الرئيسيةعريقبحث

شرف الدين عبد الوهاب النشو


☰ جدول المحتويات


هو شرف الدين عبد الوهاب النشو، كان ناظر الخاصة السلطانية في عهد الناصر ناصر الدين محمد بن قلاوون،وعرف عنه الظلم والجور.

شرف الدين عبد الوهاب النشو
معلومات شخصية
تاريخ الميلاد القرن 8 هجري
تاريخ الوفاة القرن 8 هجري

بداياته

بدأ حياته عاطلا ثم عمل بخدمة الأمراء في زمن السلطان الناصر بن محمد بن قلاوون.كان مستخدماً أول ماخدم عند ابن هلال الدولة شاد الدواوين، وكان يتردد عليه كثيراً ويبالغ في خدمته، واستخدمه ابن هلال الدولة في الأشغال، وأثناء ذلك تزوج الأمير أنوك ابن السلطان من ابنة الأمير بكتمر الساقى، وبدأ السلطان يفكر في شخص يعينه لخدمة ابنه، ولابد أنه فكر في النشو، فقد كان النشو قد وقف بين يديه أكثر من مرة، وتحدث إليه، وعندما كان يتكلم إلى السلطان كان يركز كل حواسه ومواهبه حرصاً على أن يترك أثراً في نفس السلطان، في صفر سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة هجرية، التحق النشو بخدمة الأمير أنوك، وكان هذا أول صعوده.

في جوار السلطان

أصبح النشو قريباً من السلطان بحكم موقعه الجديد، وصار يتردد كثيراً على القلعة، يخلو إلى السلطان، ويحادثه في أمور الدولة، ويبدى الحرص البالغ على أموال السلطان، ومصالحه، وسير العمل في الدواوين، وفي أثناء إبدائه والحرص، كان يرمى عبارات هنا وهناك في حديثه، في البداية كان يلفظها بحذر، ثم لاحظ أن أذنى السلطان مصغيتان إليه فزاد من الدس والوقيعة، وكان مظهره يساعده، إنه طويل القامة، مليح الوجه، حلو التقاطيع، برئ السمات، أثر كلامه في نفس السلطان حتى بات مقتنعاً أن النشو بحرصه عليه يمكنه أن يحصل له مالاً كثيراً، فأصدر مرسوماً بأن يتولى النشو نظارة الخاص، أى يكون مسؤولاً عن أموال السلطان وممتلكاته، وهذه وظيفة مهمة جداً، ولكن النشو لم يهدأ، ولم يتوقف، أخذ يتحدث إلى السلطان عن أولاد موظف كبير اسمه التاج اسحق، راح يحدثه عن الأموال التي جمعوها بالباطل، وكرههم له، وكان أحد هذين الولدين قد تولى وظيفته في نفس اليوم الذي عين فيه النشو ناظراً للخاص، وهو شرف الدين موسى، لم يمض إلا عشرون يوماً فقط، وعمل كلام النشو عمله في السلطان، فأصدر مرسوماً بعزل شرف الدين موسى من نظر الجيش، وأمر بالقبض عليه، وعلى شقيقه، ومصادرة ثروتيهما، وكان أسلوب السلطان الناصر قلاوون غريباً في ضرب موظفيه، لقد استدعى ابن هلال الدولة، وأسر إليه أن يمضى ليحاصر بيوت أولاد التاج إسحق بمجرد دخول الأمراء البلاط، وبالفعل دخل الأمراء، وكبار موظفى الدولة، وبينهم شرف الدين موسى إلى السلطان، واثني السلطان علي شرف الدين في حضرتهم، وفى هذه اللحظة كان الجنود يحيطون بيته، وبيت شقيقه، وعندما خرج من البلاط، واتجه إلى مقر وظيفته، كانت العيون تحيطه بالرهبة، ألم يثن عليه السلطان علناً، ولكنه ما إن جلس بديوان الجيش حتى بلغه أن الحوطة قد وقعت على بيته، وأن رسل الديوان، على باب الجيش، وبلغ الخبر أيضاً إلى أخيه علم الدين، وفي العصر صعد ابن هلال الدولة بأوراق الحوطة «كشوف جرد المحتويات» وهي تشتمل على أشياء كثيرة جداً، منها على سبيل المثال، أربعمائة سروال لزوجة علم الدين، أمر السلطان بتسليم الأخوين إلى ابن هلال الدولة للتحقيق معهما، والتوصل إلى الثروات المخفية، وأحضرت آلات التعذيب، من أسواط، ومعاصير وسئل موسى عن صندوق ذكر أنه أخذه من تركة أبيه، فيه من الجواهر والذهب ما يبلغ مائة ألف دينار، وكان النشو قد أفضى إلى السلطان بوجود هذا الصندوق، فأنكر ذلك، وأقسم الأيمان المغلظة، فرق له ابن هلال الدولة ولم يعذبه، وهنا استنكر النشو ذلك، وأخذ على ابن هلال الدولة هذه الرقة مع أن الرجل هو أول من استخدمه، وهو ولى نعمته، واضطر ابن هلال الدولة إلى التضييق على موسى، لينتزع منه كل ما لديه. وأصبح النشو لا يقيم وزنا لابن هلال الدولة، إنه يتحدث إلى السلطان رأساً، والكلام يخرج من فمه إلى أذنى السلطان رأساً، كما أنه لم يكن يدع فرصة إلا ويظهر فيها إخلاصه وولاءه، عند عودة السلطان من الحج، تولى النشو الإشراف على مظاهر الاحتفال، خرج الناس للقاء الناصر، وغلقت الدكاكين والأسواق، وجمع النشو من الأمراء الأبسطة، والمنسوجات الحريرية الثمينة المشغولة بالذهب، وبسطها فوق الأرض أمام القلعة، وحتى مقعد السلطان، وتمضى الأيام، ونفوذ النشو يقوى، ويتزايد، يقول المقريزى في كتابه «السلوك لمعرفة دول الملوك»:"وفى هذا الشهر كثرت مصادرات النشو للناس، فأقام من شهد على التاج إسحق أنه تسلم من المسكين الترجمان صندوقاً فيه ذهب وزمرد وجوهر مثمن، فرسم لابن الحسنى بعقوبة موسى بن التاج إسحق حتى يحضر الصندوق، وطلب النشو ولاة الأعمال وألزمهم بحمل المال، وبعث أخاه لكشف الدواليب بالصعيد وتتبع مواشى ابن التاج إسحق، فقدم قنغلى وإلى البهنسا وقشتمر وإلى الغربية وفخر الدين إياس متولى المنوفية، وعدة من المباشرين فتسلمهم ابن هلال الدولة ليستخلص منهم الأموال".

كان النشو إذا اضطهد شخصاً فإنه يتتبعه حتى يدمره تماما، ويتتبع أى إنسان يمت إليه.. هكذا فعل مع موسى بن التاج إسحق.فكان يستعين بالأشخاص ذوى السمعة السيئة والأشرار فبدأ النشو يعتمد على أقاربه، وأرسل أخاه واسمه المخلص إلى الصعيد في مهمة، عاد منها ليقدم إليه تقريراً عن ثروات مباشرى الوجه القبلى، وطلع النشو إلى السلطان، راح يغريه بهم جميعاً، ويتحدث عن إتلافهم مال السلطان، وهنا صدر مرسوم بالحوطة على جميع مباشرى الوجه القبلى. واعتقالهم، وطلب النشو تجار القاهرة ومصر، وطرح عليهم عدة أصناف من الخشب والجوخ والقماش، بثلاثة أمثال قيمتها، كان يبيع بضائع السلطان بأسعار مرتفعة جداً، وهكذا يحصل له على أموال طائلة، في الوقت الذي بدأ هو بتكوين ثروته ولكن في حذر شديد، وكان السلطان الناصر يصدر أحياناً بعض المراسيم التي تتسم بالخير، وهكذا أصدر مرسوماً بمسامحة الأمراء في الأموال المدينين بها للديوان، ولكن النشو لم ينفذ هذا المرسوم وألزم مباشر الأمراء بتسديد هذه الأموال، وركب إلى السلطان، وأوضح له قيمة الأموال التي يمكن أن تضيع نتيجة لهذه المسامحة، وأن مال السلطان يضيع ويتبدد، وأن الدواوين تسرق بحجة مسامحة الأمراء، وتأثر السلطان بما سمعه، ومكن النشو من عمل ما يختاره، وألا يسامح أحدا بشئ مما عليه للديوان، وشق ذلك على بعض الأمراء، فراجع الأمير قوصون السلطان، ولكنه لم يجبه إلى شئ، عندئذ كف الأمراء عن السؤال، وعظم النشو في أعين الناس.واستعان النشو بالأشخاص ذوى السمعة السيئة، استدعى الشمس بن الأزرق وكان ظلوما غشوماً، فكتب له أسماء أرباب الأموال من التجار، وفرض عليهم قماشا بثلاثة أمثال قيمته، يقول المقريزى: «وعمت مضرة النشو الناس جميعاً، وانتهى إليه عدة من الأشرار، ونموا على الجميع من أهل الوجه القبلى والوجه البحرى، ودلوه على من عنده شئ من الجوارى المولدات لشغف السلطان بهن، فحملت إليه عدة منهن يطلبهن من أربابهن، وسعوا عنده بأرباب الأموال أيضاً، فدهى الناس منه بلاء عظيم».

وبين الحين والآخر، كان كبار رجال الدولة يفضون بشكواهم إلى السلطان ، ولكنه كان ينهرهم، ويبدى الثقة بالنشو، وأذن له في عمل ما يختار، وأن يتصرف في أمور الدولة كما يشاء وألا يبالى بأحد، ووعده بتقوية يده، وتمكينه، ومنع من يعارضه، بل إن السلطان استدعى إخوة النشو وأقاربه، وعينهم عند كبار الأمراء، فجعل المخلص أخ النشو مباشرا عند الأمير سيف الدين الناق، واستخدم أخاه رزق الله عند الأمير ملكتمر الحجازى، واستخدم صهره ولى الدولة عند الأمير أرغون شاه، وخلع عليهم. انبسطت يد النشو، واشتدت وطأته، واستدار ليضرب أول شخص أحسن إليه، وكان بداية صعوده التفت إلى ابن هلال الدولة نفسه.

ابن هلال الدولة يلزم بيته بتدبير من النشو

أخذ النشو في التدبير على ابن هلال الدولة، رتب عليه أنه أخذ من مال السلطان جملة، وأنه أهمل في المحافظة على أمور السلطان، وأنه بسببه ضاع مال كثير، وانتدب لتحقيق ذلك ثلاثة، أمين الدولة ابن قرموط المستوفى، والشمس بن الأزرق ناظر الجهات، وشخص ثالث اسمه لؤلؤ الحلبى، وحدد يوماً للمواجهة، بالطبع رتب النشو كل كبيرة وصغيرة، وواجه ابن هلال الدولة بأنه أهمل الأمور، وبرطل «رشا» بالأموال، ولم يستمع السلطان إلى الباقين، بل أمر ابن هلال الدولة أن يلزم بيته، وعين شخصاً آخر بدلاً منه في وظيفته، وأمر بدر الدين لؤلؤ الحلبى باستخلاص الأموال، قبض على ابن هلال الدولة، وصودرت أمواله، وهكذا أجهز النشو على ولى نعمته، والذي كان وجوده يذكره بأيام الزمن القديم عندما كان موظفاً صغيراً في خدمته.

ثم اختار النشو شخصاً قاسياً، غتيتاً، هو إيدكين الأدكش لولاية القاهرة، وبدأ نشاطه بمهاجمة البيوت، ومصادرة الأموال، وصار يتنكر في الليل ويمشى في أزقة القاهرة، فإذا سمع صوت غناء أو شم رائحة خمر هاجم المكان وأخذ من أهله أموالاً طائلة طبقاً لأحوالهم، وكان النشو يوجهه، وينفذ أغراضه من خلاله، ولما تزيد أمر إيدكين طلع الأمير قوصون وشكاه إلى السلطان، وهنا تغير السلطان على قوصون وقاله له:

«أنتم كلما وليت أحداً ينفعنى أردتم إخراجه، ولو أنه من جهتكم لشكرتم منه كل وقت».

وفى الحال أصدر مرسوماً بأن يتولى إيدكين ولاية مصر، إلى جانب القاهرة، ولم يجمع الولايتين أحد قبله، وعظم أمر إيدكين، في أحد الأيام خرج من القاهرة إلى قرية النخيلة بالوجه البحرى، وكانت منتزهاً للناس، هاجمها وقت الغروب فما قبض على أحد إلا وسلبه ثيابه وتركه عارياً، عرى البلدة كلها عن بكرة أبيها، وجمع أموالاً كثيرة.

غير أن إيدكين لم يستمر طويلاً في منصبه، ففى أول سنة خمس وثلاثين وسبعمائة هجرية عزل، ونفى إلى الشام، وكان السبب سعاية عدد من كبار الأمراء ضده عند السلطان.

وفى نفس الوقت لاحظ النشو أن مستوفى الدولة أمين الدين قرموط يكثر من الاجتماع بالسلطان ، فخاف عاقبة ذلك، مع أنه هو الذي قدمه إلى السلطان، وبدأ يتكلم في حقه، وقال إنه جمع كثيراً من مال السلطان لنفسه، فقبض عليه، وعلى جماعة معه، وعوقب قرموط وضرب بالمقارع سعياً لاستخلاص أربعين ألف دينار منه، ولكنه صمد للضرب، عندئذ قيل إنه جلد، وأنه لن يعترف إلا إذا ضرب ابنه أمامه، وجاءوا بولده وبدأوا بضربه فلما اشتد البلاء بقرموط ضرب نفسه بسكين في حلقومه محاولاً الانتحار، ولكنهم انتزعوها منه، واستمر تعذيبه وتعذيب ابنه.

في هذه الفترة قدم الأمير تنكر، نائب الشام يوم الأربعاء الحادى عشر من رجب «735 هـ»، وسعى عند السلطان ليفرج عن ابن هلال الدولة، وساعده الأمير قوصون، وبالفعل استجاب السلطان لهما، وأفرج عن الرجل، وكان النشو مسافراً إلى الإسكندرية، وعند عودته فوجئ بالخبر، وشق عليه الإفراج عن ابن هلال الدولة، وطلع إلى السلطان، وراح يتحدث عن ابن هلال الدولة وخطورته، ومال السلطان إليه، فأمر الوالى بإحضاره إلى القلعة، وخرج الوالى إلى ابن هلال الدولة، سبه ولعنه، وأبلغه عن السلطان أنه متى اجتمع به أحد شنقه، فنزل وأقام بالقرافة منقطعاً عن جميع الناس، واستمرت سعاية النشو في الناس، اتهم وإلى دمياط بأنه خرب أساسا قديماً في البحر بين البرجين، كان عليه الطلسمات تمنع ماء البحر المالح عن ماء النيل حتى تلفت الطلمسات وغلب البحر على النيل، فتلفت بساتين كثيرة، وأن الوالى نال من ثمرة هذه الحجارة أموالاً طائلة، واعتقل وإلى دمياط، وعذب، واستخرج منه وجمع أموالاً كثيرة.

وقبض النشو على امرأة موسى التاج، عاقبها وهي حامل عقوبة شديدة على إحضار المال حتى طرحت ما في بطنها ولداً ذكراً.

مملوك السلطان

في هذه السنة 735هـ، كثر شغف السلطان بمملوكه الطنبغا الماردينى شغفاً زائداً، لدرجة أنه قرر أن ينشئ له مسجداً يحمل اسمه، واختار موقعه خارج باب زويلة، وكان لابد من إزالة عدد من البيوت بعد شرائها، طلب السلطان النشو وكلفه بتحقيق ذلك، عندئذ استدعى النشو أصحاب البيوت، وابتاعها منهم بنصف قيمتها، وتم بناء المسجد والذي مازال قائماً حتى الآن.

وفى نفس هذه السنة جرت محاولة للتخلص من النشو عن طريق الوقيعة، إذ كتبت رقعة إلى السلطان تذكر ظلم النشو، وتسلط أقاربه على الناس وكثرة أموالهم، وعشق صهره لغلام تركى، استدعى السلطان النشو، وبعد أن قرأت عليه القصة قال: «أنا أعرف من كتبها»، وحلف على براءة أقاربه من هذا الشاب وبكى ثم انصرف.

وحاول عدد من الأمراء أن ينبهوا السلطان إلى ثروة النشو الطائلة، لكنه لم يستجب لهم، ولم يصدقهم، كان النشو يحرص دائماً على أن يبدو أمام السلطان في مظهر الفقير المعدم حتى تزداد ثقة السلطان به، ولكى يؤمن السلطان بفقره كان يقترض من كبار موظفى الدولة المتصلين بالسلطان، مبالغ صغيرة من المال بين الحين والآخر ليوهمهم أنه لا يملك شيئاً، أرسل ذات يوم إلى رئيس الأطباء يطلب منه مائة درهم بحجة أن ضيفاً نزل عنده وليس لديه ما يكرمه به ولكى تجوز حيلته على السلطان انتهز فرصة وجود كبير الأطباء عنده ذات يوم، وشكا فقره للسلطان، وقد أمن رئيس الأطباء على هذه الدعوى بحكم ما وقع بينه وبين النشو من قبل.وأمعن النشو في تصرفاته التي لحقت الخاصة والعامة على السواء، فتدخل في تجارة السلع الضرورية للحياة من لحم وفول وأقمشة يشترى منها باسم السلطان كميات كبيرة بأسعار رخيصة ثم يبيعها للناس بأثمان عالية.

اشتداد أمره

اشتدت وطأة النشو على الناس، وابتكر مظلمة لم يسبق إليها وهي أنه ألزم أهل الصاغة ودار الضرب ألا يبتاع منهم أحد ذهبا، بل يحمل الذهب جميعه إلى دار الضرب، ليصك بصكة السلطان، فجمع من ذلك مالاً كثيراً للديوان، ثم تتبع «النشو» الذهب المضروب في دار الضرب، فأخذ ما كان للتجار والعامة، وعوّضهم عنه بضائع، وحمل ذلك كله للسلطان، وانحصر ذهب مصر بأجمعه في دار الضرب، فلم يجسر أحد على بيع شئ منه في الصاغة ولا في غيرها، ثم إن السلطان استدعى منه بعشرة آلاف دينار، فاعتذر عنها فلم يقبل عذره ونهره فنزل «النشو» وألزم أمين الحكم بكتابة ما تحت يده من مال الأيتام، وطلب منه عشرة آلاف دينار قرضاً في ذمته، فدله على مبلغ أربعمائة ألف درهم لأيتام الدوادارى تحت ختم بهاءالدين شاهد الجمال، فأخذها منه وعوضه عنها بضائع، ثم بعث «النشو» إلى قاضى القضاة تقى الدين محمد بن أبى بن عيسى الأخنائى المالكى في تمكينه من مال أولاد «الأمير» أرغون النائب، وهو ستة آلاف دينار، وكانوا تحت حجره فامتنع،

وقال: «السلطان ما يحل له أخذ مال الأيتام». فرد عليه: «السلطان إنما يطلب المال الذي سرقه أخوك من خزانة الخاص حيث كان ناظرها، فإن الحساب يشهد عليه بما سرقه من الخزانة». وقام من فوره إلى السلطان، ومازال به حتى بعث إلى القاضى يلزمه بحمل المال الذي سرقه أخوه من الخزانة، ويقول له «إنت إيش كنت من مملوكى؟» فلم يجد قاضى القضاة بُداً من تمكين «النشو» من أخذ المال.

.. وفي ذى القعدة من نفس السنة، سقط طائر حمام بالميدان، وعلى جناحه ورقة تضمنت الوقيعة في «النشو» وأقاربه، والقدح في السلطان بأنه أخرب دولته، فغضب السلطان من ذلك غضباً شديداً، وطلب «النشو» وأوقفه على الورقة وتنمر عليه لكثرة ما يشكى منه، فقال: «يا خوند، الناس معذورون.. وحق رأسك لقد جاءنى خبر هذه الورقة ليلة كتبت. وهذه فعلة المعلم أبى شاكر بن سعيد الدولة ناظر البيوت، كتبها في بيت الصفى كاتب الأمير قوصون، وقد اجتمع هو وأقاربه»، وأخذ «النشو» يعرف السلطان بما كان من أمر سعيد الدولة في أيام بيبرس الجاشنكير وأغراه به حتى طلبه، وسلمه إلى الوالى علاء الدين على بن حسن المروانى، فعاقبه عقوبة مؤلمة،

وطلب السلطان الأمير قوصون وعنفه على فعل الصفى كاتبه، فطلبه قوصون وهدده، فحلف بكل يمين على براءته مما رُمى به، فتتبع «النشو» عدة من الكُتّاب وجماعة من الباعة، وقبض عليهم بسبب ابن شاكر، ونوّع العذاب عليهم بيد الوالى، وخرب دورهم بالمحراث، وقبض «النشو» على الموفق هبة الله بن سعيد الدولة، ثم أفرج عنه بعناية الأمير أقبغا عبد الواحد، وعذب ابن الأزرق ناظر الجهات.

أرباب الدواليب يتضررون من سطوة «النشو»

وفي سنة سبع وثلاثين وسبعمائة أجدبت زراعة الفول، فألزم «النشو» سماسرة الغلال ألا يباع الفول إلا للسلطان فقط، فتضرر أرباب الدواليب «المقصود بالدواليب جميع الآلات المستخدمة في الزراعة والصناعة، وهذه الآلات كانت تدور بالأبقار، والأبقار تعتمد على أكل الفول».

وفيها صادر «النشو» جماعة من أرباب الدواليب بالوجه القبلى، وأخذ من محتسب البهنسا وأخيه مائتى ألف درهم وألفى إردب غلة، فرافع ابن زعازع من أمراء الصعيد أولاد قمر الدولة عند «النشو»، فاقتضى رأيه مصادرة ابن زعازع لكثرة ماله، وأوقع الحوطة على موجوده، وكتب إلى وإلى البهنسا ليعاقبه أشد العقوبة، فلف وإلى البهنسا على أصابعه الخروق وغمسها في القطران وأشعل فيها النيران، ثم عراه ولوّحه على النار، حتى أخذ منه ما قيمته ألف ألف وخمسمائة ألف درهم، ووجد له أربعمائة فرجية بفرو، ومائة وعشرين جارية وستين عبداً، ثم كتب عليه حجة بعد ذلك بمائة ألف درهم، واحتج «النشو» بمصادرته بأنه وجد كنزاً.

وفيها ارتفع سعر اللحم لقلة جلب الأغنام حتى بيع الرطل بدرهم وربع، وسبب ذلك أن «النشو» كان يأخذ الغنم بنصف قيمتها، فكتب إلى نائب الشام ونائب حلب بجلب الأغنام، ثم إن «النشو» استجد للسواقى التي بالقلعة أبقاراً، وأحضر أبقارها التي ضعفت وعجزت مع الأبقار التي ضعفت بالدواليب، وطرحها على التجار والباعة بقياسر القاهرة ومصر وأسواقها حتى لم يبق صاحب حانوت إلا وخصه منها شئ على قدر حاله. فبلغ كل رطل منها درهمين وثلثاً، ورميت تلك الأبقار على الطواحين والحمامات كل رطل بمائة درهم ولا تكاد تبلغ عشرين درهماً فبلى الناس من ذلك بمشقة وخسارة كبيرة.

واتفق أن «النشو» أغرى السلطان بموسى بن التاج إسحق حتى رسم بعقوبته إلى أن يموت، فضرب زيادة على مائتين وخمسين شيباً «الشيب سير السوط أى الكرباج»، حتى سقط كالميت، ثم ضرب من الغد أشد من ذلك، وحُمل على أنه قد مات، فَسُرّ «النشو» بذلك سروراً زائداً، وذهب ليرى موسى وهو ميت فوجد به حركة، وفي أثناء ذلك طلب السلطان الأمير لؤلؤا فأخبره بأن موسى قد بدأ يئن، وبعد ساعة يموت، فرسم ألا يُضرب بعد ذلك، فشق هذا على «النشو».

وفيها قل فرو السنجاب من الأسواق، وذلك لقلة جلبه، فأمر «النشو» بأخذ ما على التجار من الفرجيات ذات الفرو، فهوجمت حوانيت التجار والبيوت حتى أخذ ما على الفرجيات من السنجاب، فبلغ «النشو» دعاء التجار عليه فسعى عند السلطان عليهم، ونسب إليهم أخذ الربا، وقال: إن عندهم كميات كبيرة من الأخشاب والحديد واستأذنه في بيعها عليهم، فأذن له السلطان فنزل وطلب تجار القاهرة ومصر وكثيراً من أرباب الأموال، ووزع عليهم من ألف دينار، كل واحد، إلى ثلاثة آلاف دينار ليحضروا بها ويأخذوا عنها صنفاً من الأصناف، فبلغت الجملة خمسين ألف دينار، وضُرب من تخلف منهم بالمقارع،

ويبدو أن أحد هؤلاء التجار كان على معرفة بالست حدقة زوجة السلطان وأم ابنه أنوك، فذهب إليها وشكا «النشو»، وقال: إن الخشب الذي فرضه عليه قيمته الحقيقية ألفا درهم، وطلب منه «النشو» ألف دينار ثمناً له، عندئذ تحدثت السيدة حدقة إلى السلطان في ظلم «النشو» للناس، فطلب السلطان «النشو»، وأنكر عليه ذلك، وتجهم له، فانصرف «النشو» وهو في حالة شديدة من الغيظ، وبدأ يدبر انتقاماً من ذلك التاجر، استدعى رجلاً واتفق معه على الانتقام من التاجر، ذهب الرجل إلى التاجر وسأله في قرض مبلغ من المال، فأخذ التاجر يشكو مما به من إلزامه بألفى دينار من ثمن خشب طرحه عليه «النشو»، فقال له الرجل: «أرنى الخشب فإنى محتاج إليه»،

فلما رآه أعجبه واشتراه منه بفائدة ألف درهم في الشهر، امتلأ التاجر فرحاً، وأشهد عليه بذلك، ومضى الرجل ليأتى بثمن الخشب، عاد إلى «النشو» وأخبره بما تم ودفع إليه بنسخة المبايعة، فقام من فوره إلى السلطان وأعلمه أنه نزل ليرفع الخشب من حاصل التاجر فوجده قد باعه بفائدة ألف درهم فطلب السلطان التاجر وسأله عما رماه به «النشو»، فاغتر البائس وأخذ يقول: «ظلمنى وأعطانى خشباً بألفى دينار يساوى ألف درهم» فقال له السلطان: «وأين الخشب؟» قال: «بعته بالدين»، فقال «النشو»: «قل الصحيح فإن هذه معاقدتك بيعه»، فلم يجد بداً من الاعتراف، فحنق عليه السلطان وقال: «ويلك، تقيم الغاثة (تستغيث) وأنت تبيع بضاعتى بفائدة؟» ثم أمر «النشو» بضربه وأخذ الألف دينار منه مع مثلها، وعظم «النشو» عند السلطان، ثم عبر السلطان إلى نسائه وسبّهن وعرفهن ما جرى، وقال:

«مسكين «النشو» ما وجدت له أحداً يحبه كونه ينصحنى ويحصل مالى».

وفى نفس السنة شكا المماليك من تاجر كسوتهم، فطلب السلطان «النشو» وألزمه بحمل كسوتهم من الغد، ومعها مبلغ عشرين ديناراً فنزل «النشو» وألزم الطيبى ناظر المواريث بتحصيل خمسة آلاف دينار، وبعث المقدمين إلى الأسواق ففتحوا حوانيت التجار وأخذوا كسوة المماليك وحوائجهم وأخفافهم ونعالهم وغير ذلك، وأخذوا مركباً فيه عدة بضائع طرحوها على الناس بثلاثة أمثال قيمتها، وأحيط بتركة نجم الدين محمد الأسعودى، وقد مات وترك زوجة وابنة وابنا.. وأخذت كلها، وأخذت وديعة من تركته لأولاده أيتام تحت حجره مبلغاً نحو خمسين ألف درهم، وأنفقت في يومها على المماليك والخدام، وفتحت قيسارية جهاركس، وأخذ منها مقاطع الشرب «قماش رفيع من الكتان» برسم الكسوة، فارتجت المدينة بأهلها،

وترك كثير من التجار حوانيتهم وغيبوا، فسارت مفتحة، والأعوان تنهب لأنفسها ما أرادت، فلم يُر يومئذ بالقاهرة ومصر إلا باك أو صائح أو نائح، فكانا يومين شنيعين، وعول أرباب الحوانيت على رفع ما فيها وخلوها، فعرف «النشو» السلطان ذلك فنودى: «من أغلق حانوته أخذ ماله وشنق» ففتحوها..

وتمضى السنوات حافلة بظلمه، يمضى «النشو» إلى الأقاليم فيصادر الأموال، وإذا أفرج عن إنسان يشق هذا عليه، ولا يهدأ له بال حتى يعيده مرة أخرى إلى السجن، وفي هذا الخضم تجرى محاولة لاغتيال «النشو»، إذ حدث في يوم الاثنين ثانى عشر رمضان أن اعترضه فارس، ضربه، فأخطأ سيفه رأس «النشو»، جرح كتفه فقط، فغضب السلطان غضباً شديداً، ولم يحضر السماط، وأرسل الأطباء لمعالجة «النشو»، وأغلظ على الأمراء بالكلام، ومازال يشتد ويحتد حتى عاد القصاد بسلامة «النشو» فسكن ما به.

وتجئ سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة، ولا يكف «النشو»، ولا يهدأ، يسعى في الناس بالشر، ولا ينجو من أذاه أمير أو طحان، وعندما يبلغه أن الوعاظ يدعون عليه من فوق منابر الجوامع، يسعى لدى السلطان حتى يمنع الوعاظ جميعاً من الوعظ، وتستمر الأحوال على ما هي عليه في سنة تسع وثلاثين وسبعمائة، يقول المقريزى: «وفيها كثرت مصادرة «النشو» للناس من أهل مصر والقاهرة والوجه البحرى والقبلى، حتى خرج في ذلك الحد».

نهايته

سنة أربعين وسبعمائة في يوم الاثنين ثانى صفر قبض على «النشو»، وعلى أخيه شرف الدين رزق الله، وعلى أخيه المخلص، ورفيقه مجد الدين وعلى صهره ولى الدولة.

يقول المقريزي:«.. وسبب ذلك أنه لما أسرف «النشو» في الظلم بحيث قل الجالب للبضائع وذهب أكثر أموال التجار لطرح الأصناف عليهم بأغلى الأثمان، وطلب السلطان منه يتزايد، خاف «النشو» العجز فرجع عن ظلم العامة، إلى التعرض إلى الخاصة ورتب مع أصحابه ذلك.

وكانت عادته في كل ليلة أن يجمع إخوته وصهره ومن يثق فيه للنظر فيما يحدثه من مظالم فيدله كل منهم على داهية، ثم يفترقون وقد أبرم للناس بلاء يعذبهم الله به من الغد على يده، فكان مما اقترحه أن رتب أوراقاً تشتمل على فصول يتحصل فيها ألف ألف دينار عيناً، وقرأها على السلطان، ومنها التقاوى السلطانية المخلدة بالنواحى من الدولة الظاهرية بيبرس والمنصورية قلاوون في إقطاعات الأمراء والأجناد وجملتها مائة ألف إردب. سوى ما في بلاد السلطان من التقاوى ومنها الرزق الإحباسية على الجوامع والمساجد والزوايا وغير ذلك وهي مائة ألف فدان وثلاثون ألف فدان».

ويمضى المقريزى في سرد تفاصيل ما خططه «النشو» مع أقاربه للإضرار بكبار الأمراء وكان ما تفتق عنه ذهنه هو إلزام متولى كل إقليم باستخراج التقاوى من أرضه وحملها إلى خزائن السلطان، ثم تباع من جديد إلى الناس بمعرفة الخاصة السلطانية، انزعج الأمراء من هذا القرار، وقال أحدهم للسلطان: «يا خوند والله إن «النشو» لضرك أكثر مما ينفعك».

ويبدو أن السلطان أمعن الفكر، وأحس أن «النشو» مكروه لدى الجميع، ولم يكن اتخاذه القرار سهلاً، فكتب إلى الأمير تنكر نائب الشام يستشيره في الأمر، ويخبره أن «النشو» أصبح مكروهاً من الجميع، ولكنه يخدم السلطان وينفعه، وأجاب الأمير تنكر مؤيداً سوء سيرة «النشو»، وختم خطابه قائلاً: «ورأى السلطان فيه أعلى».

وحدث أن مرض الأمير يلبغا، وكان السلطان يثق فيه، فأقام عنده حتى يطمئن عليه، وخلال حديثهما قال يلبغا: «يا خوند: قد عظم إحسانك لى ووجب علىّ نصحك، والمصلحة تقضى بالقبض على «النشو»، فالأمراء جميعاً يكرهونه، ويكرهونك لحبك إياه، وما من مملوك من مماليك إلا يترقب غفلة منك ليقضى عليك انتقاماً منك لأنك تركت هذا الشخص يعبث بمصالح الناس».

وبكى يلبغا، وبكى الناصر، وقام من عنده مبلبل الخاطر، ليصدر أمراً بالقبض على «النشو».

يقول المقريزى:

«وطلب السلطان المقدم ابن صابر، وأسرَّ إليه أن يقف بجماعته على باب القلعة وباب القرافة، ولا يدعوا واحداً من حواشى «النشو» وأقاربه وإخوته أن ينزلوا، وأن يقبضوا عليهم كلهم، وأمر السلطان الأمير بشتاك والأمير برسبغا الحاجب أن يمضيا إلى «النشو»، ويقبضا عليه وعلى أقاربه فخرج بشتاك وجلس على باب الخزانة وطلب «النشو» من داخلها، فظن «النشو» أنه جاء لميعاده مع السلطان حتى يحتاطا على موجود أقبغا عبد الواحد، فساعة ما وقع بصره عليه أمر مماليكه بأخذه إلى بيته من القلعة، وبعث إلى الأمير ملكتمر الحجازى فأخذ أخاه رزق الله وأخذ أخاه المخلص وسائر أقاربه، فطار الخبر إلى القاهرة ومصر، فخرج الناس كأنهم جراد منتشر». وفى القلعة جلس السلطان ومازال في نفسه شك، وقال للأمراء:

«وكم تقولون «النشو» نهب أموال الناس! الساعة ننظر المال الذي عنده».

في القاهرة يعم الفرح، أغلقت الأسواق، واتجه الجميع إلى ميدان الرميلة تحت القلعة، جاء الليل والناس لم تنصرف بل أوقدوا الشموع، يرفعون على رؤوسهم المصاحف، وينشرون الأعلام، وهم يضجون ويصيحون استبشاراً وفرحاً بقبض «النشو»، والأمراء يشيرون إليهم أن يكثروا مما هم فيه، وقضوا الليل كله على ذلك، وفيه زاد النيل بعد توقفه،

صباح الثلاثاء، نودى في القاهرة: «بيعوا واشتروا واحمدوا الله على خلاصكم من «النشو». وصباح الثلاثاء أيضاً انتحر شقيق «النشو»، وأخرجوه في تابوت امرأة حتى دفن في مقابر النصاري خوفاً عليه من العامة، وتمت الحوطة على أموال «النشو»، «النشو» الذي كان يتظاهر بالفقر والحاجة، الذي كان السلطان يظن حتى آخر لحظة أنه لا يمتلك شيئاً، فوجدو في بستان جزيرة الفيل أمه وامرأته وأخته وولديه، ومعهم ستون جارية، ومائتا جنيه «كيس من جلد البعير» وعصير عنب ثم حمل الأمراء ثروة «النشو» إلى السلطان ووضعوها بين يديه، وضعوا خمسة عشر ألف دينار ذهب، وألفين وخمسمائة حبة لؤلؤ قيمة كل حبة ما بين ألفى درهم إلى ألف درهم، وسبعين فصا بلخش،

قيمة كل فص ما بين خمسة آلاف درهم إلى ألفين، وقطعتى زمرد فاخر رطل ونيف وستين حبلاً من لؤلؤ كبار زنة ذلك أربعمائة مثقال، ومائة وسبعين خاتم ذهب وفضة بفصوص مثمنة، وكف مريم مرصعاً بجوهر، وصليب ذهب مرصعاً، وعدة قطع زركش سوى حواصل لم تفتح، فخجل السلطان لما رأى ذلك، واستمر الأمراء ينزلون كل يوم لإخراج حواصل «النشو»، فوجد له من الأوانى الصينى والبلور والتحف السنية الشئ الكثير، ثم وجدت عنده مائتا برميل مملوءة بالملوحة «سمك مملح» وثمانون بالجبن، وأحمال كثيرة من بضائع الشام ولحم كثير من لحم الخنزير، وأربعة آلاف جرة خمر، سوى ما نهب،

ووجد له أربعمائة بدلة قماش جدد، وثمانون بدلة مستعملة، وزراكش ومفرجات «عباءات»، وستون قفطاناً نسائياً، ومناديل زركش عدة كثيرة، ووجد له عدة صناديق بها قماش سكندرى كان قد صنع لحساب ملكة المغرب ولكنه اختلسه، وكثير من قماش الأمراء الذين ماتوا أو قبض عليهم، ووجد له مملوك تركى كان «النشو» قد خصاه هو واثنين معه ماتا، ثم وجدوا لإخوة «النشو» ذخائر نفيسة، منها لصهره ولى الدولة صندوق فيه مائة وسبعون فص بلخش، وست وثلاثون مرملة «ظرف كان يوضع فيه الرمل الذي يستخدمه الكتاب لتجفيف الكتابة» مكللة بالجواهر الرائعة وإحدى عشرة عنبرية مكللة باللؤلؤ كبار، وعشرون طراز زركش، وغير ذلك ما بين لؤلؤ ومنظوم وزمرد، وكوافى زركش، وقدر الجميع بأربعة وعشرين ألف دينار.

وفى نهاية هذه السنة 740 هجرية، مات «النشو» واندثر أمره، وقيل انه قد قتل.

المراجع

موسوعات ذات صلة :