كوم أمبو على بعد حوالي 30 ميلا (48 كيلومترا) شمال أسوان وتم بناؤ معبد كبير فيها خلال العصر اليوناني الروماني (332 ق.ح.ع - 395 ح.ع)[12]. و كان يسمى المعبد في هذا الموقع "بر سوبك"، و هذا يعني "بيت سوبك".[11]

الصفات والميثولوجيا المحيطة

سوبك - قبل كل شيء - إله عدواني وحيواني تتغذى قصصه من سمعة الحيوان الساكن فيه وهو تمساح النيل الكبير والعنيف، فبعض من ألقابه يصور هذه الطبيعة وأبرزها : "من يحب السرقة"، "الذي يأكل بينما يضاجع"، و "حاد الأسنان"[13]. و مع ذلك، فإنه يعرض أيضاً الخير الكبير في أكثر من أسطورة يحتفل بها. و بعد ارتباطه بحورس وما تبع ذلك من اعتماده في الثالوث الأوزيري لأوزيرس وإيزيس و حورس في الدولة الوسطى، أصبح سوبك مرتبطاً بإيزيس كمعالج لأوزيريس المتوفى (بعد قتله العنيف كما تحكي قصة أوزير وإست و ست وحور المعروفة)[7]. و في الواقع، على الرغم من أن العديد من العلماء يعتقدون أن اسم سوبك، سبك، مشتق من سـ - باك، "الملقّح" أو "المضاجع"، و البعض الآخر يفترض أنه هو شكل تشاركي من الفعل "س ب ق"[4]، الكتابة البديلة "س ا ق" التي تعني "الموحّد"، تعني أن سبك يمكن أن يترجم تقريبا إلى "من يوحد (الأطراف المقطوعة من أوزوريس) "[11].

و من هذا الارتباط مع الشفاء أن سوبك اعتبر إلهاً واقياً. و كان وحشيته قادرة على درء الشر في الوقت نفسه للدفاع عن الأبرياء. و هكذا أصبحت قصته مقنعة بين العامة الذين عبدوه بكل إخلاص حسب صفاته السابقة، وخاصة في الفترات المتأخرة من التاريخ المصري القديم. و لم يكن من غير المألوف، ولا سيما في عهود بطالمة ورومان مصر، صناعة مومياوات للتماسيح من أجل تقديم القرابين في معابد سبك[14]. كما كان يقدم لسوبك قرابين بيض التمساح المحنط، بهدف التأكيد على الطبيعة الدورية لخصائصه الشمسية في صورة الإله سوبك رع[15]. و بالمثل ظهرت التماسيح على أسس دينية كتجسيدات حية لسوبك. و عند وفاتهم، كانت تحنط بما أنها حيوانات مقدسة. و تم تنفيذ هذه الممارسة على وجه التحديد في معبد كروكوديلوبوليس الرئيسي[16]. وقد تم العثور على هذه التماسيح محنطة مع تماسيح صغير في أفواهها وعلى ظهورها. فالتمساح - واحد من عدد قليل من غير الثدييات التي تهتم بصغارها بشكل جديّ - في كثير من الأحيان تنقل ذريتها بهذه الطريقة على ظهورها أو في أفواهها. و ممارسة الحفاظ على هذا الجانب من سلوك الحيوان عن طريق التحنيط من المرجح أنه للتأكيد على الجوانب الوقائية والرعوية في سوبك التي تظهر رغم شراسته، لأنه يحمي الشعب المصري بنفس الطريقة التي تحمي بها التماسيح صغارها[14].

معرض

مراجع

  1. Zecchi, 3-4.
  2. Bresciani, 199–200.
  3. Allen, 60.
  4. WB IV, 95.
  5. Murray, 107.
  6. Zecchi, 37-52.
  7. Zecchi, 3.
  8. Zecchi, 153–154.
  9. Zecchi, 153.
  10. Frankfurter, pp. 99, 151, 159–160.
  11. Bresciani, 203.
  12. Kom Ombo Temple - تصفح: نسخة محفوظة 26 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  13. Bresciani, 199.
  14. Ikram, 219.
  15. Ikram, 225.
  16. Bresciani, 202–203.

موسوعات ذات صلة :