القائد عبد الرحمن بن حبيب الحكمي أحد قادة الدولة الأموية من قبيلة الحكم بن سعد العشيرة من مذحج ذكره المؤرخون في حروب الدولة الأموية ضد الخوارج حيث طلب الحجاج بن يوسف الثقفي من أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان مددا لقتال الخوارج بقيادة شبيب بن يزيد فأرسل له عبد الملك القائد عبد الرحمن بن حبيب الحكمي بجيش قبائل مذحج وأرسل معه أيضا سفيان بن الأبرد الكلبي.[1] وفي دير الجماجم جعل الحجاج على ميمنته عبد الرحمن ابن سليم الكلبي، وعلى ميسرته عمارة بن تميم اللخمى، وعلى خيله سفيان ابن الأبرد الكلبي، وعلى رجاله عبد الرحمن بن حبيب الحكمي.[2]
عبدالرحمن بن حبيب الحكمي | |
---|---|
معلومات شخصية | |
اللقب | الحكم بن سعد العشيرة بن مذحج |
الديانة | الإسلام |
منصب | |
قائد أموي | |
الحياة العملية | |
المهنة | قائد عسكري |
أعمال بارزة | القضاء على الخوارج ، وقعة دير الجماجم |
عندما كتب الحجاج إلى عبد الملك بن مروان
في سنة 77 هـ سار قائد الخوارج شبيب بن يزيد، فنزل المدائن، فندب الحجاج لقتاله أهل الكوفة كلهم، عليهم زهرة بن حوية السعدي، شيخ كبير قد باشر الحروب.[3]
كتب الحجاج بن يوسف الثقفي إلى عبدالملك بن مروان قال : أمـا بعـد، فإني أخبـر أمير المؤمنين أكـرمه الله أن شبيبـاَ قد شارف المـدائِن وإنما الكوفة، وقد عجز أهل الكوفة عن قتاله في مواطن كثيرة، في كلها يقتُلُ أمراءهم، ويفُل جنودهم، فإن أميرً المؤمنين أن يبعث إلى أهل الشاْم فيقاتلوا عدوُهم ويأكلوا ويأكلوا بلادهم فليفعل، والسلام.
فما أتى عبد الملك كتابُه بعث إليه سفيان بن الأبرد في أربعة آلاف، وبعث إليه عبد الرحمن بن حبيب الحكـميَ من مذْحج في ألفين. وقد دخل سفيان بن الأبرد الكلبي وحبيب بن عبد الرحمن الحكـمي من مذحج فيمن معهما من أهل الشاْم الكوفـة، فشدَوا للحجـاج ظهره، فاستغنى بهما عن أهل الكوفة، فقام على مِنبر الكوفة فحمِد الله وأثنى عليه ثم قال : أمَا بعـد يا أهل الكوفة، فـلا أعـز الله من أراد بكم العِز، ولا نصَر الله من أراد بكـم النصْـر، أخرجوا عنْا، ولا تشهدوا معنا قتال عدونا، الحقوا بالحيرة فانزلوا مع اليهود والنصارى، ولا تقاتلوا معنا إلا من كان لنا عاملاَ، ومن لم يكن شهِد قتالٍ عتاب بن ورْقاء.[4] ثم أن الحجاج دخل الكوفـة حين انهزم شبيب، ثم صعد المنبر، فقال : والله ماقوتل شبيب قط قبلها مِثلها، ولى والله هارباَ، وترك أمرأته يُكسر آستها القصب. ثم دعا حبيب بن عبد الرحمن الحكـميَ فبعثه في أثره في ثلاثة آلاف من أهل الشاْم، فقال له الحجاج : احذَر بياته، وحيثما لقيته فنازله، فإنالله قد فل حدَه، وقصم نابه. فخرج عبد الرحمن بن حبيب في أثر شبيب حنى نزل الأنبار.
وبلغ شبيباَ منزلُ عبد الرحمن بن حبيب الأنبار، فأقبل بأصحابه حتى إذا دنا من عسكرِهم نزل فصلى بهم المغرب. قال أبو مخنف : فحدثني أبو يزيد السكسكي، قال : أنا والله في أهل الشاْم ليلة جاءنا شبيب فبيْتنا. قال : فلما أمسينا جمعنا عبد الرحمن بن حبيب الحكمي فجعلنا أرباعاَ، وقال لكل ربع منا : ليجزئ كل ربع منكم جانبه، فإن قاتل هذا الربع فلا يغثهم هذا الربع الآخر، فإنه قد بلغني أن هذه الخوارج منا قريب، فوطنوا أنفسكم على أنكم مبيتون ومقاتلون، فما زلنا على تعبيتنا حتى جاءنا شبيب فبيتنا، فشد على رُبع منا، عليهم عثمان بن سعيد العذري فضاربهم طويلا، فما زالت قدمُ إنسان منهم، ثم تركهم وأقبل على الربع الآخر، معه رجال كثير قد أصاب من عشائرهم ثم ربعاَ آخر فكانوا كذلك، ثم الربع الرابع فما برح يقاتلهم حتى ذهب ثلاثة أرباع الليل، ثم نازلهم راجلاَ فسقطت منهم الأيدي وكثرت القتلى وفقئت الأعين، وقتل من أصحاب شبيب نحو ثلاثين رجلاَ ومن أهل الشام نحو مائة، واستولى التعب والإعياء على الطائفتين حتى أن الرجل ليضرب بسيفه فلا يصنع شيئاَ وحتى أن الرجل ليقاتل جالساَ فما يستطيع أن يقوم من التعب، فلما يئس شبيب منهم أنسحب وانصرف عنهم ثم قطع دجلة وأخذ في أرض جوخى ثم قطع دجلة مرة آخرى عند واسط ثم أخذ نحو الأهواز، ثم إلى فارس، ثم إلى كرمان ليستريح هو ومن معه.[5]
المراجع
- الدمشقي, ابن كثير. [الجزء 9. البداية والنهاية].
- الطبري, محمد بن جرير. [الجزء 6. تاريخ الطبري : تاريخ الرسل والملوك].
- شمس الدين, ابو عبدالله. [الذهبي تاريخ الإسلام].
- الطبري, محمد بن جرير. [الجزء 3 - صفحة 579. تاريخ الطبري : تاريخ الرسل والملوك].
- الطبري, محمد بن جرير. [الجزء 3 - صفحة 591. تاريخ الطبري : تاريخ الرسل والملوك].
المصادر
- تاريخ الإسلام - أبو عبد الله شمس الدين - دار الكتاب العربي.
- الكامل في التاريخ - ابن الأثير - الجزء 4 - صفحة 174.
- تاريخ الطبري : تاريخ الرسل والملوك - محمد بن جرير الطبري - الجزء 3 - صفحة 361 - 591.
- البداية والنهاية - ابن كثير.