الرئيسيةعريقبحث

عبد الله أحمد الفضلي


☰ جدول المحتويات


عبد الله أحمد الفضلي مناضل وتربوي يمني جنوبي، أحد أعلام محافظة أبين ومن ورواد النهوض والتربية والتعليم فيها.

الأستاذ
عبد الله أحمد عبدالله الفضلي
عبدالله احمد الفضلي.jpg

معلومات شخصية
الميلاد 1926
زنجبار 
تاريخ الوفاة 13 أكتوبر 1996
مكان الدفن زنجبار، محافظة أبين
الجنسية  اليمن
الديانة مسلم
أبناء السيدة فوزية أحمد الفضلي
والدان الحاج: أحمد الفضلي
منصب
مدير المعارف، سكرتير الحكومة الاتحادية، وكيل وزارة الزراعة الاتحادية بدرجة نائب وزير
الحياة العملية
التعلّم جامعة لندن
المدرسة الأم مدرسة جبل حديد
المهنة مناضل
موظف في إدارة المسح
أعمال بارزة افتتاح أول مركز محو أمية في أبين، تشكيل مجلس للتعليم في السلطنة الفضلية، بناء أول مدرسة في السلطنة الفضلية
الخصوم الاستعمار البريطاني

حياته

ولد عبد الله الفضلي من أسرة ريفية موسرة، من ملاك الأرض وأصحابها ولكن أعماله كانت مسخرة لخدمة البسطاء.

والده الحاج أحمد الجعدني من آل بالليل من قبائل آل فضل المعروفة بالسلطنة الفضلية، وكان والده رجلاً بسيطاً وكريماً في ذات الوقت، صالحاً وورعاً، يحب الخير، ويواسي المساكين، وكانت داره الكبيرة في زنجبار -حاضرة السلطنة الفضلية في ذلك الوقت- مفتوحة لكل القاصدين إليها من الناس، وورث نجله الوحيد عبد الله ـ صاحب سيرتنا هذه ـ كل سجايا والده الكريمة.

تخرج على يديه أجيال.. بعد أجيال من العلماء والأطباء والمهندسين ورجال القانون ورجال الأعمال الناجحين الذي تبوأ بعضهم أعلا المراتب المهنية في الدولة وفي الخارج.

مثل الرئيس الراحل سالم ربيع علي ثاني رئيس لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والفنان الشاعر محمد محسن عطروش، ورئيس الوزراء الراحل محمد علي هيثم والدكتور أحمد سالم القاضي وزير التربية والتعليم السابق، والخبير المالي أحمد عبيد الفضلي نائب وزير مالية الجمهورية اليمنية، واللواء عبد الله علي عليوه وناصر منصور هادي من كبار رجال الأمن، وغيرهم.

المولد والنشأة

ولد الراحل عبد الله بن أحمد الفضلي في عام 1926 في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، وحاضرة السلطنة الفضلية آنذاك في زمن كان الجهل سائداً، والتخلف يضرب أطنابه في كل اتجاه. ولم تكن هناك في ذلك الوقت سوى الكتاتيب المتواضعة لتحفيظ القرآن الكريم، وتعليم القراءة والكتابة وشئ من الفقه والسنة.

التحق صبي الثامنة بالكتاب وأجاد حفظ القرآن الكريم والحديث الشريف وتفوق على أقرانه. وفي العاشرة من عمره كان الصبي يهيئ نفسه كواحد من أبناء الأعيان والشيوخ، للرحيل من زنجبار إلى عدن، فالتحق بمدرسة جبل حديد وهي المدرسة التي أنشأها الإنجليز في عام 1936 لتعليم الناشئة من الصفوة، من أبناء السلاطين والشيوخ والأعيان. وكان هدف السياسة البريطانية تخريج أنصاف متعلمين لخدمة أهداف الإدارة الاستعمارية.

ومع ذلك تخرج من هذه المدرسة صفوة من الشباب المستنير، استطاع بعضهم أن يلتحق بكلية جوردن بالسودان، وأن يكمل بعضهم دراسته بالخارج، وعند عودتهم أحدثوا نهضة حضارية وثورة ثقافية وعلمية من حيث لا يحتسب الإنجليز، ومن بين هؤلاء وفي طليعتهم عبد الله أحمد الفضلي، والرئيس قحطان الشعبي والسلطان ناصر بن عبد الله الفضلي ومحمد بن فريد العولقي وكثير من أبناء الشعب والمشايخ من سلطنة لحج، وسلطنة الفضلي وسلطنة يافع والعوالق والشعيب ودثينه وغيرها لعبوا أدواراً ريادية وقيادية في بلدانهم وإماراتهم.

بعد عودته من دراسته بالسودان، التحق عبد الله أحمد الفضلي موظفاً بإدارة المسح بدلتا أبين، مع زميليه هشام عمر، وعبده نعمان، ولم يمكث طويلاً بهذه الوظيفة حيث ابتعث إلى بريطانيا لاستكمال دراسته بجامعة لندن. وعندما عاد من لندن عيّن مديراً للمعارف بالسلطنة الفضلية آنذاك، ثم سكرتيراً للحكومة الاتحادية، ثم وكيلاً لوزارة الزراعة الاتحادية بدرجة نائب وزير على النحو الذي سنعالجه في موقعه لاحقاً.

نشاطه التعليمي والمعرفي

بعد عودته من لندن في عام 1948 افتتح مركزاً لمحو الأمية وتعليم الكبار وسخر لذلك أحد منازل والده في مدينة زنجبار.

وفي هذه الفترة كان الشاب نشطاً ومتفتحاً فعقد صداقات حميمة مع سلاطين المنطقة وعلى رأسهم الأمير السلطان حسين بن عبد الله الفضلي نائب سلطنة الفضلي في ذلك الوقت، الذي شجعه على ترجمة أفكاره وتطلعاته وتم وفقاً لذلك تشكيل مجلس للتعليم في السلطنة الفضلية، ورشح أن يكون رئيساً لهذا المجلس وبناءاً عليه دفع سلطنة الفضلي إلى تبني فكرة انشاء مدرسة ابتدائية وافق المجلس على إنشائها، وتم بناء المدرسة فيما عرف بمدرسة (دهل أحمد) الذي أتى السيل في نهاية العام وجرفها.

كانت السياسة البريطانية في ذلك الوقت أي في عام 1948 تتبنى فكرة بناء مدارس ابتدائية في بعض المحميات الغربية، تمولها لجنة أبين الزراعية البريطانية لخدمة أهداف سياسة بريطانيا فاستغل الرجل هذه الفرصة وطلب انشاء مدرستين ابتدائيتين إحداهما للذكور والأخرى مسورة للإناث في زنجبار، وبالفعل افتتحت المدرستان في العام الدراسي 1950 وهما قائمتان إلى الآن فيما كان يعرف بشارع المدارس، الذي يسمى الآن شارع أحمد الدرة.

ثم توالت الاصلاحات وتوالى نشاط الرجل، ليمتد إلى القرى والأرياف، فأنشأ عبد الله أحمد الفضلي مدارس ابتدائية متعددة في كل من الدرجاج، والكود، والمسيمير، وشقرة، ويرامس، وغيرها.

وكان بعض الآباء خاصة في منطقة القبائل تمتنع عن إرسال أطفالها إلى المدارس وخصوصاً البنات التي كانوا يعتبرون خروجهن للتعليم عورة، ولكن سلطان الفضلي أصدر مرسوماً بإلزامية التعليم الأساسي وسجن كل من لديه طفل لا يذهب إلى المدرسة.

كان عبد الله الفضلي يتوق إلى تطوير التعليم فاستغل مشروع سكن خاص جاهز للموظفين في زنجبار، وحوله إلى أول مدرسة متوسطة داخلية لاستضافة أبناء الإمارات وتعليم أبناء المنطقة، فكانت مدرسة زنجبار المتوسطة في عام 1952 أول مدرسة شهدت توافد الدارسين من كل مكان بما كان يعرف بالمحميات الغربية.

مشروع السنت الثقافي

كان مشروع السنت الثقافي عبارة عن خصم 1% من كل جنيه استرليني من أرباح القطن التي كانت تستوردها الشركات البريطانية بواسطة لجنة أبين الزراعية من المنبع، لحساب الغرض الذي رصدت من أجله. ولذلك أحدث مشروع السنت طفرة تعليمية كبرى. ومع التوسع التعليمي ونجاح المشروع الذي وافق الإنجليز على تأسيسه، طلبت اللجنة آنذاك من نائب سلطان الفضلي أن يقنع مزارعيه بالخصم فكلف النائب حسين بن عبد الله الفضلي الأستاذ عبد الله أحمد الفضلي، بأن يقنع المزارعين، فتوجه الأخير إليهم وبشخصيته الساحرة استطاع اقناعهم بالمشروع مقروناً بالحماس لتنفيذ أهدافه. وعلى التو افتتح الفضلي في عام 1956 أكبر مدرسة متوسطة داخلية في زنجبار لخدمة تعليم تلاميذ السلطنة والإمارات والمشيخات الغربية الأخرى. وكانت زنجبار قبلة الدارسين المتعطشين إلى النور والمعرفة، ولذلك أصبحت محطة لاستقبال أبناء الإمارات الأخرى بدلاً من توجههم إلى عدن.

وتتابعت اصلاحات الرجل في سعيه إلى النهوض والمعرفة، فرصد ميزانية ضخمة من عائدات هذا المشروع لارسال بعثات دراسية إلى مصر والخارج، وساهمت الإدارة البريطانية بقبول طلاب متفوقين يدرسون على حسابها في الكليات والجامعات البريطانية.

الأستاذ عبدالله الفضلي يمين السلطان أحمد بن عبدالله الفضلي, ويظهر في الصورة الشيخ أحمد حسين الفضلي وأحمد فضل محسن الفضلي والشيخ عبدالله فضل الفضلي.


طموحات أخرى

وكان عبد الله الفضلي يطمح لافتتاح مدارس ثانوية للبنين والبنات غير أن الأحداث الوطنية والسياسية كانت قد تعاظمت باتجاه معارضة السياسة البريطانية وكان الوطنيون يعارضون سياسة بريطانيا لقيام اتحاد فيدرالي بين عدن وامارات الجنوب، فتعاظم المد الوطني المناهض للتطور الدستوري الذي تروج له السياسة البريطانية فحدثت ردود فعل شعبية مناهضة في كل مكان في الجنوب في عدن وفي الريف حيث قامت انتفاضات في كل من العوالق السفلى بقيادة مشايخ آل بن فريد وفي العواذل بقيادة الدماني وفي يافع بقيادة السلطان محمد بن عيدروس العفيفي وفي سلطنة لحج ومستعمرة عدن تداعى المثقفون ورجال الأحزاب لمعارضة قيام اتحاد فيدرالي.

صراع مع المستعمر

هنا تدخلت السلطات البريطانية لكبح جماح هذا المد الوطني، فضربت المقاومين المسلحين في الريف وأجهضت حركة المد الوطني في عدن، فاعتقلت رجال السياسة والاعلام في عدن ورحلتهم إلى أبين ومن بينهم رجل المؤتمر العمالي عبد الله الأصنج ومحمد سالم باسندوه ومحمد سعيد مسواط وعبد الله باذيب ومحمد سالم علي وغيرهم من نشطاء الرأي الذين رحلتهم إلى سجن زنجبار بالسلطنة الفضلية، وحاصرت سلطنة لحج وهددت سلطانها علي عبد الكريم بالنفي إلى خارج مقر حكمه وطاردت النشطاء الوطنيين هناك بهدف اعتقالهم، فتوجه الزعيم السيد محمد علي الجفري قاضي قضاة لحج في ذلك الوقت ومؤسس رابطة أبناء الجنوب إلى شمال الوطن إبان حكم الإمام، في حين توجه أحد أشقائه وهو علوي علي الجفري إلى كور العوالق واعتقلت السلطات البريطانية السيد عبد الله علي الجفري مدير المعارف في لحج آنذاك، ونفته إلى جزيرة سقطرى، وأعلنت السلطات البريطانية منع عودة الأمين العام للرابطة الأستاذ شيخان الحبشي إلى عدن من الخارج.

وفي هذا الوقت بالذات كان الضابط السياسي البريطاني في زنجبار (مستر ينج) قد أحكم قبضته على مدينة زنجبار وأمر باعتقال نائب السلطنة السلطان أحمد بن عبد الله الفضلي، الذي قاومت قبائله أمر اعتقاله وكحل وسط طلب منه إعلان استقالته من الرابطة. في ذات الوقت الذي أُمر فيه باعتقال عبد الله أحمد الفضلي فرفضت السلطنة تسليمه للسلطات البريطانية في عدن، واتفق على حجزه في مقر السلطنة في زنجبار، وبعد مرور أربعة شهور من الحجز والتوقيف أعفي من منصبه كمدير للمعارف، وأطلق سراحه تحت شروط وقيود.[1]

  1. العرشاني, عواض (13 أكتوبر 2008). "عبدالله أحمد الفضلي-نضال مجيد..من أجل المعرفة والكرامة 1-2". http://www.abyanboard.net. منتدى أبين. مؤرشف من الأصل في 15 يونيو 20101 يناير 2009.

موسوعات ذات صلة :