يحيط بالموصل سور كبير كان أول من خطه هو سعيد بن عبد الملك الذي تولى الموصل في خلافه أبيه عام 65- 89هـ / 685 - 708م. ثم أن مروان بن محمد وسع السور الذي بناه سعيد في الأماكن التي اتسعت فيها المدينة ورمم ما انهدم منه وذلك في أوائل القرن الثاني للهجرة. وقد بقي سور سعيد حتى هدمه هارون الرشيد عام 180هـ / 797 م على إثر ثورة أهل الموصل عليه. وبقيت المدينة بلا سور حتى عام 474هـ / 1081 م فبنى شرف الدولة العقيلي سورا للموصل قليل الارتفاع ولم يعمل له فصيلا، ولا أحاطه بخندق، وفرغ من عمارته بعد ستة أشهر. ثم أن جكرمش -أحد ولاة السلاجقة في الموصل- رمم سور المدينة، وبنى له فصيلا. وحفر الخندق وحصن ا لمدينة عام 468هـ / 1076 م وفعل مثل هذا جاولي عام 502 هـ / 1109م. ولما تولى الموصل القائد التركي عماد الدين زنكي واتخذها عاصمة لملكه ورأى من الضروري أن يحكم تحصين المدينة. فوسع السور من الجهة الشمالية من المدينة وادخل الميدان بما فيه قصور الإمارة داخل السور الجديد الذي بناه ، كما أنه رفع السور من سائر جهاته وأحكمه، وعمر الخندق الذي يحيط به عام 527هـ / 1133 م. وصار للميدان سوران أحدهما السور السلجوقي والثاني السور الأتابكي الذي بناه عماد الدين زنكي. وقد كان لسور الموصل تسعة أبواب في العهد الأتابكي وهي، الباب العماد وفتحه عماد الدين زنكي عام 527هـ / 1133 م وسمي باسمه. وكان يؤدي إلى الربض الأعلى من المدينة ولم يزل موقعه يعرف بهذا الاسم. ومن أهم أبواب المدينة باب سنجار وكان يقع في اللحف الغربي من تل الكناسة ولم يزل مكانه إلى اليوم يسمى باب سنجار ويؤدي إلى الجهة الغربية من المدينة .وهو من أقدم أبواب المدينة. وكان هذا الباب من أوسع أبواب المدينة يحيط به من الداخل مرافق كثيرة للجيش وخيوله وعتاده. ومن الأبواب الغربية أيضا باب كندة، وباب الجصاصة، وكذلك ما يعرف بالباب الغربي وهو الباب الذي فتحه عز الدين مسعود بن قطب الدين مودود ولم يكن قبله هناك باب وانتفع به أهل ذلك الصقع. أما الأبواب الجنوبية فهي باب العراق وهو الذي كان يؤدي إلى الجهة الجنوبية -جهة العراق- ولم يزل محله معروفا بهذا الاسم. ثم باب القصابين وهو من أبواب الموصل القديمة. وبقي يعرف بهذا الاسم إلى القرن السادس للهجرة وهو كما يدل عليه اسمه كان يؤدي إلى سوق القصابين. ومن الأبواب الشرقية باب الجسر وهو من أبواب الموصل القديمة أيضا. وبقي معروفا بهذا الاسم إلى أيامنا هذه وهو يقع في مدخل الجسرالخشبي القديم الذي رفع عام 1352هـ / 1934 م على أثر بناء الجسر الحديدي المسمى جسر الملك غازي. وهو من أشهر أبواب المدينة لأنه الباب الوحيد الذي كان يصل المدينة بالجهة الشرقية منها.وباب المشرعة كان يقع قريبا من دور المملكة يؤدي إلى النهر،وقد بنى عليه الملك سيف الدين غازي عام 541 هـ / 1147 م رباطا. والرباط يسمى اليوم مقام عيسى دده
المراجع
- بحث في تراث الموصل لسعيد الديوه جي