الملا عبد القادر السرحان (1914 - 2002) قاضي كويتي وإمام وخطيب ومدرس وأول مختار لجزيرة فيلكا. [1]
| ||
---|---|---|
الملا عبد القادر السرحان في لقاء تلفزيوني
| ||
معلومات شخصية | ||
اسم الولادة | عبدالقادر محمد عبدالقادر السرحان | |
الميلاد | 1914 جزيرة فيلكا، الكويت |
|
تاريخ الوفاة | 1 مارس 2002 (88 سنة) | |
العقيدة | مسلم، سني | |
الحياة العملية | ||
الحقبة | حوالي 1930 - 2002 | |
الاهتمامات | خطيب · قاضي · مختار | |
تأثر بـ | محمد أحمد الخلف · عبد اللطيف العدساني · إدريس إسماعيل إدريس |
عن حياته
الملا عبد القادر بن محمد بن عبد القادر السرحان من رجالات جزيرة فيلكا ، فهو أول مختار لجزيرة فيلكا وهو شخصية ثرية لها تاريخها العريق لتوليه عدة مهن مهمة كالقضاء والإمامة والخطابة والتدريس وعقد الانكحة.[2][3]
المولد
ولد الملا عبد القادر في بيت والده بجزيرة فيلكا عام 1322 هجرية الموافق 1914 ميلادية وهو من أسرة عريقة اشتهرت بالعلم والتدين حيث كان جده الملا عبد القادر قاضياً لاهالي جزيرة فيلكا وصاحب كتاب معروف لتدريس الأولاد القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم، كما تولى والده الملا محمد السرحان «المتوفي عام 1937 م» القضاء بعد وفاة جده واكمل مسيرة التعليم في مدرستهم الخاصة بمساعدة عمه الملا معروف السرحان «المتوفي عام 1966 م» خطيب وأمام مسجد شعيب وناظر مدرسة فيلكا القديمة.
طلبه للعلم وشيوخه
وقد درس الملا عبد القادر في كتاب والده وتعلم اللغة العربية قراءة وكتابه وحفظ القرآن الكريم ثم ارسله والده إلى الفاو في العراق ليدرس عن الشيخ محمد أحمد الخلف مفتي الفاو، ثم استكمل تدريسه عند عدة علماء اجلاء ومنهم الشيخ عبد اللطيف العدساني الذي واظب على حضور دروسه الفقيه في المذهب الشافعي والتي يلقيها على طلبته في مسجد العدساني الكبير، ومن شيوخه أيضاً الشيخ سيد يعقوب والملا ادريس إسماعيل ادريس. وعند بلوغة سن الثالثة عشر انتقل إلى السكن داخل سور الكويت ليكمل هذا الشيخ الجليل طلبة للعلم في المدرسة الأحمدية التي تأسست عام 1921م وسميت نسبة إلى حاكم الكويت انذاك الشيخ أحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه، ومن الاساتذة الذين درس عندهم الأستاذ عبد الملك الصالح مدير المدرسة الأحمدية والشيخ عبد الله النوري والشيخ عبد الوهاب الفارس والشيخ عبد العزيز الفارس الأستاذ راشد السيف والأستاذ محمود شوقي الايوبي رحمهم الله. ومكث عدة سنوات ينهل من علوم هذه المدرسة النظامية وتعلم الحساب والجغرافيا والتاريخ بالإضافة إلى الدين واللغة العربية. وبعد انتهائه من الدراسة بالأحمدية لم يتوقف شغف هذا الطالب المجتهد في البحث والتعلم، ليرسله والده رحمه الله إلى الدراسة عند الشيخ عبد الله بن محمد الاعرج في مدينة البصرة ليمكث عنده سبعة أشهر ينهل من علمه الشرعي.
العمل بالتدريس
وفور عودته من البصرة التحق الملا عبد القادر بكتاب والده ليكون معلماً لتدريس الأولاد بجزيرة فيلكا ويساهم في تعليم أبناء وطنه مما تعلمه من علوم لغوية وشرعية. وفي عام 1937م أفتتحت أول مدرسة حكومية في جزيرة فيلكا وكان مقرها في ديوانيه آل شعيب بالقرب من مسجد شعيب، وكان الملا عبد القادر مدرساً فيها مع نخبة من الاساتذة الافاضل معروف السرحان والملا حاجي محمد القيسي والأستاذ يوسف الحاج أحمد والأستاذ عيسى مطر، وتولى عمه الملا معروف نظارة المدرسة ثم تولاها الأستاذ عيسى مطر من بعده ثم الأستاذ محمد كمال وهو من البعثة التعليمية من فلسطين. واستمر الملا عبد القادر بمهنة التعليم التي احبها سنوات طويلة تجاوز الثلاثين عاماً حتى تقاعد في الستينيات من القرن الماضي.
صفاته
إتصف الملا عبد القادر السرحان بالعطف والذكاء في تعامله مع طلبته حيث عرف بحبه للاولاد وعدم قسوته معهم، وكسب الملا عبد القادر سمعة واسعة لدى أبناء جزيرة فيلكا الذين احترموه وكنوا له مكانة في قلوبهم، ومن آرائه التربوية ضرب الطلبة غير مفيد والاسلوب التربوي الصحيح يقوم على التوجيه والإرشاد والنصح.
الأعلام من تلاميذه
تتلمذ على يديه الكثير من أبناء جزيرة فيلكا ومنهم وزير الكهرباء والماء الاسبق خلف أحمد الخلف ومدير جامعة الكويت السابق الدكتور شعيب عبد الله شعيب، ومؤرخ جزيرة فيلكا الأستاذ خالد سالم محمد، ومدير مستشفى الرازي السابق الدكتور عبد الله عيادة والوكيل المساعد بوزارة المالية السابق الأستاذ أحمد حمزة مصطفى، والدكتور علي عبد الله والمستشار القضائي الدكتور عبد الله محمد عبد الله واخرون لا يتسع المقام لذكرهم جميعاً.
الإمامة والخطابة والإفتاء
تولى الملا عبد القادر السرحان امامة المصلين في مسجد طاهر الشمالي بجزيرة فيلكا مند عام 1931 وعمره سبعة عشر عاماً واستمر سنوات طويلة يؤم للصلاة بالاهالي في هذا المسجد امتدت إلى أكثر من ثلاثين سنة ثم انتقل إلى الإمامة في مسجد الشيخ صباح السالم الجديد في مطلع الستينيات وعرف خلالها بالفتوى والصوت الخاشع في تلاوته لآيات القرآن الكريم. وكان رحمه الله في ذلك لايتقاضى راتباً انما كان يحتسب الاجر عند الله سبحانه وتعالى، وفي عام 1949 م تأسست دائرة الأوقاف بالكويت لتقوم بصرف رواتب للائمة والخطباء والمؤذنين في مساجد الكويت. اما عن الخطابة فكان الملا عبد القادر يقوم بإلقاء خطبة الجمعة في مسجد شعيب في حالة غياب الخطيب الاصلي وهو عمه الملا معروف السرحان، اما في مسجده فلا تقام صلاة الجمعة فيه، ثم تولى الخطابة في مسجد شعيب بعد وفاة عمه عام 1966.
ويقول الملا عبد القادر السرحان في لقائه مع مجلة الوعي الإسلامي خطبة الجمعة تكون عادة ما بين «20- 25» دقيقة وكان يحضرها الشيخ جابر الأحمد والشيخ عبد الله الأحمد والشيخ عبد الله الجابر والشيخ عبد الله الخليفة وغيرهم من كبار المسؤولين وكانت الأوقاف لاتزود الائمة بالخطب كل اسبوع حيث كنا نرجع إلى الكتب الإسلامية مثل خطب ابن نباته ونقتبس منها ونكتبها على ورقة لنقرأها على جمهور المصلين في خطبة صلاة الجمعة.
ويضيف الملا عبد القادر بعض ذكرياته القديمة بأنه في صلاة الفجر كان المؤذن يصعد إلى المنارة ويدعو ويهلل ويكبر حتى يحين موعد الاذان فيؤذن وسابقاً لا يوجد اذان أول وانما دعاء ويسمى تنبيهاً وبعدها تغيرت الأوضاع حينما تأسست دائرة الأوقاف في عام 1949م فقالوا هذه الطريقة التي قبل الاذان بدعة فتركناها وبدأنا نؤذن الاذان الأول حتى يحين موعد الاذان. وعرف الملا عبد القادر بأنه كان مفتياً في الامور الدينية لعلمه الشرعي الواسع وكان مأذوناً شرعياً لعقد الانكحة للمذهب السني لاهالي فليكا وقد قدم رحمه الله اعمالاً جليلة لايزال يتذكره معاصروه بالدعاء له بالرحمة والمغفرة.
أول مختار لفيلكا
كان هناك نظام قديم من مطلع القرن الماضي لادارة شؤون الجزيرة من قبل حاكم الكويت وهو نظام الأمير الذي يعينه الشيخ وقد تعاقب عليها عدد من الكويتيين، وبعد استقلال الكويت صدر قانون المختارية في عام 1962 م وبناء عليه تم اجراء انتخاب بين اهالي جزيرة فيلكا لاختيار مختار لهم وتم اختياره كأول مختار لفيلكا في عام 1962م ليتولى هذا المنصب بكل امانة وشرف حرصاً على جزيرته التي يفخر بها وبأهلها الأعزاء عليه، واستمر فيها عدة سنوات حتى عام 1966م وتركها لانه يفضل التدريس على المختارية، ومما يؤثر عنه بأنه لايوقع على شهادات طلب الجنسية الا بعد البحث والتأكد من اقامة الشخص طالب الجنسية طوال المدة ان تعطى الجنسية لاقاربهم الوافدين حديثاً إلى فليكا، وتولى المختارية من بعده حسين محمد يوسف مال الله، ثم عبد اللطيف يعقوب طاهر الذي مازال مختاراً لها حتى اليوم.
مكانت الملا عبد القادر السرحان العلمية والتاريخية
كان الملا عبد القادر مرجعاً للباحثين والمؤرخين الذين يتهاتفون عليه لتسجيل اقواله وأحاديثه التاريخية عن ماضي جزيرة فيلكا في دراساتهم وبحوثهم، كان رحمه الله مصدراً موثوقاً به لما عرف عنه بالتدين والورع والصدق والامانة، ومما استفاد من علم هذا العالم من ناحية التاريخ تلميذه الأستاذ الباحث خالد سالم محمد المعروف بمؤرخ جزيرة فيلكا حيث اعتمد في تاريخ المواقع الجغرافية بفيلكا وتوثيق المعلومات المهمة عن علماء ومشايخ ومدرسين الذين سكنوها في الآونة الماضية.
كما استفاد الباحث في التراث الكويتي الأستاذ صالح المسباح من روايات الملا عبد القادر التاريخية عن الحجاج قديماً وسجلها في كتابه القيم «حملات الحج الكويتية على الإبل» ويعد الأستاذ المسباح آخر من اجرى لقاء صحفياً معه قبيل وفاته ونشر هذا اللقاء في مجلة الوعي الإسلامي عدد مايو سنة 2001م، كما دون الأستاذ الدكتور المصري محمد عبده محجوب معلومات قيمة عن اهالي جزيرة فيلكا واعمالهم وعاداتهم اثناء لقاءه معه في 6/10/1968م، ونشر هذه المعلومات الثرية في كتابه «اثنوجرافيا المجتمعات البدوية العربية في ستينيات القرن الماضي». والجدير بالذكر ان د. محجوب كان من أوائل الدكاترة العاملين بسلك التدريس في جامعة الكويت بعد افتتاحها عام 1966م، ومن الذين استمدوا منه بعضاً من أخبار رجال الدين بفيلكا الباحث عدنان سالم الرومي في كتابه «تاريخ مساجد الكويت القديمة» حيث نقل من الملا عبد القادر أسماء الائمة والخطباء والمؤذنين في مساجد فيلكا. وهذا فيض من غيض من أسماء الباحثين الذين اعتبروا الملا عبد القادر السرحان مرجعاً مهماً يعتمد عليه في مؤلفاتهم التاريخية، وهذا الامر ليس بغريب على اسرته حيث استضاف عمه الملا معروف السرحان العلامة العراقي الشيخ جلال الحنفي الذي زار جزيرة فيلكا في عام 1960 وحل ضيفاً عليه ودوّن هذه الاخبار في كتابه القيم «معجم الألفاظ الكويتية».
كتابات محجوب عن الملا عبد القادر السرحان
ألف الأستاذ الدكتور محمد عبده محجوب كتاباً في مطلع العام الحالي واطلق عليه اسم «اثنوجرافيا المجتمعات البدوية العربية في ستينيات القرن الماضي» وتناول فيه المجتمع الكويتي من خلال دراسته لسكان قرية الجهراء وجزيرة فيلكا وذلك أثناء اقامته بالكويت لكونه استاذاً بجامعة الكويت. ومما كتبه د. محجوب عن اسرة الملا عبد القادر عند حديثه عن الدور الذي يلعبه الملا عبد القادر في الحياة الدينية والسياسية في فيلكا ما يلي: عائلة الملا عبد القادر من العائلات الاصلية في فيلكا ولها كلمة مسموعة عند الحكام والشيوخ ولا تعطى الجنسية لأي من أهالي فيلكا الا بشهادة الملا عبد القادر وهو مشهور بالورع والفتوى والصدق ولم يذكر أحد انه شهد زوراً وهو كذلك يتحاشى الاختلاط بالناس.
قاضي فيلكا يقوم بتسجيل عقود الزواج بين اهل السنة كما يلعب دوراً في تسوية المنازعات والخلافات الزوجية والمتعلقة بالميراث وكل القضايا الشرعية، كما تلجأ اليه النسوة في حالات الخلاف مع ازواجهن أو رغبتهن في الحصول على الطلاق، وقد شغل الملا عبد القادر منصب مختار فيلكا قبل المختار الحالي.
الوفاة
توفى الملا عبد القادر محمد السرحان في يوم الجمعة الموافق 1/3/2002 ميلادية وقد اكرمه الله بأن جعل وفاته في هذا اليوم المبارك، حيث يقول سيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلام «ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة الا وقاه الله فتنة القبر» وقد كسبت شخصية هذا العالم التقي محبة اهالي فيلكا واحترامهم الشديد له نظير الدور الديني والتعليمي الكبير الذي قام به في هذه الجزيرة.
تكريم دولة الكويت للملا عبد القادر السرحان
كرمته وزارة التربية بعهد وزيرها السابق الأستاذ صالح عبد الملك الصالح باهدائه ميدالية وشهادة شكر في عيد العلم، وأطلقت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية اسمه الكريم على أحد مساجدها في منطقة الشعب تقديراً لدوره الكبير في خدمة الكويتيين.
مراجع
- جوانب مضيئة في حياة الملا عبد القادر السرحان - المرسال - تصفح: نسخة محفوظة 23 نوفمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
- Kuwait Encyclopedia - موسوعة الكويت - تصفح: نسخة محفوظة 13 مايو 2020 على موقع واي باك مشين.
- الأحد في الأنباء جزيرة فيلكا وحياة | جريدة الأنباء | Kuwait - تصفح: نسخة محفوظة 13 مايو 2020 على موقع واي باك مشين.