هو أبو مالك عبيدة بن هلال اليشكري شاعر من رؤساء الأزارقة وشعرائهم الكبار وخطبائهم الشجعان، من بني يشكر من بكر بن وائل.[1]
عبيدة بن هلال اليشكري | |
---|---|
معلومات شخصية | |
مكان الميلاد | الجزيرة العربية |
الوفاة | عام 77 هـ الموافق 696 قومس في طبرستان |
الإقامة | الجزيرة العربية ، العراق ، طبرستان |
الجنسية | الخوارج |
اللقب | أبو مالك |
الديانة | الإسلام |
عائلة | بني يشكر من بكر بن وائل |
الحياة العملية | |
المهنة | شاعر ، قائد عسكري |
الحزب | الأزارقة |
نبذة
كان في أول خروجه مع الخوارج من المقدمين فيهم، وأرادوا مبايعته فقال : أدلكم على من هو خير لكم مني هو قطري بن الفجاءة المازني . فبايعوا قطري، وظل عبيدة إلى جانبه زمناً، ووقع الخلاف بين الأزارقة، ففارقه عبيدة بن هلال وانحاز إلى حصن قومس جنوب جبال طبرستان . وسير أليهم الحجاج بن يوسف الثقفي سفيان بن الأبرد الكلبي في جيش عظيم، فطلب قطري بن الفجاءة حتى لقيه في أحد شعاب طبرستان . وقتل قطري، وتبع سفيان بن الأبرد عبيدة بن هلال اليشكري، وحاصره في حصن قومس إلى أن قتله وقتل من معه عام 77 هـ الموافق 696م.[2]
- ومن جميل شعره الذي قاله بعد تفرق الخوارج الأزارقة واختلافهم وذكر فيها زعمائهم قطري وعبد ربه، فيقول :
طالَ لَيلي وَغَيَّرَ الدَهرُ حالي | وَرَماني بِصائِباتِ النُبالِ | |
أَفَرقَ الدَهرُ بَينَنا قَطَرِيٌّ | وَرَمانا بَفِتنَةِ الدُجالِ | |
وَأَرى عَبدَ رَبِّهِ تَركَ الحَقَّ | فَهَذانِ في الرَدى وَالضَلالِ | |
أَوقَدوها عَلى الشُراةِ وقالوا | شَنَّ هذا عُبَيدَةُ بنُ هِلالِ | |
وَلَعَمري ما إِن هُما زُعَماهُ | لَقَليلٌ في جَمعِهِم أَمثالي | |
إِنَّني لَلصَّبورُ في حَمَسِ الحَربِ | بَصيرٌ بِما عَلَيَّ وَمالي | |
غَيرُ أَنّي لَم أَجنِها عَلِمَ اللَهُ | وَلا حُلَّ في اللُجاجِ عِقالي | |
قَرَّتِ العَينُ بِالشَراةِ وَأَمسى | لِلمُحَلّينَ غَيرُ ما زِلزالَ | |
وَتَبارى المُهَلَّبُ اِبنُ أَبي صَفرَةَ | لِلمَوتِ عِندَ هُلكِ الرِجالِ | |
مَدَّ رِجلَيهِ لِلقِراعِ مِنَ الحَربِ | وَمَدَّ اليَدَينِ لِلأَنفالِ | |
وَعِيالي مُطَرَّحونَ بِجيرَفتَ | لَكَ الخَيرُ أَينَ مِنّي عِيالِ | |
إِن تَنَلهُم يَدُ المُهَلَّبِ في الحَربِ | سَبايا فَإِنَّني لا أُبالي | |
يَمنَعُ الشَيخَ مِنهُم عَظمُ الخَطبِ | وَأَن لَيسَ بَيعُهُم بِحَلالِ | |
إِنَّ مَن خالُهُ المُهَلَّبُ في الناسِ | لَهُ هَيبَةٌ وَعِزُّ جَلالِ |
شجاعتة
طلب المهلب بن أبي صفرة من الخوارج الطراد بالخيل بينهم وبين جيشة تحدياً وإستفزازً لهم، فتهايج القوم وحمي الوطيس بينهم وقاتل المغيرة بن المهلب قتالا حسناً، حتى تقدم له عبيدة بن هلال اليشكري وصرع المغيرة من فوق حصانة، حتى استقنذه فرسان من الأزد من جيش المهلب . وقال عبيدة بن هلال مرتجزاً بعد هذا الموقف :
أنا ابن خير قومه هلال | شيخ على دين أبي بلال | |
وذاك ديني آخر الليالي | *************** |
ويقصد بأبو بلال، أبو بلال مرداس بن حدير أحد زعماء الخوارج .[3]
عبيدة بن هلال يفضل جرير على الفرزدق
قال : عمر بن شبة ، تنازع في شعر جرير والفرزدق رجلان في عسكر المهلب بن أبي صفرة الذي كان يقاتل الخوارج وفيهم عبيدة بن هلال، فذهب ذلك الرجلان إلى المهلب وسئلاه في الحكم بينهما في أيهما أفضل جرير أم الفرزدق ؟ فقال المهلب : لا أقول بينهما شيئا ولكني أدلكما على من يهون عليه سخطهما ؟ هو عبيدة بن هلال اليشكري، وكان عبيدة مع قطري وبينهما نهر، فخرج أحد الرجلين، فبدر من الصف ثم دعا بعبيدة بن هلال للمبارزة فخرج إليه؟
فقال إني أسألك عن شيء تحاكمنا إليك فيه ؟
فقال عبيدة وما هو عليكما لعنة الله !
قال فأي الرجلين عندك أشعر أجرير أم الفرزدق ؟
فقال عبيدة، لعنكما الله ولعن جريرا والفرزدق أمثلي يسأل عن هذين الكلبين
قالا لابد من حكمك
فقال عبيدة فإني سائلكم قبل ذلك عن ثلاث
فقالوا سل ؟
قال عبيدة ما تقولون في إمامكم إذا فجر ؟
قالوا نطيعه وإن عصى الله عز وجل
قال عبيدة قبحكم الله فما تقولون في كتاب الله وأحكامه ؟
قالوا ننبذه وراء ظهورنا ونعطل أحكامه
قال عبيدة لعنكم الله إذا فما تقولون في اليتيم ؟
قالوا نأكل ماله !
قال عبيدة أخزاكم الله إذا والله لقد زدتموني فيكم بصيرة ثم ذهب لينصرف !
فقالوا له إن الوفاء يلزمك وقد سألتنا فأخبرناك ولم تخبرنا !
فرجع عبيدة وقال من الذي يقول :
إنا لنذعر يا قفير عدونا | بالخيل لاحقة الأياطل قودا | |
وتحوط حوزتنا وتحمي سرحنا | جرد ترى لمغارها أخدودا | |
أجرى قلائدها وقدد لحمها | ألا يذقن مع الشكائم عودا | |
وطوى القياد مع الطراد متونها | طي التجار بحضرموت برودا |
فقال الرجلان هو جرير
فقال عبيدة، فهو ذاك، فانصرفا .
مقتلة
قتل عبيدة بن هلال في حصن قومس في طبرستان ، بعدما حوصر مع رفاقة في الحصن، وقال سفيان بن الأبرد الكلبي قائد الجيش الذي حاصرهم أن من يقتل صاحبة في الحصن ويأتي برأسه ويبايع فله الأمان، ولكنهم بقيوا في الحصار فقال عبيدة بن هلال لأصحابة ماذا تنتظرون أنبقى حتى نموت جوعا في الحصار فقال له اصحابه ماذا ترى ؟؟؟
فقال نأكل خيولنا ونخرج لهؤلاء البغاة ونجالهم بسيفونا فنموت كراما، ثم تهيئوا لذلك وخرجوا يقاتلونهم حتى قتل عبيدة بن هلال ومن معه جميعاً، فلما دخل الجيش الحصن وجد صحيفة قد كتبها عبيدة بن هلال اليشكري بها هذه الابيات :
لَعَمري لَقَد قامَ الأَصَمُّ بِخُطبَةٍ | لَها في صُدورِ المُسلِمينَ غَليلُ | |
لَعَمري لَئِن أَعطَيتُ سُفيانَ بيعَتي | وَفارَقتُ ديني إِنَّني لَجَهولُ | |
إِلى اللَهِ أَشكو ما تَرى بِجِيادِنا | تَساوُكَ هَزلى مُخَّهُنَّ قَليلُ | |
تَعاوَرَها القُذّافُ مِن كُلِّ جانِبٍ | بِقَومَسَ حَتّى صَعبُهُنَّ ذَلولُ | |
فَإِن يَكُ أَفناها الحِصارُ فَرُبَّما | تَشَحَّطَ فيما بَينَهُنَّ قَتيلُ | |
قَتيلٌ عَزيزٌ في العَشيرَةِ فَقدُهُ | يَوَدّونَ لَو يَشرونَهُ بِبَديلُ | |
وَقَد كِدنَ مِمّا أَن يُقَدنَ مِنَ الوَجى | لَهُنَّ بِأَبوابِ القِبابِ صَهيلُ | |
فَيا نَفسُ صَبراً كُلُّ ما حُمَّ واقِعٌ | وَلَيسَ إِلى ما تَعلَمينَ سَبيلُ | |
وَقَومي إِلى دُروازِقِ الحِصنِ فَاِنظُري | إِلى خَندَقٍ فيهِ الحِصارُ طَويلُ |
أشعاره
- من أشعار عبيدة بن هلال اليشكري :
- قصيدة له يهجو فيها القائد عمر بن عبيد الله بن معمر ، الذي أرسله والي العراق مصعب بن الزبير لحرب الخوارج، وكان ذلك في فترة خلافة عبد الله بن الزبير ، حيث يقول عبيدة بن هلال :
تَأَنَّ وَلا تَعجَل عَلَينا اِبنَ مَعمَرٍ | فَلَستَ وَإِن أَكثَرتَ مِثلَ المُهَلَّبِ | |
وَلا لَكَ في الحَربِ المُلِحَّةِ خُطَّةٌ | وَلا لَكَ مَن يُفديكَ بِالأُمِّ وَالأَبِ | |
كَما كانَت الأَحياءُ طُرّاً تَقولُهُ | لَهُ كُلَّ يَومٍ مُستَحيلٍ عَصَبصَبِ | |
فَلَو غَيرَنا يَلقى لَقالَ لَنا اِذهَبوا | وَلَو غَيرَهُ نَلقى لَقُلنا لَهُ اِذهَبِ | |
وَلكِن مُنينا بِالحَفيظَةِ كُلُّنا | جِلاداً وَطَعناً بِالوَشيجِ المُعَلَّبِ | |
كَذلِكَ كُنّا كُلُّنا يا اِبنَ مَعمَرٍ | وَأَنتَ كَبَيتِ العَنكَبوتِ المُذَبذَبِ | |
فَإِن رَمُتَها مِنّا وَلَستَ بَفاعِلٍ | رَكِبتَ بِها مِن حَربِنا شَرَّ مَركَبِ | |
فَلَسنا بِأَنكاسٍ قِصارٍ رِماحُنا | وَلا نَحنُ نَخشى وَثبَةَ المُتَوَثِّبِ | |
وَلَسنا نَقولُ الدَهرَ عِصمَةُ أَمرِنا | عَلى كُلِّ حالٍ كانَ طاعَةُ مُصعَبِ | |
وَلكِن نَقولُ الحُكمُ لِلَّهِ وَحدَهُ | وَبِاللَهِ نَرضى وَالنَبِيِّ المُقَرَّبِ |
- قصيدة اخرى :
حَتّى مَتى يَتبَعُنا المُهَلَّبُ | كَأَنَّهُ في إِثرِ صَحبي كَوكَبُ | |
في كُلِّ يَومٍ مُقرَباتٌ شُزَّبُ | فُرسانُها مِن حَنَقٍ تَلَهَّبُ | |
لَيسَ لَنا في الأَرضِ مِنهُ مَهرَبُ | وَلا السَماءُ أَينَ أَينَ المَذهَبُ |
- قصيدة اخرى :
قُل لِلحَصينِ لَقَد أَصَبتَ سَعادَةً | وَما كُنتَ فيما رُمتَهُ بِمَعيبِ | |
وَما كانَ في جَمعِ المُحِلّينَ فارِسٌ | يُبارِزُهُ في النَقعِ غَيرُ حَبيبِ | |
وَأَيُّ اِمرىءٍ يَأوي الحُرورَ بِمَعرَكٍ | يَهابُ وَلكِن كُنتَ غَيرَ هَيوبِ | |
فَيا رُبَّ يَومٍ قَد دَعاني لِمِثلِها | فَلَم أَكُ في ما سالَني بِمُجيبُ |
- قصيدة أخرى :
لَعَمري لَقَد بِعنا الحَياةَ وَعَيشَها | بِرِضوانِ رَبٍّ بِالخَلائِقِ عالِمِ | |
غَداةَ نَكُرُّ المَشرَفِيَّةَ فيهِمُ | بِسولافَ يَومَ المازِقِ المُتَلاحِمِ | |
فَإِن تَكُ قَتلى يَومَ سَلِيَّ تَتابَعَت | فَكَم غادَرَت أَسيافُنا مِن قُماقِمِ | |
صَريعٍ وَمِن حِسِّ الحَياةِ وَأَصبَحَت | بِواكيهِمُ يُعوِلنَ بَينَ المَآتِمِ |
- قصيدة اخرى :
عَجِبتُ لِأَحداثِ البَلاءِ وَلِلدَّهرِ | وَلِلحَينِ يَأتي المَرءَ مِن حَيثُ لا يَدري | |
إِذا ذَكَرَت نَفسي مَعَ اللَيلِ مُحرِزاً | تَأَوَّهتُ مِن حُزنٍ عَلَيهِ إِلى الفَجرِ | |
سَرى مُحرِزٌ وَاللَهُ أَكرَمَ مُحرِزاً | بِمَنزِلِ أَصحابِ النُخَيلَةِ وَالنَهرِ |
- قصيدة اخرى :
وَما زالَتِ الأَقدارُ حَتّى قَذَفنَني | بِقومِسَ بَينَ الفَرَّجانِ وُصولُ | |
إِلى اللَهِ أَشكو إِلى الناسِ أَشتَكي | بِقَومَسَ إِذ فيها الشُراةُ حَلولُ |
مراجع
- "الموسوعة الشاملة". islamport.com. مؤرشف من الأصل في 28 مارس 202001 مايو 2018.
- "بوابة الشعراء". islamport.com. مؤرشف من الأصل في 10 ديسمبر 201901 مايو 2018.
- "ملخص تاريخ الخوارج". islamport.com. مؤرشف من الأصل في 25 يناير 202001 مايو 2018.