السياسة الحيوية (biopolitics ) بالنسبة لفوكو، تشير إلى ممارسات وصلاحيات شبكة السلطة التي تدير تخصصات الجسد والسكان. إنها منطقة لقاء بين السلطة ومجالات الحياة. الذي يتحقق بشكل كامل في عصر معين: عصر الانتشار الكامل والشامل للرأسمالية.
السياسة الحيوية تشير إلى السياسة التي تمارس سلطتها على كائنات بيولوجية يعيشون في وسط بيئي معين. ومن هو خارج هذه السلطة يسميه فوكو ذوات لاتعاقدية. مثل المنحرف والتلميذ والجندي والعامل. ونظرا لهامشيتهم وابتعادهم عن السلطة بالمعنى الليبرالي، فليس لهم اهمية في الكشف عن حقيقة السلطة. أما فوكو على العكس يبحث عن السلطة في اولئك الافراد.
يميز فوكو بين ثلاثة مجالات للقوة بوصفها اطر أو ميكانيزمات لممارسة السلطة. التي تظهر على مستوى السياسات الصغرى، وهي
- السيادة
- الانضباط
- الامن
السيادة تمارس على اقليم، والانضباط على مجموعة من الافراد، والامن يمارس على السكان من خلال تقنيات يسميها فوكو القوة الحيوية. ونقد فوكو لليبرالية يتركز في تحليله للانضباط والامن. صحيح ان الانضباط يمارس على مجموعة من الافراد وخصوصا على اجسادهم، عن طريق مؤسسات مثل المدرس والجيش والسجن، الا انه لا يتعامل مع افراد سابق وجودهم على تقنيات الانضباط، بل انهم من صنع هذه التقنيات. والانضباط لا يمارس فقط على الافراد بل ايضا على الوسط أو المجال الذي يعيشون فيه. فقبل ان تصنعهم الافراد تضع والقواعد التي سوف يسيرون عليها والعقوبات لمن يتعداها. أي ان السلطة تنتج الافراد لتمارس عليهم فعلها. لأن الفرد هو الموضوع الانسب لتقنيات الانضباط. فوعي الانسان لفرديته ما هو الا اثر للسلطة الانضباطية عليه. فالسلطة الانضباطية تعمل على فردنة السكان، اي تحويلهم إلى افراد، وليست مكونة للجماهير الغير متمايزة- كما كانت تعتقد الاتجاهات النقدية مثل مدرسة فرانكفورت.