طارق عزيز (ميخائيل يوحنا عند ولادته؛ 28 أبريل 1936 – 5 يونيو 2015) سياسي عراقي ينتمي لحزب البعث العربي الاشتراكي، شغل منصب وزير الخارجية (1983–1991) ونائب رئيس مجلس الوزراء (في فترتين) وقد كان مستشاراً قريب جداً للرئيس العراقي الراحل صدام حسين لعقود. بدأت علاقتهم في الخمسينات عندما كانا أعضاء في حزب البعث العربي الاشتراكي، عندما كان هذا الحزب لا يزال ممنوعاً في العراق قبل أن يحكم ثم يتم منعه مرة أخرى بعد الاحتلال الأمريكي.
عندما كان صدام رئيس جمهورية العراق ورئيس الوزراء في نفس الوقت، لعب طارق عزيز في أغلب الأوقات دور ممثل رئيس الحكومة الفعلية ممثلاً صدام حسين والحكومة العراقية في الاجتماعات والقمم الدبلوماسية العالمية والعربية. في ديسمبر/كانون الأول 2002، سمى طارق عزيز تفتيش الأسلحة بـ "بدعة" وقال أن الحرب "لا محالة منها". وقال إن ما أرادته الولايات المتحدة لم يكن "تغيير نظام" في العراق ولكن "تغيير المنطقة". وأيضاً ادعى أن أسباب الحرب على العراق هي: النفط وموقفها من إسرائيل.
نشأته
ولد يوم 28 أبريل 1936 في بلدة تلكيف شمالي الموصل لأسرة كلدانية كاثوليكية، وقد ولد باسم ميخائيل يوحنا[2] الذي غيره لاحقاً إلى طارق عزيز. درس اللغة الإنجليزية في كلية الآداب بجامعة بغداد، ثم عمل كصحفي قبل أن ينضم إلى حزب البعث العربي الاشتراكي.
محاولة اغتياله
في أبريل 1980 تعرّض طارق عزيز لمحاولة اغتيال وذلك في الباب الرئيسي للجامعة المستنصرية وبينما كان طلبة الجامعة منتشرون على جانبي باب الجامعة لاستقباله حيث ألقى شخص متخرج من معسكر الصدر ومنتسب لحزب الدعوة قنبلةً يدوية على موكبه واستطاع أفراد حمايته تحويطه بسرعة ولكنه أُصيب في يده بشظايا القنبلة وأٌصيب العديد من طلبة الجامعة والمتواجدون في باب الجامعة بجروح حيث كانت الدماء الحمراء تظهر بارزة على قمصانهم البيضاء حيث كان الزي الموحد لطلبة الجامعة القميص الأبيض والسروال الرصاصي لأيام أبريل الحارة. وبعد الحادث حضر صدام حسين إلى الجامعة المستنصرية وألقى كلمة على الطلبة وحينها قال نحن نرقص على أكتاف الموت. أعلنت الحكومة العراقية في حينها أنها مدعومة من إيران واتهمت حكومة الرئيس صدام حسين على الفور حزب الدعوة بالقيام بتلك المحاولة.
حضوره لمقابلة البابا
في 14 فبراير 2003، قام طارق عزيز بمقابلة البابا يوحنا بولس الثاني ومسؤولين آخرين في الفاتيكان، اعتماداً على رسالة للفاتيكان، قام بالتعبير عن رغبة الحكومة العراقية أن تتعاون مع المجتمع الدولي، وخاصة في قضية إلغاء السلاح. نفس الرسالة قالت أن البابا ألحّ على ضرورة احترام وإعطاء الالتزامات الصلبة بقوانين مجلس الأمن (حامي القوانين الدولية) من قبل العراق.
اعتقاله
في 19 مارس 2003 شاع أن طارق عزيز قد تم اغتياله عندما كان يحاول الوصول إلى إقليم كردستان ولكن سرعان ما تم تكذيب تلك الشائعات عندما عقد عزيز مؤتمرا صحفيا لتكذيب تلك الشائعات. وذكرت شبكة التلفزيون الأميركية (أي بي سي) أن طارق عزيز توقف عن الظهور في بغداد منذ نهاية آذار الماضي. وبعد سقوط بغداد واختفاء رموز القيادة، تم نهب منزل عزيز من قبل العراقيين وما لبث عزيز أن سلم نفسه للقوات الأمريكية في 24 ابريل 2003. وفي ليلة 19 مارس 2003 نقل تلفزيون (السي أن أن) عن الجيش الأمريكي نبأ استسلام طارق عزيز وكان تسلسله رقم 12 الذي يقع بيد القوات الأمريكية من مسؤولي نظام الرئيس العراقي صدام حسين.
موقفه من صدام بعد الاعتقال
محكمة الدجيل: دافع طارق عزيز في أول ظهور له في المحكمة بقوة عن الرئيس صدام ومتهمين آخرين، معتبراً الأول «رفيق دربه» وأخاه غير الشقيق برزان التكريتي «صديق عمره». وطه ياسين رمضان النائب السابق والذي قدم شهادته بناء على طلب هيئة الدفاع عن الرئيس
وبدا عزيز الذي ارتدى لباس النوم (بيجاما) هزيلاً وظهرت على يده اليمنى آثار حقن (غذائية بعدما أضرب عن الطعام)، في حين شكا من تعرضه للتعذيب مطالباً رئيس المحكمة بالتحقيق في ذلك.
وقال عزيز (حينها 70 عاما) الذي بدا هزيلا لرئيس المحكمة القاضي رؤوف رشيد عبد الرحمن "انا ليست لي اي علاقة بموضوع الدجيل الذي تعمل عليه المحكمة". وأضاف "لكني كمسؤول في الدولة فترة طويلة من الزمن (1974-2003) أعرف أن الدجيل هي حلقة في سلسلة طويلة من أحداث استهدفتنا جميعا وأنا كنت أحد المستهدفين". وتابع "منذ نهاية عام 1978 وبداية عام 1979 بدأت عملية الاغتيالات والتفجيرات التي تستهدف مسؤولي الدولة والحزب". وقال عزيز في شهادته إن "أي رئيس دولة في أي بلد في العالم يتعرض لمحاولة اغتيال مكشوفة علنية، الدولة مُجبرة أن تأخذ إجراءات واعتقال كل المسؤولين الذين شاركوا وحرضوا وقدموا المساعدة". وأضاف أن "المخابرات ليس لها علاقة بالقضية ولا برزان ولا أي موظف من جهاز المخابرات، صحيح برزان ذهب إلى الدجيل لكنه ذهب إلى هناك كونه مسؤول عن حماية الرئيس أخيه لكنه لم يتسلم ملف الدجيل". وتابع "كنت قريبا لطه ياسين رمضان وكنا نلتقي مرتين أو ثلاث أو خمس في الأسبوع ولم يقل لي في يوم من الأيام : أنا رحت للدجيل وجرفت البساتين، نهائيا لم أسمع أي كلمة ولا أعرف ماعلاقته بالموضوع". وأكّد عزيز أن "كل الذين جُرفت أراضيهم تم تعويضهم تعويضا مجزيا وأُعطوا أراضي محلها وبإمكانكم أن تسألوا الأهالي عن ذلك"، مشيرا إلى أنه حسب "القانون في العراق يحق للدولة استملاك الأراضي بشرط أن يكون هناك تعويض عادل". وأوضح أن "قانون الاستملاك كان موجودا منذ أيام الملك فيصل الأول وقبل استلام صدام حسين للحكم بعشرات السنين". وأضاف أن "صدام عندما ضُرِب موكبه، حمايته لم تنزل وتبدأ بإطلاق النار عشوائيا بل أُحيل الملف إلى الأمن العام للتحقيق فيه ثم انتقلت القضية إلى المحكمة"..
محكمة الأنفال: حمّل طارق عزيز الرئيس العراقي صدام حسين مسؤولية إصدار القرار بإخماد التمرد الذي دعمته إيران في عام 1991 وقال طارق عزيز خلال جلسة استجواب للمحكمة العراقية الخاصة بأن الرئيس العراقي صدام حسين أصدر قرارات لإخماد التمرد في جنوب العراق عام 1991.
وردا على سؤال عن دوره في حوادث عام 1991، قال عزيز، 68 عاما، في شريط فيديو تم توزيعه من قبل المحكمة «في زمن ما في الثمانينات في زمن لا أذكره صدر قرار يقول إن لرئيس الجمهورية إصدار القرارات التي لها قوة القانون». وأضاف «هذا يعني أنه حتى أعضاء مجلس قيادة الثورة لا يستشارون ولا يسألون حول القرارات التي يقرر رئيس الدولة إصدارها».
وردا على سؤال لقاضي المحكمة «من أصدر الأمر؟» بإخماد التمرد، أكد عزيز «الرئيس بنفسه». وأضاف أنه «في آذار (مارس) 1991 كنت وزيرا للخارجية جالسا في مقر الوزارة (...) سمعت أن أعضاء في القيادة القطرية راحوا إلى مناطق اضطرابات (في الجنوب)، لكن ماذا فعلوا؟ ليس لي علم. أنا وزير خارجية وعملي وزير للخارجية».
وكان بديع عارف عزت محامي طارق عزيز أعلن في 24 أبريل (نيسان) لشبكة «سي ان ان» التلفزيونية الاميركية، أن موكّله لن يشهد ضد صدام حسين، وطالب بأن تجري محاكمته في بلد محايد «في هولندا أو السويد» مثلا. وقال عزت في مكالمة هاتفية مع الشبكة أن طارق «عزيز قال إنه لن يشهد ضد صدام حسين».[3]
الوفاة
توفي طارق عزيز في مستشفى الحسين التعليمي بسبب ذبحة صدرية حيث كان محتجزاً في سجن الناصرية بمدينة الناصرية التابعة لمحافظة ذي قار جنوب العراق يوم 5 يونيو 2015.[4]. تم نقل جثمان طارق عزيز إلى الأردن بحسب طلب نجله زياد وتم الموافقة على طلب نجله ووصلت جثة طارق عزيز إلى مطار الملكة علياء مساء يوم الجمعة المصادف 12-6-2015 [5] دفن طارق عزيز في مدينة مأدبا جنوب العاصمة الأردنية عمان [6]
الدين
قال طارق عزيز إنه لم يكن مسيحياً متديّناً، وكان أقرب إلى الإسلام منه إلى المسيحية، لكنه لم يُسلم، لكي لا يقال إنه فعل ذلك طلباً لمنصب.[7]
روابط خارجية
- طارق عزيز على موقع IMDb (الإنجليزية)
- طارق عزيز على موقع Munzinger IBA (الألمانية)
مراجع
- http://data.bnf.fr/ark:/12148/cb12058601d — تاريخ الاطلاع: 10 أكتوبر 2015 — الرخصة: رخصة حرة
- البي بي سي - تصفح: نسخة محفوظة 04 نوفمبر 2012 على موقع واي باك مشين.
- جريدة الشرق الأوسط العدد 9709
- وفاة طارق عزيز نائب رئيس وزراء العراق في عهد صدام حسين، بي بي سي العربية ، نشر في 5 يونيو 2015 نسخة محفوظة 08 يونيو 2015 على موقع واي باك مشين.
- وصول جثمان طارق عزيز الى الأردن، قناة الحدث نشر في 12-6-2015. نسخة محفوظة 14 يونيو 2015 على موقع واي باك مشين.
- دفن جثمان طارق عزيز في الأردن، سي أن أن نشر في 13-6-2015. نسخة محفوظة 13 مايو 2016 على موقع واي باك مشين.
- "طارق عزيز: أنا أقرب إلى الإسلام منه إلى المسيحية". 24.ae. مؤرشف من الأصل في 24 مارس 202024 مارس 2020.