الرئيسيةعريقبحث

علوم الفلك في الصين و الهند القديمة


☰ جدول المحتويات


تكاد المصادر العلمية تجمع على ان الفلك في بلاد الهند و السند هو وليد فتوح الإسكندر المقدوني ومانقله إليهم من معلومات فلكية ذات اصول يونانية وبابلية فلم يكن للهنود في الأزمنة المبكرة خبرة تذكر في مجال علم الفلك إذ ان كل معلوماتهم كانت محصورة في ادوار الشمس و القمر و المشتري والتي كانت تلزمهم الأغراض التوقيت الزمني . ولقد وجد أن هنالك عدداً كبيراً من المصطلحات المستخدمة في الهندسة و الفلك و التنجيم ذات أصول إغريقية ، انتقلت إلى اللغة السنسكريتية . اما في الصين فقد كان علم الفلك متطوراً على مايبدو أكثر كثيراً مماكان للهند . وربما يعزى ذلك إلى علاقة الفلك بالدين لدى الصين ، فقد كانت مراصدهم معابد مقدسة وكانت الأدوات و الأجهزة الفلكية أدوات طقوس دينية امتازت بجمال فائق ودقة صنع راقية.

الهند

وقد عرف الهنود كروية الأرض كونها قائمة في الفضاء دون استناد إلى شيء ، لكنهم أيضاً كانوا يقولون بأن الهواء يدفع الكواكب للحركة . ويُذكر أن الهنود عرفوا حركة الترنح في محور دوران الارض حول نفسها وهذا مايسمى مبادرة الاعتدالين ، إذ وجدوا أن مقدار الترنح يعدل 1،5 درجة في القرن الواحد ، وهذه النتيجة قريبة من تلك التي وجدها بطليموس . وقد كان للهند في القرن الثامن الميلادي علم فلك متطور كما يظهر من القصص المروية عن زيارات الفلكين الهنود لدواوين الخلفاء العباسيين وخاصة زيارة سيندهانتا الشهيرة إلى ديوان المأمون وما امر به الخليفة العباسي من ترجمة كتاب السندهند الكبير الذي اعتبره الفلكيون العرب المسلمون إلى جانب كتاب ( بطلميوس المجسطي ) أساساً رئيساً لعلم الفلك العربي الأسلامي .

الصين

ارتبط علم الفلك عند الصين بـ التنجيم . وكان كونفوشيوس الذي عاش للفترة ( 551-479 ق م ) وقد وضع كتاباً في التنجيم بعنوان ( المتغيرات ) وهو يحوي على أسرار ومعلومات فلكية فضلاً عن معلومات التنجيمية وطرق الكشف عن المستقبل . وأهم مايسجل للصين توثيقهم الأحداث الفلكية وتسجيل مشاهداتهم بصورة منتظمة .

اكتشاف الكواكب وتوثيق حوادث الكسوف و الخسوف

يذكر أن الصينيين اكتشفوا مبكراً مجموعة أقمار المشتري قبل ألفي سنة من اكتشاف غاليلو لها عام 1610 م. كما يذكر انهم اكتشفوا البقع الشمسية حيث ورد ذكرها في حوليات أسرة هان ( 206ق.م- 1900م ) . كما ان الصينيين اهتموا بتوثيق حوادث الخسوف و الكسوف حيث إنهم سجلوا خلال الفترة ( 11ق.م-1900م ) مايزيد على 1600 كسوف و 1100 خسوف و 200 حالة احتجاب الكواكب خلف القمر . ولعل من أهم توثيقاتهم الفلكية تسجيلهم لحادث ظهور المستعر الأعظم في برج الثور عام 1054م. كما انهم سجلوا انفجارات نجمية مماثلة في السنوات 1006م و1572م و1604م على التوالي ومن التسجيلات الشهيرة توثيقهم لدوارات مذنب هالي حيث ذكرت تلك الوثائق مرور المذنب في سماء الأرض 29 مرة منذ عام 240ق.م إلى 1910م ، وهذا يعني انهم لم يضيعوا فرصة واحدة لمشاهدة المذنب طوال تلك الفترة!

علم التقاويم في الصين

فقد توصل الفلكيون الصينيون إلى وضع تقويم رسمي للأمبراطورية الصينية وكان على درجة عالية من الدقة فقد حسبوا طول السنة 365,25 يوماً بالضبط، ثم وجدوا أن طول السنة هو 365,2425 يوماً ولذلك قاموا بإصلاح التقويم و ذلك قبل الإصلاح الغريغوي بمدة 383 سنة. وفي عام 1608م حددوا طول السنة الشمسية بمدة 356,242190 يوماً .وقد استخدم الصينيون القدماء الساعات المائية لمعرفة الوقت ليلاً، أما في النهار فقد استخدموا المزاول الشمسية . كما وضعوا خرائط دقيقة لنجوم السماء منها ( خارطة شوتسو ) للنجوم وهي منحوتة على الحجر عام 1247م ، وتصور هذه الخارطة مواقع 1434 نجماً بدرجة عالية من الدقة كما تحدد حدود المجرة . أما بالنسبة إلى المراصد الفلكية الصينية فإن أقدمها منصة قويبيا التي بنيت عام 1279م . وقد استخدم الصينيون آلة ذات الحلق الضخمة لتحديد أحداثيات الأجرام السماوية ومما يذكر أن الصين لا زالت تحتفظ بمرصدها الرئيسي مرصد بكين الذي عمل لمدة 2000 سنة مع كثير من اجهزته

المصادر

علم الفلك في الهند

التقويم الصيني مجلة الصين اليوم

المراجع

د . محمد باسل الطائي ، علم الفلك و التقاويم . بيروت دار النفاس ط الثانية 2007

موسوعات ذات صلة :