الرئيسيةعريقبحث

شيفرة فيش


☰ جدول المحتويات


كانت شيفرة فيش الاسم الرمزي الذي تطلقه المدرسة الحكومية للترميز والتشفير في حديقة بلتشلي في المملكة المتحدة على أي تشفير تدفقي ألماني تطبعه المبرقة الكاتبة. كانت القيادة العليا الألمانية ومجموعة الجيش في ساحة المعركة يتبادلون البيانات فيما بينهم عن بعد باستخدام المبرقة الكاتبة، لذلك أعطت قيمتها الاستخباراتية (الفائقة) قيمة استراتيجية هامة للحلفاء. كانت البيانات تمر عادة عبر الخطوط الأرضية، لكن مع توسع حركة القوات الألمانية ووصولها إلى خارج أوروبا الغربية، اضطروا للجوء إلى البث اللاسلكي.[1][2][3][4][5]

كشفت عملية فك الرسائل المشفرة بآلة إنغما في حديقة بلتشلي أن الألمان أطلقوا على أحد أنظمة الإرسال اللاسلكية الخاصة بهم اسم «سيجفيش» (سمكة المنشار) ما أدى إلى إطلاق علماء التشفير البريطانيين تسمية فيش على حركة مرور البيانات الألمانية المشفرة عبر التلغراف اللاسلكي. سُميت أول طريقة تواصل لم تستخدم شيفرة مورس باسم «توني» (سمك التونة)، الذي استُخدم لاحقًا لأجهزة لورنس إس زد وحركة البيانات المشفرة بواسطتها.

التاريخ

في يونيو عام 1941، بدأت محطات «واي Y» اللاسلكية البريطانية، ومحطات استقبال البيانات الناتجة عن فك شيفرة مورس بآلة الإنغما، بتلقي بيانات لا تستخدم شيفرة مورس سميت في البداية نومو.[6] كانت نومو 1 طريقة تواصل الجيش الألماني بين برلين وأثينا، ونومو 2 طريقة تواصل مؤقت للقوات الجوية بين برلين وكونيغسبرغ. كشف الخط الموازي لنومو 2 المُشفر بآلة إنغما، والذي كانت تطلع عليه المدرسة الحكومية للترميز والتشفير في حديقة بلتشلي، أن الألمان أطلقوا على أنظمة الإرسال اللاسلكية باستخدام المبرقة الكاتبة اسم «سيجفيش» (سمكة المنشار)، ما دفع البريطانيين إلى تسمية الآلة فيش وبياناتها المشفرة توني.[7]

سميت أداة التشفير/فك الشيفرة غيهايمشرايبر (بمعنى كاتب سري) واستخدمت لغة استبدال مثل آلة إنغما. كان المبرقة الكاتبة تستخدم في رموزها الأبجدية التلغرافية الدولية رقم 2 - تعديل موري لشيفرة بودوت 5-بت.

عندما غزا الألمان روسيا في الحرب العالمية الثانية، بدؤوا يتبادلون نوعًا جديدًا من الرسائل المشفرة لنقل البيانات بين القيادة العامة المركزية والقيادة العامة في ساحة المعركة. كانت عمليات النقل تعرف باسم شيفرة فيش في حديقة بلتشلي. استخدم الجيش الألماني شيفرة فيش لتأمين التواصل بين السلطات العليا في برلين وكبار المسؤولين في الجيش الألماني في ساحة المعركة. احتوت شيفرة فيش التي اعترضها موظفو حديقة بلتشلي على مناقشات وأوامر وتقارير عن الوضع والعديد من التفاصيل حول نوايا الجيش الألماني. ومع ذلك، كانت عمليات فك هذه البيانات المشفرة فائقة الصعوبة لدرجة أن الرسائل لم تصبح قابلة للقراءة إلا بعد عدة أيام حتى بمساعدة حاسوب كولوسس عالي السرعة. «تم الحصول على معلومات استخباراتية هامة حول نوايا هتلر في الفترة التي سبقت إنزال النورماندي عام 1944».[8][9]

أسماء رموز البيانات

توني (سمك التونة)

سُمي رابط نومو 1 في البداية باسم توني (أي سمك التونة)، وهو الاسم الذي استُخدم في آلات لورنز إس زد 40/42  ونظائرها في حديقة بلتشلي. تغير اسم نومو 1 لاحقًا إلى كودفيش. راقبت محطة «واي Y» عددًا كبيرًا من روابط توني في قرية نوكهولت وأعطت أسماءً لشيفرة فيش. نُقلت معظم هذه الرسائل بين القيادة العليا للفيرماخت في برلين وقادة الجيش الألماني في جميع أنحاء أوروبا المحتلة. كشفت عملية فك رموز شيفرة لورينز في حديقة بلتشلي عن معلومات استخباراتية هامة، بدايةً بواسطة آلة تسمى هيث روبنسون ثم لاحقًا باستخدام حاسوب كولوسس.

كشفت عملية فك شيفرة توني عن معلومات استخبارية هامة جدًا. كتب مختص فك شيفرات الجيش الأمريكي الذي كان يعمل في حديقة بلتشلي، والتر جاكوبس، في تقرير رسمي عن عملية فك شيفرة توني إنه في مارس عام 1945 «تم فك خمس ملايين رسالة مشفرة منقولة تحتوي على معلومات استخباراتية هامة».[10]

ستورجن (سمك الحفش)

أُطلق هذا الاسم على حركة البيانات المشفرة بواسطة آلة سيمنز وهالسكي 52 غيهايمشرايبر.[11][12] في مايو عام 1940، بعد الغزو الألماني للنرويج، استخدم عالم الرياضيات والتشفير السويدي آرني بورلينغ حركة البيانات التي اعترضتها خطوط التلغراف التي مرت عبر السويد لكسر هذا الشيفرة. على الرغم من أن حديقة بلتشلي كشفت شيفرة ستورجن وفكتها، فإن القيمة المنخفضة نسبيًا للمعلومات الاستخباراتية التي حصلوا عليها، مقارنة بالجهد المبذول، تعني أنهم لم يقرؤوا كثيرًا من بياناتها.[13]

ثراشر (الدرّاسه)

أُطلق هذا الاسم على حركة البيانات المشفرة بواسطة آلة غيهايمشرايبر التي تستخدم لوحة المرة الواحدة، سيمنز تي 43. استُخدمت هذه الطريقة فقط على عدد محدود من الدوائر وفي المراحل اللاحقة من الحرب وكُشفت في حديقة بلتشلي، لكن اعتُبرت البيانات المشفرة غير قابلة للفك.

المراجع

  1. Mache 1986، صفحات 230–242
  2. Deavours & Kruh، صفحات 243–247
  3. Mache 1989، صفحات 97–117
  4. Copeland 2006، صفحة 47
  5. Lewin 2001، صفحة 130
  6. Copeland 2006، صفحة 338
  7. Codebreakers : the inside story of Bletchley Park, F.H. Hinsley, Alan Stripp, 1994, https://books.google.com/books?id=j1MC2d2LPAcC&printsec=frontcover&dq=Codebreakers+:+the+inside+story+of+Bletchley+Park,&hl=en&sa=X&redir_esc=y#v=onepage&q=Introduction%20to%20fish&f=false, An Introduction to Fish, Hinsley, pp. 141-148
  8. F.H. Hinsley and Alan Stripp (eds.) Code Breakers: The Inside Story of Bletchley Park, Oxford University Press, 1993.
  9. "Professor Bill Tutte: Mathematician who, as a Bletchley Park codebreaker, gained access to the ciphers of the German Army High Command". The Times. مؤرشف من الأصل في 4 مارس 2016.
  10. S. Wylie, Breaking Tunny and the birth of Colossus, Action This Day (eds. M. Smith and R. Erskine), Bantam Press, London, 2001, pp. 317-341.
  11. Weierud 2006، صفحات 307–327
  12. Smith 2006، صفحة 35
  13. McKay 2006، صفحات 328–333

موسوعات ذات صلة :