صخر بن عمرو بن الحرث بن الشريد ، وهو أخو الخنساء.
نسبه
من بني الشريد وهو صخر بن عمرو بن رياح بن يقظة بن عصيّة بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سُليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. كان بنو الشريد هؤولاء زعماء قبائل بني سليم في الجاهلية ومن كبار العرب.
قال ابن سعيد:-((كان عمرو بن الشريد يمسك بيده ابنيه, صخراً, ومعاوية, في الموسم فيقول أنا أبو خيري مضر, ومن أنكر فليعتبر, فلا ينكر أحد.))
حياته وقصته
كان صخراً له أخ اسمه معاوية قد قتل على يد هاشم بن حرملة سيد بني مرة بن عوف بن ذبيان من غطفان. وفي العام التالي غزا صخر بني مرة آخذاً بثأر أخيه معاوية فقتل دُريد أخ هاشم وأدرك ثأره.
قال أبو عبيدة: وأما هاشم بن حرملة فإنه خرج منتجعا فلقيه عمرو بن قيس الجشمي فتبعه وقال: هذا قاتل معاوية، لا وألت نفسي إن وأل ! فلما نزل هاشم كمن له عمرو بن قيس بين الشجر، حتى إذا دنا منه أرسل عليه معبلة ففلق قحفه فقتله، وقال في ذلك: لقد قتلت هاشم بن حرمله ... إذ الملوك حوله مغربله.... يقتل ذا الذّنب ومن لا ذنب له
وفي غزوة أخرى وهو على رأس فرسان من عشيرته يغزو بني أسد اصيب صخر أثناء تلك الغزوة بجرح كبير واسع الجوف، فمرض مرض الموت مرضاً طويلاً.
وطال مرضه من الطعنة ما يقرب من سنة حتى ملته زوجته وكانت إذا سألها أحد العُواد كيف أصبح صخراً الغداة وكيف بات البارحة؟
تقول: (لا هو حي فُيرجى ولا هو ميت فيُنعى).. فسمعها صخر ثم قال :
أرَى أُمَّ صَخْرٍ ما تَجِفُّ دُموعُها = ومَلَّتْ سُلَيْمَى مَضْجَعِي ومَكَاني،، ومَا كُنْتُ أخْشَى أنْ أكُونَ جِنَازَةً = عليكِ، ومَنْ يَغْتَرُّ بِالحَدَثانِ،، فأيُّ امرِئٍ ساوَى بأُمٍّ حَلِيلَةً = فَلا عاشَ إلا في شَقًا وَهَوَانِ،، أَهُمُّ بأَمْرِ الحَزْمِ لوْ أَسْتَطِيعُهُ = وقَدْ حِيلَ بينَ العَيْرِ والنَّزَوَانِ،، لعَمْرِي لقَدْ أَيْقَظْتُ مَنْ كانَ نَائِمًا = وأَسْمَعْتُ مَنْ كانَتْ لَهُ أُذُنَانِ،، وحيٍّ حَرِيدٍ قدْ صَبَحْتُ بِغَارَةٍ = كرِجْلِ جَرَادٍ أوْ دَبًا كُتُفانِ،، فلوْ أنَّ حَيًّا فائِتُ المَوْتِ فاتَهُ = أخُو الحَرْبِ فوقَ القارِحِ العَدَوَانِ،،
وظلت اخته الخنساء وفية في برها لأخيها حتى بعد أن مات، فرثته رثاء بليغا، وكان صخر هو أحب أخوانها إلى قلبها بالرغم من أنه لم يكن شقيقا لها، حيث كان أخيها من أبيها، وكان حليماً جواداً محبوباً بين أبناء العشيرة، وكان يقف دائما إلى جانبها يمد لها يد العون ويرعاها.
و صخر هو أخو الخنساء من أبيها، وبرغم أنه كان لها أخ شقيق قد قتل قبل صخر – وهو شقيقها معاوية بن عمرو الذي رثته أيضا.إلا أن صخر كان أحب أخوة الخنساء إلى قلبها- حيث كان حليماً جوداً محبوباً بين أبناء العشيرة، وكان يقف دائما إلى جانبها يمد لها يد العون ويرعاها.
و لما قتل صخر ظلت أخته الخنساء ترثيه، وذاع صيت مرثيتها أو بكائيتها بين العرب حيث أصبحت مرثيتها الحزينة الأكثر تداولا من باقي أشعارها
برغم أن الخنساء كانت شاعرة متمكنة من اللغة ولها قصائد كثيرة - إلا أن شهرة الخنساء قد ذاعت وأنتشر صيتها في كل مكان من خلال مراثيها لأخيها صخر التي ذاعت وتداولها الناس في الجاهلية.
أدركت الإسلام وأسلمت وكان لها أربعة أولاد أستشهدوا في معارك الفتح الإسلامي، فلم ترثيهم ولم ترفع صوتا في الحزن عليهم، وعندما سئلت عن ذلك قالت لقد حرم علينا الإسلام النوح على الأموات.