الشاعر عبد الله بن عبد الرحمن السلوم العنقري التميمي، ولد عام 1370هـ في بلدة القرائن في الوشم وتوفي سنة 1423 هـ. نشأ وهو يستمع للشعر، خاصة أن والده شاعر مفوه له قصائد اشتهر بها لا تقل جمالا وبهاء عن شعر كبار معاصريه وسابقيهم. نال شهادة الليسانس في التاريخ عام 1396 هجرية وذلك من جامعة الملك سعود (الرياض) آن ذاك. تدرج في سلم الوظيفة الحكومية إلى أن تبوأ المرتبة الخامسة عشرة في امارة منطقة الرياض وكيلا مساعدا للشؤون الأمنية و مديراً للمكتب الخاص للأمير سلمان بن عبد العزيز حتى وفاته. قد اتصف بدماثة الأخلاق، وحسن التعامل،والتواضع ،وهدوء الطَبْع وقد تميز شعره بقوة العبارة وصدق العاطفة وجزالة وعمق المعنى وغزارة الإنتاج، فأتت قصائده محببة للنفس، تسكن الوجدان وتحرك المشاعر فعلى الرغم من طول نفسه في بنائه للقصيدة إلا أنه استطاع المحافظة على الوحدة العضوية والموضوعية لها مما يجعل القارئ في اتصال وتواصل دائماً معها. صدر له ديوانان (ديوان الخطوة الحائرة) عام 1402هـ وديوان (عبد الله السلوم) عام 1416هـ
عبد الله بن عبد الرحمن السلوم
|
---|
معلومات شخصية
|
---|
الحياة العملية
|
---|
المهنة |
شاعر |
---|
وصفه الشاعر الكبير عبد الله الفيصل في لقاء صحفي بأنه (قمة من قمم الشعر) كما كان له مساجلات كثيرة مع الأمير محمد السديري حتى اسماه (بحتري الشعر الشعبي)، وكذلك له مساجلات مع الكثير من الشعراء مثل محمد السياري، والشاعر عبد الله بن عون، والشاعر محمد بن زبن عمير، وعمير بن زبن بن عمير، وعبد الرحمن العطاوي، وعبد الرحمن بن قاسم، وعبد الله السياري، والحميدي الحربي، وعبد الله الثميري، و راشد بن جعيثن، وخضير البراق، وصنيتان المطيري، وسعدان الرشيدي، وفهد السياري، وحمود البغيلي، وغيرهم، وقد احتضنت مدارات شعبية العديد من قصائده ومساجلاته.
قصائده
في هذه القصيدة يصف نجد ومدى حبه لها وتعلقه بها:
نجد الغريب بها يسمونه الضيف | | يومه يهمل في كثير البلادي | وان شاف بعض الناس من وقته الحيف | | يلجا بها من خاف ظلم المعادي | دار حكمها الدين والعدل والسيف | | يرجع بها التايه لدرب الرشادي | ان غبت عنها شدني عابر الطيف | | وذكرت فيها كل روضه ووادي | ان غبت عنها شدني عابر الطيف | | وذكرت فيها كل روضه ووادي |
|
البحر صديق الشعراء حيث يبوحون له بما يختلج في ذاتهم ويعبرون له ما تكنه صدورهم.
وفي هذه الأبيات التي يخاطب بها الشاعر البحر حيث يقول:
لانك يا بحر دايم تسمى ملتقى العشاق | | نصيتك يا بحر كودك تفرج عني الضيقه | نسيمك فيه معنى للحنان يداعب المشتاق | | وتكسر موجك الهادي يجدد فيه تشويقه | رميت هموم قلبي في ثانيا موجك الرقراق | | عسى هم جمعته تسعف أمواجك بتفريقه | تحملت الهموم اللي سبايبها ولع وفراق | | وهذي عادة الولهان يشكي قل توفيقه |
|
ومن القصائد التي خلدها التاريخ وحفظتها القلوب وتفاعلت معها الأحاسيس توفرت فيه كل مقومات الديمومة والاستمرار هذه القصيدة التي أرسلها للمرحوم الأمير محمد السديري منها:
باقي من الذكرى رسوم للاطلال | | هوج الرياح العاتية ما محتها | اظنها تبقى على مر الأجيال | | تفيد عن قدرة يدين بنتها | أرض نشا فيها من الخلق نزال | | وشخص عشقته عاش في ناحيتها | ان غبت عنها شفت من ضيقة البال | | ما يلحق النفس العلية عنتها | وان جيتها عقب التباطي والامهال | | فرجلي تسير الين تاصل جهتها | واقف عليها وارسل الطرف يجتال | | والرجل ماكن البسيطة تحتها | تموج كني واقف فوق زلزال | | وعيني تضيق بعبرة حابستها | اخاف يدري بي حسود وعذال | | حيث العيون دموعها هي لغتها |
|
وله هذه القصيدة التي تتميز بالحكمة والعبرة:
يقطع ربيع لو عيونك تراعيه | | ما ذقت منه الا العنا والمضره | غلطان يوم انك تجي في حراويه | | قد قالها العقال.. عشرين مره | اترك سبيل يوصله وش تبي فيه | | مالك من المصلوح مثقال ذره | لا صار ما تطمع بنيله وترجيه | | فالبعد عن طاريه عز ومسره |
|
كثير من الناس ينساق خلف المظاهر وينخدع بها ولكن الشاعر له رؤيته الخاصة حيال هذه الظاهرة حيث يقول:
المظهر اللي ينخدع به كثيرين | | انا يساوي في حياتي ولا شيء | ما ينخدع قلبي بما يعجب العين | | هذي حقيقة مذهبي دام انا حي |
|
وفي هذه الأبيات التي يتجلى بها دقة الوصف وحسن الرصف وقوة المعنى وعذوبة المفردة حيث يقول:
جيتك بقايا روح في هيكل إنسان | | ابيك ترسمني للاحزان لوحه | ارسم وخذ مني دليل وعنوان | | كيف الاسى يغتال نفس طموحه |
|
في هذه الأبيات التي يحاور بها حمام الورق كنوع من الشكوى والتفريغ النفسي للشاعر في أبيات تنساب عذوبة وتتدفق شاعرية:
حمام ياللي تزعج الصوت بلحون | | نوحك طرب منتاب مثلي معنا | يالورق نوحك زادني هم وشطون | | ارجيك خفف لوعتي لا تغنا |
|
الوداع التياع، وهم يجزع النفس ويقلق الذات وهذه الأبيات من قصيدة له في الوداع منها:
قال الوادع وقلت هذا مكاني | | والله لو طال الزمن ما تعداه | اما إلى منه رجع له لقاني | | والا يكفيني مكانه وذكراه |
|
وهذه القصيدة التي يصف بها الرحيل ومعاناته بليل طويل..
ضحى البين كل شال واقفت رحايله | | وانا كل مظهور عيوني تخايله | مع البيد يوم اقفوا وقفت ضعونهم | | بدى الجفن دمع الحزن ينثر بلايله | وزمى دونهم من مهمه الجرد ما زمى | | سرابه بنى ياسي وحامي قوايله |
|
وله هذه القصيدة التي يذكر بها أن الوقت هو نفسه لم يتغير ولكن السر في تغير طباع الناس..
اذكر من الماضي نوادر علومه | | واشوف بالحاضر تغير سجاياه | الوقت نفس الوقت ليله ويومه | | هو ما تغير في صروفه ومسعاه | اللي تغير فيه واخلف سلومه | | ناس تعايش فيه حلوه وبلواه |
|
المصادر
- ديوان الشاعر عبد الله السلوم
- (عبد الله الفيصل في حوار شيق: خالد الفيصل من أساتذتي..والسلوم قمة), تراث الجزيرة الشعبي، جريدة الجزيرة السعودية, الجمعة 07 ربيع الأول 1410 العدد 6217 ص 17
- (جمع عذوبة المفردة ورقة الأسلوب: عبد الله السلوم بصمة الشعر التي لا تبهت), للباحث إبراهيم الشتوي، جريدة الجزيرة السعودية, الأحد 04 ذو القعدة 1429 العدد 13184
موسوعات ذات صلة :