الرئيسيةعريقبحث

علم النقائش


☰ جدول المحتويات


علم النقائش أو الأبيغرافيا (باللاتينية: Epigraphia) هو علم دراسة النقوش والكتابات القديمة.

يطلق على علم النقائش دراسة المادة الأثرية المنقولة على محمل لا يبيده عامل الزمن، نذكر على سبيل المثال الصخر أو الطين أو شتى أنواع المعادن وعلى رأسها المعادن قليلة الأكسدة والمقاومة للعوامل المُتلفة لها. ويهدف هذا العلم إلى تأريخ الكتابة المُكتشفة بعد نقلها وفكّ شفرتها، ثم الخروج باستنتاجات عن الفترة التي كتبت فيها وذلك على جميع المستويات: اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا.

تاريخ علم النقائش

لعب كل من علم النقائش وعلم البرديات دوراً هاماً في مجريات علم الآثار، وقد أسهمت النصوص المكتوبة على الجلود والصكوك وشهادات العصور الوسطى ونحوها كثيراً في استكمال الصورة التي عرفت عن حياة الإنسان ، ولا سيما فيما يتعلق بنظمه الاجتماعية والاقتصادية والفكرية ، لأن الكتابات القديمة من ناحية ن ودراسات المخلفات والبقايا المادية من ناحية أخرى ، هما من أهم المصادر الرئيسية للحصول على المعلومات الخاصة بحضارة هذا الإنسان .[1]

ومما تجب الإشارة إليه في هذا الصدد أن العصور التاريخية التي تؤرخ لها النقوش وتلك الكتابات لم تتزامن مع بداية استقرار الإنسان على ظهر الأرض في مجتمعاته البدائية المبكرة ، وإنما سبقتها فترة زمنية طويلة لم تكن الكتابة خلالها قد عرفت بعد ، وهي فترة لم تكن سهلة المعرفة ، لولا علم الآثار وما أسفرت عنه حفائره وتنقيباته ، ومن هنا فإنه يمكن القول إن معرفة حضارة الإنسان في ماضيه البعيد والقريب تقوم أساساً على محورين . أولهما التي سجلها في كثير من أعماله المكتوبة لتشرح لنا ما تركه هذا الإنسان من معابد ومقابر وتوابيت وتماثيل وأوان فخارية وغير فخارية . بل وحياته القديمة كلها بما شملته من نظم اجتماعية وثقافية وسياسية وعقائدية .[2]

وقد تضاعفت الكتابات الأثرية منذ القرن الرابع قبل الميلاد ، ولم يكد يأت القرن الخامس الميلادي حتى سافر هيردوت آلاف الأميال ليبحث عن تاريخ الشعوب ويصف آثارهم وتقاليدهم ، وكذلك فعل بليني وتيودور واسترابون وغيرهم .[3]

من أشهر النقائش حول العالم

يزخر عالمنا بعديد النقائش التي زخرف بها علماء الآثار فسيفساء الحضارة الإنسانية وكشفوا من خلالها كيف كان الإنسان يفكّر وينتج الفنّ والقوانين وكيف كان يعيش منذ آلاف السّنين... ونذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر:

- شريعة حمورابي : وهي شريعة الملك حامورابي سادس ملوك مملكة بابل القديمة وتعتبر من أقدم الشرائع المكتوبة في التاريخ البشري . وتعود إلى سنة 1790 قبل الميلاد وهي عبارة عن مجموعة من القوانين. وجدير بالذكر أن هنك العديد من الشرائع المشابهة لها والتي وصلتنا من بلاد آشور منها مجموعات القوانين والتشريعات تتضمن مخطوطة أور-نامو، ومخطوطة إشنونا، ومخطوطة لبت-إشتار ملك آيسن إلا أن تشريعات حمورابي هي الأولى في التاريخ التي تعتبر متكاملة شاملة لكل نواحي الحياة في بابل. وفيها توضيح قوانين وتشريعات وعقوبات لمن يخترق القانون. ة قد ركزت على السرقة، والزراعة وإتلاف الممتلكات وحقوق المرأة وحقوق الطفل وحقوق العبيد، وتحدثت عن القتل، والموت...[4] والمميّز في هذه الشّريعة أنّه وعلى العكس من بقية ملوك تلك الفترة، فلم يزعم حمورابي أنه سليل آلهة أو ذو ذات إلهية، إلا أنه وصف نفسه بخليل الآلهة. وفي الجزء العلوي من العمود ظهرت صورة حمورابي أمام عرش إله الشمس.[5]

مسلّة حمورابي

- نقش بيستون : أمّا بیستون فهي بلد في غرب إيران وتقع تحديدا غرب مدينة كرمانشاه والمعروفة بتماثيل منحوتة في الصخر والتي تعود إلى عصر الهخامنشیین =الأخمينيون والساسانيين تعتبر هذه التماثيل من أفضل ما أنتجه الفن الفارسي. يذكر الملك داريوش الأول الاخميني (522 ق.م) في نقش"بيستون" القوميات التي كان يحكمها كالتالي: الميديين والعيلاميين وهيراتيين والمصريين والبلخيين والسغرتيين والارامنة والبابليين والسوريين والسكائيين....

نقش بيستون بكارمانشاه بإيران

-نقيشة كسيبينق :[6] وهي نقيشة محفوضة بالمتحف الوطني بالصين

مراجع للتوسّع

فوزي محفوظ، نور الدّين الحرازي، المُبتدأ في علم الآثار، تونس 1996.
محمد حمدي إبراهيم، علم النقوش، مكتبة الأنجلو المصرية، مصر 2012.

طالع أيضاً

المصادر

  1. René Cagnat, Cours d'épigraphie latine, Douai, 1883 [4e éd. 1914] ; repr. 2002 () ; (en ligne).
  2. Bernard Rémy, François Kayser, Initiation à l'épigraphie grecque et latine, Paris, 1999 ().
  3. Jean-Marie Lassère, Manuel d’épigraphie romaine. Paris : Picard, Antiquité-synthèses, 2007, 2 vol. , 1167 p.).
  4. * الترجمة الإنجليزية للشريعة - تصفح: نسخة محفوظة 04 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  5. * مجموعة محاضرات ألقاها السيد سامي البدري (رئيس قسم علم الأديان المقارن في المعهد الإسلامي في بريطانيا)- العراق - بغداد - مركز الإمام الصادق - 2006.
  6. Jacques Pimpaneau, Chine. Histoire de la littérature, Philippe Picquier, 1989, rééd. 2004, p. 158

تصنيف

آثار
لغات قديمة

موسوعات ذات صلة :