وهو الشيخ أبو المناقب شمس الدين محمود بن أحمد بن عبد الله بن داود ابن محمد بن علي الهاشمي الحارثي الكوفي الشهير بالحنفي الواعظ، وكان أديباً وشاعراً وعالِماً، ولد في بغداد عام 623هـ/1226م، وتولى التدريس بالمدرسة التتشية، وخطب في جامع السلطان، ووعظ في باب بدر.
شمس الدين الكوفي | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الميلاد | 623هـ/1226م الدولة العباسية /بغداد |
الوفاة | 675هـ/1276م بغداد |
مكان الدفن | مقبرة الخيزران /الأعظمية |
مواطنة | العراق |
العرق | عربي |
الديانة | مسلم |
أبناء | جلال الدين الحارثي |
الحياة العملية | |
المهنة | أديب وشاعر وعالم دين وفقيه |
اللغات | العربية |
كان يعتبر من أبرز علماء بغداد وأكثرهم غنى ومنزلة، وله مناقب كثيرة ومن أبرزها قيامه بشراء الأطفال الأسرى العباسيين من المغول بعد سقوط بغداد على يد هولاكو، ولقد أنفق عليهم وقام بتربيتهم ورعايتهم، وله قصائد حزينة باكية في نكبة بغداد، عام 656هـ، ومنها قوله:
ملابس الصبر تبلينا ونبليها | ومدة الهجر نفنيها وتفنينا | |
شوقا إلى أوجه متنا بفرقتها | حزنا وكانت تحيينا فتحيينا | |
يادهر قد مسنا من بعدهم حرق | من الفراق إلى التكفين تكفينا | |
وعدتنا بالتلاقي ثم تخلفنا | فكم نرى منك تلوينا وتلوينا | |
ديارهم درست من بعدما درست | نفسي بها من تلاقينا تلاقينا |
وكذلك قصيدته المؤلمة في رثاء بغداد:
عنـدي لأجــل فراقـكـم آلام | فـإلام أعــذل فيـكـم والام | |
من كان مثلي للحبيـب مفارقـاً | لا تعذلـوه فلـلكـلام كــلام | |
نعم المساعـد دمعـي الجـاري علـى | خـدي إلا أنـه نـمـام | |
ويذيب روحي نوح كل حمامـة | فكأنمـا نـوح الحمـام حمـام | |
إن كنت مثلـي للأحبـة فاقـداً | أو في فـؤادك لوعـة وغـرام | |
قف في ديار الظاعنين ونادهـا | ((يا دار ما فعلت بـك الأيـام؟)) | |
أعرضت عنك لأنهم قد أعرضوا | لم يبق فيـك بشاشـة تستـام | |
يا دار أين الساكنون وأيـن | ذياك البهـاء وذلـك الإعـظـام | |
يا دار أين زمان ربعـك مونقـاً | وشعـارك الإجـلال والإكـرام | |
يا دار مذ أفلت نجومـك عنـا | والله من بعـد الضيـاء ظـلام | |
فلبعدهم قرب الـردى ولفقدهـم | فقد الهـدى وتزلـزل الإسـلام | |
فمتى قبلت من الأعادي ساكنـاً | بعد الأحبـة لا سقـاك غمـام | |
يا سادتي أمـا الفـؤاد فشيـق | قلـق وأمـا أدمعـي فسجـام | |
والدار مذ عدمت جمال وجوهكم | لم يبق فـي ذاك المقـام مقـام | |
لا حظ فيها للعيون وليس | لـلأقـدام فـي عرصاتهـا إقـدام | |
والله إني على عهد الهـوى | باقٍ ولـم يخفـر لـدي ذمـام | |
فدمي حـلال إن أردت سواكـم | والعيش بعدكـم علـي حـرام | |
يا غائبين وفي الفـؤاد لبعدهـم | نار لها بيـن الضلـوع ضـرام | |
لا كتبكـم تأتـي ولا أخباركـم | تـروى ولا تدنيكـم الأحــلام | |
نغصتـم الدنيـا علـي وكلمـا | جد النوى لعبت بـي الأسقـام | |
ولقيت من صرف الزمان وجوره | ما لـم تخيلـه لـي الأوهـام | |
يا ليت شعري كيف حال أحبتي | وبـأي أرض خيمـوا وأقامـوا | |
مالي أنيس غيـر بيـت قالـه | صب رمته من الفـراق سهـام | |
والله ما اخترت الفـراق وإنمـا | حكمـت علـي بذلـك الأيــام |
وكان الشيخ شمس الدين عظيم المنزلة عند أمراء المغول بعد واقعة هولاكو، وهو والد الشيخ جلال الدين الحارثي، المعيد بالمدرسة المستنصرية.[1]
وفاته
توفي في عام 675هـ/1276م،[2] ودفن في مقبرة الخيزران، في الأعظمية.
مصادر
- أعيان الزمان وجيران النعمان في مقبرة الخيزران - وليد الأعظمي - مكتبة الرقيم - بغداد 2001م - صفحة 80 ، 82.
- بروكلمان, كارل. "شمس الدين الواعظ الكوفي". تاريخ الأدب العربي. موسوعة شبكة المعرفة الريفية12 كانون الأول 2011.