طقوس العبور
طقس العبور (علم الأنثروبولوجيا أو علم الإنسان) هو أحد الطقوس التي تجري بمناسبة العبور من حالة سابقة أو وضع سابق إلى حالة لاحقة ووضع جديد. مثل تغير الوضع الاجتماعي أو تغيير جنس الفرد (التحول الجنسي) وتعتبر المناسبة الاجتماعية الأكثر شيوعا هي البلوغ (أي الانضمام لمجموعة البالغين). ومن هذه المناسبات أيضا الولادة أو بلوغ سن اليأس.
عادة ما يتحقق طقس العبور من خلال طقوس معينة واحتفاليات خاصة بالمناسبة.
طقوس العبور يتميز عن "طقوس الشروع" في أنه يمثل معلما بارزا في حياة الفرد. بينما يمثل طقس الشروع إدماج الفرد في جماعة اجتماعية أو دينية المفتاح الأول في طريقه. فارق آخر بين الطقسين أن طقس العبور يتم دون تمييز بين جنسي بين الأفراد عكس طقس الشروع.
يمكن طقوس العبور من ربط الفرد إلى مجموع معينة، كما يمكن أن يشكل نظام حياة مستقبلي للفرد وفق خطوات دقيقة، بالشكل الذي يوصل الفرد للأمان النفسي والطمأنينة.
دراسات
من أشهر الباحثين في المجال الأنتربولوجي أرنولد فان غينيب Arnold van Gennep.
نماذج من طقوس العبور
تميزت اليونان القديمة بأهمية طقوس العبور في مرحلة المراهقة، بما في ذلك طقس كريبيتيا krypteia في منطقة أسبرطة, أو طقس اختطاف eromene (مراهق لم تنمو لحيته بعدُ وإلا لن يعود مناسبا للطقس الذي هو عبارة عن ممارسات شاذة) بواسطة رجل يقوم بدور erastes في هذا الطقس، وهذا كان يجري في مدينتي كريت وأثينا وغيرها من مدن اليونان القديمة.
في اليابان هناك طقس العبور المسمى غينبوكو genpuku للمراهقين 12 إلى 16 عاما، وطقس سيجين شيكي Seijin عبارة عن حفل يجري عند بلوغ 20 سنة.
يمكن أيضا القول أن حفل الختان في المغرب (الطهارة محلياٌ), يعتبر طقساَ مهما من طقوس العبور. حيث بعد الطقس يصبح الطفل معتبراَ من عالم الرجال ولا يفصله بين الزواج شيء. ومن بين ممارسات هذا الطقس الديني إلباس الطفل اللباس التقليدي كاملاَ.
أيضا في من طقوس العبور صيام الطفل شهر رمضان لأول مرة. أي بلوغه ووجوب الصيام عليه. ففي ليلة 27 (ليلة الفضيلة محليا) تقوم بعض العائلات بعمل احتفال للطفل أو الطفلة الذي نجح في صيام شهر رمضان (رغم بقاء يومين أو ثلاثة على نهايته) حيث يلبس في المحتفل به لباسا تقليديا خالصا.
في كوريا الجنوبية، يعتبر الزواج في حد ذاته من أهم طقوس العبور.
أيضا في بعض المجتمعات التقليدية، يجب على الشباب القيام ببعض الاختبارات مثل الجري في مجموعة بدون ملابس (عراة)، والمشاركة في المعارك الجماعية أو مجرد القفز من أعلى شجرة. في مجتمعات أخرى، يتم تنفيذ الطقوس من قبل علامات الجسم، والوشم أو الندوب.
طقس الوشم بين إناث شعب الكويتا في بابوا غينيا الجديدة، عادةً يتم البدء في سن الخامسة ويضاف إليها كل سنة، وعند الحصول على وشم بشكل V على الصدر يشير إلى أنها بلغت سن الزواج، عام 1912
مصادر
كتاب "طقوس العبور" للكاتب الفرنسي أرنولد فان شينب : دراسة منهجية لطقوس وشعائر الباب والعتبة، والضيافة، والتبني، والحمل والولادة، الولادة والطفولة، بدء البلوغ، التطبيع، التتويج، الخطبة والزواج، والجنازات، والمواسم، الخ.، باريس، 1909.
روابط خارجية
Théories des rites de passage : Arnold Van Gennep et Robert Hertz