سورة المسد هي سورة مكية، من المفصل، آياتها 5، وترتيبها في المصحف 111، في الجزء الثلاثين، بدأت بالدعاء على عبد العزى بن عبد المطلب المعروف بأبي لهب عم النبي محمد: ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ﴾، نزلت بعد سورة الفاتحة، [1] وقبل سورة التكوير، ووعدت السادسة من السور نزولًا، وتُسمّى كذلك بـ سورة أبي لهب، [2] أو سورة تبت[3][4].
| |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
الترتيب في القرآن | 111 | ||||||
عدد الآيات | 5 | ||||||
عدد الكلمات | 29 | ||||||
عدد الحروف | 81 | ||||||
النزول | مكية | ||||||
|
|||||||
نص سورة المسد في ويكي مصدر | |||||||
السورة بالرسم العثماني | |||||||
موسوعة القرآن |
مناسبتها للسورة قبلها
ومناسبتها لما قبلها، أنه ذكر في السورة السابقة (سورة النصر) أن ثواب المطيع حصول النصر والاستعلاء في الدنيا، والثواب الجزيل في العقبى. وهنا ذكر أن عاقبة العاصي الخسار في الدنيا والعقاب في الآخرة.[6]
سبب نزول السورة
نزلت بحق أبو لهب وزوجته والمصير الذي سينتظرهما في نار جهنم. نزلت هذه السورة رداً على الحرب المعلنة من أبي لهب وإمرأته، وتولى الله سبحانه وتعالى عن رسوله صلى الله عليه وسلم أمر هذه المعركة.
روى البخاري عن ابن عباس أنه قال: "خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى البطحاء فصعد الجبل فنادى: يا صباحاه فاجتمعت إليه قريش، فقال: أرأيتم إن حدثتكم أن العدو مصبّحكم أو ممسّيكم أكنتم تصدقونى؟ قالوا نعم، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد فقال أبو لهب: ألهذا جمعتنا؟ تبّا لك!! وفي رواية: إنه قام ينفض يديه ويقول: تبّا لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا؟ فأنزل الله ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ﴾"[7].
تفسير السورة
﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ﴾ والتبات الهلاك والبوار والقطع (وتبت) الأولى دعاء، و(وتب) الثانية تقرير لوقوع هذا الدعاء. ففي آية قصيرة واحدة في مطلع السورة تصدر الدعوة وتتحقق وتنتهي المعركة ويسدل الستار عنها. فأما الذي يتلوا آية المطلع فهو وصف لما كان. ﴿ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ﴾ لقد تبت يداه وهلكتا وتب هو وهلك، فلم يغني عنه ماله وسعيه ولم يدفع عنه الهلاك والدمار. وذلك كان في الدنيا. أما في الآخرة فإنه ﴿ سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ ﴾ ويذكر اللهب تصويراً وتشخيصاً للنار وإيحاء بتوقدها وتلهبها. ﴿ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ﴾ وستصلاها معه امرأته حالة كونها حمالة الحطب. وحالة كونها ﴿ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ﴾ أي من ليف تشد به هي في النار أو هي الحبل الذي تشد به الحطب. على المعنى الحقيقي إن كان المراد هو الشوك. أو المعنى المجازي إن كان حمل الحطب كناية عن حمل الشر والسعي بالأذى والوقيعة.
وفي الأداء التعبيري للسورة تناسق دقيق ملحوظ مع موضوعها وجوها. وتناسق من لون آخر. في جرس الكلمات، مع الصوت الذي يحدثه شد أحمال الحطب وجذب العنق بحبل من مسد. اقرأ ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ﴾ تجد فيها عنف الحزم والشد الشبيه بحزم الحطب وشده والشبيه كذلك بغل العنق وشده، والشبيه بجو الحنق والتهديد الشائع في الصورة.
وهكذا يلتقي تناسق الجرس الموسيقي، مع حركة العمل الصوتية، بتناسق الصور في جزئياتها المتناسقة بتناسق الجناس اللفظي ومراعاة النظير في التعبير، ويتسق مع جو السورة وسبب النزول. ويتم هذا كله في خمس فقرات قصار، وفي سورة من قصار سور القرآن.[8][9][10][11]
المراجع
- المصحف الإلكتروني، سورة المسد، التعريف بالسورة نسخة محفوظة 11 فبراير 2019 على موقع واي باك مشين.
- ابن عاشور، التحرير والتنوير، جـ 31، صـ 599، مكتبة إسلام ويب نسخة محفوظة 14 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
- الكتب - أسباب النزول - سورة تبت نسخة محفوظة 29 يونيو 2018 على موقع واي باك مشين.
- جلال الحنفي، معجم اللغة العامية البغدادية،ج2،ص21
- القرآن الكريم - سورة المسد.
- تفسير المراغي - أحمد مصطفى المراغي.
- الحديث النبوي
- في ظلال القرآن – سيد قطب.
- سورة المسد نسخة محفوظة 11 مارس 2007 على موقع واي باك مشين.
- تفسير ابن كثير - سورة المسد نسخة محفوظة 22 مايو 2009 على موقع واي باك مشين.
- تفسير الجلالين - سورة المسد نسخة محفوظة 22 مايو 2009 على موقع واي باك مشين.