الرئيسيةعريقبحث

عبد الغني الكوش


☰ جدول المحتويات


الشيخ عبد الغني الكوش، الشهير ذكره بمداح النبـي من أبناء بيروت ، سليل أسرة من آل البيت معروفة بمواظبتها على إنشاء الرباطات والزوايا ب المغرب و أشهر هجرة قامت بها هته الأسرة هي تلك التي حدثت زمن الحروب الصليبية من المغرب نحو لبنان حيث استقر آل "ا الكوش" في بيروت و دمشق و حمص و دمياط و إسطنبول وغيرها من المدن الإسلامية حيث لم يكن شيء يسمى الحدود القطرية [1]. وقد أعطت هته الأسرة مجموعة من الأعلام في مجال التصوف أشهرهم: الشيخ سيدي عبد الله الكوش و زهراء الكوش ..

عبد الغني الكوش
معلومات شخصية
تاريخ الميلاد سنة 1876 
تاريخ الوفاة سنة 1952 (75–76 سنة) 

و هجرة المغاربة نحو المشرق العربي وبالضبط نحو لبنان حدثتت أكثر من مرة بحسب الظروف التاريخية والمستجدات السياسية... وفي زمن الحرب الصليبية حدثت هجرة مكثفة للمغاربة وكانت هجرة نوعية وكمية.. وحدث "أن أسس - في بيروت- بعض الشيوخ والفقهاء المغاربة ممن استقروا بها مجموعة من الزوايا والرباطات وهناك سيرى الطفل عبد الغني النور وليبزغ نجمه ويتألق في فن مديح رسول الله ولتعم شهرته الآفاق فيما بعد الخليج العربي وكل المشرق العربي، وستكون حلقات الإنشاد التي واظب على إقامتها محط جمهور كبير، ولعل أشهر الشخصيات التي واظبت على حضور حلقات الإنشاد هته هي الأمير عبد القادر الجزائري وغيره كثير... "إن إسهامات المغاربة أكثر من أن تُحصى في بيروت، لا سيما وأن عدداً كبيراً من العائلات البيروتية هي في جذورها من أصول مغاربية. وقد أسهمت هذه العائلات مع عائلات بيروتية بالوصول ببيروت إلى ما وصلت إليه كمدينة عربية، وكعاصمة لبنانية، وكمركز من أهم المراكز والمدن الحضارية والثقافية والعلمية.ومن بين الملامح والإنجازات المغاربية في بيروت إقامة المؤسسات الاقتصادية والعلمية والدينية والاجتماعية والإنسانية والعمرانية وسواها.."[2]

ولد ونشأ الشيخ في بيئة صوفية وتلقى تعليما تقليديا

هو عبد الغني ابن عبد الرحمان ابن محمد الكوش، ووالدته أمينة نجا ابنة عم للعلامة المفتي الشيخ مصطفى نجا، وهو الابن البكر لعبد الرحمان الكوش ولد عامه 1876 م، أي في أواخر العهد العثماني، في بيروت القديمة في زاروب بني الكوش، الكائن بسوق العقادين القديم (والمعروف قديما ب سوق البازركان)، حفظ الشيخ عبد ى الغني لقرآن الكريم في سن مبكرة.. وحاز على نفس سليمة تواقة للعلم، محبة وميالة للخير، متسمة بالتقوى والعمل الصالح، دءوبة على خدمة بيوت الله، واشتغل بتحصيل العلوم الدينية والشرعية منذ نعومة أظفاره معرضا عن الدنيا ومباهجها بكل جده وجهده، حتى عرف دقائق الأحكام الشرعية ولطائف المسائل الفقهية والأصولية.

فنشأته كانت أساسا علــى التقى

وهذا التقى حصن وقاه من الزلل

له وله بالمصطفى ومديـــه

ومن مدحه بالله قلبا قد اتصـل

وسيتلقى الطفل عبد الغني الكوش، تربية دينية، وسينهل من معين العلوم الشرعية على يد ثلة من الشيوخ الأفاضل، فتلقى علوم تجويد القرآن واللغتين العربية و التركية و الحساب و الخط بقلم مبري من قصب الغراز يلت بالحبر الأسود على يد الشيوخ عبد الرحمان قريطم وقاسم أبي الحسن الكستي مثلما تلقى العلوم الدينية والشرعية عن الولي الطاهر والشيخ عبد الرحمان الحوت نجل العلامة المحدث الشيخ محمد الحوث وتأهل من ابنة خاله ثريا صالح نجا (ابنة عم المفتي العلامة الفاضل مصطفى نجا عام 1909م. ونال الإجازة ب دلائل الخيرات للإمام محمد بن سليمان الجزولي بإشراف العلماء : العلامة الشيخ حسين منقارة الطرابلسي والشيخ العلامة محمد الخاني الدمشقي والعلامة محدث الديار الشامية الأستاذ عبد الرحمن الكزبري، ونال الإجازة بأوراد السادات السعدية على يد الشيخ العلامة حسين بدران البيروتي، نجل العلامة والمؤلف الشيخ أحمد بدران.

تأثير الزوايا والمساجد في شخصية عبد الغني الكوش

شيد المغاربة الذين استقروا في بيروت في الماضي القريب والبعيد مجموعة من الزوايا على طول شمال أفريقيا و المشرق العربي، هي مؤسسات دينية هدفها ثقافي صوفي تربوي. احتماعي سياسي ثقافي ديبلوماسي جهادي.... ثم بعد سقوط الأندلس استقرت مجموعة من الأسر الأندلسية هناك، لتشيد زوايا أخرى، وقد بقيت هته الزوايا قائمة ونشطة حتى عصر الشيخ عبد الغني الكوش، ونذكر منها زاوية علي القصار ومحمد المجذوب ( قرب البرلمان) وابن عراق، ناهيك عن مجموعة مساجد أخرى كانت تتلى فيهلا المدائح والأذكار، وأضف أن بيوت آل الكوش هي في حد ذاتها زاويا ومدارس. ذات طبعة دينية .. وتأثير مؤسسة الزاوية في توجيه ميولات الشيخ عبد الغني سيكون واضحا وهو تأثير تاريخي متوارث وفطري. إذ كان دائم الرباط والتردد على الزوايا القديمة التي تعج بها دروب بيروت القديمة والتي تحيط بالمحلة التي ولد فيها، وفي زاوية ابن عراق، كما في زاوية الإمام الأوزاعي سيشدو كل ليلة بعد صلاة عشاء:

كـــلام قديم لا يمـل سماعـه

تنزه قلبي وفعلــي ونيتـــي

به أشتفي من كل داء وأنــه

دليل لعلمي عند جهلي وحيرتي

فيا رب متعني بحفظ حروفـه

ونور به قلبي وسمعتي وفعلتـي

الأذكار التي تنبعث من زوايا بيروت ستؤثر في نفسية عبد الغني، مثلما أصوات المؤذنين القادمة من شواهق صوامع بيروت، إذ "قريبا من منزل عائلته كان الشيخ محمد الحوت يملك دكانا، يعطي دروسا في التقوى والمعاملات وعلى بعد أمتار من ذلك البيت كانت تقام الأذكار وتتلى المدائح في زاوية ابن عراق.."

وعلى بعد أمتار أخرى كانت تنشد الأذكار في زاوية الشيخ علي القصار، وزاوية الشيخ محمد المجذوب ( قرب البرلمان اللبناني) وجامع شمس الدين الخطاب والجامع المعلق وجامع الأمير المنذر حيث كانت تنشد الأذكار، ويرتفع صوت الشيخ سلامة حجازي في حفل تدشين جامع المبرور بيهم العيتناني في دار المريسة...". و"لم تغب عن الشيخ حلقات الذكر والسماع التي كانت تعقد في زاوية الشويخ ولا حلقات الذكر التي كان يقيمها شيخ الطريقة الخلوتية في زاويته بسوق أبي النصر.. وهكذا كانت تتسرب شيئا في شيئا هته الأذكار إلى قلب وروح مداح النبي الطفل عبد الغني الكوش، ولتمتزج وأصوات المؤذنين القادمة من شواهق المآذن ك الجامع الكبير العمري وجامع الأمير منصور عساف (السراي) والمئذنة الخشبية لجامع الدركة.. مما كان له وقعه العظيم في مسامعه وأثره في نفسيته .. و"كان من نعم الله تعالى عليه أن أنعم عليه بصوت رخيم شجي يجعل السامع يردد لفظ الجلالة من فرط الإعجاب وقد سخر صوته الحسن في الدعوة إلى الله وفي مدح رسول الله فلبث مدة مديدة في جامع البسطة التحتا أو جامع الاحمدين يقول الباحث اللبناني فاخوري (نسبة لأحمد باشا حمدي والي سوريا واحمد البدوي . وأما مساء كل خميس فكان الشيخ عبد الغني الكوش بلبل حلقات الذكر والأوراد التي كان البيارتة يتقاطرون إليها لسماع صوته الشجي".

ارتبط عبد الغني الكوش بمجموعة مساجد منها مسجد البسطة التحتة

كان والد الشيخ عبد الغني الكوش، يملك دكانا لصنع الفخار رفقة شريك له يدعى عمر الداعوق جد عمر بك الداعوق، وكان عبد الغني الكوش عند عودته عصرا يمر بجامع البسطا التحتا الذي كان في طور بنائه فيدفع أكثر ما جناه من دراهم ويحمل الحجارة على ظهره ليساهم في بنائه، هذا المسجد سيكون على موعد مع التاريخ اللبناني، وسيتحول إلى صرح ديني لبناني فيما بعد، ومؤسسة دينية لها إشعاعها القوي في محيطها وتأثيرها في الشأن الديني اللبناني عامة. ومعلمة دينية لبنانية تساهم في صنع القرار الديني في الدولة اللنانية، تنهض بالتعليم الأصيل في لبنان من خلال تحفيظ القرآن الكريم ويبلغ عدد المتخرجين منه مئة طالب سنويا. المسجد سيكون مع موعد مع الشيخ عبد الغني لإمامة المصلين بهذا المسجد والآذان به في سنة 1910 وإلى غاية 1944 حيث سيجمع بين وظيفة الإمامة والآذان بمسجد الصديق بجانب مرفأ بيروت، وظل مواظبا به إلى غاية وفاته عام 1956.

حاز عبد الغني الكوش شرف الآذان في الحرمين الشريفين والقدس الشريف

بيروت، القدس، مكة والمدينة المنورة، ثالوث البقاع المقدسة والمحببة إلى قلب عبد الغني الكوش مثلما لباقي المسلمين، لكن كان له ما تاقت إليه نفسه وتوفر له شرف رفع الآذان من مآذنها، حظ قلما توفر لغيره، فرفع الآذان بصوته الرخيم والشجي في مآذن مساجد هته البقاع المقدسة. وسنته 1914 " سيتوجه الشيخ عبد الغني الكوش" بحرا عبر الحجز لأداء فريضة الحج مع إخوة له كرام ومن جدة نقلتهم الجمال إلى مكة المكرمة دعي فيها إلى مائدة أميرة مكة"، و"نزل مكرما في ضيافة الشريف الحسين بن علي"، و"أتيح له أن يؤذن في الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة. وفي عامه 1920 عندما وفد إلى بيروت الأمير فيصل بن الشريف حسين ليكون ملكا على سورية، استقبله الشيخ عبد الغني برفقة عمر بك الداعوق الذي عينه الملك فيصل رئيسا للدولة اللبنانية. و" في سنة 1946 دعاه الفنان الراحل اللبابيدي لزيارة القدس الشريف حيث خصص له برنامجا في محطة الشرق الأدنى التي كان مديرا لها. وهناك تحققت له رغبة وأمنية عزيزة، وهي رفع الآذان من المسجد الأقصى وزيارة أرض الأنبياء التي لأجلها ترك أسلافه الكرام جغرافيا المغرب للاستقرار في تاريخ المشرق -ولفلسطين والقدس مكانة خاصة في قلوب الكوشيين- وليتحول آل الكوش إلى أسرة متعددة الجنسيات.

تأسيسه لأول جمعية مهتمة بفن المديح والسماع

إبلاء منه لأهمية فن المديح والسماع، وضرورة تبادل التجارب بين الأجيال وضرورة تطوير هذا الفن والعمل على النهوض به ضمن مفهوم المؤسسة، سيعمل الشيخ عبد الغني الكوش على تأسيس جمعية "الإنشاد النبوي الشريف" عامه 1920 ميلادية، وهي أول جمعية تؤسس في بيروت تهتم بفن المديح والسماح، رفقة"مجموعة من الرفاق وهم راضي شاكر وقاسم يموت والحاج عبد الرءوف الكبي وعبد الله علم الدين وحسين يموت وناجي عباس، وكان كل عقد زواج والأفراح والمواسم الدينية له فيها موضع، وظل رئيسا لها طوال حياته.

وفاته

بعد رحلة حافلة بالعطاء في مجال المديع والسماع والإنشاد الديني، وبعد أن شهد تحقيق أمنية انعتاق بلده لبنان من ربقة الانتداب الفرنسي، أسلم الروح إلى باريها يومه الخميس 8 رجب من عامه 1371 الموافق ل6 نيسان من عامه 1952، عن عمر يناهز الأربعة وسبعين وسنة.

و ترك مداح النبي عبد الغني الكوش وهو اسم شهرته ذرية بارة وخدومة مفطورة على معالي الأمور وهم ثمانية أبناء: الحاج عبد الرحمن والحاج مختار والمربي الأستاذ منير وفريد وغازي والحاج أيمن وحليمة ومحمد.والطريف أن الشيخ لم يترك غير هته الذرية ودينارا واحدا، في إشارة قوية تحمل من الدلالات والمعاني والحكمة الشيء الكثير، على أن العنصر البشري هو الثروة الحقيقية للإوطان لا سواها ! وكان أن خلفت وفاته في نفسية محبيه وأسرته وقعا كبيرا.

قصائد رثاء في حق الشيخ

القصيدة الأولى يرثي فيها الناظم عبد القادر البربير الراحل قائلا:

لما قضى عبد الغني المجتبــــــــى في شهر رجب شهر الهدى والمنة

وهو الذي بالعلم والأخلاق قـــــــد كانت له من الخطايا جنــــه

و في مديح المصطفى وآلــــــــه كانت له بين البرايا سنــــه

والموت حق بني الكـــــــوش ولا رأي لمن أبدى عليه حزنــه

رضوان قد نادى بتاريخ حــــــلا عبد الغني سيد بالجنــــه (سنته 1371 هجرية الموافق للخميس 4 نيسان 1952)

وفي قصيدة أخرى يقول نفس الناظم:

أودع أحبابي واني لــــــم أزل متخلفا عنهم كما سمح الأجــــل

فمنهم وفي صادق الوعد كامــــل وخل يواليه الوداد بلا خلــــل

ومن رام مني أن أمثل ذاتـــــه فعبد الغني الكوش يغني عن المثـل

له وله بالمصطفى ومديحــــه ومن مدحه بالله قلبا قد اتصـــل

فنشأته كانت أساسا على التــــقى وهذا التقى حصنه وقاه من الزلــل

وكان صبورا في مكافحة الـــــدنا وكان شريف الخلق والقول والعمل

وكان جليس الأكرمين مكـــــرما وإذا روى ما لوغا إليه بلا مــلل

وأنجب أولادا وقد صار شانــــهم مناجاته بالروح دوما وبالمقــل

فعام مضى عن موته وهو بيننـــا وعن طيب ذكراه ليسا لنا حــول

لقد غاب عنا راجيا عفو ربــــه وســار إلى دار الأماني بلا وجل

فحل مقاما بالخلود مؤبـــــــدا بجنات عدن لابسا اشرف الحلــل

-وفي قصيدة ثالثة:

عبد الغني هو الغنــــي تقاه بيد العالميـــــن

هذا الذي قد عاش فـــي دنياه عيش الصالحيـــن

أنا من كنت من أحبابــه وهو حبيب أبي شهيــن

لم أنسَ أياما مضـــت باللود والحب المتيــــن

لم أنس آنا أنهـــــا وبها أعود وأستعيــــن

ولت فأصبح حكمهـــا في حكم يوم الأربعيـــن

ففقيدنا أمضى الحيـــاة بمدح خير المرسليـــن

وهو الشغوف بحبـــه وعليه وافاه اليقيــــن

والنفس منها لربهـــا رجعت لدار المتقيـــن

المتقين العابديـــــن الراكعين الساجديــــن

والخالدين بجنــــة، ما بين ولدان وعيـــن

نال السباق وها أنـــا أمشي وراء السابقيــن

لا بد ألحقــــــه وأحظى بالأحبة أجمعيــن

إن غاب لاح سنــاؤه وخياله للناظــريـــن

من عينه آثــــاره دلت على خير البنيـــن

إذ كل ابن ب قد حكـى، عبد الغني بكل حيـــن. (ليلة الاثنين في 17 من شعبان 1371، عبد القادر البربير أبو الأمين.)

فيما رثاه الناظم الأستاذ حسين ميقاتي بقصيدة يقول فيها:

سكت البلبل الذي كان يشدو في فسيح الربى بصوت شجي

فشكت هجره الرياض وحنت لصدى ذلك الهزار العصــي

إيه عبد الغني يا نور فضـل كنت تبدو ككوكــــب ذري

ما ذكرناك في المجالـس إلا عطرت فيك مثل عزف شـذي

يا ربيب الهدن وخدن المعالي وتقيــا ما مثلـــه تقــي

وحبيب المختار أحمد طــه لك كنز العطا بمد النبـــي

لك روح في رفرف الخلد سعى فيه تلقى اعز عيشي هنـــي

يا بني الكوش للمنايا كؤوس مترعات يسقى به كل حـــي

فالسعيد السعيد من يتوخــى خيــر زاد للعالم الأبـدي

يوم لبى نداء مولى البـرايا صاح رضوان مرحبا بالولـي

وباهل الجنان ارخت زهو بلقاء الحبيب عبد الغنــــي

-الناظم الأستاذ حسن ميقاتي يوم وفاة ودفن عبد الغني الكوش في يوم الخميس الواقع في 6 نيسان عام 1956-

مراجع

[1][2] الجذور المغربية للعائلات في بيروت المحروسة - يومية اللواء

مصادر

- مجلة الأفكار اللبنانية العدد 857 – مقال للمؤرخ والحتمي عبد اللطيف فاخوري، "مداح الرسول عبد الغني الكوش من تلمسان إلى سوق البازركان.

-المنقوش من تاريخ مشاهير الإعلام الكوش في المغرب - عبد الحق فيكري.

- حفريات في تاريخ آل الكوش في لبنان - عبد الحق فيكري الكوش

وصلات خارجية

مقالات ذات صلة

-زهراء الكوش

-سيدي عبد الله الكوش

-أبو القاسم الكوش الدرعي

موسوعات ذات صلة :