تجمع عرب الجهالين، ويدعى أيضا ب (جبل)، هو إحدى تجمعات محافظة القدس، ويقع جنوب شرق مدينة القدس،، يحده من الشرق والجنوب أراضي أبو ديس، ومن الغرب أبو ديس والعيزرية، ومن الشمال العيزرية. ويعيش عرب الجهالين ما بين القدس وأريحا تحت خطر الترحيل[3]. وقد رُحّل عرب الجهالين للمرة الأولى من أراضيهم خلال النكبة، فانتقلوا للعيش ما بين القدس وأريحا في ظروف صعبة ومحفوفة بالمخاطر. وهم يواجهون اليوم، مثلهم مثل سائر التجمعات البدويّة حول القدس، سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تخطط لترحيلهم مجدداً.
عرب الجهالين | |
---|---|
تقسيم إداري | |
البلد | دولة فلسطين[1] |
التقسيم الأعلى | الضفة الغربية[2] |
رمز جيونيمز | 7890120 |
خلفية تاريخية
كنتيجة لتهجير عام 1948، لجأ عرب الجهالين من منطقة تل عراد التي تمتد على مساحة تصل إلى ما يقارب 50 كم إلى الشّمال الشّرقي من بئر السبع، وتمتد بمسافة 30 كم جنوب الخليل، وبمسافة 30 كم غرب البحر الميت. على الرغم من أن تلك المساحات الواسعة كانت مهجورة وأشبه بالصحراوية، إلا أن عرب الجهالين قد تكيّفوا في هذا الواقع، وكانوا يرعون أغنامهم ويهاجرون مرتين خلال العام حسب فصول السنة، فينتقلون من مكان إلى آخر حسب توافر المياه والغطاء النّباتيّ. كما العديد من التجمعات البدوية الأخرى المهددة بالطرد في الضفة الغربية[4].
الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية
يتوّزع عرب الجهالين في القدس حول أربع مناطق أساسية: عناتا، وادي أبو هندي، الخان الأحمر، والجبل. ترفض سلطات الاحتلال الإسرائيلي الاعتراف بملكية عرب الجهالين لأراضيهم في تل عراد التي هجروا منها خلال نكبة 1948، وفي المقابل ترفض هذه السّلطات كذلك الاعتراف بوجودهم الحاليّ فوق الأراضي الممتدة ما بين أريحا والقدس، وتسعى إلى طردهم منها مجددا. إضافة إلى ذلك، فإن القيود المفروضة على حركتهم قد أثرت بشكل سلبي كبير على نمط حياتهم الرعويّ مما أجبر الكثيرين على التخلي عن قطعانهم والانتقال للعمل كعمال غير مؤهلين.
أدى بناء مستوطنة "معاليه أدوميم" عام 1975، وهي واحدة من أكبر مستوطنات الضفة الغربية، إلى مصادرة أراضٍ واسعة من عرب الجهالين، وتمزيق نسيجهم الاجتماعي. على الرغم من هذه الصّعوبات، فإن عرب الجهالين مستمرون في رعي قطعانهم في المناطق التي يمكنهم الوصول إليها، ويقومون بإعادة بناء مساكنهم بعد كلّ مرة تهدمها قوات الاحتلال، وقد قاموا بإنشاء مؤسسات وجمعيات تساعدهم في مواجهة هذه الظروف الصّعبة والحفاظ على العلاقات الأسرية الوثيقة بينهم.
في العام 1998، قامت سلطات الاحتلال بتحويل منطقة "الجبل" إلى منطقة "ج"، وهي المنطقة القريبة من السّفوح الشّمالية للعيزرية، على بعد أقل من كيلومتر واحد من مكب النفايات التابع لبلدية الاحتلال في القدس، والتي تعيش فيها بعض عائلات عرب الجهالين. كانت هذه الخطوة الإسرائيلية ضارة جدا لسكان الجبل، فقد عنت فقدانهم للأراضي التي كانوا يرعون فيها أغنامهم، مما يعني تضرر نمط عيشهم التقليدي. كما أنها أدت إلى تفكك في مجتمعهم المبني على أساس العلاقات الوثيقة جدا.
بعد نقلهم القسريّ، ومن خلال جهود المجتمع المتضافرة نجح أهالي عرب الجهالين من خلال الحصول على التراخيص اللازمة ببناء أول قرية دائمة لعرب الجهالين. وقد أسس "الجبل" مجلساً محلياً، وبنى مدرسة وعيادة طبية، وبدأ بتقديم الخدمات لسكان القرية. تمثل هذه القصة العزم والمثابرة والجهد الكبير الذي يبذله أهالي الجهالين للصمود وتحسين أوضاعهم المعيشية[4].
كما أن وجود القرية بالقرب من مكب نفايات ترك آثاراً مدمرة: مشاكل صحية كبيرة بدءاً من انتشار السّامات الغازية والحرائق، وصولاً إلى تفشي الأمراض بين الحيوانات، والبشر، والتي أثرت على صحة الشّباب وكبار السّن والمرضى في القرية. بالإضافة إلى ترسيم الخرائط بواسطة الإسرائيليين والتي تحد من حركة عرب الجهالين ومواطن ممارساتهم المعيشية المختلفة.[5]
تهديدات بطرد آخر
يصل تعداد البدو الذين بقوْا في منطقة معاليه أدوميم اليوم قرابة 3,000 نسمة، نصفهم من الأطفال. وهم يعيشون في خيم وأكواخ صفيحية في أكثر من 20 تجمعًا سكنيًا على طول شارع القدس-أريحا وبجوار معاليه أدوميم. غالبية المجموعات السكنية هي من أبناء قبيلة الجهالين (قرابة 2,700 نسمة)، وهناك مجموعة واحدة تابعة لعشيرة الكعابنة ويبلغ تعدادها قرابة ثمانين نسمة، ومجموعة أخرى يبلغ تعدادها قرابة 150 نسمة، وهي من عشيرة السواحرة.
تعيش هذه المجموعات السكنية بظروف صعبة: فبرغم أنها تعيش في هذه المنطقة منذ عشرات السنوات، إلا إنّ الإدارة المدنية ترفض تجهيز مخططات هيكلية لها، وهي بذلك تمنع إمكانية البناء القانونيّ. وتصدر الإدارة المدنية أوامرَ هدم للمباني في التجمعات السكنية البدوية، وفي بعض التجمعات السكنية صدرت أوامر هدم لكلّ المباني. ويحاول السكان عيش حياتهم التقليدية وفق النهج الذي يعرفونه، والذي يعتمد على رعاية المواشي، إلا أنّ قدرتهم على الوصول إلى أراضي الرعي والأسواق محدودة. وهم يعانون نقصًا جسيمًا في الخدمات الصحية والتربية والرفاه وغياب البنى التحتية المادية، مثل الكهرباء والمجاري والطرقات، حيث أنّ نصف التجمعات السكنية فقط مرتبطة بشبكة المياه.
ثمة مخططان يشكلان خطرًا على البدو في المنطقة، وكلاهما يسعيان لتدعيم وتقوية المنطقة الاستيطانية في منطقة معاليه أدوميم ووصلها بالقدس. المخطط الأول هو مخطط E1، الذي يمتدّ على قرابة 12,000 دونم من منطقة نفوذ معاليه أدوميم، والذي تقع في ضمنه وعلى هامشه 11 مجموعة سكنية من المجموعات البدوية؛ أمّا المخطط الثاني فهو سعي إسرائيل لإقامة جدار الفصل وفق مسار يُبقي معاليه أدوميم والمستوطنات المحيطة بها كمُسوّرة من 64,000 دونم مرتبطة بإسرائيل، ممّا سيفصلها عن مناطق الضفة الغربية المجاورة لها. وتسكن 18 مجموعة سكنية بدوية في المنطقة المخططة لإقامة هذه المُسوّرة المستقبلية.
في عام 2005 جهّزت الإدارة المدنية الإسرائيلية مخطط إخلاء لقرابة 200 عائلة أخرى من عشيرة الجهالين إلى "الموقع البديل" المجاور لمزبلة أبو ديس، الواقعة في الجانب "الفلسطيني" من جدار الفصل. وقد خُطط لهذه المنازل الجديدة أن تُبنى على بعد 150 مترًا فقط من المزبلة. وقد صدّقت مؤسسات التخطيط التابعة للإدارة المدنية على هذا المخطط، إلا أنه لم يدخل حيّز التنفيذ. في أيار 2012 التمست منظمة بمكوم وعدد من السكان المهددين بالإخلاء المحكمة العليا ضدّ الإدارة المدنية، بواسطة المحامي شلومو ليكر. وطلب الملتمسون من الإدارة المدنية إبطال الإخلاء وإشراكهم في جميع المخططات التي تُدار حولهم والامتناع عن إخلائهم إلى حين البتّ في الالتماس. وفي المقابل ادّعت الدولة أنّ مخططاتها لإخلاء أبناء القبيلة إلى موقع بديل هي جزء من السياسة العامة للإدارة المدنية بما يخصّ البدو في الضفة وهي مُعدّة "لتوفير حلّ دائم يستوي مع مبادئ حُكم القانون ويوفر مستوى حياة لائقًا لسائر أبناء القبيلة".
أمّا بخصوص نقل أبناء الجهالين إلى موقع مُحاذٍ للمزبلة، فقالت الدولة إنّ الإدارة المدنية بادرت مطلع عام 2012 لإجراء استطلاع مخاطر، لن تقرّر إلا في نهايته ما إذا كانت ستصدق نهائيًا هذا المخطط أم لا. وإلى حين ذلك، لن تتمّ أيّ خطوة على الأرض، وفي حال تقرّر دفع المخطط قدمًا فإنه سيُودَع ثانية من أجل تقديم الاعتراضات وسيكون بوسع الملتمسين تقديم اعتراضاتهم عليه. في أعقاب هذا البيان، شُطب الالتماس بموافقة الطرفيْن، من خلال التشديد على أنّ "السلطات في المنطقة تحتفظ لنفسها بحق مواصلة العمل على التخطيط لصالح الفلسطينيين عمومًا، والوسط البدوي خصوصًا في كل منطقة يهودا والسامرة". وحتى أيار 2014 لم تنشر الإدارة المدنية قرارها بخصوص مخطط الإخلاء لمنطقة المزبلة، وفي ظلّ التطورات التالية يبدو أنّ مخطط الإخلاء هناك قد أُهمِل. [6] [7]
الخان الأحمر
- مقالة مفصلة: الخان الأحمر
هنالك اثنا عشر تجمّعًا فلسطينيًّا يعيش سكّانها مهدّدين بالترحيل، تقطن في منطقة خان الأحمر، إلى الشرق من مدينة القدس، ويبلغ عددهم نحو 1400 نسمة. تنتشر هذه التجمّعات على جانبي شارع القدس - أريحا، إلى الشرق من سهل أدوميم، وكذلك على جانبي شارع 437، الذي يربط بين الشارع الرئيسي وقرية حزمة.
مراجع
- "صفحة عرب الجهالين في GeoNames ID". GeoNames ID27 مايو 2020.
- معرف ميزة فريدة في وكالة الاستخبارات الجغرافية المكانية الوطنية: 11197363 — تاريخ النشر: 11 يونيو 2018 — الرخصة: ملكية عامة
- "دليل تجمع عرب الجهالين" ( كتاب إلكتروني PDF ). 2012. معهد الأبحاث التطبيقية- أريج. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 14 فبراير 201929 نوفمبر 2018.
- "عرب الجهالين في سطور - الجهالين". الجهالين. مؤرشف من الأصل في 31 يوليو 201729 نوفمبر 2018.
- "خان الأحمر شرق القدس.. أبرز محطات التهجير". مؤرشف من الأصل في 2 أكتوبر 201829 نوفمبر 2018.
- "منطقة معاليه أدوميم". بتسيلم. مؤرشف من الأصل في 9 سبتمبر 201829 نوفمبر 2018.
- "عرب الجهالين بانتظار ترحيل جديد - الجهالين". الجهالين. مؤرشف من الأصل في 27 يوليو 201729 نوفمبر 2018.