الرئيسيةعريقبحث

سياسة الصين الواحدة


☰ جدول المحتويات


«سياسة الصين الواحدة» هي سياسة تُشدد أنه لا توجد سوى دولة واحدة ذات سيادة تحمل اسم الصين، على عكس فكرة وجود دولتين: الأولى جمهورية الصين الشعبية، والثانية جمهورية الصين (تايوان)، واللتان يضم اسماهما الرسميّان كلمة «الصين». تراعي العديد من الدول سياسة الصين الواحدة، لكن المعاني ليست نفسها. تستخدم جمهورية الصين الشعبية بشكل حصري مصطلح «مبدأ الصين الواحدة» في اتصالاتها الرسمية. [1][2]

يختلف مفهوم «الصين الواحدة» عن «مبدأ الصين واحدة»، وهو المبدأ الذي يصر على أن كلا من تايوان والبر الرئيسي للصين أجزاء لا تتجزأ من «صين» واحدة. وتعتبر السياسة الحالية لحكومة جمهورية الصين الشعبية هي صيغة معدلة لمبدأ «الصين الواحدة»[3] المعروف باسم إجماع العام 1992. وبموجب هذا «الإجماع» تتفق الحكومتان على أنه لا يوجد سوى دولة واحدة ذات سيادة تشمل كلًا من بر الصين الرئيسي وتايوان، ولكنهما تختلفان حول أي من الحكومتين هي الحكومة الشرعية الممثلة لهذه الدولة. ويعَدّ هذا الإجماع نظيرًا للوضع بين ألمانيا الغربية والشرقية من 1950-1970، وكوريا الشمالية والجنوبية، ومؤخرًا بين الحكومة السورية والمعارضة السورية.

يلقى مبدأ الصين الواحدة معارضة من أنصار حركة استقلال تايوان، والتي تسعى إلى إقامة «جمهورية تايوان» وتنشئة هوية منفصلة عن الصين تسمى «القومية التايوانية». ينطوي تأثير التايوانية بالنسبة لحكومة جمهورية الصين (تايوان) تغيير الهوية الذاتية لدى مواطني تايوان: خلال الحرب الأهلية الصينية، وبعد أن انتزع الحزب الشيوعي الصيني سيطرة جمهورية الصين من معظم الأراضي الصينية في العام 1949 وأقام جمهورية الصين الشعبية، ثم واصلت الحكومة الصينية المسيطرة في تايوان رفع الصوت بمطالبها أنها الحكومة الشرعية الوحيدة للصين بأكملها. وفي عهد الرئيس السابق لي تنغ هوي، أُلحقت مواد إضافية بدستور جمهورية الصين في العام 1991 بحيث اقتصر تطبيقها فعليًا على منطقة تايوان قبل الوحدة الوطنية.[4] ومع ذلك، أعاد رئيس جمهورية الصين السابق ما يينغ-جيو تأكيد المطالبات بالبر الرئيسي للصين حتى وقت أقربه العام 2008. [5]

خلفية تاريخية

قبل أوائل القرن السابع عشر، استقر في تايوان بشكل رئيسي السكان الأصليون التايوانيون، لكن التركيبة السكانية بدأت تتغير مع موجات الهجرة المتتالية للصينيين من عِرق الهان. في العام 1662 أُسند حكم تايوان لأول مرة للأمير شينغ تشينغونغ (كوشينغا)، أحد الموالين لسلالة مينغ الحاكمة، تحت اسم مملكة تونغنينغ، قبل دمجها من قبل سلالة تشينغ في العام 1683. وحكمها الهولنديون (1624–1662)، وحكم الإسبان شمال تايوان فقط (1626–1642).  حكم اليابانيون تايوان لمدة نصف قرن (1895-1945)، بينما سيطرت فرنسا لفترة وجيزة على شمال تايوان بين 1884-1885. 

كانت تايوان محافظة نائية في مقاطعة فوجيان في ظل حكومة مانشو تشينغ الصينية من العام 1683 حتى 1887، عندما أصبحت رسميًا مقاطعة فوجيان-تايوان منفصلة. ظلت تايوان مقاطعة لمدة ثماني سنوات حتى تم التنازل عنها لليابان بموجب معاهدة شيمونوسيكي عام 1895. [6]

في الوقت الذي خضعت فيه تايوان للسيطرة اليابانية، طُردت سلالة تشينغ وتأسست جمهورية الصين الأولى والثانية (ROC) من قِبل نظام بييانغ حتى حكومة الكومينتانغ من العام 1928.[7][8]

بعد احتفالات استسلام اليابان في أكتوبر 1945 في تايبيه، عاصمة مقاطعة تايوان، أصبحت تايوان مرة أخرى الدولة الحاكمة للصين خلال فترة الاحتلال العسكري.[9][10][11][12] في العام 1949 وبعد فقدان سيطرتها على معظم البر الرئيسي للصين بعد الحرب الأهلية الصينية وقبل دخول معاهدات السلام بعد الحرب حيز التنفيذ، انسحبت حكومة جمهورية الصين بقيادة حزب الكومينتانغ إلى تايوان المحتلة. أعلن تشيانغ كاي شيك الأحكام العرفية. ثمة حجة مفادها أن اليابان تنازلت رسميًا عن جميع الحقوق الإقليمية لتايوان في العام 1952 في معاهدة سان فرانسيسكو للسلام. ولكن لم تنص تلك المعاهدة ولا معاهدة السلام الموقعة بين اليابان والصين على أن السيادة الإقليمية لتايوان حق ممنوح لجمهورية الصين.[13][14] تركت المعاهدات وضع تايوان -على النحو الذي تحكمه جمهورية الصين أو جمهورية الصين الشعبية- غامضًا عن قصد، والسؤال الذي يدور حول السيادة الشرعية على الصين هو: لماذا لم يتم تضمين الصين في معاهدة سان فرانسيسكو للسلام؟ لم تكن هذه الحجة مقبولة من قبل أولئك الذين يرون أن سيادة تايوان قد أعيدت بشكل شرعي إلى جمهورية الصين في نهاية الحرب.[15] يجادل البعض بأن جمهورية الصين هي حكومة في المنفى،[16][17][18][19] في حين يرى البعض الآخر أنها بقايا دولة. [20]

ما تزال حكومة جمهورية الصين تحكم تايوان، لكنها حولت نفسها في التسعينيات إلى دولة حرة وديمقراطية بعد عقود من الأحكام العرفية.[21] خلال تلك الفترة، أصبح الوضع القانوني والسياسي لتايوان أكثر إثارة للجدل مع تزايد التعبيرات العامة عن مشاعر استقلال تايوان، وهو ما كان محظورًا سابقًا.

وجهات النظر داخل تايوان

هناك فرق داخل تايوان بين مواقف حزب الكومينتانغ والحزب الديمقراطي التقدمي.

يؤمن الكومينتانغ بـ«مبدأ الصين الواحدة» ويصر على ادعائه بأنه بموجب دستور جمهورية الصين الشعبية (الذي أقرته حكومة الكومينتانغ في العام 1947 في نانجينغ) تتمتع جمهورية الصين بالسيادة على معظم الصين بما في ذلك، وفقًا لما يرونه، كل من الصين وتايوان. بعد أن طرد الحزب الشيوعي الصيني جمهورية الصين في الحرب الأهلية الصينية من معظم الأراضي الصينية في عام 1949 وأسس جمهورية الصين الشعبية، واصلت الحكومة القومية الصينية في جمهورية الصين، التي كانت ما تزال تسيطر على تايوان، واصلت المطالبة بالشرعية كحكومة لكامل الصين. وفي عهد الرئيس السابق لي تينغ هوي، أُلحقت مواد إضافية بدستور جمهورية الصين الشعبية في العام 1991 بشكل شهد تطبيقها بشكل فعال على منطقة تايوان فقط.[22] أعلن حزب الكومينتانغ عن شكل معدل لمبدأ «الصين الواحدة» المعروف باسم «إجماع 1992». وبموجب هذا «الإجماع»، تتفق الحكومتان على أنه لا يوجد سوى دولة واحدة ذات سيادة واحدة تشمل كلًا من الصين وتايوان، ولكنهما تختلفان حول أي من الحكومتين هي الحكومة الشرعية الممثلة لهذه الدولة. أعاد رئيس جمهورية الصين السابق ما يينغ-جيو تأكيد مطالباته على البر الرئيسي للصين في 8 أكتوبر 2008.[23]

لا يوافق الحزب التقدمي الديمقراطي على «مبدأ الصين الواحدة» كما حدده حزب الكومينتانغ أو على سياسة الصينيتان. وقد اعتمد الحزب بدلاً من ذلك تفسيرًا مختلفًا، ويعتقد أن تسمية «الصين» تشير فقط إلى جمهورية الصين الشعبية ويذكر أن تايوان والصين دولتان منفصلتان. وبالتالي هناك دولة واحدة على كل جانب و «صين واحدة وتايوان واحدة». ويقوم موقف الحزب الديمقراطي التقدمي على أن شعب تايوان له الحق في تقرير المصير دون إكراه خارجي.[24] يرفض الرئيس الحالي تساي إنغ - ون قبول إجماع العام 1992.

يواجه مبدأ «الصين الواحدة» في جمهورية الصين الشعبية معارضة مؤيدي حركة استقلال تايوان، التي تضغط من أجل إنشاء «جمهورية تايوان» وترسيخ هوية منفصلة عن الصين تسمى «القومية التايوانية».

مواقف قانونية

لا تعترف حكومتا جمهورية الصين وجمهورية الصين الشعبية ببعضهما بعضًا كحاكم وطني شرعي.

جمهورية الصين الشعبية

  • ديباجة الدستور

إن تايوان جزء من الأراضي المقدسة لجمهورية الصين الشعبية. إن الواجب السامي للشعب الصيني بأسره، بما في ذلك مواطنونا في تايوان، هو إنجاز المهمة العظيمة المتمثلة في إعادة توحيد الوطن الأم.

  • قانون مناهضة الانفصال

المادة 2

هناك صين واحدة في العالم. ينتمي البر الرئيسي وتايوان إلى صين واحدة. ولا تتحمل سيادة الصين ووحدة أراضيها أي انقسام. إن ضمان سيادة الصين ووحدة أراضيها هو التزام مشترك لجميع الشعب الصيني، بما في ذلك مواطنو تايوان. تايوان جزء من الصين. لن تسمح الدولة أبدًا للقوى الانفصالية "لاستقلال تايوان" بجعل تايوان تنفصل عن الصين تحت أي اسم أو بأي وسيلة.

المادة 5:

إن التمسك بمبدأ الصين الواحدة هو أساس إعادة التوحيد السلمي للبلاد.

إن إعادة توحيد البلاد بالوسائل السلمية يخدم على أفضل وجه المصالح الأساسية للمواطنين على جانبي مضيق تايوان. وتبذل الدولة قصارى جهدها بأقصى قدر من الإخلاص لتحقيق إعادة التوحيد السلمي.

بعد إعادة توحيد البلاد سلمياً، قد تمارس تايوان أنظمة مختلفة عن تلك الموجودة في البر الرئيسي وتتمتع بدرجة عالية من الحكم الذاتي.

المراجع

  1. "What is the 'One China' policy?". BBC News (باللغة الإنجليزية). 2017-02-10. مؤرشف من الأصل في 09 يناير 201909 يناير 2019.
  2. "The One-China Principle and the Taiwan Issue". www.china.org.cn09 يناير 2019.
  3. Assistant Secretary James Kelly, "The Taiwan Relations Act: The Next Twenty-Five Years," testimony before the Committee on International Relations, U.S. House of Representatives, April 21, 2004, p. 32, at http://commdocs.house.gov/committees/intlrel/hfa93229.000/hfa93229_0f.htm
  4. Lee Teng-hui 1999 interview with Deutsche Welle: https://fas.org/news/taiwan/1999/0709.htm
  5. "Ma refers to China as ROC territory in magazine interview". Taipei Times. 2008-10-08.
  6. Davidson, James W. (1903). The Island of Formosa, Past and Present : history, people, resources, and commercial prospects : tea, camphor, sugar, gold, coal, sulphur, economical plants, and other productions. London and New York: Macmillan & co. OL 6931635M.
  7. Richard Bush: At Cross Purposes, US-Taiwan Relations since 1942. Published by M.E. Sharpe, Armonk, New York, 2004
  8. Alan M. Wachman: Why Taiwan? Geostrategic rationales for China's territorial integrity. Published by Stanford University Press Stanford, California 2007.
  9. UK Parliament, May 4, 1955, مؤرشف من الأصل في 21 يوليو 2011,23 أغسطس 2011
  10. Sino-Japanese Relations: Issues for U.S. Policy, Congressional Research Service, December 19, 2008, مؤرشف من الأصل في 22 مارس 2012,23 أغسطس 2011
  11. Resolving Cross-Strait Relations Between China and Taiwan, American Journal of International Law, July 2000, مؤرشف من الأصل في 21 يوليو 2011,23 أغسطس 2011
  12. Foreign Relations of the United States, US Dept. of State, May 3, 1951, مؤرشف من الأصل في 22 مارس 2012,23 أغسطس 2011
  13. Starr Memorandum of the Dept. of State, July 13, 1971, مؤرشف من الأصل في 21 يوليو 2011,23 أغسطس 2011
  14. Eisenhower, Dwight D. (1963). Mandate for Change 1953–1956. Doubleday & Co., New York. مؤرشف من الأصل في 03 يناير 201403 يناير 2014. The Japanese peace treaty of 1951 ended Japanese sovereignty over the islands but did not formally cede them to "China," either Communist or Nationalist.
  15. Tzu-Chin Huang. "Disputes over Taiwan Sovereignty and the Sino-Japanese Peace Treaty Since World War II" ( كتاب إلكتروني PDF ). Institute of Modern History, Academia sinica. Central Academic Advisory Committee and Academic Affairs Office. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 28 يناير 201525 يناير 2015. Charles Holcombe (2011). A History of East Asia: From the Origins of Civilization to the Twenty-First Century. Cambridge University Press. صفحة 337.  . Barbara A. West (1 January 2009). Encyclopedia of the Peoples of Asia and Oceania. Infobase Publishing. صفحة 15.  . Richard J. Samuels (21 December 2005). Encyclopedia of United States National Security. SAGE Publications. صفحة 705.  .
  16. Republic of China government in exile, مؤرشف من الأصل في 21 يوليو 2011,23 أغسطس 2011
  17. "Introduction to Sovereignty: A Case Study of Taiwan". Stanford University. 2004. مؤرشف من الأصل في 07 نوفمبر 201423 أغسطس 2011. Enmeshed in a civil war between the Nationalists and the Communists for control of China, Chiang's government mostly ignored Taiwan until 1949, when the Communists won control of the mainland. That year, Chiang's Nationalists fled to Taiwan and established a government-in-exile.
  18. One-China Policy and Taiwan, Fordham International Law Journal, December 2004, مؤرشف من الأصل في 22 مارس 2012,23 أغسطس 2011
  19. Kerry Dumbaugh (Specialist in Asian Affairs Foreign Affairs, Defense, and Trade Division) (23 February 2006). "Taiwan's Political Status: Historical Background and Ongoing Implications" ( كتاب إلكتروني PDF ). Congressional Research Service. مؤرشف ( كتاب إلكتروني PDF ) من الأصل في 07 يوليو 201123 أغسطس 2011. While on October 1, 1949, in Beijing a victorious Mao proclaimed the creation of the People's Republic of China (PRC), Chiang Kai-shek re-established a temporary capital for his government in Taipei, Taiwan, declaring the ROC still to be the legitimate Chinese government-in-exile and vowing that he would "retake the mainland" and drive out communist forces.
  20. Krasner, Stephen D. (2001). Problematic Sovereignty: Contested Rules and Political Possibilities. Columbia University Press. صفحة 148. For some time the Truman administration had been hoping to distance itself from the rump state on Taiwan and to establish at least a minimal relationship with the newly founded PRC.
  21. "Taiwan". 2019-01-30.
  22. Lee Teng-hui 1999 interview with Deutsche Welle: https://fas.org/news/taiwan/1999/0709.htm - تصفح: نسخة محفوظة 2015-04-09 على موقع واي باك مشين.
  23. "Ma refers to China as ROC territory in magazine interview". Taipei Times. 2008-10-08. مؤرشف من الأصل في 03 يونيو 200908 أكتوبر 2008.
  24. "DPP Party Convention". taiwandc.org. مؤرشف من الأصل في 10 يونيو 201127 أبريل 2010.