الشيشان هي مجموعة عرقية شمال شرق القوقاز من شعوب ناخ، نشأت في شمال القوقاز وتتوضع في أوروبا الشرقية.[4][5] يشيرون لأنفسهم باسم نوختشي. يعرف الشعب الشيشاني والإنغوش باسم شعب فايناخ (تعني شعبنا في الشيشانية). يعيش غالبية الشيشان اليوم في جمهورية الشيشان، وهي جزء فرعي يتبع لروسيا الاتحادية. أغلبية الشيشان هم من المسلمين.[6]
التعداد الكلي | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
1,500,000 حول العالم (2009) | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مناطق الوجود المميزة | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
اللغات | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الدين | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
إسلام سني بالدرجة الأولى (من المدرسة الشافعية) |
ساهم انعزال البقعة الجغرافية لجبال القوقاز والقيمة الاستراتيجية التي وضعها الأجانب على المناطق التي استوطنها الشيشان إلى حد كبير في تغذية روح الجماعة لديهم، وساعدت على تشكيل الطابع الوطني المستقل لها. كان المجتمع الشيشاني متساويًا ومنتظمًا حول عشائر محلية مستقلة، تدعى «تيبس».
أصل كلمة شيشان
ورد مصطلح «شيشان» لأول مرة في المصادر العربية خلال القرن الثامن عشر. حسب عرف شعبيّ، فإن المصطلح الروسي «الشيشان» جاء من اسم قرية شيشان-أول. ترد كلمة «شيشان» في المصادر الروسية منذ عام 1692، وربما استمدها الروس من كلمة «شاشان» في اللغة القبردينية.[7]
الجغرافيا والشتات
يستوطن الشيشانيون أساسًا جمهورية الشيشان.
توجد هناك أعداد كبيرة من الشيشان ضمن أجزاء أخرى من الاتحاد الروسي (وخاصة في داغستان، وإنغوشيتيا، وموسكو).
خارج روسيا، تضم البلدان التي تحمل جالية كبيرة من الشيشان وكازاخستان وتركيا وأذربيجان والدول العربية (خصوصًا الأردن والعراق): ينحدر هؤلاء الذين يعيشون في العراق والأردن أساسًا من عائلات اضطرت إلى مغادرة جمهورية الشيشان خلال حرب القوقاز، التي أدت إلى ضم الشيشان إلى الإمبراطورية الروسية حوالي العام 1850، في حين يرجع أصل هؤلاء في كازاخستان إلى تهجير الشعب كاملًا الذي نفذه جوزيف ستالين في العام 1944. استقر عشرات الآلاف من اللاجئين الشيشان في الاتحاد الأوروبي وأماكن أخرى كنتيجة للحروب الشيشانية الأخيرة، خصوصًا في موجة الهجرة إلى الغرب بعد عام 2002.[8]
الثقافة
قبل اتباعهم الدين الإسلامي، مارس الشيشان مزيجًا فريدًا من التقاليد والمعتقدات الدينية. إذ شاركوا في العديد من الشعائر والطقوس، تعلق كثير منها بالزراعة؛ شملت طقوس المطر، وهو احتفال كان يجري في اليوم الأول من الحراثة، وكذلك «يوم ثندرر سيلا» و«يوم الآلهة توشولي».[9] إضافة إلى السجل الضئيل المكتوب من العصور الوسطى، يستذكر الشيشان تاريخهم بشكل تقليدي عبر ما يدعونه الـ«إليش»، وهو مجموعة من القصائد والقصص الملحمية.[10]
أًلِف الشيشان الأساليب الديمقراطية، واستندت بنيتهم الاجتماعية بشكل أساسي على المساواة والتعددية واحترام الفردية. تتمحور بنية المجتمع الشيشاني حول «الطقوم» (اتحادات للعشائر) ونحو 130 تيب أو عشيرة، تستند على الأرض والنسب أحادي الجانب أكثر من الدم (إذ ينتشر الزواج الخارجي ويُشجّع عليه)، وترتبط هذه العشائر سويًا لتشكل الأمة الشيشانية.[11][12] تُقسم العشائر بعد ذلك إلى فروع، وهذه الفروع إلى عائلات تحمل اسم الأب تدعى (نيكي). يُطلق على الميثاق الاجتماعي لدى الشيشان «نوخشالله» (إذ تعود كلمة نوخشو إلى «الشيشان») ويمكن ترجمتها على نحو آخر بـ«الشخصية الشيشانية». يتضمن ميثاق الشرف الشيشاني سلوكًا خُلُقيًا وأخلاقيًا وكرمًا وإرادة لحماية شرف المرأة. تعود المقولة الشيشانية التقليدية بالقول أن أفراد المجتمع الشيشاني، مثل عشائره، هم بشكل مثالي «أحرار ومتساوون مثل الذئاب».[13]
يتمتع الشيشان اليوم بحس وطني عالٍ، وهو ما عززته شبكة العشيرة القديمة ونوخشالله – أي الالتزام تجاه العشيرة والطقوم، إلخ... كثيرًا ما يقترن ذلك بقيم قديمة تحولت إلى حس حديث. أسطوريًا، ينحدر الشيشان من من البطل الملحمي، توربالو-نوخشو («بطل شيشاني»).[14] هناك موضوع وطيد خلف تمثيل الأمة بحيوانها الوطني، وهو الذئب. نظرًا لاعتمادهم الشديد على الأرض، بمزارعها وغاباتها (وبالطبع، المعادلة الوطنية مع الذئب)، يتمتع الشيشان بحس قوي من الانسجام مع الطبيعة. وفقًا للفيلسوف الشيشاني أبتي بيزولتانوف، فإن تخريب تلة نمل أو صيد ماعز قوقازية خلال موسم التزاوج كان يعتبر إثمًا كبيرًا. تجدر الملاحظة إلى أن حركة استقلال الشيشان خلال حقبة الانفتاح (غلاسنوست)، بارت (الوحدة)، نشأت في واقع الأمر باعتبارها منظمة بيئية بسيطة في عاصمة الجمهورية غروزني.[15]
تحدد الثقافة الشيشانية قيمة كبيرة لمفهوم الحرية. يظهر ذلك بطرق عدة. إذ ناضلت الغالبية العظمى من الأبطال الوطنيين لنيل الاستقلال (مثل الأسطورة زليخان، الذي كان يسرق من طغاة الأمة ليطعم الأطفال الشيشان على نحو أشبه بروبن هود). التحية الشائعة في اللغة الشيشانية هي «مارشا أويلا»، وتترجم في المعنى الحرفي إلى «ادخل بحريّة». كما تشمل كلمة الحرية دلالات على السلام والازدهار.[16][17]
يشار للشيشان أحيانًا باسم «فرنسيي القوقاز»، وذلك لعدة أسباب (من الملاحظ أن الشركس هم «إنجليز القوقاز»، والجورجيون هم «إيطاليو القوقاز»). قد تشير هذه المقارنة أما إلى سمات سياسية/تاريخية، أو إلى خصائص متعلقة بالشخصية. مثلهم كمثل الفرنسيين، الذين أطاحوا بنظام الملكية القديمة خلال الثورة الفرنسية، شهد الشيشان ثورة مماثلة قبل قرن أو عقدين من الزمن، ومثل الفرنسيين، حفروا لنفسهم مكانة مميزة (لفترة من الزمن)، لكونهم المجتمع الوحيد القائم على المساواة في منطقة مليئة بالدول الملكية. مثل الفرنسيين، فضّل الشيشان الأساليب الثورية السريعة (العنيفة أحيانًا) لتحقيق التغيير الذي رغبوا في رؤيته - على عكس الشركس (الذين يطلق عليهم اسم «إنجليز القوقاز» لخصائصهم الشخصية والسياسية) الذين فضلوا أساليب أكثر تدرجًا. أطلق على الشيشان اسم «الفرنسيين» من قبل ضباط عسكريون روس أوائل، وعالم الأنثروبولوجيا الفرنسي إرنست تشانتر الذي أشار إلى طبيعتهم «السعيدة والظريفة».[18][16]
الديانة
يعتنق غالبية الشيشان الدين الإسلامي. تتبع الغالبية العظمى من المسلمين المذهب الشافعي من الإسلام السني، تحولت الجمهورية إلى الإسلام بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر ميلادية. معظم السكان يتبعون إما مدارس الفقه الشافعية أو الحنفية. لدى مدرسة الفقه الشافعي تقليد قديم بين الشيشانيين، وبالتالي تبقى هي الأكثر رواجًا. يتمسك البعض بالتقليد الصوفي المعروف باسم التصوف، في حين ينتمي نحو نصف الشيشان إلى الأخويات الصوفية، أو الطريقة.[19] كانت مدارس الطريقة الصوفية التي انتشرت شمال القوقاز هي النقشبندية والقادرية (تنتشر النقشبندية بقوة في داغستان وشرق الشيشان، في حين يتركز أغلب أتباع القادرية في بقية الشيشان وأنغوشيا). هناك أيضًا أقليات تنتمي للمسيحية والإلحاد، وإن كانت أعدادهم غير معروفة في جمهورية الشيشان؛ تبلغ نسبتهم في كازاخستان نحو 3% أو 2% على التوالي من عدد سكان الشيشان.[20]
إن الصورة النمطية التي تصور الفرد الشيشاني بكونه مسلمًا أصوليًا هي غير صحيحة ومضللة. إذ إنه بحلول أواخر القرن الحادي والعشرين، برز اتجاهان جديدان في جمهورية الشيشان. يسيطر السلفيون على البقية المتطرفة من الحركة الانفصالية الشيشانية المسلحة (المعروفون في روسيا باسم الوهابيين، ويوجدون بأعداد قليلة في جمهورية الشيشان منذ تسعينيات القرن العشرين)، تخلى معظمهم عن النزعة القومية لصالح القومية الإسلامية واندمجوا مع العديد من حركات التمرد الإسلامية الإقليمية لتشكيل الإمارة القوقازية. شهدت الشيشان تحت حكم رمضان قديروف الاستبدادي الذي تدعمه موسكو، حملتها المضادة المثيرة للجدل التي هدفت لأسلمة الجمهورية، إذ عملت الحكومة المحلية بنشاط على الترويج لنسختها الخاصة على ما أطلقت عليه «الإسلام التقليدي»، بما يشمل إدخال عناصر من الشريعة التي حلت محل القوانين الروسية الرسمية.[21][22][23]
مراجع
- Russian Census of 2002
- Chechens in the Middle East: Between Original and Host Cultures, Event Report, Caspian Studies Program نسخة محفوظة 19 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
- Chechens in the Middle East - تصفح: نسخة محفوظة 19 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
- National Geographic Atlas of the World (الطبعة 7th). Washington, DC: منظمة ناشيونال جيوغرافيك. 1999. . "Europe" (pp. 68–69); "Asia" (pp. 90–91): "A commonly accepted division between Asia and Europe ... is formed by the Ural Mountains, Ural River, Caspian Sea, Caucasus Mountains, and the Black Sea with its outlets, the Bosporus and Dardanelles."
- "European Cannibal in Chechnya" en (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 03 أكتوبر 201918 أبريل 2020.
- "The George Washington University - Washington, D.C." ( كتاب إلكتروني PDF ). Gwu.edu. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 11 أكتوبر 201717 أكتوبر 2018.
- Jaimoukha p.12
- Chechnya's Exodus to Europe, North Caucasus Weekly Volume: 9 Issue: 3, The Jamestown Foundation, January 24, 2008
- "ETHNICITY AND CONFLICT IN THE CAUCASUS(5)". Src-h.slav.hokudai.ac.jp. مؤرشف من الأصل في 29 سبتمبر 201917 أكتوبر 2018.
- Wuethrich, Bernice (19 May 2000). "Peering Into the Past, With Words". Science. 288 (5469): 1158. doi:10.1126/science.288.5469.1158.
- Jaimoukha pp. 33–34
- Dunlop p.3
- Minahan, James (2000). One Europe, Many Nations: A Historical Dictionary of European National Groups. Greenwood Publishing Group. صفحة 168. . مؤرشف من الأصل في 17 أبريل 2020.
- Peimani, Hooman (17 October 2018). Conflict and Security in Central Asia and the Caucasus. ABC-CLIO. . مؤرشف من الأصل في 18 أبريل 202017 أكتوبر 2018 – عبر Google Books.
- Schaefer, Robert W. (2010). The Insurgency in Chechnya and the North Caucasus: From Gazavat to Jihad. . مؤرشف من الأصل في 18 أبريل 202025 ديسمبر 2014.
- "Who are the Chechens?" ( كتاب إلكتروني PDF ). مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 15 سبتمبر 2006. by Johanna Nichols, جامعة كاليفورنيا.
- Dunlop p.29ff. Dunlop writes (p.30): "In 1860, according to Soviet-era figures, 81,360 Chechens left for Turkey; a second emigration took place in 1865, when an additional 22,500 Chechens left. More than 100,000 Chechens were thus ethnically 'cleansed' during this process. This was perhaps a majority of their total population..."
- Jaimoukha p.60
- Balzer, Marjorie Mandelstam (2009-11-09). Religion and Politics in Russia: A Reader. . مؤرشف من الأصل في 18 أبريل 2020.
- "Archived copy". مؤرشف من الأصل في 11 مايو 201124 يوليو 2011.
- United Nations High Commissioner for Refugees. "Kadyrov Exploits Ties with Moscow to Build Islamic State". Refworld.org (UNHCR). مؤرشف من الأصل في 01 يناير 201422 أبريل 2013.
- "Virtue Campaign on Women in Chechnya under Ramzan Kadyrov | Human Rights Watch". Hrw.org. 2012-10-29. مؤرشف من الأصل في 19 مايو 201922 أبريل 2013.
- "Chechen Leader's Islamic Policies Stir Unease". Npr.org. مؤرشف من الأصل في 31 أغسطس 201922 أبريل 2013.