الرئيسيةعريقبحث

عقاب الأعمال


☰ جدول المحتويات


العقاب هو الضرر المستَحق المقرون بالاستخفاف والإهانة، الذي توعد الله تعالى به خلقه في القرآن والسنة إذا عصوه ولم يمتثلوا أوامره بفعل القبيح، والإخلال بالواجب، ويشترط في استحقاق العذاب أن يكون المكلف عالما بقبح القبيح، ووجوب الواجب، وأن لا يكون مجبورا عليهما، وسيُخلّد الكفار في العقاب بخلاف المؤمنين الذين يُعاقبون على ما اقترفوه، من قبائح وأخلوا بالواجب، ومن ثم تشملهم الرحمة والشفاعة فيُخرجون من العقاب ويدخلون الجنة.

تعريف العقاب

  • لغة: هو الجزاء إزاء فعل السوء، ويقال (عاقبه بذنبه) أي أخذه به.[1]
  • اصطلاحا: هو الضرر المستَحق المقرون بالاستخفاف والإهانة، فقيد (المستَحق) يخرج بهذا القيد الضرر المتضمن للمصلحة، من قبيل الآلام التي يبتلي الله تعالى بها الإنسان عند المرض و...الخ، وقيد (المستَحق المقرون بالاستخفاف والإهانة) يخرج بهذا القيد أيضا الضرر المكور في القيد السابق.[2]

العقاب في القران والسنة

لقد وردت الكثير من الآيات الكريمة التي ذكرت العقاب، ومنها:

  1. ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾.[3]
  2. ﴿غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ﴾.[4]
  3. ﴿وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ﴾.[5]
  4. ﴿وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ * إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ﴾.[6]
  5. ﴿كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾.[7]
  • السنة الشريفة

لقد وردت الكثير من الروايات الشريفة التي ذكرت العقاب، ومنها:

  1. عَنِ الْمَشْرِقِيِّ حَمْزَةَ بْنِ الْمُرْتَفِعِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ: كُنْتُ فِي مَجْلِسِ أَبِي جَعْفَرٍ "عليه السّلام" إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ فَقَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي، فَقَدْ هَوىٰ مَا ذَلِكَ الْغَضَبُ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ "عليه السّلام": هُوَ الْعِقَابُ يَا عَمْرُو إِنَّهُ مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ زَالَ مِنْ شَيْ‌ءٍ إِلَى شَيْ‌ءٍ فَقَدْ وَصَفَهُ صِفَةَ مَخْلُوقٍ، وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَسْتَفِزُّهُ شَيْ‌ءٌ فَيُغَيِّرَهُ.[8]
  2. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ "عليه السّلام" قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: ثَلَاثَةٌ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: مَنْ صَوَّرَ صُورَةً مِنَ الْحَيَوَانِ يُعَذَّبُ، حَتَّى يَنْفُخَ فِيهَا، وَلَيْسَ بِنَافِخٍ فِيهَا، وَالَّذِي يَكْذِبُ فِي مَنَامِهِ يُعَذَّبُ حَتَّى يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ، وَلَيْسَ بِعَاقِدِهِمَا، وَالْمُسْتَمِعُ مِنْ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ يُصَبُّ فِي أُذُنَيْهِ الْآنُكُ، وَهُوَ الْأُسْرُبُّ.[9]
  3. عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ "عليه السّلام" قَالَ: إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْعَقْلَ، فَقَالَ لَهُ أَقْبِلْ [فَأَقْبَلَ] - ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ [فَأَدْبَرَ] - (ثُمَّ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ) - ثُمَّ قَالَ: لَا وَعِزَّتِي وَجَلَالِي مَا خَلَقْتُ شَيْئاً أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْكَ لَكَ الثَّوَابُ، وَعَلَيْكَ الْعِقَابُ.[10]
  4. عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ "عليه السّلام" إِنَّمَا شِيعَةُ جَعْفَرٍ مَنْ عَفَّ بَطْنُهُ، وَفَرْجُهُ، وَاشْتَدَّ جِهَادُهُ، وَعَمِلَ لِخَالِقِهِ، وَرَجَا ثَوَابَهُ، وَخَافَ عِقَابَهُ، فَإِذَا رَأَيْتَ أُولَئِكَ، فَأُولَئِكَ شِيعَةُ جَعْفَرٍ.[11]
  5. أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الْحَلَّالُ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ "عليه السّلام" أَخْبِرْنِي عَمَّنْ عَانَدَكَ، وَلَمْ يَعْرِفْ حَقَّكَ مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ هُوَ، وَسَائِرُ النَّاسِ سَوَاءٌ فِي الْعِقَابِ؟ فَقَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ "عليه السّلام" يَقُولُ: عَلَيْهِمْ ضِعْفَا الْعِقَابِ.[12]

موجبات استحقاق العقاب

ان ما يوجب استحقاق العقاب أمرين، وهما:

  1. فعل القبيح.
  2. الإخلال بالواجب.

قال السيد المرتضى: فأما الذمّ فيستحق بفعل القبيح، وبأن لا يفعل الواجب، وأما العقاب فيستحق بهذين الوجهين معا بشرط أن يكون الفاعل اختار ما استحق به ذلك على ما فيه منفعة ومصلحة.

وإنما قلنا إنه يستحق الذم على اإخلال بالواجب وأنه جهة في استحقاق الذم كالقبيح، لان العقلاء يعلّقون الذم بذلك كما يعلقونه بالقبيح، ولانهم يذمونه إذا علموه غير فاعل الواجب عليه وإن لم يعلموا سواه.[13]

الفرق بين استحقاق الذم واستحقاق العقاب

إن موجبات استحقاق الذم[14] هي نفسها موجبات استحقاق العقاب، وشروط استحقاق الذم مثل شروط المدح، وهي:

  1. أن يقصد به التعظيم.
  2. أن يكون اللفظ موضوعا للتعظيم.
  3. أن يكون المادح عالما بعظم حال الممدوح، والظن والاعتقاد لا يقوم مقام العلم في هذا المجال، لان المدح لا يكون إلاّ مستحقا، ولا يصح ذلك إلاّ مع العلم.[15]

ويكن يشترط في استحقاق العقاب أن يكون فاعل القبيح أو المخل بالواجب عالما بان منفعته ومصلحته تكمن في تركه للقبيح وفعله للواجب، ومع ذلك يقوم بفعل القبيح، وترك الواجب.[16]

استحقاق العقاب

  • يُشترط في استحقاق العقاب:
  1. أن يكون المكلف عالما بقبح القبيح ووجوب الواجب، أو متمكنا من العلم بذلك.
  2. أن لا يكون المكلف مجبورا في فعل القبيح والإخلال بالواجب.
  • إن العقاب حق الله تعالى، وله أن يعاقب العصاة كما أوعد، وله أن يعفو عنهم من باب التفضّل، لان العفو لا يقدح في الوعيد، وخلف الوعيد غير قبيح.[17]

دوام أو انقطاع العقاب

إن الثواب يُستحق دائما، والدليل عليه ما ورد في الشرع، والذي أجمعت عليخ الأمة بأن الثواب يستحق دائما. قال السيد المرتضى: و لادليل في العقل على دوام ثواب ولا عقاب، وإنما المرجع في ذلك إلى السمع ... والذي يدل على أن العقل لا يدل على دوام الثواب والعقاب: أنا سبرنا أدلة العقول فلم نجد ما يدل على دوامها، فينبغي أن نتوقف إلى أن يرد السمع القاطع على أحد المجوّزين ... فأما من جهة السمع فلا خلاف بين الأمة أن الثواب يستحق دائما، وكذلك لا خلاف يُعتد به أن عقاب لكفر يستحق دائما.[18]

عقاب العاصي

أجمع المسلمون على أن عقاب الكفر دائم، وقد دلت الأدلة الشرعية بوضوح على ذلك، وأما المعاصي ما دون الكفر فإنَّ عقوبتها تكون - كما ورد في الشرع - منقطعة.[19]

  • دليل انقطاع عقاب العاصي

إنَّ الثواب دائم، ولا يخفى بأن الثواب الدائم لا يجتمع مع العقاب الدائم، فلهذا ينبغي الإذعان بأنّ من يستحق الثواب لا يكون عقابه دائميا، بل يلزم أن يكون ذلك بصورة منقطعة.[20]

طريق معرفة دوام وانقطاع العقاب

  1. إنَّ أصل استحقاق العقاب ودوامه أو انقطاعه يُعلم عن طريق الدليل الشرعي دون الدليل العقلي، وذلك لعدم وجود دليل عقلي على ذلك، وإنما مصدر معرفة ذلك هو الشرع فقط.[21]
  2. لا يصح القول بأنّ من الأدلة العقلية على دوام العقاب هو أن الذم يستحق الدوام، وأنَّ ما اقتضى دوام الذم هو الذي يقتضى دوام العقاب، والدليل هو: لان وجه استحقاق الذم هو الذي ليس بعينه وجه استحقاق العقاب، لآنَّ العقاب فيه شرط دون الذم.[22]
  3. لا يصح القول بأنَّ من الأدلة العقلية على دوام العقاب هي أن العقاب لو لم يكن دائما لم يكمن الزجر واقعا موقعه، والدليل: لان الزجر يحصل إزاء الضرر العظيم وإن لم يبلغ حدّ الدوام، كما أن أصل استحقاق العقاب لا يعلم بالعقل، فكيف يعلم دوامه بالعقل.[23]

الخلود في العقاب

إنَّ الخلود في العذاب الأخروي مختص بمن أدّت سيئاته إلى انقطاعه الكامل عن الرحمة الإلهية، وذلك لقوله تعالى: ﴿بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾،[24] أي : أحاطت به خطيئته بحيث أوجبت زوال أيّة قابلية أو استعداد لنزول الرحمة عليه، وخروجه من النقمة.[25]

قال الشيخ الصدوق: اعتقادنا في النار أنها ... لا يخلد فيها إلاّ أهل الكفر والشرك، وأما المذنبون من أهل التوحيد، فإنهم يخرجون منها بالرحمة التي تدركهم والشفاعة التي تنالهم.[26]

قال الشيخ المفيد: اتفقت الإمامية على أنَّ الوعيد بالخلود في النار متوجّه إلى الكفار خاصة دون مرتكبي الذنوب من أهل المعرفة بالله تعالى والإقرار بفرائضه من أهل الصلاة.[27]

  • سبب الخلود في العقاب

روي عَنْ أَبِي هَاشِمٍ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ "عليه السّلام": إِنَّمَا خُلِّدَ أَهْلُ النَّارِ فِي النَّارِ لِأَنَّ نِيَّاتِهِمْ كَانَتْ فِي الدُّنْيَا أَنْ لَوْ خُلِّدُوا فِيهَا أَنْ يَعْصُوا اللَّهَ أَبَداً، وَإِنَّمَا خُلِّدَ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ لِأَنَّ نِيَّاتِهِمْ كَانَتْ فِي الدُّنْيَا أَنْ لَوْ بَقُوا فِيهَا أَنْ يُطِيعُوا اللَّهَ أَبَداً، فَبِالنِّيَّاتِ خُلِّدَ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ، ثُمَّ تَلَا قَوْلَهُ تَعَالَى: ﴿قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلىٰ شٰاكِلَتِهِ﴾ قَالَ: عَلَى نِيَّتِهِ.[28]

وصلات خارجية

الهوامش

  1. ابن منظور، لسان العرب، ج1، ص612 - 613.
  2. الطوسي، الاقتصاد، ص181.
  3. الأنفال: 13.
  4. غافر: 3.
  5. الرعد: 6.
  6. سورة ص: 13 -143.
  7. ال عمران: 11.
  8. الكليني، الكافي، ج1، ص110.
  9. الصدوق، ثواب الأعمال، ص223.
  10. الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج1، ص41.
  11. الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج15، ص251.
  12. الكليني، الكافي، ج1، ص377.
  13. المرتضى، شرح جمل العلم والعمل، ص137.
  14. الذم: هو قول ينبئ عن اتضاع حال الغير. الطوسي، الاقتصاد، ص181.
  15. الطوسي، الاقتصاد، ص180 - 181.
  16. الطوسي، الاقتصاد، ص189.
  17. المرتضى، شرح جمل العلم والعمل، ص144 - 145.
  18. المرتضى، شرح جمل العلم والعمل، ص 142 - 144.
  19. الرازي، المنقذ من التقليد، ج2، ص27.
  20. المرتضى، شرح جمل العلم والعمل، ص142.
  21. الحلبي، غنية النزوع، ج2، ص230.
  22. المرتضى، الذخيرة، ص280.
  23. المرتضى، شرح جمل العلم والعمل، ص143.
  24. البقرة: 81.
  25. الطباطبائي، الميزان، ج12، ص87.
  26. الصدوق، الاعتقادات، ص53.
  27. المفيد، أوائل المقالات، ص46.
  28. الكليني، الكافي، ج2، ص85.

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب، دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان، 1408هـ - 1988م.
  • الحر العاملي، محمد بن الحسن، وسائل الشيعة، مؤسسة آل البيت (عليهم السلام)، قم، ط 1، قم – إيران، 1409 هـ.
  • الحلبي، حمزة بن علي، غنية النزوع إلى علمي الأصول والفروع، مؤسسة الإمام الصادق "عليه السّلام"، ط1، تحقيق: الشيخ إبراهيم البهادري، 1418 هـ، قم – إيران.
  • الرازي، محمود، المنقذ من التقليد، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، ط1، 1412 هـ، قم – إيران.
  • الصدوق، محمد بن علي، الاعتقادات، المطبعة العلمية، ط1، تحقيق: غلام رضا المازندراني، 1412 هـ، قم – إيران.
  • الصدوق، محمد بن علي، ثواب الأعمال وعقاب الأعمال، الناشر: دار الشريف الرضي للنشر، ط2، 1406 هـ، قم – إيران.
  • الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القران، مؤسسة إسماعيليان، ط5، 1412 هـ، قم – إيران.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، الاقتصاد فيما يتعلق بالاعتقاد، منشورات جمعية منتدى النشر، ط1، 1399 هـ، النجف الأشرف – العراق.
  • الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، دار الكتب الإسلامية، ط 4، طهران – إيران، 1407 ه‍.
  • المرتضى، علي بن الحسين، الذخيرة في علم الكلام، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، ط1، تحقيق: السيد أحمد الحسيني، 1411 هـ، قم – إيران.
  • المرتضى، علي بن الحسين، شرح جمل العلم والعمل، دار الأسوة للطباعة والنشر، ط2، تحقيق: الشيخ يعقوب الجعفري المراغي، 1419 هـ، قم – إيران.
  • المفيد، محمد بن محمد، أوائل المقالات، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، ط1، تحقيق: الشيخ إبراهيم الأنصاري، 1413 هـ، د.م.